26-11-2024 02:53 AM بتوقيت القدس المحتلة

فضل الله: نريد للمرأة أن تتجاوز حدود نسويّتها لتنطلق إلى إنسانيتها

فضل الله: نريد للمرأة أن تتجاوز حدود نسويّتها لتنطلق إلى إنسانيتها

أقامت الهيئة النسائية في جمعية المبرات الخيرية حفل إفطارها السنوي في مجمّع مبرّة السيدة خديجة الكبرى وثانوية الكوثر على طريق المطار، بحضور فعاليات نسائية إجتماعية وتربوية وثقافية وإعلامية. بداية الإح

 أقامت الهيئة النسائية في جمعية المبرات الخيرية حفل إفطارها السنوي في مجمّع مبرّة السيدة خديجة الكبرى وثانوية الكوثر على طريق المطار، بحضور فعاليات نسائية إجتماعية وتربوية وثقافية وإعلامية.  بداية الإحتفال آي من الذكر الحكيم، ثم فقرة فنيّة قدّمها أطفال من المبرات، بعد ذلك ألقت رئيسة الهيئة النسائية فاديا دياب كلمة جمعية المبرات فشكرت السيدات على حضورهن وقالت: "إن غاية حضوركن هو أنكن تردن أن تؤكّدن وقوفكن إلى جانب المبرات بالدعم المادي والمعنوي إيماناً منكن برسالة المبرات التي تشكل الحاضن الأرقى والأسمى لليتيم رعاية وتنشئة وتربية وكفالة، وتؤمِنّ أيضاً بأن المبرات تشكّل قيمة إنسانية في هذا الوطن، ومؤسسة رائدة في الميادين التي خاضت غمارها سواء في رعاية الأيتام أو في المدارس الأكاديمية أو المعاهد المهنية أو في رعاية المعوقين أو رعاية المسنين أو مجالات التقديمات الصحية والإستشفائية وغيرها" وتابعت: "إن النتائج المحققة والتي تزداد وتتضاعف عاماً بعد عام لهي العوامل الرئيسة والأساسية في تعزيز ثقتكم وثقة المجتمع وأهل الخير جميعاً بهذه التجربة المؤسساتية الرائدة".

تلاها كلمة لرئيس مؤسسات سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله العلامة السيد علي فضل الله قال فيها: "إن قاموس الإبداع ليس غريباً عن المرأة، والمرأة يجب أن لا تُغيّب نفسها عنه. أن ‬لا تُغلِقُ‮ ‬على نفسِها باباً،‮ ‬كلُّ‮ ‬الأبوابِ‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تَفْتَحَها‮، أن تطرقها، وأن تلوّنها بشيء من عقلها وفكرها وعاطفتها.. نريد امرأةً‮ ‬تتجاوزُ‮ ‬حدود نسَويتَها لتنطلقَ‮ ‬إلى إنسانيتِها‮... كل ‬إنسانيتِها‮. لا نريدُ‮ ‬أن‮ ‬تظلَّ‮ المرأة مسكونة ‬بهاجس ‬مشاكلَها كإمرأةٍ‮، ‬مع حقِّها بأن تُعالجَ‮ ‬مشاكلَها،‮ ‬لكنّنا نُريدُها أن تنخرِطَ‮ ‬في‮ ‬مشاكلِ‮ ‬المجتمعِ‮ ‬لسببٍ‮ ‬واحدٍ‮ ‬وأساسيٍّ‮ ‬هو أنَّ‮ ‬مشاكلَها في‮ ‬كلِّ‮ ‬ما تُعانيهِ‮ ‬تنطلقُ‮ ‬مِنْ‮ ‬مشاكلِ‮ ‬المجتمعِ‮ ‬العامة. فالعنفُ‮ ‬الّذي‮ ‬قدْ‮ ‬تشعرُ‮ ‬المرأةُ‮ ‬بضغطِهِ‮ ‬عليها‮، ‬هو عامٌّ‮ ‬وموجودٌ‮ ‬في‮ ‬كلّ‮ ما يحيط بها: ‬عنفُ‮ ‬الحاكمِ‮ ‬مع المحكومِ‮، ‬عنفُ‮ ‬ربِّ‮ ‬العملِ‮ ‬مع العامل، ‬عنفُ‮ ‬الأستاذِ‮ ‬مع طلابِهِ‮، ‬عُنْفُ‮ ‬الأبويْنِ‮ ‬مع أولادهما‮، ‬عُنْفُ‮ ‬الأقوياءِ‮ ‬مع الضعفاءِ‮،‬ إنَّهُ‮ ‬مسلسلُ‮ ‬عنفٍ‮ ‬وعلينا فهمُه جيداً وفهمُ جذوره. ‬ولن نتمكّن ‬مِن ‬ذلك‮ ‬إلاّ‮ ‬بالتربية".
وأضاف: "إن القوانين‮ ‬والتشريعات‮ ‬قد تكون‮ ‬ضرورية ‬لكنَّ‮ ‬القوانين لم تستطع ‬رغم تطوّرِها أن تحلَّ‮ ‬مشكلةَ‮ ‬المرأةِ‮ ‬في‮ ‬الغربِ،‮ ‬وما زالت ‬تعاني‮ ‬هناك العنفَ‮ ‬والتمييز‮. ‬لذلك ‬فإنّ‮ ‬التركيزَ‮ ‬فقط ‬على القوانينِ‮ لن‮ ‬يكونَ‮ ‬إلا ‬من قَبيل تجزئةِ‮ ‬الحلّ،‮ ‬وتسكينِ‮ ‬الألمِ‮ ‬وليس العلاجَ‮ ‬الحقيقيَّ‮. ‬لهذا نُطالبُ‮ ‬المرأةَ‮ أن تنظر للأمور ‬بواقعية،‮ ‬وأن تصوّبَ ‬النظرةِ ‬إلى مشكلتِها لتعرفَ‮ ‬مع منْ‮ ‬هي‮ ‬بالدرجة الأولى‮. برأينا ‬إن مشكلةَ ‬المرأةِ‮ بالدرجة الأولى ‬هي‮ في انعدامِ‮ ‬الأخلاق‮ في المجتمع.‬ فالأخلاقُ‮ ‬هي‮ ‬الأساسُ،‮ ‬والرجلُ‮‬ إن كانَ‮ ‬عديمَ‮ ‬الأخلاقِ‮ ‬أو ممن ‬لا‮ ‬يشعرُون‮ ‬برقابةِ‮ ‬اللّه‮، ‬قد‮ ‬يجدُ‮ ‬ألفَ‮ ‬طريقةٍ‮ ‬ليلتفَّ‮ فيها ‬على القوانينِ‮ ‬والتشريعاتِ، لهذا نطمحُ‮ ‬للمرأةِ‮ ‬أن تتقدّمَ‮ على واقعِها‮. ‬لا نريد ‬أن‮ ‬يكونَ‮ ‬الهمّ ‬لديها ‬فقط ‬حياةً‮ ‬بلا مشاكلَ‮،‮ ‬بل أبعدَ‮ ‬من ذلك‮، ‬نريدُ‮ ‬لها أنْ‮ ‬تكونَ‮ ‬جزءاً‮ ‬أساسياً‮ ‬من أيِّ‮ ‬منظومةٍ‮ ‬تتصدّى لحلِّ‮ المشاكلِ‮ في المجتمع،‮ ‬وتبدأَ‮ ‬بحلّ ‬مشاكلِها بواقعيةٍ‮ ‬وصبر. ‬نريدُها أن تتصدّى للشأنِ‮ ‬العامِ ‬وأن تُبدي‮ ‬رأيَها فيه، نريدها ‬أن تُبدع على مستوى الفكرِ،‮ تُشكِّلَ‮ ‬عُدّتَها المعرفيةَ‮ ‬وأدواتَها لتكونَ‮ ‬الصوت ‬وليس مجرّد الصدى،‮ ‬فاللّهُ‮ ‬سبحانُهُ‮ ‬مَنَّ‮ ‬عليها كما مَنَّ‮ ‬على الرجلِ‮ ‬بالعقلِ‮ ‬والقدرةِ‮ ‬على وَعْيِ‮ ‬الأمورِ‮ ‬ودراستِها  ‬فهو ليس ‬أكثر ‬تفكيراً‮ أو قوة أو حضوراً ‬منها‮ بل لا ينقصها شيء من الصلابة  لمواجهة التحديات".

