لا يزال العدوان الاسرائيلي على غزة يتصدر اهتمامات الصحف اللبنانية الصادرة محليا صباح اليوم الاربعاء 16-7-2014 ففي حين قبل كيان العدو بالمبادرة المصرية للحل رفضته كل الفصائل الفلسطينية
لا يزال العدوان الاسرائيلي على غزة يتصدر اهتمامات الصحف اللبنانية الصادرة محليا صباح اليوم الاربعاء 16-7-2014 ، ففي حين قبل كيان العدو بالمبادرة المصرية للحل رفضتها كل الفصائل الفلسطينية ولا سيما حماس التي اعلنت وعبر جناحيها العسكري والسياسي انها ستستمر بالصمود والدفاع الى جانب الفصائل الفلسطينية الاخرى حتى تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني المحقة، كما تحدثت الصحف عن التطورات العسكرية للازمة العراقية، كما تطرقت الصحف الى الملفات السياسية والامنية اللبنانية.
السفير
المقاومة تردّ على نتنياهو وترفض الخضوع وإيلات في مرمى صواريخها
العدو يتسلح بالمبادرة المصرية: غزة ستدفع الثمن!
حلمي موسى
بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول ".. وانتهى اليوم الثامن لحرب "الجرف الصامد" كأيام سبقته، من دون أن تتوقف النيران، رغم المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار ابتداء من التاسعة صباح أمس.
وفي التاسعة مساء أمس عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر اجتماعاً عاصفاً، لا ليبحث فقط التصعيد على غزة بعد أن رفضت المقاومة المبادرة المصرية، وإنما ليبحث كذلك الخلافات التي دبّت بين صفوف الحكومة إثر هذه المبادرة. وبعد أن اتهم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالتردّد والخضوع، أقال نتنياهو نائب وزير الدفاع داني دانون.
وشهد اليوم الثامن أيضاً سقوط صاروخين على إيلات، وإصابة عشرة إسرائيليين هناك. وعنت الصواريخ على إيلات أنه فعلاً لم يعد مكان في إسرائيل يمكن أن يكون آمناً، بعد أن شهدت الأيام قبلاً سقوط قذائف وصواريخ أيضاً من لبنان وسوريا. ويعني قصف إيلات أن هذا المكان الأبعد عن مركز فلسطين، والذي كان يشكل ملاذاً للفارين من مناطق التوتر، أصبح خارج الخدمة.
ورغم أن الساعات الأخيرة قبيل فجر أمس شهدت كثافة اتصالات على مستوى عالمي وإقليمي، بقصد تسهيل نجاح المبادرة المصرية إلا أن النيران لم تتوقف. فالحكومة الإسرائيلية عقدت اجتماعها صباح أمس لتعلن، في ظل خلاف داخلي، في الساعة التاسعة وبضع دقائق على قبولها المبادرة المصرية التي تفتح، من وجهة نظرها، الباب أمام تجريد غزة من صواريخها وأنفاقها بضغط دولي. ولم تنتظر قيادات "حماس" التاسعة صباحاً لتعلن موقفها، بل أعلنته قبل ذلك برفض المبادرة المصرية. ولأن رفض المبادرة كان مكلفاً، فإن قيادات من "حماس" حاولت في الساعات التالية تلطيف هذا الرفض والإيحاء بأن المبادرة موضع دراسة. ولكن خلال ساعات قليلة كان الرفض من "حماس" و"الجهاد الإسلامي" رسمياً وجلياً.
وذكرت "كتائب القسام"، في بيان، "لم تتوجه إلينا أي جهة رسمية أو غير رسمية بما ورد في مبادرة وقف إطلاق النار المزعومة التي يتم الحديث عنها في وسائل الإعلام. إن صحّ محتوى هذه المبادرة فإنها مبادرة ركوع وخنوع نرفضها جملة وتفصيلاً، وهي بالنسبة لنا لا تساوي الحبر الذي كتبت به"، متوعّدة إسرائيل بأن المعركة "ستزداد ضراوة".
كما أعلنت حركة "الجهاد الإسلامي" رفضها المبادرة. وذكرت، في بيان، "أبلغنا الجانب المصري موقفنا بعدم قبول هذه المبادرة التي لا تلبي حاجات شعبنا وشروط المقاومة التي لم تستشر فيها". وأضافت "هذه المبادرة غير ملزمة لنا، وسرايا القدس ستواصل عملياتها، جنباً إلى جنب مع كل الفصائل والأجنحة العسكرية، دفاعاً عن شعبنا في مواجهة العدوان الإسرائيلي".
