27-11-2024 09:45 AM بتوقيت القدس المحتلة

الرئيس الأسد: مستمرون بضرب الارهاب وفلسطين ستبقى القضية المركزية

الرئيس الأسد: مستمرون بضرب الارهاب وفلسطين ستبقى القضية المركزية

حذر الرئيس السوري بشار الاسد اليوم من أن الدول التي دعمت "الارهاب" في بلاده ستدفع "ثمناً غالياً"، وذلك في خطاب القسم الذي القاه اثر ادائه اليمين الدستورية رئيساً لولاية جديدة من سبع سنوات

حذر الرئيس السوري بشار الاسد اليوم من أن الدول التي دعمت "الارهاب" في بلاده ستدفع "ثمناً غالياً"، وذلك في خطاب القسم الذي القاه اثر ادائه اليمين الدستورية رئيساً لولاية جديدة من سبع سنوات. واذ أكد الأسد استمراره في "ضرب الارهاب"، أكد في الوقت عينه مواصلة العمل في مسار "متواز" لجهة "المصالحات المحلية"، التي انجز البعض منها خلال الأشهر الماضية في مناطق محيطة بدمشق.

وفي معرض خطابه، تساءل الأسد "أليس ما نراه في العراق اليوم وفي لبنان وكل الدول التي اصابها داء الربيع المزيف من دون استثناء، هو الدليل الحسي الملموس على مصداقية ما حذرنا منه مراراً وتكراراً"، مضيفاً "حذرنا منذ بداية الأحداث من أن ما يحصل هو مخطط لن يقف عند حدود سورية، بل سيتجاوزها منتشراً عبر انتشار الارهاب الذي لا يعرف حدوداً". وقال الأسد "إن كان الغرب واتباعه من الحكومات العربية قد فشلوا فيما خططوا له، فهذا لا يعني توقفهم عن استنزاف سورية كهدف بديل"، مشيراً إلى أنه "اذا كان العامل الخارجي واضحاً على لسان المعتدين وأدواتهم، فإن العامل الداخلي يبقى هو الأساس لمعالجة الحالة الراهنة والوقاية من مثيلاتها في المستقبل".

وتابع الأسد "قررنا منذ الأيام الأولى للعدوان السير في مسارين متوازيين: ضرب الارهاب من دون هوادة، والقيام بمصالحات محلية لمن يريد العودة عن الطريق الخاطىء". إلا أن الرئيس السوري شدد على أن "الحوار لا يشمل القوى التي أثبتت لا وطنيتها فتهربت من الحوار في البدايات وراهنت على تغير الموازين وعندما خسرت الرهان قررت تغيير دفة الاتجاه كي لا يفوتها القطار"، في اشارة الى المعارضة في الخارج. وفي السياق أضاف الرئيس الأسد "أكرر دعوتي لمن غُرر بهم أن يلقوا السلاح لأننا لن نتوقف عن محاربة الارهاب وضربه أينما كان حتى نعيد الأمان الى كل بقعة في سورية".

وأضاف الرئيس الأسد "مع أننا حققنا إنجازات كبيرة جدا في الفترة الماضية في حربنا على الإرهاب، إلا أننا لم ولن ننسى الرقة الحبيبة التي سنخلصها من الإرهابيين بإذن الله، وأما حلب الصامدة وأهلها الأبطال فلن يهدأ بالنا حتى تعود آمنة مطمئنة، وما العمليات العسكرية اليومية هناك والشهداء الذين ارتقوا من كل سورية فداء لحلب إلا دليل واضح وملموس على أن حلب في قلب كل سوري".

القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية

وتعليقاً على العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، أعلن الرئيس السوري أن "من يعتقد أنه يمكن لنا العيش بأمان ونحن ننأى بأنفسنا عن القضية الفلسطينية فهو واهم، فهي ستبقى القضية المركزية استنادا للمبادئ واستنادا للواقع وما يفرضه من ترابط بين ما يحصل في سورية وفلسطين".

وأوضح الرئيس الأسد أن ما يجري اليوم في غزة "ليس حدثاً منفصلا أو آنيا، فمنذ احتلال فلسطين وصولا إلى غزو العراق وتقسيم السودان، هو سلسلة متكاملة مخططها إسرائيل والغرب لكن منفذها كان دائما دول القمع والاستبداد والتخلف"، في اشارة إلى بعض الدول العربية، قائلا "لأن هذه الدول التابعة نجحت في مهامها، كلفت بمهمة تمويل الفوضى تحت عنوان الربيع العربي وأعطيت قيادة جامعة الدول العربية بعد أن تنازلت الدول العربية الأخرى عن دورها ليختصر دور الجامعة باستدعاء الناتو وفرض الحصار على الدول والشعوب العربية التي تخرج عن طاعة سيدها".

