25-11-2024 10:35 PM بتوقيت القدس المحتلة

الشاعرة فلورا قازان: أمنيتي السلام لنصون أمانة الله في كرامة الإنسان

الشاعرة فلورا قازان: أمنيتي السلام لنصون أمانة الله في كرامة الإنسان

"يا من تصدح العزّة من مآذنها والمجد يدق أجراس كنائسها أيـا غزة العزة أعترف لكِ اليوم بأنَّكِ مفتاح القضية وبابها و أُلِف قصــــائدِي وَياؤها"

 

 

"يا من تصدح العزّة من مآذنها
والمجد يدق أجراس كنائسها
أيـا غزة العزة أعترف لكِ اليوم
بأنَّكِ مفتاح القضية وبابها و أُلِف قصــــائدِي وَياؤها"

فلورا قازان بهذه الكلمات خاطبت الشاعرة اللبنانية فلورا قازان الحرب على غزة وذلك عبر صفحتها على الفيس بوك ،الشعر بالنسبة اليها هو عدم الإنهزام امام عزيمة تحترق كالشمعة وهو التعبير عن الأحاسيس بكل جرأة . 

وتضيف فلورا في حديث خاص لموقع المنار أن"للإبداع  الأدبي الثقافي مدن مختلفة الانتماءات منها  كتابة الخواطر الوجدانية  العاطفية الانسانية الثورية الصوفية الفلسفية المهم أن تتدفق كالشلال من  باطن الأحاسيس الصادقة بلغة سليمة  ونحسن تنسيقها من خلال إلمامنا الأدبي للشعر".

وأردفت بالقول"البعض من شعراء  النبطي أو الفصحى في ساحتنا العربية للأسف لا يعترفون بذلك يحاربون هذه الأقلام الواعدة بينما ينظر شعراء العاميّة إلى الشعر الفصيح بأنّه انتهى مع نهاية عمالقته وهذا غير صحيح،ستبقى ينابيع الإبداع  تهدينا الكثير من العظماء وسيشهد الآتي على ذلك كما شهد الزمان والتاريخ في الماضي".

وعندما سألناها هل أنتِ مقتنعة بما قدمته حتى الآن وما هي علاقتك بالقراءة والكتابة ؟وما هي الرسالة التي تودين إيصالها للقارئ؟

أجابت "علاقتي بها كعلاقة الأرض للمطر، كعلاقة الأم بجنينها، كعلاقة الورد للعطر، كعلاقة الدم في الوريد ..إلخ، أكتب قصائد الحب والفرح، الأمل والحلم والألم، أكتب للحرية الميتة، للأرض المسروقة، لدمعة طفل، لحرقة قلب أم على فلذة كبدها، أكتب لشهيد الكرامة، أكتب لوطن يحتضر، لأرض تعاني، أكتب للقدس الشريف، وأحج يومياً مع غصن الزيتون، وزهر اللوز وأشجار الليمون، أكتب للإنسانية، للعدالة الاجتماعية، للمذاهب الحقوقية، أسلخ جلد الفتاوى العنصرية، وأغرد عارية الخوف، في سماء الشراكة الوطنية، وأيضاً، تدور حول تناقضات مجتمعاتنا العربية، تساهم في بلورة الواقع الميئوس منه".

عبثاً، أحتاج حنجرة زجاجية،
 أرى من خلالها ركن الدهشة،
 في صحراء المشاعر،
 وأنا أرقب ملامح الوجع،
في منفى الأجوبةِ المختبئة،
 وراء تساؤلات ذاكرة،
لا تنفي غربة لوطن
**

وتضيف فلورا "تدور حول مشاعر وأحاسيس المرأة العربية التي تحتضر بصمت، حالة من الانتفاضة الدائمة تساهم في بلورة العواطف المكبوتة، تصرخ في أصابع النهضة وتزّف الحقيقة إلى سطح القمر".
 
وعند سؤالها عن حال الشعر والشعراء اليوم؟

أجابت "مرتبك من اليأس  بسبب تواجد الكثير من الشعراء والقليل من الشعر،لا  أستطيع أن أقول بالمطلق جيد
لأن البعض  من الشعراء لا زالوا يعيشون  أزمة التكرار بعيداً كل البعد عن عصر  الحداثة والبعض الأخر  تماشى دون إدراك مع عصر الطلسمة معتمداً في أسلوبه التخفي  في بث المكنون من مشاعره الوجدانية بتشابيه ضبابية مرتبكة
 يعصى  عنها  المفهوم الادراكي التي  تشدّ المتلقي ،المفتاح الوحيد في إيصال النغم الشعري برقة وحماسة الى القلوب
هي الكلمات الوجدانية الصادقة النابعة من القلب دون"تشمير" عن عضلات الإعجاز "الماورائي".

