وتطرق سماحته إلى ما يعانيه واقعنا العربي والإسلامي من فوضى يراد لها أن تكون طابع هذه المرحلة، حيث يخطّط الآخرون لإغراقنا في أتون الفتن والانقسامات والصّراعات المذهبيّة والطائفيّة والعرقيّة
أحيا المركز الإسلامي الثقافي ليالي القدر في مسجد الحسنين(ع) ـ حارة حريك، بحضور جمهور غفير من المؤمنين، غصت به القاعات الداخلية والخارجية للمسجد، والطرقات المحيطة به.
وتخلَّل الإحياء قراءة لعدد من سور القرآن والأدعية وبعض الزيارات، وكانت كلمة لسماحة العلامة السيد علي فضل الله، أشار فيها إلى مكانة ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، ولا تضاهيها أي ليلة أخرى، حيث تقدّر فيها الأعمار والأرزاق.
وتطرق سماحته إلى ما يعانيه واقعنا العربي والإسلامي من فوضى يراد لها أن تكون طابع هذه المرحلة، حيث يخطّط الآخرون لإغراقنا في أتون الفتن والانقسامات والصّراعات المذهبيّة والطائفيّة والعرقيّة، لاستنزاف كلّ مواقع القوة لدينا، وكلّ قدراتنا المالية، من أجل تمرير مشاريع لتقسيم المنطقة وتفتيتها.
واعتبر أنَّ ما يحصل من حروب وفتن في واقعنا، شجَّع الكيان الصهيوني على الاستمرار في سياسة القتل والتدمير وارتكاب المجازر الوحشية، كما يحصل في غزة، وخصوصاً في حي الشجاعية، في ظلّ صمت دولي وتواطؤ عربي.
وتابع: "ومن هنا، فإننا نحيي صمود الشَّعب الفلسطيني الأسطوري ومقاومته الباسلة، التي تسطّر الملاحم البطولية أمام جيش يملك أقوى ترسانة عسكرية، بالرغم من قلة الإمكانات"، وتساءل: "أين المنظّمات والدول الّتي تدّعي الحرص على الحريَّة وعلى حقوق الإنسان، أمام هول المجازر الَّتي حصلت".
ودعا سماحته الشعوب العربيَّة والإسلاميَّة إلى أن تكون على مستوى التحدي الَّذي يتعرض له هذا الشَّعب، وأن تتحرك وتهبّ لنصرته ونجدته، وأن تقدّم كلّ وسائل الدعم له، وألا تتركه وحيداً في مواجهة هذا العدوان الوحشي المستمر ضد الحجر والبشر، لافتاً إلى أنَّ أولى مقوّمات الانتصار على العدو، تتمثَّل في الوحدة الداخليَّة الَّتي يمكن أن تخرجنا من سجون المذهبية القاتلة والعصبيات المغلقة.