الانتخابات الرئاسية كانت معركتنا للدفاع عن السيادة والشرعية.. وأصواتكم كانت رصاصاً في صدور الارهابيين

وفي ما يخص الانتخابات الرئاسية التي اجريت في الثالث من حزيران/يونيو، أكد الرئيس السوري أنها "كانت معركتنا للدفاع عن السيادة والشرعية والقرار الوطني وكرامة الشعب وكانت المشاركة الكبيرة استفتاءً لصالح السيادة ضد الإرهاب بكل أشكاله"، وتوجه للشعب السوري قائلاُ "لقد أسقطتم بأصواتكم الإرهابيين، وأسقطتم معهم العملاء من السوريين الذين شكلوا لهم غطاءً سياسياً، وأسقطتم بذلك أسيادهم أصحاب المشروع بكل ما فيه من دول كبرى وأخرى تابعة منقادة من مسؤولين وأصحاب قرار يملون ويأمرون".

كما تابع الرئيس الأسد "لقد أعلن السوريون خارج حدود الوطن عبر الانتخابات أنهم سوريون قلباُ وروحاُ وأثبتوا ما كنا نقوله في البدايات أن السبب الأساسي لخروج المواطنين خارج البلاد هو إرهاب المسلحين ووحشيتهم، فكيف يمكن لعاقل أن يصدق أن مواطناً اعتدت عليه دولته وخرج هرباً من قمعها أن يقف معها بنفس الحماسة والتحدي التي أظهرها المغتربون واللاجئون في الانتخابات".

وأكد الرئيس الأسد أن الانتخابات الرئاسية كانت لكثير من السوريين "كالرصاصة التي يوجهونها إلى صدور الإرهابيين ومن وراءهم ملايين الرصاصات أطلقت وأصابت واستقرت في صناديق الاقتراع، وأثبتت أن كل امبراطوريات السياسة والإعلام والنفط لا تساوي شيئاً أمام موقف وطني نقي صادق". هذا وأعلن الأسد أن "الحرب التي تخاض ضد الشعب السوري حرب قذرة، وبالرغم من كل الدماء والدمار لم يقرر هذا الشعب الاستسلام أو الخنوع". وأوضح الرئيس الأسد أن هذا الانتصار "الذي لم يكن ليتحقق لولا دماء الشهداء والجرحى وعائلاتهم الصابرة الصامدة العاضة على الجرح"، مؤكداً أنه "لولاهم جميعاً لما حمينا البلاد والدستور والقانون والمؤسسات وبالتالي سيادة سورية ولما كنا هنا نتحدث هذا اليوم".

إعادة الإعمار هو عنوان اقتصاد المرحلة المقبلة

من جهة ثانية، أكد الرئيس الأسد أن "إعادة الإعمار هو عنوان اقتصاد المرحلة المقبلة، وسنركز جميعاً جهودنا على هذا الجانب مع العمل بشكل متواز على ترميم كل القطاعات الأخرى التي ستكون مكملة وداعمة لإعادة الإعمار". وأضاف الرئيس الأسد "صمودكم هو الذي أعلن رسمياُ وفاة ما سُمي زورا وبهتانا الربيع العربي، وأعاد توجيه البوصلة، فلو كان هذا الربيع حقيقيا لانطلق بداية من دول التخلف العربي، لو كان ثورة شعوب لنيل الحرية والديمقراطية والعدالة، لكان بدأ بأكثر الدول تخلفا وممارسة للقمع والاستبداد، تلك الدول التي كانت وراء كل نكبة أصابت هذه الأمة".

تحية لأبطال الجيش السوري وأبطال المقاومة اللبنانية الذين خاضوا المعارك المشرفة

وفي ختام حديثه، توجه الرئيس السوري بالتحية "للجيش العربي السوري الذي لم يدخر شيئا دفاعا عن الوطن"، كما حيا الرئيس "مجموعات الدفاع الشعبية وكل الشباب والشابات الذين حملوا السلاح دفاعا عن كرامة بلادهم وعزتها وشرفها، والتحية الأكبر لهذا الشعب الذي كان احتضانه لأبنائه العسكريين حاضنة لإنجازاتهم وأساسا لانتصاراتهم" هذا وتوجه الرئيس الأسد بالتحية "للأوفياء من أبناء المقاومة اللبنانية الأبطال الذين وقفوا جنبا إلى جنب مع أبطال جيشنا، وخاضوا المعارك المشرفة سوية على طرفي الحدود".

وأكد الرئيس الأسد أن "المرحلة الجديدة بدأت ونحن مستعدون لها وسورية تستحق منا كل الجهد والعرق والعمل ونحن لن نبخل عليها بشيء كما لم يبخل أبطالنا بدمائهم وأرواحهم، وأنا سأبقى الشخص الذي ينتمي إليكم يعيش بينكم يستدل برأيكم ويستنير بوعيكم، ومعكم يدا بيد ستبقى سورية شامخة قوية صامدة عصية على الغرباء وسنبقى نحن السوريين حصنا منيعا لها ولكرامتها". يُذكر أنه اعيد انتخاب الرئيس الأسد لولاية رئاسية جديدة في الثالث من حزيران/يونيو، بعد نيله 88.7 بالمئة من اصوات المشاركين في الانتخابات.