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري شدّد، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، على ضرورة العمل للوقف الفوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية. وقال "في سبيل تحقيق هذا الهدف، فإن مصر عملت على إجراء الاتصالات المكثفة مع الأطراف كافة للعمل على احتواء الأزمة والحيلولة دون مزيد من التصعيد، وقد شملت هذه الاتصالات القيادة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية المختلفة والسلطات الإسرائيلية، فضلاً عن عدد من الدول العربية والإسلامية، والأطراف الدولية الفاعلة. وقد تبلورت محصلة الجهود السابقة التي تمّت على أعلى مستوى عن المبادرة التي طرحتها مصر لحقن دماء الشعب الفلسطيني".
والواقع أن إطلاق الصواريخ لم يتوقف ولم ينتظر الموقف النهائي والرسمي. فمنذ ساعات الصباح، ورغم إعلان الجيش الإسرائيلي إيقاف عملياته، تواصلت عمليات إطلاق الصواريخ وبكثافة بحيث طالت هذه المرة مناطق في أقصى الشمال الشرقي لفلسطين. وبحسب الإعلانات الإسرائيلية فإنه حتى السادسة مساء كانت المقاومة قد أطلقت أكثر من 120 صاروخاً. ووفرت صلية من قذائف الهاون على موقع عسكري إسرائيلي على معبر إيريز الفرصة لتعلن إسرائيل للمرة الأولى عن مقتل "مدني"، ادعت أنه كان يوزع الطعام على أفراد الجيش في الموقع.
وكان الجيش الإسرائيلي قد عاد بعد أربع ساعات من توقفه عن الغارات إلى الهجوم بشدة على غزة، معلناً استراتيجية جديدة تقوم على أساس الضغط على "حماس" وفصائل المقاومة من أجل القبول بوقف إطلاق النار. وأشار المعلقون العسكريون إلى أن الأسلوب الجديد يتمثل في شن موجات من الغارات ثم التوقف لرؤية ما إذا كانت الرسالة قد وصلت لقيادة "حماس" أم لا. غير أن الصواريخ ظلت تنطلق من غزة رغم الهجمات، التي أدت إلى استشهاد أكثر من 200 شخص وإصابة أكثر من 1420، معلنة أنه ليس في القطاع صناديق بريد لتسلم الرسائل الإسرائيلية.
وقبيل اجتماع المجلس الوزاري المصغر ليلاً عقد نتنياهو ووزير دفاعه موشي يعلون ورئيس الأركان بني غانتس مؤتمراً صحافياً لتوضيح الموقف للجمهور الإسرائيلي. ولخص نتنياهو الموقف بقوله: من دون وقف لإطلاق النار سيكون هناك إطلاق نار. وأوضح أن "حماس اختارت مواصلة المعركة، وهي ستدفع ثمن هذا القرار. من دون وقف للنار، هناك نار. كنا نفضل حل ذلك بطرق سياسية، لكن حماس لم تترك لنا خياراً سوى توسيع وتعظيم المعركة ضدها".
وأضاف: "هذا الصباح جمعت وزراء الكابينت (الحكومة الأمنية المصغرة) وقررنا أن ترد إسرائيل بالإيجاب وتقبل وقف إطلاق النار. وقلت إذا واصل الجهاد الإسلامي وحماس إطلاق النار على مدن إسرائيل فسأصدر الأمر للجيش بالعمل ضدهم بشدة، وهذا ما فعلناه ظهر اليوم (أمس)".
وكان واضحاً من حديث غانتس أن إسرائيل تراقب منذ أيام الأحداث أيضاً في الجبهة الشمالية رغم أن جوهر الفعل هو في الجبهة الجنوبية. وقال إن الجيش سيعمد إلى توسيع العملية "براً وبحراً وجواً". ولكن المعلقين الإسرائيليين يشددون على أن الغارات الإسرائيلية لم تخرج بعد عن المألوف، وأن احتشاد عشرات الألوف من الجنود حول غزة لا يعني أن العملية البرية وشيكة. ورغم ذلك أشارت الصحف إلى أن قائد الجبهة الجنوبية الجنرال سامي ترجمان يؤيد عملية برية محدودة في القطاع. وأعلن قائد رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي أن العملية البرية المحدودة قريبة.
