أعاد البرلمان العراقي اطلاق العملية السياسية معبدا الطريق امام تشكيل حكومة جديدة بعدما نجح في انتخاب سليم الجبوري رئيسا له، في وقت نجحت القوات الحكومية في دخول مدينة تكريت لساعات قبل ان تعود وتنسحب منها اثر معارك ضارية.
أعاد البرلمان العراقي اطلاق العملية السياسية معبدا الطريق امام تشكيل حكومة جديدة بعدما نجح في انتخاب سليم الجبوري رئيسا له، في وقت نجحت القوات الحكومية في دخول مدينة تكريت لساعات قبل ان تعود وتنسحب منها اثر معارك ضارية.
وحصل سليم الجبوري على 194 صوتا من بين اصوات 273 نائبا حضروا جلسة اليوم وشاركوا في عملية التصويت، علما ان عدد الاصوات المطلوب للفوز بهذا المنصب هو 165 صوتا، فيما حصلت النائبة شروق العبايجي التي نافست الجبوري على هذا المنصب على 19 صوتا، بينما جرى فرز 60 ورقة تصويت باطلة.
كما جرى انتخاب النائب حيدر العبادي نائبا اول للجبوري بحصوله على 188 صوتا بعد جولتي تصويت اثر فشله في الحصول على الاغلبية المطلقة في جولة التصويت الاولى التي واجه خلالها النائب احمد الجلبي، علما ان كليهما ينتميان الى "التحالف الوطني" اكبر تحالف برلماني.
وانتخب كذلك النائب الكردي ارام شيخ محمد نائبا ثانيا لسليم الجبوري بحصوله على 171 صوتا من بين 241 من اصوات النواب الذين شاركوا في جلسة التصويت.
وكان البرلمان العراقي فشل في جلسته الاولى في الاول من تموز/يوليو في انتخاب رئيس له بحسب ما ينص الدستور، وفي جلسته الثانية ايضا الاحد الماضي، قبل ان تطغى التوافقات السياسية على جلسة اليوم.
ويتحدر الجبوري (43 عاما) من محافظة ديالى شمال شرق بغداد، وهو عضو في الحزب الاسلامي العراقي.
وتعيد مسالة انتخاب رئيس للبرلمان اطلاق العملية السياسية في العراق وتعبد الطريق امام بدء مفاوضات تشكيل حكومة جديدة تواجه التحديات التي تعصف بهذا البلد وعلى راسها الهجوم الذي يشنه مسلحون منذ اكثر من شهر.
واعلن الجبوري في كلمة له امام البرلمان عن فتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية امام العراقيين بدءا من صباح يوم غد الاربعاء ولمدة ثلاثة ايام، على ان تعقد جلسة جديدة للبرلمان يوم 23 تموز/يوليو.
وينص الدستور على ان يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال 30 يوما من تاريخ اول انعقاد للمجلس، على ان يكلف رئيس الجمهورية مرشح الكتلة النيابية الاكثر عددا بتشكيل مجلس الوزراء خلال خمسة عشر يوما من تاريخ انتخابه.
وبحسب العرف السياسي المتبع في العراق، فان رئيس الوزراء يكون شيعيا ورئيس البرلمان سنيا ورئيس الجمهورية كرديا.
ويظلل تمسك رئيس الوزراء نوري المالكي بمنصبه المشهد السياسي بعدما اكد انه لن يتنازل "ابدا" عن السعي للبقاء على راس الحكومة لولاية ثالثة، رغم الانتقادات الداخلية والخارجية له والاتهامات الموجهة اليه باحتكار الحكم.
ويطالب خصومه السياسيون وبينهم أعضاء في كتلة "التحالف الوطني" بترشيح سياسي اخر، فيما يصر هو على احقيته في تشكيل الحكومة مستندا الى فوز لائحته باكبر عدد من مقاعد البرلمان (92 نائبا) مقارنة بالكتل الاخرى.
وفي موازاة الاختراق السياسي الذي تحقق في البرلمان اليوم، دخلت القوات العراقية مدينة تكريت الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" وجماعات متطرفة اخرى وسيطرت لساعات على مناطقها الجنوبية قبل ان تعود وتنسحب منها بعد معارك ضارية خاضتها فيها.
