بدأت تتعالى أصوات معارِضَة لـ"الإنعطافة" في الموقف الروسي المؤيد لبيان إدانة النظام السوري في مجلس الأمن، الغير متوازن، بحسب رأي العديد من المحللين، خطوة إلى الخلف للدبلوماسية الروسية.
بدأت تتعالى أصوات معارِضَة لـ"الإنعطافة" في الموقف الروسي المؤيد لبيان إدانة النظام السوري في مجلس الأمن، الغير متوازن، بحسب رأي العديد من المحللين، خطوة إلى الخلف للدبلوماسية الروسية وصفها البعض بـ"المناورة" وخشي البعض الآخر أن "تليها خطوات أكثر تقهقرا".
وفي هذا الشأن اعتبر الناشط في حركة "روسيا الكادحة" رومانيتشيف كيريل أنه "لا يوجد موقف محدد وواضح والموقف الحقيقي هو الموافقة على الموقف الغربي"، ورأى أن "رئيس الجمهورية فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف يوافقان النظام الغربي في كل سياساته وأنظروا ما يحصل لدينا في بلدنا".
وأضاف كيريل "أفهم هذا وكأنه لعبة الغرب قبل الإنتخابات الروسية التي من المقرر إقامتها في شهر آذار إن حصلت"، وتابع "لذلك بدأت معركة تأييد الغرب لأي من المرشحين وبالطبع الغرب سيؤيد من يؤيده أكثر من المرشحين"، وأشار الى ان "الحديث عن الممانعة الروسية فهو فقط في بعض المقابلات الخاصة و للإستهلاك الإعلامي".
من جهته قال "أمين عام حركة روسيا الكادحة الشيوعية" فيكتور إيفانوفيتش أنبيلوف في حديث لقناة "المنار" إنه "لا يرى جديدا في الموقف الروسي ولا حتى في موقف الولايات المتحدة الاميركية"، وأضاف "الجميع يعلن انه ضد العنف ومع ذلك لا أحد يقوم بشيء لوقف هذا العنف"، وتابع "يدعون الى وقف الإعتداء العنف بينما قصف ليبيا مستمر ونفس الامر يحصل في سورية".
وشدد أنبيلوف على "ضرور أن تطالب روسيا بوقف جميع أشكال التدخل الخارجي العسكري بما فيها تدخل أجهزة الإستخبارات في شؤون الدول العربية المستقلة"، وأوضح "هذا يمكن أن يسمى موقفا حتى ولو وصل إلى دعوة مجلس الأمن للإنعقاد للمطالبة بهذا الأمر".
ولفت أنبيلوف إلى أن "رئيس الوزراء بوتين شبه بشكل صحيح إعتداء الناتو على ليبيا وبشكل عام تدخل الولايات المتحدة الأميركية و الناتو في شؤون الدول العربية بالحملات الصليبية الحديثة"، واعتبر ان "هذا كان تقييما صحيحا للوضع وكان يجب أن تدعم وجهة النظر هذه"، واضاف "لكن للاسف الرئيس ميدفيديف تدخل ضد هذا الموقف ليثبت بهذا أنه يقع تحت التأثير الأميركي أكثر منه تحت تأثير رئيس الوزراء بوتين".
واشار أنبيلوف إلى انه "لو أرادت روسيا فعلا تقوية نفوذها في الشرق الاوسط و في العالم بشكل عام وفي وروبا كان عليها وعند بداية الهجوم على ليبيا أن تحرك قطع الأسطول الروسي في البحر الأبيض المتوسط ولو بصفة قوة مراقبة"، واضاف "لكن اليوم للاسف البحر الأبيض المتوسط هو بحر الناتو".
وطالب أنبيلوف "بدعوة مجلس الأمن للانعقاد سريعا لإدانة إعتداء الناتو ضد الشعب الليبي وإيقاف التدخل في شؤون الدول العربية"، وحث على "دعوة الجمعية العامة للامم المتحدة للبحث بنفس الشأن"، وحذّر "إن لم نوقف هذا الحريق الآن في الشرق الأوسط فنحن أمام حرب عالمية شاملة".
بدوره دان "الناشط في رابطة التضامن مع سورية" بيوتر ريباكوف "إستعمال العنف ضد التدخل الخارجي والمؤامرات الخارجية"، وأكد أنه "واجب مقدس على كل رئيس دولة وحق له أن يواجه أية مؤامرات خارجية ضد بلده وحماية شعبه من عملاء الداخل والخارج والمجرمين المرسلين عبر الحدود"، وشدد على انه "من حق الرئيس السوري بشار الاسد وواجب عليه إستعمال القوة مع من يهدد أمن بلاده وأمن شعبه".
وقال ريباكوف إن "قيادتنا الروسية قد أثبتت أنها بعيدة عن توجهات شعبها بتأييدها لبيان مجلس الأمن الأخير"، ولفت الى انه "كان يجب على المسؤولين الروس التعبير عن موقف الشعب الروسي بدل إتخاذهم موقفا خاصا بهم مأجورا للغرب"، مؤكدا أن "هذا ليس موقف الشعب الروسي فالشعب الروسي مع بشار الأسد ومع سورية".