وفي كل حال فإن إسرائيل تحاول أن تعرض أمر قبولها للمبادرة المصرية على أساس أنها خطوة ذكية. فإذا قبلت "حماس" بالمبادرة فإن هذا يفتح الباب أمام تجريدها من الصواريخ والأنفاق، وإذا لم تقبل فسيتوفر دعم دولي للضربة الإسرائيلية الكبيرة للحركة. وفعلاً فإن المبادرة المصرية نالت على الفور تأييداً من الدول الغربية ومن الأمم المتحدة، ما حدا بوزير الخارجية الأميركي جون كيري وعدد من وزراء الخارجية الأوروبيين إلى إدانة استمرار "حماس" في إطلاق الصواريخ ورفضها المبادرة المصرية.
غير أن قبول نتنياهو بالمبادرة عرّضه لإحدى أخطر أزماته السياسية الداخلية. فقد شن ضده العديد من وزرائه، خصوصاً ليبرمان ونفتالي بينت، حملة اتهامات بالخنوع والتردّد. كما أن الأمر وصل إلى وزراء وأعضاء كنيست من الليكود. إذ طالب وزير الداخلية جدعون ساعر، نتنياهو بعرض المبادرة المصرية على الحكومة بكامل قوامها، لاعتقاده أن هناك غالبية لرفضها. كما ذهب نائب وزير الدفاع داني دانون، من "الليكود"، إلى حد اتهام نتنياهو بالخنوع وتوجيه صفعة للإسرائيليين بقبوله المبادرة المصرية.
وحاول نتنياهو إظهار تماسكه، فعمد إلى إقالة دانون من منصبه من دون أن يفعل الشيء نفسه مع ليبرمان. وهدّد دانون بنقل المعركة مع نتنياهو إلى مركز "الليكود"، ووصفه بـ"اليساري الخنوع". ومن المؤكد أن بوسع دانون وجماعة اليمين المتطرف في "الليكود" التسبب بمشاكل كثيرة لنتنياهو في الأيام القريبة.
ومن جهة ثانية، طالب كثيرون في الأوساط السياسية والإعلامية نتنياهو بإقالة ليبرمان بعد أن شرع في توجيه انتقادات لرئيس الحكومة في زمن الحرب. لكن انتقادات ليبرمان وبقاءه في الحكومة تعني أنه يخوض الآن معركة لمصلحة مرحلة أخرى.
بري يستعجل التشريع.. والسنيورة ضد إيقاظ الشياطين
الجيش يوقف اثنين من مطلقي الـ"كاتيوشا"
لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثالث والخمسين على التوالي.
المنطقة من حولنا تلتهب وتواجه مرحلة قد تكون الأخطر في تاريخها، فيما الطبقة السياسية عندنا تلهو بـ"الفراغ"، وتعبث بالمؤسسات، وتعجز عن انتخاب رئيس أو حتى تسيير حكومة، أو أقلّه عقد جلسة تشريعية لإقرار قضايا ملحّة، وهذا أضعف الإيمان.
وعلى بُعد 15 يوما من نهاية الشهر الحالي، تمسكت "كتلة المستقبل" النيابية في أعقاب اجتماعها أمس، برفض التشريع لصرف الرواتب والأجور لموظفي القطاع العام في مجلس النواب، وهو ما يصرّ عليه وزير المال علي حسن خليل الذي يطلب تغطيته قانونياً، مؤكداً عدم استعداده لـ"استنساخ" المخالفات التي كانت تُرتكب في السابق على هذا الصعيد.
ولأن الدولة مستباحة من أهلها أولا، فلا غرابة في أن تتكرر حوادث إطلاق صواريخ "الكاتيوشا" العبثية من الجنوب على شمال فلسطين المحتلة، وهي حوادث يجد فيها العدو الاسرائيلي ذريعة مجانية لقصف بلدات وقرى جنوبية.
وفي إطار ملاحقة مطلقي الكاتيوشا، علمت "السفير" أن مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب تمكنت من توقيف شخصين اثنين، كانا قد نفذا أكثر من عملية إطلاق صواريخ من المنطقة الساحلية في صور.