وقال ضابط برتبة رائد في الشرطة لوكالة فرانس برس "انسحبت القوات العراقية من مدينة تكريت وعادت الى مناطق تجمعها على بعد نحو 10 كيلومترات من جنوب المدينة بعد معارك ضارية مع المسلحين فيها".
وذكر من جهته مصدر عسكري رفيع المستوى ان "القوات العراقية انسحبت مع بدء حلول الليل حتى لا تتعرض الى خسائر، لكنها ستعود لتدخل المدينة".
واكد شهود عيان في تكريت لفرانس برس انسحاب القوات العراقية وعودتها الى مقر الفرقة الرابعة في الجيش الواقع خارج تكريت (160 كلم شمال بغداد) من جهة الجنوب. وتمكنت القوات العراقية صباح اليوم من دخول مدينة تكريت واستعادة السيطرة على الجزء الجنوبي من المدينة، بحسب ما افاد محافظ صلاح الدين احمد الجبوري.
واضاف ان "قواتنا تمكنت خلال العملية التي بدأت صباحا من السيطرة على الجزء الجنوبي من المدينة حيث يقع مبنى المحافظة واكاديمية الشرطة ومستشفى تكريت"، مشيرا الى مشاركة قوات مكافحة الارهاب والنخبة و"متطوعي الحشد الشعبي" في العملية.
وبدأت القوات العراقية في 28 من حزيران/يونيو الماضي تقدمها برا باتجاه مدينة تكريت، كبرى مدن محافظة صلاح الدين مدعومة بغطاء جوي كثيف.
وسيطر مسلحون يقودهم تنظيم داعش في 11 حزيران/يونيو الماضي على المدينة بعد موجة هجمات استهدفت مدنا مهمة ابرزها الموصل (350 كلم شمال بغداد) التي سقطت مع مناطق اخرى من شمال وشرق وغرب البلاد في ايدي هذا التنظيم المتطرف.
وفي الضلوعية (90 كلم شمال بغداد) قال ملازم في الشرطة ان القوات الحكومية تمكنت اليوم مدعومة بمسلحين من عشائر محلية من طرد مسلحي داعش الذين سيطروا امس الاثنين على معظم مناطق هذه المدينةباستثناء جنوبها.
وقال احد مسلحي العشائر لفرانس برس "لقد حررنا الضلوعية بالكامل اليوم وقد رفع علم العراق على الابنية التي كان يحتلها داعش".
وتشكل الضلوعية التي خاضت معارك عدة على مدار السنوات الماضية مع تنظيمات متطرفة بينها القاعدة، نقطة قتال محورية بالنسبة الى القوات الحكومية وبالنسبة الى المسلحين ايضا الذين يسعون للزحف نحو بغداد من جهة الشمال.
ولقي 19 جندياً وشرطياً عراقياً حتفهم قرب سامراء (110 كلم شمال بغداد) والى الجنوب من بغداد بينها هجوم انتحاري بسيارة مفخخة، حسبما افادت مصادر امنية وطبية.
ومساء، قتل ثمانية اشخاص واصيب 26 بجروح في انفجار سيارتين مفخختين في منطقة مدينة الصدر في بغداد، بحسب مصدر طبي رسمي ومصدر في وزارة الداخلية.
في هذا الوقت، اعلنت وزارة الحرب الاميركية ان الفرق العسكرية الاميركية انهت تقييما للقوات الامنية العراقية.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مسؤولين اميركيين ان التقرير يذكر ان نصف وحدات الجيش العراقي فقط مؤهلة لتلقي النصح من القوات الاميركية، وان القوات العراقية لديها القدرة للدفاع عن بغداد لكن ليس بالضرورة عن كامل المدينة.
ومن المفترض ان يدرس وزير الحرب تشاك هيغل والقادة العسكريين هذا التقرير ثم يرفعون توصية بايفاد بعثات محتملة من المستشارين العسكريين الاميركيين الى العراق حيث يتواجد حاليا نحو 220 من هؤلاء المستشارين.