غادر المئات من مسيحيي الموصل مدينتهم التي يعيشون فيها منذ قرون في شمال العراق قبل انتهاء المهلة التي حددها مسلحو ما يُعرف بتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)
غادر المئات من مسيحيي الموصل مدينتهم التي يعيشون فيها منذ قرون في شمال العراق قبل انتهاء المهلة التي حددها مسلحو ما يُعرف بتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش). ونقلت وكالة "فرانس برس" أن مسيحيي الموصل من اهالي المدينة هربوا بسيارات خاصة وسيارات أجرة، قبل منتصف النهار.
وقال أبو ريان وهو مسيحي غادر للتو المدينة إن "المسلحين سرقوا اموال ومجوهرات بعض العائلات عند نقاط تفتيش... من الموصل" التي تبعد 350 كلم شمال بغداد.
ونقل شهود عيان في الموصل إنه تمت من بعض مساجد المدينة، يوم الجمعة، دعوة المسيحيين الى المغادرة عبر مكبرات الصوت، مع التذكير ببيان "الدولة الاسلامية"، والتأكيد على ان من يمتنع عن الخروج سيكون مصيره التصفية. ودفعت هذه التهديدات بأهالي المدينة التي تعد بين أقدم المدن التي يعيش فيها المسيحيين العراقيين، إلى الهرب.
ورغم التهديدات قرر بعض مسيحيي الموصل البقاء في منازلهم، بينهم ابو فادي وهو مدرس لديه طفل رفض ترك الموصل حتى وان كلفه ذلك حياته. وقال لوكالة فرانس برس: "نحن ميتون أساساً إنسانياً، ولم يبق لدينا سوى هذه الروح. فإذا أرادوا أن يقطعوا هذه الروح. فأنا مستعد لذلك. لكنني لا أغادر مدينتي التي ولدت وتربيت فيها".
وأضاف "فرت 25 عائلة من أقربائي أمس (الجمعة) عن طريق تلكيف والحمدانية. لكنهم تعرضوا للسلب ونهبت جميع مقتنياتهم من أموال وذهب وحتى أجهزة الهاتف وحاجياتهم وملابسهم".
وكان بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو قال، مساء الجمعة، "لأول مرة في تاريخ العراق، تفرغ الموصل الآن من المسيحيين"، مضيفاً أن "العائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك وأربيل" في إقليم كردستان العراق.
وقال ساكو ان مغادرة المسيحيين وعددهم نحو 25 ألف شخص لثاني أكبر مدن العراق التي تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها الى نحو 1500 سنة، جاءت بعدما وزع التنظيم التكفيري الذي يسيطر على المدينة منذ اكثر من شهر بياناً يطالبهم بتركها.