وبيّنت التحقيقات أن الموقوفين فلسطينيان مقيمان في مخيم الرشيدية، لكن جرى إلقاء القبض عليهما خارجه. كما تبين انهما ينتميان الى تنظيم فلسطيني إسلامي، إلا ان المصادر المطلعة على التحقيقات رجحت ان يكونا قد تصرفا بمبادرة فردية، وليس بقرار سياسي، مشيرة الى احتمال وجود أكثر من مجموعة وراء عمليات القصف.
وقد تمكن الجيش من العثور على مخبأ للصواريخ في "بيك - اب"، تم ضبطه خلال عمليات التمشيط الميداني.
الى ذلك، علمت "السفير" أن السفير الاميركي في بيروت ديفيد هيل أجرى اتصالات مع بعض القيادات السياسية، وعرض معها الوضع في الجنوب، وحثها على المساهمة في احتواء التوتر ومنع إطلاق الصواريخ على شمال فلسطين المحتلة.
وفي المعلومات أن مرجعاً بارزاً أبلغ هيل أن لبنان يرفض إطلاق الصواريخ من أرضه، لأسباب تتعلق بأمنه وسيادته، "ولكن عليكم ان تعرفوا ان المجارز التي ترتكبها اسرائيل في غزة تولّد ردود الفعل من هنا وهناك". ودعا المرجع السفير الاميركي الى التنبه الى محاذير استمرار القصف الاسرائيلي على الجنوب، لانه في حال سقوط ضحايا بين المدنيين اللبنانيين فان الامور قد تتطور، ولا أحد يضمن ما الذي يمكن ان يحصل حينها، ونحن بالتأكيد لن نكون حماة لاسرائيل.
أما على الحدود الشرقية، فقد استمرت المواجهات بين "حزب الله" والجيش السوري من جهة والمجموعات المسلحة من جهة أخرى، خصوصا في جرود عرسال، حيث تكبدت المجموعات التكفيرية ما بين 55 الى 60 قتيلا بينهم المدعو احمد عمر اليقظان، وهو احد مساعدي الشيخ سراج الدين زريقات الناطق باسم "كتائب عبد الله عزام"، وهناك احتمال بان يكون الفلسطيني احمد طه قد لقي مصرعه ايضا، الامر الذي لم يتم التثبت منه حتى ساعة متأخرة من ليل أمس.
كما سقط حوالي 150 جريحاً من عناصر المجموعات التكفيرية في الجرود المحيطة بمنطقة عرسال وتم تدمير حوالي 15 آلية كانوا يستقلونها. وقد اصبحت كل الطرق التي تربط جرود عرسال بجرود راس المعرة وصولا الى الجبة وعسال الورد مقطوعة بالنار تقريبا. وتم رصد استغاثات من مجموعات تابعة لـ"النصرة" في جرود القلمون تطلب دعما عاجلا تحت طائلة ترك المنطقة، "اذا ما بتبعتولنا ناس".
واشارت مصادر أمنية الى أنه تم العثور على وثائق ومستندات تتعلق بالتفجيرات التي حصلت وأخرى كان يجري التحضير لتنفيذها في العمق اللبناني.
اقرار الرواتب والسلسلة... معلق!
وبعد ساعات من عودة وفد "تيار المستقبل" الموسع من جدة، حيث التقى الرئيس سعد الحريري، أصدرت "كتلة المستقبل" بيانا في أعقاب اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السينورة، أبدت فيه الاستعداد للمشاركة في اي جلسة تشريعية تتصل بقضايا ضرورية من أجل إقرارها كمثل مناقشة الموازنة العامة أو بشأن إصدارات لسندات الخزينة أو لسلسلة الرتب والرواتب، حين تتحقق العدالة بين مختلف القطاعات المستفيدة من السلسلة، من جهة أولى، وكذلك الملاءمة والتوازن الفعلي بين الواردات المرتقبة وحجم الانفاق من جهة ثانية.
ورأت الكتلة ان الاستمرار في دفع الرواتب للموظفين هو واجب ومسؤولية وزير المال، استنادا إلى قانون المحاسبة العمومية وإلى قانون موازنة العام 2005 واستنادا إلى إجازة من الحكومة، وذلك إلى أن يصار إلى البت بقانون الموازنة العامة للعام 2014، التي تؤمن عند إقرارها معالجة جميع الأمور المعلقة من السنوات الماضية.
وقال الرئيس فؤاد السنيورة لـ"السفير" إن اللقاء مع الرئيس الحريري "كان ممتازا، ولا صحة بتاتا لكل ما يُسرب من حين الى آخر حول وجود تباينات بيني وبينه".
