25-11-2024 10:26 PM بتوقيت القدس المحتلة

علماء يرصدون أقدم حرب..في حوض النيل

علماء يرصدون أقدم حرب..في حوض النيل

ويقول الباحثون إن «شمال السودان لا بد أنه كان مركزاً للإثنيتين المتقاتلتين، إذ جرى اكتشاف بقايا الفريق العدو على بعد مئتي ميل من جبل السحابة ما يعني أنهم كانوا يعيشون في المنطقة ذاتها تقريباً».

علماء يرصدون أقدم حرب..في حوض النيليحقق العلماء في ما قد تكون أقدم حرب تم رصدها حتى الآن، يعود عمرها إلى 13 ألف سنة، ويعتقد الباحثون أنها اندلعت في الصحراء الأفريقية. ويقوم باحثون فرنسيون بالتعاون مع المتحف البريطاني الوطني، بفحص عشرات الهياكل العظمية، التي يبدو أن أصحابها قتلوا في حرب أستخدمت فيها السهام البدائية.

ويقول الباحثون أن الهياكل العظمية التي وجدت في جبل سحابة في الضفة الشرقية لنهر النيل في شمال السودان، تعود لأشخاص «كانوا ضحايا أقدم صراع مسلح على نطاق واسع عرفته البشرية يتم رصده حتى الآن».

واكتشف الباحثون من جامعة «بوردو» الفرنسية خلال السنتين الماضيتين عشرات العلامات على الهياكل العظمية، التي تؤكد إصابة أصحابها بضربات سهام، ما يؤكد اكتشافاً سابقاً مماثلاً كان قد أعلن عنه في الستينيات من القرن الماضي حول الهياكل العظمية ذاتها، التي تعود إلى مقبرة جماعية أكتشفت في العام 1964 على يد عالم الآثار الأميركي فريد ويندورف، ولكنها لم تفحص في ذلك الحين بمعدات حديثة كالتي جرى استخدامها حالياً.

ويعرض بعض هذه الهياكل العظمية في معرض ينظمه المتحف البريطاني جرى افتتاحه رسمياً أمس، يضم آثاراً تعود إلى مصر القديمة. ويسعى المتحف اليوم، بالتعاون مع خبراء فرنسيين، للذهاب إلى أبعد من دراسة سطحية للهياكل العظمية، متعمقين أكثر في جنس أصحابها والأمراض التي كانوا أصيبوا بها، بالإضافة إلى نوع غذائهم وأعمارهم عند الوفاة. وتشير العلامات الموجودة على الهياكل العظمية إلى أن أصحابها كانوا قد قتلوا في جبل سحابة على أيدي أعداء يستخدمون السهام كسلاح، وتم دفنهم جماعياً من قبل أبناء قبيلتهم في المقبرة. وتشير الدراسة الحديثة إلى أن الهجمات التي تعرض هؤلاء القدماء لها، كانت طويلة، واستمرت بضع سنين او اكثر.

وبموازاة الدراسة الفرنسية ـ البريطانية المشتركة، ألقت دراسة أخرى أجريت حول الموضوع ذاته الضوء حول هوية الضحايا بالمعنى القبلي أو الإثني، إذ يشير باحثون من جامعات «ألاسكا» و«نيو أورليونز « الأميركيتين، و«جون موورز» البريطانية، إلى أن «هؤلاء ينتمون إلى شعب شبه صحراوي يعتبر الجد الأقدم للأفارقة السمر المعروفين اليوم». أما أعداؤهم، فهم «من إثنية مختلفة تماماً قد تكون جزءاً من الأفارقة الشماليين، المشرقيين أو الأوروبيين الذين عاشوا في حوض البحر الأبيض المتوسط منذ 13 ألف سنة».

ويقول الباحثون إن «شمال السودان لا بد أنه كان مركزاً للإثنيتين المتقاتلتين، إذ جرى اكتشاف بقايا الفريق العدو على بعد مئتي ميل من جبل السحابة ما يعني أنهم كانوا يعيشون في المنطقة ذاتها تقريباً». ويعتقد العلماء أن الفترة الزمنية التي جرت فيها هذه الحرب «عرفت بالمنافسة الشديدة بين القبائل والشعوب على الموارد الطبيعية، فهذه الحرب على ما يبدو كانت وقعت في موسم جفاف قاس تعرضت له المنطقة».

وكانت الهياكل العظمية قد اكتشفت خلال عملية تنقيب مولتها منظمة الـ«يونيسكو» للكشف على مواقع أثرية كانت على وشك أن تغمر بالمياه جراء سد أسوان العالي. وأخذ ويندورف معه كل ما اكتفشه في المنطقة إلى مختبره في ولاية تكساس، ليتم تسليمه بعد 30 عاماً إلى المتحف البريطاني في لندن. ويقول الخبير في المتحف دانيال أنطوان إن «الهياكل العظمية تعتبر ذات قيمة عالية، ليس لأنها تؤكد فقط حتمية اكتشاف أقدم حرب بل لأن مقبرة جبل سحابة هي الأقدم التي اكتشفت حتى الآن في وادي النيل».

(عن «الإندبندنت»)