هل شممت رائحة البيلسان هذا العام في رمضان ؟ البيلسان في الشتاء منبته لكن هذا العام في بيتنا تنشقناه،تنشقناه في أبي وحنوّ أبي و ذكرى الحب في أبي في باحة منزلنا تكثر الزهور التي زرعها و رحل، كان يعلم أنه سيرحل.
ساجدة شاهين
هل شممت رائحة البيلسان هذا العام في رمضان ؟ البيلسان في الشتاء منبته لكن هذا العام في بيتنا تنشقناه،تنشقناه في أبي وحنوّ أبي و ذكرى الحب في أبي في باحة منزلنا تكثر الزهور التي زرعها و رحل، كان يعلم أنه سيرحل،مدّ أوصال المكان بساق تعلوه بتلات و رحيق .
بهذه الكلمات حدثتنا إبنة الشهيد حسان اللقيس نور وقالت إن والدها "غمّد في تربة منزلنا أثرا لا يُحكى بل يستشعر به، علي أخي الأكبر الذي كبّر في أذن حضوره منذ الولادة ولقّنه الوصية: "سفيري أنت في الجنان يا علي ".
كبر علي وترعرع في كنف عائلة محافظة جلّ ما يشغلها هو الناس و همومها و متاعبها منزلنا يقع بين هضاب ومرتفعات خبّأت في بواطنها رجالا همسوا بالصلوات و الابتهالات و اعتلت صرخاتهم في ميادين الاباء واغرورقت في كنهها أحاديث عن طولات الإمام علي (ع) وثورة الإمام الخميني(قدس) والسيد عباس الموسوي (رض)، رحلات أشخاص عجّت تقاسيم حكاياهم بالعطاءات و الزهد و الإباء.
حسّان كان وما يزال ذاك الرجل الذي يتهامس الكل عنه في تلك البقعة الجغرافية التي ما بخلت في عطاءاتها المزركشة بلون الفداء ومما لا يخفى أيضا أن حسان كان ذاك المقرب الوفي لسيد المقاومة.
وعندما سألنا نور ما هي الحادثة التي تتذكرينها في رمضان الحالي أو في افطاراتكم نسبة لأن الذكرى الأولى للوالد بعد رحيله أجابت"أبي كان متأثرا جدا بشخصية الامام علي ابن طالب(ع) وكان والدي ينظم ولائم على حب الأمير وفي ليالي القدر المباركة كان هو من يحضر الطعام بمفرده ،في هذا العام تذكرناه كان عندما يحضر من عمله وضحكته تسابق حضوره كان الأطفال يتسابقون ليلتصقون في قلبه، فقلبه كعبتهم يطوفون حوله ومن لم يلحق أن ينتعل حذاءه ينزل إلى السيارة (حافيا)،وتتابع نور "أبي كان الانسان العطوف صاحب القلب الأكبر".