واعتبر ان بيان "كتلة المستقبل" ليس سلبيا حيال المشاركة في جلسة تشريعية، "إذ أبدينا كل تجاوب وإيجابية لمناقشة مشروع الموازنة و"السلسلة" وإصدار سندات "اليوروبوند"، أما في ما خص رواتب موظفي القطاع العام، فأنا أستغرب إيقاظ الشياطين وافتعال كل هذه القصة".
وأضاف: هناك عرف قانوني معتمد منذ سنوات في دفع الرواتب، ولا مبرر للموقف الذي اتخذه وزير المال والقول بانه لا يريد الآن ان يخالف القانون، لان المسألة ليست على هذا النحو، وأنا أسأله: إذا كان حريصا على عدم مخالفة القانون في ما خص الإنفاق، فلماذا كان يعمل كوزير طيلة الفترة السابقة على هذا الاساس، ولماذا لم يعترض من قبل؟
وأكد السنيورة ان المطلوب لمعالجة كل هذا الملف إقرار الموازنة سريعا، وهذا يستوجب من وزير المال عرضها على مجلس الوزراء الذي يُفترض ان يحيلها بعد ذلك الى مجلس النواب، ونحن سنكون جاهزين لمناقشتها وإقرارها، وعندها تنتظم كل الامور تلقائيا.
أما الرئيس نبيه بري، فأكد امام زواره أمس، انه حريص على عقد جلسة نيابية تشريعية، قبل نهاية الشهر الحالي، لصرف رواتب الموظفين، وإقرار سلسلة الرتب والرواتب، وإصدار سندات "اليوروبوند".
وأوضح انه إذا سجلت الاتصالات تقدما، سيدعو هيئة مكتب المجلس الى الانعقاد لإقرار جدول الاعمال المعدّل للجلسة التشريعية التي كانت مخصصة أصلا لـ"السلسلة" فقط، بحيث يضاف اليها بندا الرواتب و"اليوروبوند"، وعندها يمكن عقد الجلسة الاسبوع المقبل.
وردا على سؤال حول المسؤول عن المراوحة في الملف الرئاسي، اعتبر بري ان الطبقة السياسية بمجملها مسؤولة عن هذا الواقع، وأنا جزء منها. وأضاف: برغم كل شيء، لا تزال توجد فرصة امام لبنان للخروج من المأزق والحد من تداعيات التطورات في المنطقة، وعلينا ان نغتنم هذه الفرصة بأسرع وقت ممكن، ونبادر الى انتخاب الرئيس وتفعيل المؤسسات.
وأكد بري رفضه ان يتوقف عمل الحكومة، ولو للحظة واحدة، متسائلا: إذا كنا نعاني من مصيبة عدم وجود رئيس للجمهورية، فهل يجوز ان نضيف اليها مصيبة أخرى وهي تعطيل الحكومة ومجلس النواب.
وقالت مصادر بارزة في "8 آذار" لـ"السفير" إن بيان "كتلة المستقبل" يعكس موقفا سلبيا من الجلسة التشريعية المفترضة وبنودها الضرورية، إذ ان الكتلة وافقت حصرا على بند سندات "اليوربوند"، فيما لا تزال تربط مناقشة "السلسلة" بالشروط السابقة والمعروفة، وترفض إصدار التشريع القانوني لدفع الرواتب الى موظفي القطاع العام.
ولفتت المصادر الانتباه الى ان خلفية موقف "المستقبل" من مسألة صرف الرواتب، تكمن في محاولة السنيورة إلزام وزير المال علي حسن خليل بارتكاب الأخطاء والمخالفات التي كان قد ارتكبها هو، على مستوى صرف الرواتب من خارج الأصول والقانون.
واعتبرت المصادر أن السنيورة يجد في الموافقة على منح خليل تغطية تشريعية وقانونية لدفع الرواتب إدانة له ولفريقه السياسي، واعترافا بصوابية طرح وزير المال.
سليم الجبوري رئيسا للبرلمان العراقي وفتح باب الترشح لخلافة الطالباني
انفراج للأزمة السياسية وانتكاسة للجيش في تكريت
محمد جمال
نجح البرلمان العراقي أخيراً، أمس، في إطلاق الدفع الأول لعملية سياسية جديدة في البلاد إثر انتخاب رئيس له، هو سليم الجبوري، ونائبين، هما حيدر العبادي وارام شيخ محمد، ليفتح بذلك المجال أمام تنفيذ الآليات الدستورية المفضية إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية واختيار الشخصية التي من المفترض أن تشكل الحكومة المقبلة، العقدة الرئيسية في الأزمة السياسية الحالية.
