أعلن السفير الفلسطيني في لبنان عبدالله عبدالله أنّ زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس المرتقبة إلى بيروت تأتي في سياق جهود القيادة الفلسطينية لحشد الدعم للدولة الفلسطينية الموعودة
حسين عاصي
نعدّ لمعركة مجلس الأمن ولا نضمن النصر المؤزر
عباس سيزور بيروت.. ويرفع العلم الفلسطيني
متفائل بتعاون لبنان في ملف حقوق الفلسطينيين
عباس يزور لبنان لحشد الدعم اللازم بمجلس الأمن
أي منتهك للقانون اللبناني يُسلّم مباشرة للسلطات
المخيمات أقل توتراً من مناطق عديدة في لبنان
أعلن السفير الفلسطيني في لبنان عبدالله عبدالله أنّ زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس المرتقبة إلى بيروت يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلَين تأتي في سياق جهود القيادة الفلسطينية لحشد الدعم اللازم لقبول عضوية دولة فلسطين في مجلس الأمن.
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، كشف السفير عبدالله أنّ الرئيس الفلسطيني سيستفيد من وجوده في "هذا البلد الشقيق" ليرفع، إلى جانب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، العلم الفلسطيني على مبنى السفارة.
وفيما نفى السفير الفلسطيني أن يكون موضوع حقوق الفلسطينيين في لبنان قد سُحِب من التداول، كشف أنّ الاونروا، بالتعاون مع ممثلية منظمة التحرير ولجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، قدّمت ورقة موحّدة باحتياجات الفلسطينيين.
واستبعد السفير عبدالله حصول خضات أمنية في المخيمات الفلسطينيين، مشدداً على أنّ الخروقات الأمنية تحصل أينما كان، مؤكداً وجود إجماع فلسطيني على تسليم كل من ينتهك القانون اللبناني للأجهزة المعنية في لبنان.
وفي ما يتعلق باستحقاق مجلس الأمن، أشار السفير عبدالله إلى أنّ القيادة الفلسطينية تستعدّ له بكل الطرق الممكنة، مشدداً على أنّ أن قبول عضوية دولة فلسطين في مجلس الأمن حق بديهي للشعب الفلسطيني، مؤكداً في الوقت عينه أنّ أحداً لا يدخل المعركة وقد ضمن النصر المؤزر.
برنامج زيارة عباس تحدّد
السفير الفلسطيني أكّد لموقع المنار أنّ برنامج زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان تحدّد، كاشفاً أنّ الرئيس عباس يزور لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين (16 و17 آب)، وذلك تلبية لدعوة كريمة تلقاها من رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان.
وأشار السفير عبدالله إلى أنّ هذه الزيارة تأتي أولاً استكمالاً للتشاور المستمرّ والتنسيق مع الأشقاء العرب، وبينهم الرئيس سليمان، خصوصاً أنّ لبنان سيكون رئيساً لمجلس الأمن خلال شهر أيلول المقبل، ولبنان سوف يمثل بذلك المجموعة العربية في مجلس الأمن، كما أنّ مندوبه الدائم في المجلس المذكور نواف سلام يلعب دوراً مهماً في متابعة القضايا العربية ودعمها.
وانطلاقاً من ذلك، لفت السفير عبدالله إلى أنّ زيارة الرئيس عباس تأتي في سياق جهوده وجهود القيادة الفلسطينية لحشد الدعم اللازم لقبول عضوية دولة فلسطين في مجلس الأمن. وكشف عبدالله أنّ عباس سيستفيد من وجوده في بيروت ويرفع العلم الفلسطيني مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي على مبنى سفارة فلسطين، وذلك بعد أن أقرّ مجلس الوزراء اللبناني اعتراف لبنان بدولة فلسطين وإقامة تمثيل دبلوماسي معها على مستوى سفير في تشرين الثاني – نوفمبر 2008.
موضوع حقوق الفلسطينين لم يُسحَب من التداول
وأكد السفير الفلسطيني أنّ الرئيس عباس سيستغل وجوده في هذا البلد الشقيق أيضاً ليعقد سلسلة من اللقاءات مع القيادات اللبنانية وكذلك مع الفصائل الفلسطينية الممثلة لكلّ المخيّمات، حيث سيبحث معهم في ظروفهم وأوضاعهم واحتياجاتهم وسبل التعاون معهم لايجاد الحلول للمشاكل التي يعانون منها والتخفيف عنهم.