ماذا تخبرينا عن مهرجان الف شاعر وشاعرة في مصر وكيف كانت الأجواء ؟

هو مهرجان مؤسسة دار الكلمة  لصاحبها الدكتور محمد محفوظ الذي رفع فيه بجدارة  راية التحدي ليقول للعالم بعد التحولات السياسية التي حصلت في مصر أن الحياة أقوى من الموت، برعاية الاستاذ سامح عاشور نقيب وأمين ورئيس اتحاد المحامين العربي في نقابة المحامين القاهرة،وهو مهرجان حضاري نجح باستقطاب الكثير من المبدعين الذين توافدوا من كل الأقطار العربية فكانت منارة علمية  مشتعلة ثقافياً شاهقة  الفكر في الإبداع  والفلسفة والشعر والرواية والأدب
وقد أستمتعنا  بابداعاتهم الشعرية وهنا أتمنى من كل مؤسسة ثقافية أن تحذو حذو هذه المؤسسة رغم امكانياتها المادية المحدودة التي لم تمنعها  في إقامة مثل هذه المهرجانات لأننا بحاجة إلى المزيد من الترابط الحضاري  لنمدّ المزيد من جسور التواصل الفكري  مما  يؤثر ايجاباً بالأمن والسلام على كل الوطن العربي.

وأضافت "حضر المهرجان  حشد كبير من الوفود العربية مثقفين وأدباء،روائيين وقاص من جميع انحاء القطر العربي من مصر ولبنان وفلسطين والسعودية والاردن والعراق وكردستان العراقية وتونس والبحرين والامارات وقد صفقت القلوب من الفرح وانا أكرر شكري للمؤسسة وصاحبها ولكل من شارك وساهم وتعب في نجاح هذا المؤتمر الكبير الذي جمع ما بين الكلمة وصدقها وبين العروبة وأصالتها وأشكر أيضاً كل من  أمن بالكلمة فحضر ولبى دعوتنا".

ما جديدك الشعري واخر إصداراتك وما هي مشاريعك المستقبلية ونشاطاتك ..؟

أهم مشاريعي ديوان جديد مؤلَّف من سبعين  قصيدة،وديوان حكم فلسفية  علمتني اياها الحياة،والسعي لإقامة المزيد من المهرجانات في الوطن العربي ككل وفي لبنان

ماهي أهم أمنياتك  في العام الجديد ؟

امنية واحدة دائماً أقولها لأنها الأهم لتحقيق باقي الأمنيات السلام، ثم السلام، ثم السلام لنصون أمانة الله في كرامة الإنسان

كيف تنظرين كمثقفة وأديبة للأوضاع التي يعيشها العالم العربي اليوم من حروب وقتل ودمار؟

أولاً أنا مع الحرية المطلقة، في التعبير، شرط أن لا تهين مقامات الغير، ما أحبه لنفسي حق لغيري، أنا مع حرية المعتقد، والأديان، وسياسة التسامح، جلّ ما نفتقده في عالمنا العربي،الذي يحدث في لبنان  والعالم العربي من حروب وقتل ودمار هي مؤامرة صهيو-أميركية، تزرع الفتن لتمرير مخطط امبريالي لشرق أوسطي جديد،وامام العيان ما نراه اليوم من تهجير القيم والمبادىء وتحويل الأديان السماوية التي تدعو إلى المحبة لإرهاب  بربري تقشعر منه  أبدان الحياة . 
وختمت بالقول ليس للقادمين، غير اشتهاء الرحيل، ليس للصامتين، غير اشتهاء الصهيل، وليس للأرض، سوى انتظار المطر، مطر مطر، مطر، أين أصبح،المطر؟

أتنزه في سهول العروبة
أعرج كعجوز
بين أثلام الذكرى  
ترقص طموحات حق العودة
كشجرة الدر  من المنفى
أسمع فحيح هذا الليل الأصم
و الدهشة التي أكلت عيوني الهاربة
جافة ملامح هذه القومية المختزلة
قليلة المروءة تلك الأصوات الحاكمة
ساذجة هذه الدموع في العيون الخائفة
فقيرة اللون عواطفنا  العربية الجياشة

***