في هذا الوقت، شكلت مدينة تكريت، أمس، العنوان الأبرز للتطورات الميدانية في البلاد، حيث نجح الجيش صباحاً في اقتحام الأجزاء الجنوبية منها، قبل أن تؤكد مصادر ليلاً أنّ القوات الأمنية انسحبت إلى مواقع تحيط بالمدينة تحضيراً لهجوم أوسع.
وبعد تأجيل وقع خلال جلستين، في الأول من الشهر الحالي ويوم الأحد الماضي، استطاع سليم الجبوري الحصول على منصب رئاسة البرلمان في غياب منافسة حقيقية. وحصل الرئيس المنتخب، مرشح "اتحاد القوى الوطنية"، على 194 صوتا من بين أصوات 273 نائبا حضروا الجلسة وشاركوا في عملية التصويت، علما أنّ عدد الأصوات المطلوب للفوز بهذا المنصب هو 165 صوتا، أي النصف زائدا واحدا من مجمل عدد مقاعد البرلمان الـ328. وحصلت النائبة شروق العبايجي، التي نافست الجبوري على هذا المنصب، على 19 صوتا، بينما جرى فرز 60 ورقة تصويت باطلة.
ويتحدر الجبوري من محافظة ديالى في شمال شرق بغداد، وهو عضو في "الحزب الإسلامي العراقي". وهو من مواليد قضاء المقدادية العام 1971، وحاصل على شهادة الماجيستير في القانون ثم الدكتوراه. درّس في كلية الحقوق في "جامعة النهرين" في بغداد، وكلية القانون في "جامعة ديالى"، ثم أصبح عضواً في لجنة صياغة الدستور العراقي. وترشح الجبوري لرئاسة البرلمان العراقي بعد اتفاق داخل "اتحاد القوى الوطنية"، الذي تنضوي قائمته البرلمانية "ديالى هويتنا" تحت عباءته.
وأعلن الجبوري في كلمة له أمام البرلمان عن فتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية أمام العراقيين بدءا من صباح اليوم ولمدة ثلاثة أيام، وذلك لخلافة الرئيس المريض جلال الطالباني على أن تعقد جلسة جديدة للبرلمان يوم 23 تموز الحالي. وينص الدستور العراقي على أن يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال ثلاثين يوما من تاريخ أول انعقاد للمجلس، وعلى أن يكلف رئيس الجمهورية مرشح الكتلة النيابية الأكثر عددا بتشكيل مجلس الوزراء خلال خمسة عشر يوما من تاريخ انتخابه.
وجرى كذلك في جلسة الأمس انتخاب النائب حيدر العبادي نائبا اول للجبوري بحصوله على 188 صوتا من بين 264 بعد جولتي تصويت اثر فشله في الحصول على الغالبية المطلقة في جولة التصويت الأولى. وانتخب كذلك النائب الكردي ارام شيخ محمد نائبا ثانيا لسليم الجبوري بحصوله على 171 صوتا من بين 241 من أصوات النواب الذين شاركوا في جلسة التصويت.
وشهدت عملية انتخاب النائب الأول لرئيس البرلمان مفاجآت، حيث ترشح متنافسان من داخل "التحالف الوطني"، هما احمد الجلبي وحيدر العبادي على هذا المنصب برغم الاتفاقات السابقة بين أطراف "التحالف" على ترشيح العبادي.
وقال الخبير القانوني طارق حرب لـ"السفير" إن "التباسا سياسيا حصل بين الأطراف النيابية في الجلسة بترشيح شخصيتين من التحالف الوطني لمنصب واحد الأمر الذي انعكس بعدم تحقيق الغالبية المطلقة"، مؤكداً أنه "من الناحية القانونية فالجلسة خلت من أي خرق قانوني يذكر".
في غضون ذلك، شكلت مدينة تكريت العنوان الأبرز للتطورات الميدانية في العراق أمس، حيث دخلت القوات العراقية المدينة الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ـ "داعش" وجماعات متطرفة أخرى وسيطرت لساعات على مناطقها الجنوبية قبل أن تعود وتنسحب منها بعد معارك ضارية خاضتها فيها.