وتابع: "فليكنْ‮ ‬شهر ‬رمضان ‬شهر ‬التكامل‮ ‬بين ‬الرجلِ‮ ‬والمرأةِ‮، يداً ‬بيد لنحُلّ ‬مشكلةَ‮ ‬الجيل الذي أوشك على فقدان ثقته بنفسه وبهويته وبوطنه.. يداً‮ ‬بيد لنحُلَّ‮ ‬مشكلةَ‮ ‬الفسادِ الذي ‮يأتينا بأشكال وبألوان شتى..‬ يداً‮ ‬بيد لنحُلَّ‮ ‬مشكلةَ‮ ‬الإبتعاد ‬عنِ‮ ‬القيمِ التي يعاني منها جميع الأطياف في الوطن.. يداً بيد لنحلَّ‮ ‬مشكلةَ‮ ‬فُرصِ‮ ‬العمل ‬ومشكلةَ‮ ‬الكفاءة، ‬فالمرأة‮ ‬مثلها مثل‮ ‬الرجل ‬ليست ‬محسوبة ‬على انسانيتها، بل على هذه‮ ‬الطائفة‮ ‬أو تلك ‬أو على هذا الموقعِ‮ ‬السياسيِّ‮ ‬أو ذاك‮.‬ المرأةُ‮ ‬أيّتُها الأخواتُ‮ ‬تتقاطعُ‮ ‬مع الرجلِ‮ ‬في‮ ‬الكثير‮ ‬الكثيرِ ‬من المشاكل، ‬والحلُّ‮ ‬مرهون ‬بهما معاً،‮ ‬وبنهوضهما معاً‮‬.‬

وختم سماحته قائلاً: "واقعُنا‮ ‬يعاني‮ ‬ترهلاً‮ ‬سياسياً‮ ‬واجتماعياً‮ ‬واقتصادياً،‮ ‬ونحتاج إلى وعي‮ ‬كافة‮ ‬أبنائه‮ ‬ليكون‮ ‬وطناً‮ ‬حقيقياً،‮ ‬لا تجمّعَ‮ ‬طوائفَ‮ ‬ومذاهبَ‮ ‬ومواقعَ‮ ‬سياسيةٍ‮. ‬والمنطقةُ‮ ‬من حولِنا مقبلةٌ‮ على تغيير وواقعنا بالتالي مقبل على تغيير فكيف نواجهه؟ هل نواجهه ‬بحياديةِ‮ ‬نصفِ‮ ‬المجتمعِ‮، ‬ونعني‮ ‬المرأةَ‮، بسبب انشغالِها بهمومِها‮، ‬أو بإلهائِها وخلقِ‮ ‬حاجاتٍ‮ ‬وهواجسَ‮ ‬خاصّة ‮، أم نواجهه بإمرأة ورجل متكافئين متكاملين يشدان من أزر بعضهما البعض"