أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الأربعاء 23-07-2014
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الأربعاء 23-07-2014
ديلي ستار: جبهة جنوبية مع إسرائيل؟ الأمر ليس واردا حتى اللحظة
قال محللون يوم الثلاثاء انه على الرغم من مصالحة حزب الله الأخيرة مع حماس، فإنه من غير المرجح في الوقت الراهن أن يحشد الحزب قواته ضد إسرائيل بسبب هجومها المتواصل بهدف سحق حماس في غزة حيث يُترك خيار التدخل بشكل عام لكيفية سير الأمور على الأرض. وقال قاسم قصير، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية للديلي ستار "يجب انتظار حدوث اجتياح بري كامل. قرار حزب الله مرتبط بذلك وبالوضع في لبنان" حتى اللحظة، "إن المقاومة في غزة تتعامل مع الموقف بشكل جيد." وقال مصدر سياسي لبناني أنه من غير المرجح أن يتحرك حزب الله إلا إذا تم تجاوز "خط أحمر". واضاف المصدر "اذا اقترب الإسرائيليون من تجاوز خطوط حمراء، لن تبقى الحدود الإسرائيلية اللبنانية هادئة". "أي محاولة لتدمير حماس هي علامة خطيرة." وأضاف المصدر أن الامر سيتطلب على الأرجح عملية إسرائيلية على نطاق واسع تحاول القضاء على المقاومة في غزة. "لن يُنظر الى العمليات المحدودة التي تسعى الى وقف صنع أو تهريب الصواريخ بوصفها القشة التي كسرت ظهر البعير".
وقد اشارت المكالمة الهاتفية التي نشرت مؤخرا بين قادة المجموعتين خالد مشعل والسيد حسن نصر الله، إلى أن حركتي المقاومة رفعتا التعاون وعززتا العلاقات مرة أخرى. ووفقا لعدة مصادر، لقد كانت حماس وحزب الله على تواصل منذ بدء العملية الاسرائيلية قبل أكثر من أسبوعين. ووصف ممثل حماس في لبنان المكالمة الهاتفية الأخيرة بين نصرالله ومشعل بأنها "إيجابية للغاية". وقال علي بركة للديلي ستار انها "هدفت إلى تسوية العلاقات بين المقاومة في لبنان والمقاومة في فلسطين. واضاف " لقد أكد مسؤولون إيرانيون دعمهم للمقاومة في غزة وقالوا انهم سيبذلون قصارى جهدهم لتقديم الدعم لها". بالنسبة لقصير، إن اخبار حدوث اتصالات مباشرة وعلنية بين مشعل وحزب الله للمرة الاولى منذ عامين هي تطور مهم.
ورغم بيان الدعم، إن حزب الله لم يورط نفسه في أي مواجهة عسكرية واسعة النطاق مع إسرائيل منذ حرب عام 2006، ولا يتوقع المحللون حدوث اية تغيير نظرا لتورط الحزب الكبير في سوريا. وقال الدكتور هيثم مزاحم، وهو محلل سياسي لبناني وخبير في الحركات الإسلامية "أنا لا اتوقع ان يتدخل [حزب الله] في هذه المرحلة لأنه مشغول في سوريا وعلى الحدود مع سوريا، في القلمون وجبال عرسال".
وقال عماد سلامة، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت "هل الامر ممكن؟ نعم. هل هو وارد على جدول أعمالهم؟ هذه مسألة مختلفة. واضاف "مهاجمة اسرائيل ليست على جدول أعمالهم في الوقت الراهن. على العكس من ذلك إنهم يتعاونون حاليا مع الجيش اللبناني لتأمين الحدود [الجنوبية] للبنان "...
المونيتور: هل يطلّ نصرالله شخصيّاً يوم الجمعة؟!