وقال مصدر أمني "انسحبت القوات العراقية من مدينة تكريت وعادت إلى مناطق تجمعها على بعد نحو عشرة كيلومترات من جنوب المدينة بعد معارك ضارية مع المسلحين فيها"، فيما ذكر مصدر لـ"السفير" أنّ القوات انسحبت إلى قرية العوجة القريبة، وهي مسقط رأس الرئيس الراحل صدام حسين. من جهته، ذكر مصدر عسكري رفيع المستوى أنّ "القوات العراقية انسحبت مع بدء حلول الليل حتى لا تتعرض إلى خسائر، لكنها ستعود لتدخل المدينة".
وبدأت القوات العراقية في 28 من حزيران الماضي تقدمها برا باتجاه مدينة تكريت، كبرى مدن محافظة صلاح الدين، مدعومة بغطاء جوي كثيف، بهدف استعادتها.
أما في مدينة سامراء، فقد ذكر مصدر أمني لـ"السفير" أنّ عشرة أشخاص قتلوا، على الأقل، وأصيب أكثر من 30 في انفجار سيارتين قرب مطعم في جنوب المدينة. وقال إنّ "التفجير استهدف تجمعا للجيش العراقي والمتطوعين"."
النهار
إسرائيل تنطلق من رفض "حماس" المبادرة لـ"توسيع وتصعيد" الحملة العسكرية على غزة
محمد هواش
من جهتها كتبت صحيفة "النهار" تقول "عاودت إسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة بعد موافقتها على هدنة اقترحتها مصر، لكنها أخفقت في حمل مقاتلي حركة المقاومة الاسلامية "حماس" على وقف الهجمات الصاروخية التي أوقعت امس أول قتيل اسرائيلي في المواجهة المستمرة منذ اسبوع. ويبدو أن المواجهة بلغت نقطة تحول، اذ تهدد إسرائيل بتصعيد حملتها التي قد تتضمن غزوا برياً للقطاع الذي يضم 1.8 مليون نسمة.
وبموجب المبادرة التي أعلنتها وزارة الخارجية المصرية كان مقررا أن تبدأ "تفاهمات التهدئة" في الساعة التاسعة صباح أمس (06:00 بتوقيت غرينيتش) على أن يوقف النار في غضون خلال 12 ساعة من إعلان المبادرة وقبول الطرفين اياها.
ورفضت "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لـ"حماس" محتوى المبادرة المصرية وقالت: "معركتنا مع العدو مستمرة، وستزداد ضراوة وشدة". لكن القيادي في "حماس" موسى أبو مرزوق الموجود في القاهرة افاد إن الحركة لم تتخذ قرارها النهائي بعد. وقال في موقع "فايسبوك" للتواصل الاجتماعي: "لا زلنا نتشاور ولم يصدر موقف الحركة الرسمي في شأن المبادرة المصرية".
واعلنت فصائل فلسطينية أخرى مثل"الجهاد الإسلامي" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" و"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" إنها لم توافق بعد على المبادرة المصرية.
أما وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" فأوردت إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا إلى قبول المبادرة. وتوقع ناطق باسم الرئاسة الفلسطينية إن من المتوقع وصول الرئيس الفلسطيني إلى القاهرة اليوم كي يجري محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
اسرائيل الى التصعيد
وفي الجانب الاسرائيلي، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن اسرائيل ستصعد الهجوم بعدما واصلت الحركة اطلاق الصواريخ على اسرائيل بدل قبول وقف للنار اقترحته مصر. وأضاف :"كان من الأفضل حل ذلك ديبلوماسيا وهذا ما حاولنا عمله حين قبلنا الاقتراح المصري لوقف النار ، لكن حماس لا تترك لنا خيارا سوى توسيع وتصعيد الحملة عليها".
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون إن الجيش الإسرائيلي سيكثف هجماته في غزة.
وأبدى رئيس الأركان الإسرائيلي الليوتنانت جنرال بني غانتس استعداد الجيش الإسرائيلي لتوسيع العمليات في قطاع غزة بحسب الضرورة في الجو والبر والبحر على حد سواء وذلك تنفيذاً لتوجيهات المستوى السياسي.