ورداً على سؤال، نفى السفير عبدالله أن يكون موضوع حقوق الفلسطينيين قد سُحِب من التداول في الآونة الأخيرة. وأوضح أنّ وفداً من المنظمات الفلسطينية قابل يوم الخميس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وسلّمه مذكرة بهذه الحقوق، وقبله أعدّت ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية ولجنة الحوار اللبناني الفلسطيني والاونروا ورقة موّحدة باحتياجات الفلسطينيين وسلمتها إلى رئيس الحكومة. وأكد السفير عبد الله أنه متفائل باستجابة السلطات اللبنانية للمطالب والحقوق الانسانية للاجئين الفلسطينيين، معرباً عن أمله في حصول تعاون على هذا الصعيد.
الخروقات الأمنية تحصل
وفي ما يتعلق بالوضع الأمني في المخيمات الفلسطينية، استبعد السفير عبدالله حصول أي خضات أمنية فيها، وقال: "إذا أخذنا مسحاً شاملاً للبنان، نجد أنّ المخيمات الفلسطينية أقلّ توتراً من مناطق عديدة في لبنان".
ولفت السفير الفلسطيني إلى وجود جهات مسؤولة عن أمن المخيمات تقوم، إلى جانب اللجان الشعبية والمؤسسات الأمنية، بالتنسيق الدائم مع الأجهزة اللبنانية، مشدداً على أنّ أيّ منتهِك للقانون اللبناني يُسلّم مباشرةً للأجهزة المعنية ليتعامل معه القضاء اللبناني وفق ما تقتضيه الأصول. وإذ لفت السفير عبدالله إلى أنّ هذا الواقع حدّ كثيراً من محاولات الخروج عن القانون في المخيّمات، تحدّث عن إجماع فلسطيني تمّ التوافق حوله ويقضي بأن كلّ من يحاول الخروج على القانون اللبناني يتمّ تسليمه للأجهزة المعنية اللبنانية.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان يخشى حصول محاولات لضرب الاستقرار من خلال المخيمات، لفت السفير عبدالله إلى أن المحاولات تبقى أمراً وارداً "كوننا نعيش في مجتمع واقعي"، مشدداً على أنّ الخروقات الأمنية تحصل أينما كان، ملاحظاً أنّ قضية أمنية حصلت بالأمس في منطقة تُعَدّ هادئة جداً، في إشارة إلى الانفجار الذي وقع في أنطلياس، والذي تبيّن أنه وقع نتيجة خلاف مالي شخصي. لكنه اعتبر أنّ ما يصدّ كل هذه المحاولات هو وجود إرادة وتصميم وقرار واضح بأنّ كل من يحاول خرق الاستقرار في المخيمات سيتم التصدي له وتسليمه للأجهزة الأمنية اللبنانية.
"وأعدّوا العدّة لهم ما استطعتم من قوّة"...
السفير الفلسطيني تطرق في ختام حديثه لموقع المنار إلى الاستحقاق المنتظر في مجلس الأمن في شهر أيلول المقبل والذي يتمثل بطلب عضوية دولة فلسطين في هذا المجلس، فأشار إلى أنّ هذا المطلب هو حقّ مشروع للفلسطينيين، "ولذلك، علينا أن نعدّ العدّة ونستعدّ لهذا الاستحقاق". وقال: "من هنا، تأتي زيارات القيادة الفلسطينية ولا سيما الرئيس عباس إلى كلّ دول العالم، شقيقة وصديقة أو حتى محايدة، لمحاولة حشد الدعم اللازم لانجاح هذا الاستحقاق".
وفيما لفت إلى أنّ قبول عضوية فلسطين في مجلس الأمن يقرّب الفلسطينيين أكثر نحو إحراز الحقوق البديهية للشعب الفلسطيني، أكد أنّ النتيجة لا يمكن أن تكون مضمونة من الآن، موضحاً أنّ أحداً لا يدخل المعركة وقد ضمن النصر المؤزر، ولكن عليه أن يعدّ العدة للوصول إلى نتيجة إيجابية، استناداً إلى قوله تعالى في القرآن الكريم: "وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة".
وشدّد السفير الفلسطيني ختاماً على ضرورة توحيد صفوف الفلسطينيين وعدم التنازل عن حقوقهم ومواصلة العمل للدفاع عن القضية الفلسطينية بكلّ السبل الممكنة.