بات من المؤكّد أنّ أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله، ستكون له إطلالة جماهيريّة وخطاب شامل، يوم الجمعة المقبل في 25 تموز/يوليو 2014. إطلالة تظلّلها ثلاثة اعتبارات كبيرة، تتناول ظروفها الأمنيّة وشكلها ومضمونها. مسائل ثلاثة تشرحها لموقعنا أوساط قريبة من حزب الله. في الاعتبارات الأمنيّة التي سترافق إطلالة السيّد نصرالله، تقول الأوساط القريبة من حزب الله إنّ "المناسبة ستكون محطّة على مستوى عالٍ من الجهوزيّة والاستنفار الأمنيّين، في محيط سيمتدّ من أطراف مدينة بيروت، مروراً بمختلف أحياء الضاحية الجنوبيّة، وصولاً إلى شبكة الطرق الأساسيّة التي تربط العاصمة اللبنانيّة بمناطق بعيدة عنها، في الجنوب والبقاع. ذلك أنّ المناسبة ليست عاديّة بالنسبة إلى الجهّة المنظّمة. فالتوقيت هو يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان. وهو اليوم الذي حدّده قائد الثورة الإيرانيّة الراحل، الخميني، بيوم القدس. ولذلك، فالمناسبة لن تكون مجرّد كلمة متلفزة أو مباشرة للسيّد نصرالله في بيروت. بل هي أوّلاً مناسبة لتظاهرة حاشدة ينظّمها حزب الله، ويتوقّع أن تشارك فيها عشرات الآلاف من مناصريه، حيث يطوفون في شوارع الضاحية الجنوبيّة الأساسيّة، قبل أن تتوّج تلك المسيرة الضخمة بكلمة نصرالله.
هنا يكمن التحدّي الأوّل، كما تقول الأوساط القريبة من حزب الله لموقعنا، حيث أنّه سيكون على أجهزة الحزب ضمان أمن المشاركين، وضبط أيّ محاولة تسلّل لإرهابيّ أو انتحاريّ يمكن أن يندسّ بين صفوف المتظاهرين. وهو امتحان بات من الصعوبة بمكان، خصوصاً بعد ظاهرة الانتحاريّين الفرديّين، أو أصحاب الأحزمة الناسفة، ومع احتمال أن تتمدّد هذه الظاهرة لتبلغ تجنيد نساء انتحاريّات، وهو ما يجعل إمكان اكتشافهنّ وضبطهنّ أكثر صعوبة. يكفي التذكير بأنّ لبنان كان قد شهد خلال نحو عام واحد 19 انفجاراً، كان أوّلها في منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبيّة نفسها، يوم 9 تموز 2013. ويكفي التذكير بأنّ بين تلك الانفجارات، 12 منها نفّذها انتحاريّون. لكن مع ذلك، تؤكّد الأوساط القريبة من حزب الله أنّ تظاهرة يوم القدس لهذا العام، ستقام يوم الجمعة في 25 تموز ، وأنّ الاستعدادات الأمنيّة لدى حزب الله بالتنسيق مع مختلف الأجهزة الأمنيّة الرسميّة، ستكون مكتملة لضمان سلامة الحدث الشعبيّ الكبير.