وفي تصريحات متلفزة، رد نتنياهو على انتقادات الصقور في حكومته ولا سيما منها انتقاد وزير الخارجية افيغدور ليبرمان قبول اسرائيل الهدنة المصرية و"تردد" نتنياهو، معتبرا ان على اسرائيل اقتحام غزة وطرد "حماس" منها. وقال: "في هذه اللحظات يجب اتخاذ القرارات بهدوء وبصبر وليس على عجل ووسط الضجيج".
وبعيد تصريحات نتنياهو، اعلن مكتبه انه اقال نائب وزير الدفاع داني دانون، العضو المتشدد في حزب "ليكود" الذي انتقده بشدة خلال العملية . واضاف: "من غير المنطقي ان يهاجم نائب وزير الدفاع قيادة البلاد التي تقود الحملة". ورأى ان "التصريحات القاسية تظهر انعدام المسؤولية ... حتى ان جماعة حماس الارهابية تستخدمها لانتقاد الحكومة كما هو واضح في اتصالاتها".
واشنطن
ورحب الرئيس الاميركي باراك اوباما بالمبادرة المصرية. وقال خلال افطار رمضاني استضافه في البيت الابيض، آملاً في ان "تتيح استعادة الهدوء". واكد ان لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد هجمات "لا تغتفر". لكنه وصف مقتل مدنيين فلسطينيين بانه "مأسوي".
وحذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري من فيينا من ان "ما يجري هناك ينطوي على مخاطر كبيرة وحتى احتمال تصعيد العنف أكثر". واعلن انه قرر الغاء زيارته المقررة لمصر والعودة الى واشنطن لاعطاء المبادرة المصرية لوقف النار الوقت كي تنجح. ودعا الدول العربية الى الضغط على "حماس" لقبول هذه المبادرة بعدما رفضتها على رغم قبول الحكومة الاسرائيلية اياها. وقال: "نحن مستعدون لبذل كل جهودنا لمساعدة الاطراف على الالتقاء والعمل على ايجاد مناخ مناسب للمفاوضات الحقيقية... "انا مستعد للعودة الى المنطقة غدا اذا لزم الامر، او في اليوم التالي او الذي بعده لمتابعة اية احتمالات اذا لم تنجح هذه (المبادرة). لكن المصريين يستحقون منحهم الوقت والمجال لمحاولة انجاح هذه المبادرة".
ودعا مجلس جامعة الدول العربية الذي انعقد على مستوى وزراء الخارجية ليل الاثنين في القاهرة "كل الاطراف" المعنيين الى دعم المبادرة المصرية . كما قررت الجامعة "دعم طلب دولة فلسطين وضع اراضيها تحت الحماية الدولية وصولا الى انهاء الاحتلال".
واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اسرائيل بممارسة "ارهاب الدولة" في قصفها لقطاع غزة وبارتكاب "مجزرة" في حق الفلسطينيين في القطاع. وتساءل "الى متى سيظل العالم صامتا امام ارهاب الدولة؟".
العمليات العسكرية
وأعلن الجيش الإسرائيلي إن مدنيا اسرائيليا قتل بنيران صاروخ اطلق من غزة وهو أول قتيل اسرائيلي خلال أكثر من اسبوع من القتال. وقال أنه منذ بدء سريان اتفاق وقف النار بموجب المبادرة المصرية أطلقت "حماس" 76 صاروخا على إسرائيل وأن نظام الدفاع الصاروخي "القبة الحديد" اعترض تسعة منها، في حين لم يتسبب أكثرها بأي أضرار أو إصابات.
وبعد ست ساعات من الموعد المفترض للبدء بتنفيذ الهدنة جددت إسرائيل غاراتها على غزة، مشيرة إلى استمرار إطلاق الصواريخ من القطاع. وقال الجيش إنه استهدف 20 منصة مخبأة لإطلاق الصواريخ وأنفاقا ومخازن للسلاح.
وأفاد مسؤولون طبيون في غزة أن مدنيا فلسطينيا قتل في غارة جوية إسرائيلية على بلدة خان يونس مما زاد عدد القتلى خلال ثمانية أيام في قطاع غزة إلى 188 شخصا بينهم 150 مدنيا ومنهم 31 طفلا.
وأمس، دوت صفارات الإنذار في مناطق تبعد نحو 130 كيلومترا شمال قطاع غزة. وأعلنت "كتائب عز الدين القسام" مسؤوليتها عن بعض الصواريخ التي أطلقت.
بري لـ "النهار": الحريق آتٍ ونتجه نحو الأسوأ