27-11-2024 01:55 PM بتوقيت القدس المحتلة

في ذكرى تموز .. اجرام اسرائيلي مستمر والرد دائما "مقاومة"

في ذكرى تموز .. اجرام اسرائيلي مستمر والرد دائما

يعود تموز هذا العام على وقع العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، فعشية ذكرى حرب تموز 2006 أطلق العدو الصهيوني نيران حقده المعتاد على القطاع المحاصر.

يعود تموز هذا العام على وقع العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، فعشية ذكرى حرب تموز 2006 أطلق العدو الصهيوني نيران حقده المعتاد على القطاع المحاصر ليجدد التأكيد للعالم أجمع على إجرامه المفرط ضد المدنيين العزل وضد الآمنين الصائمين في شهر رمضان المبارك، دون أيّ اعتبار لحرمة الشهر المبارك في مخالفة واضحة لابسط معايير حقوق الانسان.

ولعل الاسرائيلي اختار شهر تموز/يوليو كي يحيي ذكرى اجرامه في ذات الشهر من العام 2006 ضد لبنان، في ظل تشابه غريب في الصمت والتواطؤ على الصعيد الدولي والعربي، ولتؤكد المقاومة أيضا على امتداد الجغرافيا العربية الممتدة من لبنان الى فلسطين الى كل بلد عربي، انها الرد الاقوى والانجع على الارهاب الصهيوني.

 السكوت العربي عرفت اسبابه في حرب تموز 2006، ذلك ان العدو تبجح بأن تلك "الحرب الكونية" جاءت للقضاء على حزب الله، فكانت حربا "مرحباً بها" من قبل الكثيرين الذين كانوا ولا زالوا يريدون التخلص من حزب الله خاصة والمقاومة بشكل عام، هذا السكوت مستمر وهو ما يؤكده الموقف العربي الرسمي الصامت امام العدوان الصهيوني الذي يستهدف مدنيي غزة.

فلا مصر فتحت حدودها حيث بقي معبر رفح مغلقا على ما كان عليه الحال ايام حسني مبارك، ولا الانظمة الرسمية العربية (وبالاخص البترولية منها) من المحيط الى الخليج بادرت لدعم الشعب الذي يقتل في غزة والضفة ايضا التي لم يستثنها العدو من ممارساته الاجرامية، ليؤكد كل ذلك ان النظام الرسمي العربي يتواطأ أقله مع الانظمة الغربية لتصفية المقاومة في كل مكان وليس في لبنان فقط، فالهدف إنهاء المقاومة لان ذلك سيعني عمليا القضاء على القضية الفلسطينية وتصفيتها.

ولكن كيف يمكن تقييم المواقف العربية امام ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مخاطر لانهائها؟ واي ردود قد تعيد الزخم للشارع العربي؟ وهل الشارع العربي مبرر له صمته المطبق امام صمت حكامه؟ ولماذا لا يتحرك بعض من الشباب العربي رفضا مثلا لاقفال معبر رفح؟ وماذا تنتظر مصر لتفتح هذا المعبر؟ وماذا تنتظر قطر والسعودية مثلا لاستخدام نفوذهما لـ"ردع" اسرائيل عن قتل الشعب العربي في غزة؟ أم انها تعتبر المسلحين في سوريا عربا بينما أهل غزة من طينة اخرى؟ ولماذا كل الدعم الخليجي يذهب باتجاه المسلحين في العراق وسوريا ولا يذهب منه اي شيء للمقاومة الفلسطينية؟ واين التكفيريون من هذا العدوان الصهيوني؟ أين شعاراتهم التي ترفع باسم الدين والاسلام وباسم الدفاع عن الامة؟

حول كل ذلك توجهنا بالسؤال الى عضو كتلة نواب "الحزب السوري القومي الاجتماعي" النيابية في لبنان النائب مروان فارس الذي اعتبر ان "العدوان الاسرائيلي على لبنان في العام 2006 جزء من المشروع الاسرائيلي على المنطقة الذي بدأ منذ توقيع اتفاقية سايكس - بيكو التي قسّمت المنطقة"، واضاف ان "العدوان الاسرائيلي مستمر على كل بلدان المنطقة من لبنان الى سوريا والعراق واليوم في فلسطين وغزة بغية إقامة الدولة اليهودية من الفرات الى النيل اي ما يسمى اسرائيل الكبرى".