وفي هذا السياق الأمنيّ نفسه، يكمن التحدّي الثاني للحدث. وعنوانه: أيّ شكل ستتّخذه إطلالة نصرالله؟ حيث أنّ العادة كانت قد جرت منذ حرب تموز 2006 مع اسرائيل، أن تأتي إطلالة الأمين العام لحزب الله عبر الشاشة التلفزيونيّة، من مقرّ إقامته المجهول، حيث يكتفي المشاركون في أيّ حدث شعبيّ مؤيّد له، بمتابعته عبر شاشات ضخمة ترفع لهذه الغاية في أمكنة التظاهر أو الاحتفال. غير أنّ هذه العادة لم تمنع نصرالله من خرقها مرّات عدّة، حيث فاجأ جمهوره بالظهور بينهم في شوارع الضاحية، وحتى بإلقاء كلمته من بينهم. لكنّ الاحتفال بيوم القدس يوم الجمعة يحمل اعتباراً إضافيّاً هذا العام، ألا وهو وقوعه في فترة انخراط حزب الله في الصراع العسكريّ الدائر على الحدود اللبنانيّة - السورية. وهو الانخراط الذي يشهد هذه الأيّام بالتحديد تطوّراً جديداً، مع ما تضيفه هذه المعركة من عوامل تصعيد العداء السنيّ - الشيعيّ، خارج لبنان كما داخله. عداء يؤدّي إلى مضاعفة مخاطر الاستهدافات الأمنيّة لمنطقة حزب الله، في لحظة احتفال شعبيّ تحديداً، وخصوصاً إذا ما كان السيّد نصرالله سيطلّ شخصيّاً خلاله. كلّ هذه العوامل تطرح احتمالي هذا التحدّي الثاني: هل تفرض تلك المحاذير الأمنيّة عودة أمين عام حزب الله إلى قاعدة إطلالاته التلفزيونيّة؟ أم على العكس، تجعله يواجه التحدّي، ويطلّ شخصيّاً بين مؤيّديه، لشدّ عصبهم وإظهار وقوفه معهم في المخاطر التي تواجههم، كما فعل في أكثر من لحظة مماثلة سابقاً؟ سؤال من المؤكّد أنّ أحداً لا يملك الجواب عليه. وهو الجواب الذي لن يعرف حتّى يبدأ نصرلله بالكلام في 25 تموز. يبقى التحدّي الثالث، ويتناول مضمون الخطاب المنتظر لزعيم أكبر تنظيم حزبيّ عسكريّ في لبنان ومحيطه اليوم. وهو تحدٍّ متشعّب ومعقّد. فماذا سيقول نصرالله؟
فايننشال تايمز: مبرر القتل
تناولت صحيفة الفاينانشال تايمز العملية الاسرائيلية على غزة من زاوية التبريرات التي تسوقها اسرائيل لاقناع المجتمع الدولي بأنها تدافع عن نفسها ضد صواريخ حماس التي وصفتها بأنها "غير مقنعة".
تقول الصحيفة إن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يكرر دائما بأنه لا توجد دولة تقبل أن تقف مكتوفة الايدي أمام صواريخ تهطل على مدنييها وهي الحجة التي يعرف جيدا أنها قد تنطلي على المجتمع الدولي. لكن المشكلة، بحسب الفاينانشال تايمز، أن هذا التبرير به عيبان رئيسيان أولهما هو أن القتلى على الجانب الفلسطيني هم من المدنيين بالأساس بعكس القتلى على الجانب الاسرائيلي هذا بالاضافة لعدم تكافؤ المقارنة سواء في عدد الضحايا أو في الأسلحة المستخدمة من الجانبين. وتضيف الصحيفة أن الحجة التي يسوقها نتنياهو حول أن نزع سلاح حماس سيسهم في حل الأزمة الفلسطينية الاسرائيلية يمثل العيب الثاني فيما يروجه رئيس الوزراء الاسرائيلي إذ إن العقبة الرئيسية في تحقيق أي سلام على الأرض حتى أمام أكثر الفلسطينيين سعيا للسلام وقبولا لحل الدولتين هو أن التوسع الاستيطاني لاسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة يمثل حجر عثرة أمام أي سلام منشود. وتنهي الصحيفة مقال الرأي بأن المطلوب هو الرد المتكافيء على صواريخ حماس وأن دولا ديموقراطية مثل الهند في حالة تفجيرات مومباي وبريطانيا في العمليات التي نفذها الجيش الجمهوري الايرلندي وجدت طرقا اخرى للتعامل مع العنف هذا فقط اذا ارادت اسرائيل السلام حقا.
