22-11-2024 06:17 AM بتوقيت القدس المحتلة

ماذا يجري في جبال القلمون وحولها؟

ماذا يجري في جبال القلمون وحولها؟

المسلحون المنتشرون في أعماق جبال القلمون امام خيارين لا ثالث لهما: الإستسلام او الموت في قلب الجبال الممتدة من جبال النعيمات مقابل بلدة القاع وسهلها حتى حدود الزبداني في سوريا.

نضال حمادة



المسلحون المنتشرون في أعماق جبال القلمون أمام خيارين لا ثالث لهما: الإستسلام أو الموت في قلب الجبال الممتدة من جبال النعيمات مقابل بلدة القاع وسهلها حتى حدود الزبداني في سوريا. هذا الكلام لمصدر ميداني متابع لما يجري في جبال القلمون منذ بداية الأحداث السورية.

مصادر في البقاع الشمالي قالت لموقع المنار ان المسلحين طلبوا بعد سقوط يبرود ، طريق انسحاب بين بلدة قارة وبلدة البريج في القلمون  السوري،  باتجاه الصحراء ، وحسب العرض الذي قدموه قالوا انهم يريدون الذهاب  باتجاه الجزيرة العربية، غير ان هذا الطلب رُفض لان الطرف السوري وحلفاءه  يعتبرون ان المسلحين سوف يتوجهون الى الداخل السوري وسوف يضطر الجيش وحلفاؤه  لمواجهتهم في المدن السورية ، بينما بقاؤهم في متاهات جبال القلمون يعتبر الحل الأمثل لانهاء المعركة حول دمشق امتدادا الى الجنوب السوري.

ويستعد الجيش السوري والقوى الحليفة له لشن هجوم  كبير في الفترة المقبلة لطرد المسلحين من التلال التي يتحصنون بها داخل جبال القلمون، ويبدو ان هناك توجها للبدء بالهجوم  قبل حلول فصل الشتاء .

وقد  تمكن الجيش السوري وحلفاؤه في الشهرين الماضيين من قطع تواصل المسلحين بين بلدة الزبداني وباقي جبال القلمون ، وهذا زاد من شدة الخناق على حوالي أربعة آلاف وخمسمائة مسلح يتوزعون في أعماق الجبال، وزاد من حدة الخلافات بين المسلحين السوريين والأجانب المتواجدين في الزبداني. ويريد السوريون المصالحة مع الدولة بينما يرفض الأجانب الكلام عن المصالحة ، وينتمي المقاتلون الغرباء  الى جنسيات  سعودية  واردنية وجنسيات اخرى غير عربية ، ويعتبر هؤلاء أنَّ الطرق مسدودة أمامهم للخروج من المنطقة، ولم يقدم لهم أي حل للانسحاب ، وقد قرروا المواجهة على ما يبدو.

ويعاني المسلحون البعد عن المناطق الحضرية والمدن في القلمون، وهذا ما يصعب عليهم عمليات الإمداد والتموين، حيث هم ، ويجبرهم على الخروج من مخابئهم للحصول على الغذاء والتزود بالوقود ، ما يجعل عملية ضربهم  و إضعافهم أسهل وأسرع.

وترصد الجهات الميدانية محاولات من جانب المسلحين للعمل تحت إمرة غرفة عمليات موحدة وخوض معرك الجبهة  الواحدة ، غير أن تشتتهم وتفرقهم الجغرافي على شكل مجموعات في قلب الوديان والمغاور وفي مواقع متباعدة أفشل الى حد كبير مخططهم هذا ، وتقول  مصادر ميدانية ان الهجوم الكبير الذي شنَّه المسلحون منذ حوالي شهر ، كان فيه تنسيق كبير واعتمد على طرق بدائية لإعلان استعداد المجموعات وذلك عبر  إصدار صوت معين من كل مجموعة تعلن فيه استعدادها للهجوم. وقد بدأت المعركة عبر إشعال نار كبيرة في تل في أعماق الجبال وإطفائها بسرعة ما اخرج دخانا كثيفا نحو السماء في إشارة الى المجموعات لبدء المعركة.

المصادر الميدانية  تقول أيضاً ان هذا الهجوم كان كارثة فعلية على المسلحين  فقدوا خلاله العشرات من خيرة مقاتليهم خلال يوم كامل من المعارك ، تمكنوا في بدايته من احتلال احدى النقاط  لمدة ساعتين فقط ، غير ان طبيعة المعركة وطريقة توزيع قوات الجيش وحلفائه فضلا عن فقدان المسلحين  لمناطق الحضر والسكن أخرج من أيديهم أية مبادرة هجومية قابلة للاستمرار والحياة ، ويتوقع أن تستمر معركة براري جبال القلمون وقتا لا باس به حتى يتم  القضاء  على مجاميع المسلحين هناك وهم يعلمون أنهم سوف يفقدون معركة سورية المفيدة بشكل عملي عندما يخسرون هذه المعركة.