ونظرا لصعوبة الامتناع عن الطعام والشراب لهذه الفترة الطويلة، ما زال الجدل مستمرا بين الجاليات المسلمة، حول ما إذا كان المسلمون هناك يتبعون تواقيت الصيام في مناطقهم أو توقيت ساعات الصيام في مكة المكرمة.
مع تزايد أعداد المهاجرين المسلمين إلى السويد خلال السنوات الأخيرة، انتشرت عشرات الجمعيات الإسلامية في مختلف المدن السويدية، حيث يسهّل القانون السويدي ويشجع على إنشاء الجمعيات والمنتديات ومنظمات المجتمع المدني.
وتشير آخر الإحصائيات السويدية أن عدد المسلمين في السويد وصل في عام 2014 إلى حوالي نصف المليون مسلم تقريبا، أغلبهم من البوسنة وتركيا والعراق وإيران ومصر والجزائر والمغرب وسوريا، مما ساهم في ازدياد عدد الجمعيات الإسلامية، كما تم إنشاء مساجد عديدة للمسلمين، في مختلف المقاطعات السويدية.
ويعتبر "جامع استوكهولم الكبير" والذي بناه الشيخ زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة السابق، أكبر مسجد في عموم السويد. ويذكر أن القوانين السويدية تجيز للمسلمين، أن يقيموا ويشيّدوا مساجدهم في أماكن تواجدهم أو في أيّ مكان يرغبون في أن يبنى مسجدهم عليه.
وبسبب الموقع الجغرافي للسويد والدول الاسكاندينافية بالقرب من القطب الشمالي، وعدم غياب الشمس لساعات طويلة في الصيف، فإن ساعات الصيام في شهر رمضان في السويد طويلة جدا، وتصل في هذا العالم إلى حوالي 18 ساعة في أقصى الجنوب في مدينة مالمو، وحتى 22 ساعة في أقصى الشمال في مدينة كيرونا.
ونظرا لصعوبة الامتناع عن الطعام والشراب لهذه الفترة الطويلة، ما زال الجدل مستمرا بين الجاليات المسلمة، حول ما إذا كان المسلمون هناك يتبعون تواقيت الصيام في مناطقهم أو توقيت ساعات الصيام في مكة المكرمة.
ومن أجل حل هذه المشكلة، أصدر المجلس الأوروبي للفتاوى والبحوث، إرشادات جديدة قبيل شهر رمضان الحالي، حث خلالها المسلمين بالالتزام بنفس مواعيد غروب الشمس في كل من العاصمة استوكهولم أو مالمو في أقصى الجنوب، حسب القرب الجغرافي للمدينتين.
وتوجد في السويد، جمعيات واتحادات ورابطات إسلامية عديدة، كرابطة الجمعيات الإسلامية FIFS وهو أول اتحاد أسس عام 1973 واتحاد مسلمي السويد SMF تأسس عام 1980 واتحاد المراكز الثقافية الإسلامية IKUS و تأسس عام 1986 واتحاد مسلمي البوسنة BIS تأسس عام 1997 واتحاد الطائفة الشيعية ISS تأسس عام 1997 واتحاد الجمعيات الإسلامية السويدية SIF الذي تأسس عام 2001 و يجمع شمل هذه الاتحادات "مجلس التعاون الإسلامي في السويد".
وتكثّف الجمعيات الإسلامية في السويد، نشاطاتها مع حلول شهر رمضان، حيث تتنوع بين إقامة النشاطات داخل المراكز الإسلامية و المساجد وبين التواصل مع المجتمع السويدي من أجل التعريف بالدين الإسلامي.
كان مجموعة من الشباب المسلمين، في ساحة "غوستاف أدولف" في وسط مالمو جنوب السويد، وهم من أعضاء في مركز المعلومات الإسلامي في السويد، يقومون بتوزيع منشورات باللغتين السويدية والإنجليزية للتعريف بالإسلام ويتحدثون إلى المارّة من المواطنين السويديين حول الإسلام.
وقال فيصل لغموشي أحد هؤلاء الشباب بأن " نعمل على تعريف الإسلام للغرب عموما وللسويديين بشكل خاص، ونحاول أن ننقل حقيقة الإسلام ووسطيته بعيدا عن الغلو والتطرف، أو التهاون والتميع والمحاباة التي تحرف الإسلام عن معناه العظيم وشموليته، وكل ذلك بعيدا عن الحزبية من خلال التوجه إلى الناس في الشوارع والأماكن العامة، أو استقبال الزائرين في المكتب الخاص بالمركز لإيصال رسالة الإسلام السمحاء إليهم".
وأضاف فيصل أن "أغلب الشباب القائمين على هذا المشروع، هم من الشباب المسلم الملتزم الذي ولد في هذه البلاد ويتقن لغتها كأبنائها". وفي مدينة مالمو مام المسجد بالمركز الإسلامي في مالمو"رولاند فيشكورتي"، وهو يرعى نشاطات هذا المركز الذي يعتبر أكبر تجمع للجالية المسلمة في جنوب السويد حسب أمام المسجد.
ووفقا لـ "رولاند" فإن "المسلمين يأتون كل ليلة إلى هنا لأداء صلاة التراويح خلال ليالي شهر رمضان، وهناك محاضرات دينية تقام خلال ليالي القدر، حيث يأتي أئمة من مختلف البلدان الإسلامية بدعوة من المركز لإلقاء محاضرات حول الدين الاسلامي عموما، وحول شهر رمضان بشكل خاص، كما أن هناك دعوات للإفطار يقيمها المركز".
أما أبوعمر الأهوازي الذي حضر برفقة أطفاله للمركز الإسلامي، فقال إن "هذا المركز الإسلامي هو مكان تجمع الجالية المسلمة من العرب وغير العرب، حيث يأتون إلى هنا باستمرار ويجلبون معهم أطفالهم وعوائلهم، لإقامة الصلوات والنشاطات الدينية ويحضرون صفوف القرآن، كي لا ينسى الأطفال والأجيال التي تنشأ هنا، دينهم وثقافتهم العربية والإسلامية".