واشار فارس في حديثه لموقع قناة "المنار" الى ان "انتصار تموز في العام 2006 هو انتصار لا مثيل له في تاريخ العرب وهو الذي أسّس لكل انتصار يحقق على العدو الصهيوني"، ورأى ان "هذا الانتصار اتاح لنا الفرصة لتحرير فلسطين بشكل جدي وفعلي وليس مستغربا ما سبق ان قاله في هذا المجال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأنه في الحرب المقبلة المقاومة ستحتل الجليل"، واكد ان "ما تقوم به المقاومة الفلسطيينة في غزة من صمود اسطوري وتوجيه ضربات مؤلمة للداخل الاسرائيلي يؤسس لنصر كبير يكمّل الانتصار الذي تحقق في تموز 2006 فالمقاومة أثبتت أكثر من مرة انها قادرة على هزيمة العدو والقضاء على الكيان الغاصب".

وقال فارس "بما ان المقاومة في فلسطين مدعومة من المقاومة اللبنانية ومن حزب الله ومن سوريا وايران فالانتصار الذي سيتحقق في غزة هو لكل الامة ولكل العرب"، وشدد على ان "هذا الانتصار هو بداية الانتصار الكبير الذي سيتحقق على العدو الصهيوني"، ولفت الى ان "اسرائيل اليوم تشهد هروب أعداد كبيرة من الصهاينة ما يؤكد إمكانية الانتصار وبدء تفكك وانهيار الكيان الغاصب لان الغاية الاساسية من قيام هذا الكيان هو إيواء الصهاينة بينما اليوم نرى هؤلاء يفرون من ارض فلسطين".

وحول الموقف العربي الرسمي، دان فارس الموقف العربي الرسمي بشكل عام، وانتقد بشكل خاص الموقف المصري "الذي لا يزال يتبع نفس اسلوب حسني مبارك في التعامل مع القضية الفلسطينية ومع قطاع غزة المحاصر" بحسب رأي فارس، سائلا "أين ثوار مصر مما يجري في غزة"، كما انتقد فارس موقف قطر، ولفت الى ان "موقف قطر بالتفاوض مع العدو لوقف العدوان هو جزء من المؤامرة على المقاومة وعلى القضية الفلسطينية ولن يجدي نفعا".

واكد فارس ان "الموقف القطري الذي يدعم المسلحين الارهابيين في سوريا لن يخدم فلسطين لان قطر تعادي سوريا بسبب تأييدها للمقاومة ولفلسطين ولرفضها الاعتراف بإسرائيل"، سائلا "كيف ننتظر ممن يدعم اعداء خيار المقاومة والممانعة ان يساعد المقاومة في فلسطين؟؟"، واشار الى ان "ما يقال عن قطر في هذا الاطار يقال عن السعودية ايضا"، ولفت الى ان "قطر والسعودية هما جزء من المشروع الاميركي الصهيوني في المنطقة".

وشدد فارس على  "الصمت العربي الرسمي شراكة في العدوان ضد الشعب الفلسطيني"، واعتبر ان "الحكام العرب سيحاكمون عن خيانتهم للقضية الفلسطينية"، واشار الى ان "التكفيريين هم أيضا جزء من المشروع الاسرائيلي فهؤلاء يريدون اسقاط النظام في سوريا لانه ضد اسرائيل"، وتوجّه "لكل من خدع بالمجموعات الارهابية في سوريا والعراق وبالحكام العرب بأن يراجع مواقف هؤلاء من العدوان على غزة ليكتشف بسهولة ان هؤلاء إما شركاء للعدو الصهيوني أو أدوات يستخدمها لتنفيذ مشروعه ضد القضية الفلسطينية".

يبدو ان الصراع في المنطقة بات بين منظومتين واحدة ترفع لواء المقاومة وينضوي تحت لوائها دول ومنظمات واحزاب وافراد وهدفها الدفاع الدائم الانتصار للقضية الفلسطينية وتحرير فلسطين من الصهاينة، ومنظومة اخرى يقودها العدو الاسرائيلي ومن ورائه واشنطن وفيها ايضا افراد ومنظمات ودول هدفها القضاء على المقاومة ومعاقبة داعميها، كهدف ضروري للقضاء على فلسطين القضية وبوصلة الاحرار في هذا العالم.