أكد الوزير السابق ماريو عون أنّ "التيار الوطني الحر" يقف إلى جانب مطالب الشعوب المحقة أينما وُجِدوا، لافتاً إلى أنّ الأزمة السورية تخطّت المطالب الاصلاحية
حسين عاصي
أوغلو شمّر عن زنوده.. ثمّ عاد بقناعات مختلفة
الأسد بدأ بتنفيذ وعوده والأزمة تخطت الاصلاح
فريق 14 آذار خاضع للاملاءات الغربية والأميركية
عدم إقرار قانون الكهرباء خطأ ارتكبه مجلس النواب
قانون الكهرباء حيوي ومفيد.. بعيداً عن السمسرات
هل من الممكن أن نضيء لبنان كله.. مجاناً؟!
أكد الوزير السابق ماريو عون أنّ "التيار الوطني الحر" يقف إلى جانب مطالب الشعوب المحقة أينما وُجِدوا، لافتاً إلى أنّ الأزمة السورية تخطّت المطالب الاصلاحية، ملاحظاً أنّ الرئيس السوري بشار الأسد تجاوب مع هذه المطالب وبدأ باتخاذ خطوات عملية ليتبيّن أنّ المطلوب هو إسقاط النظام في سورية وذلك بواسطة المجموعات الارهابية المسلّحة.
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، انتقد عون مواقف قوى الرابع عشر من آذار التي دعت رئيس الجمهورية لاستدعاء السفير اللبناني في دمشق، لافتاً إلى أنّ هذا الفريق خاضع للاملاءات الأميركية والغربية، داعياً إياه للكفّ عن اللعب بالنار.
وفيما انتقد عون عدم إقرار المجلس النيابي لاقتراح القانون المتعلق بإقرار قانون برنامج لإشغال كهربائية لإنتاج 700 ميغاواط بقمية 2.1 مليار دولار، رفض ربط عدم إقرار القانون بالسياسة، مفضّلاً القول أنّه حصل لافساح المجال أمام المزيد من الاتصالات. وأسف لاعتبار البعض هذا القانون مكلفاً للخزينة، متسائلاً عما إذا كان من الممكن أن نضيء لبنان "مجاناً".
الأسد تجاوب مع مطالب الاصلاح
الوزير السابق ماريو عون أكّد لموقع المنار أنّ ما يحصل في سورية في الواقع هو عبارة عن ضغوط تمارَس على النظام السوري وعلى سورية من قبل الغرب ولا سيّما الادارة الأميركية من أجل الحصول على مكاسب سياسية معيّنة. ورأى أنّ السياسة الأميركية في المنطقة لا تؤدي إلا لزرع الانقسامات والفوضى في الدول العربية بغية الوصول لحلول لقضية الشرق الأوسط وإسرائيل بشكل سهل جداً ويلائم تطلعات واشنطن.
ووضع عون كلّ الأحداث الجارية في المنطقة من أفغانستان إلى العراق واليمن وتونس وحتى السودان في خدمة الأجندة الأميركية، مشيراً انطلاقاً من ذلك إلى أنّ الأزمة السورية الحالية تعبّر بشكل أو بآخر عن ضغوط أميركية تمارسها الادارة الأميركية بأدوات مختلفة، وبواسطة الأتراك في الوقت الحالي وذلك بهدف واحد ألا وهو تنفيذ مآربهم وغاياتهم بتقسيم المنطقة.
ورداً على سؤال، أشار عون إلى أنّ كلّ الشعوب لديها مطالبها من أميركا إلى أوروبا إلى الدول العربية وهي مطالب محقة بشكل عام لا لبس فيه. وأكد عون أنّ "التيار الوطني الحر" يؤيد المطالب المحقة لكلّ الشعوب ولا سيما المطالب الاصلاحية، لكنه لاحظ أنّ الرئيس السوري بشار الأسد تجاوب مع المطالب الاصلاحية للشعب السوري ووعد بتحقيقها وهو باشر بالفعل وبدأ باتخاذ خطوات عملية على هذا الصعيد، لافتاً إلى صدور مراسيم تطبيقية تتعلق بقانون الأحزاب وتعددية الأحزاب.
كفانا مآس وخراب...
وشدّد عون على أنّ الأحداث الجارية في سورية تثبت أنّ الموضوع تخطى الطابع الاصلاحي، لافتاً إلى أنّ المطلوب في سورية كما تُظهر كلّ المعطيات هو إسقاط النظام في سورية وذلك بواسطة المجموعات الارهابية المسلّحة التي فضحت المشاهد التي عرضتها بعض الفضائيات كيف كانت تتعدّى على القوى الأمنية.
وفيما رأى أنّ ما يحصل في سورية هو أعمال شغب بكلّ ما للكلمة من معنى ما يستوجب من الدولة السورية أن تتحمل مسؤولياتها في قمعها، لفت إلى أنّ وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو لَمَسَ هذه الموضوع لمْس اليد خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق، ملاحظاً أنّ أوغلو وصل إلى دمشق مشمّراً عن زنوده محمّلاً برسائل قوة لكنه خرج بقناعات أخرى.
وانتقد الوزير السابق ماريو عون مواقف قوى الرابع عشر من آذار التي دعت رئيس الجمهورية لاستدعاء السفير اللبناني في دمشق، لافتاً إلى أنّ هذا الفريق خاضع للاملاءات الأميركية والغربية، واضعاً مواقفها في سياق المزايدات. ودعا هذه القوى للكف عن اللعب بالنار، قائلاً "كفانا مآس وخراب".
خطأ ارتُكب في مجلس النواب..
وختاماً، تطرق القيادي في "التيار الوطني الحر" إلى إقتراح القانون المقدم من رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون والمتعلق بإقرار قانون برنامج لإشغال كهربائية لإنتاج 700 ميغاواط بقمية 2.1 مليار دولار، وهو الاقتراح الذي قرّر المجلس، بعد مناقشات استمرت ساعتين، إبقاءه على جدول الأعمال لدرسه في جلسة الأربعاء المقبل على أن تزوّد الحكومة المجلس تفاصيل هذا الإقتراح خلال مهلة أسبوعين بعد موافقة الرئيس نجيب ميقاتي.
وأكد الوزير عون لموقع المنار أنّ عدم إقرار هذا القانون هو خطأ ارتُكِب في مجلس النواب، مستغرباً عدم قدرة لبنان على تنفيذ أي مشاريع بذرائع متعددة. ولفت إلى أنّ لا مجال للوصول لحل لأزمة الكهرباء المزمنة في لبنان دون تنفيذ الخطة التي أعدّها وزير الطاقة جبران باسيل. وأسف عون لوصف المشروع بالمكلف، كما صنّفه رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، متسائلاً عما إذا كان من الممكن أن نضيء لبنان كله "مجاناً". ولفت إلى أنّ العديد من الشركات التي تقدمت بعروضات لاجراء مناقصات، لافتا إلى أنه سيتم اعتماد إحدى هذه الشركات بعد استدراج العروض، مؤكداً أن هذه الشركة يجب أن تحصل على حقوقها المالية في نهاية المطاف.
ورداً على سؤال، لم يشأ عون ربط عدم إقرار القانون بالسياسة، مفضّلاً القول أنّه حصل لافساح المجال أمام المزيد من الاتصالات، متحدثاً عن مشكلة الثقة السائدة بين رجال السياسة في لبنان، مشدداً على أنّ "التيار الوطني الحر" عندما يقترح أي مشروع فهو ينطلق من مصلحة لبنان بعيداً عن الحسابات الضيقة، موضحاً أنّ هذا المشروع ينسجم مع هذا المبدأ ويسعى لتحقيق الاصلاحات الكهربائية بكلّ تجرّد وبعيداً عن السمسرات والمحسوبية.