واشنطن بوست: انتقادات لصمت أمريكا إزاء سوريا رغم ارتفاع عدد القتلى وزيادة التهديد المتطرف
انتقدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عدم اتخاذ الولايات المتحدة إجراءات ضد سوريا رغم ارتفاع عدد القتلى وزيادة التهديد الذي يفرضه المتطرفون. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، إن القتال في غزة قد ساعد على التشويش على تطورات حرب أخرى بالشرق الأوسط أكثر دموية وأكثر أهمية للمصالح الأمريكية. حيث سقط أكثر من 700 قتيل في معركة واحدة في سوريا، مع محاولة الحكومة استعادة حقل غاز سيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية أو داعش الذي أصبح يتحكم في أغلب مناطق شرق سوريا وغرب العراق. وترى الصحيفة أن من بين رهانات الولايات المتحدة في هذا الصراع متعدد الجوانب هو ما إذا كان العراق قادرا على البقاء، وما إذا كانت تنظيم الدولة الإسلامية سيكون له جذور، وهل سيستمر النظام السوري، هل ستصبح المنطقة قاعدة لهجمات إرهابية ضد الأراضى الأمريكية. ويصدر كبار مسؤولى الإدارة الأمريكية تحذيرات بشأن هذا الاحتمال الأخير. إلا أن الصحيفة ترى أن إدارة أوباما لا تفعل الكثير لمعالجة تلك الأزمة. وأشارت إلى أن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ذهب للقاهرة في محاولة لوقف إطلاق النار في غزة، لكن لم يحاول أى مبعوث رفيع المستوى أن يعمل على صيغة سياسية لتوحيد القوى المعتدلة في سوريا والعراق ضد الدولة الإسلامية. ودعت الصحيفة إلى ضرورة دعم من وصفتهم بالمعتدلين في كلا البلدين بشكل سريع، ولاسيما المعارضة العلمانية في سوريا. وكذلك ميليشيات كردستان العراق. واعتبرت واشنطن بوست أن قرار أوباما بالتراجع في سوريا والعراق ساهم بشكل كبير في خلق التهديد الحالى للولايات المتحدة، وحذرت من أن استمرار السلبية سيزيد الأمور سوءا.
المونيتور: كيف تواجه حماس العمليّة البريّة الإسرائيليّة؟
كما تخوفت إسرائيل، أعلنت حماس مساء 20/7 خطف الجندي "شاؤول أرون" خلال الاشتباك فجر نفس اليوم مع قوة إسرائيلية بحي التفاح شرق غزة في اليوم الثاني من العملية البرية، وأكد "أبو عبيدة" الناطق باسم القسام أن الجندي المأسور صاحب الرقم العسكري "6092065"، من لواء "غولاني" لنخبة الجيش الإسرائيلي. مسؤول إعلامي في حماس رفض بحديث خاص "للمونيتور" التعقيب على وفاة الجندي، وقال "هذه مسؤولية كتائب القسام، وليس أي جهة أخرى، لأن ترويج إسرائيل للخبر له هدف استخباري بأن تؤكد حماس الخبر أو تنفيه، بحيث تحصل إسرائيل على معلومات مجانية دون دفع ثمن بإطلاق أسرى فلسطينيين، مقابل كل معلومة حول مصير الجندي المختطف لدى القسام". وأضاف رافضاً الكشف عن هويته: "من الصعب ربط موضوع أسر الجندي بشروط التهدئة الحالية، وإلا ستطول المواجهة، سيكون توافق بين الأطراف على ترحيل موضوع الجندي لما بعد وقف هذه الحرب المجنونة". وهكذا توقّع الفلسطينيّون أن يتدحرج العدوان الإسرائيليّ الذي بدأ يوم 7 تمّوز 2014 ضدّ غزّة، إلى عمليّة بريّة، على الرغم من التردّد الذي أبدته إسرائيل، مع الجهود لمنع وصول الأمور مع حماس إلى هذه المرحلة، وهو ما تطرّق إليه "المونيتور" في مقال سابق.
• الخسائر الباهظة وهو ما أكّده رئيس المكتب السياسيّ لحماس خالد مشعل، في حواره الحصريّ مع "المونيتور"، حين قال: "إذا فرض علينا الاجتياح البريّ الإسرائيليّ، فكتائب القسّام قادرة على التصدّي له". سأل "المونيتور" عدداً من المسؤولين الميدانيّين في حماس من غزّة حول توقّعاتهم في شأن شنّ إسرائيل العمليّة البريّة، لكنّ معظمهم استبعد حدوثها، "لأنّ نتنياهو شخصيّة متردّدة، ويعلم أنّ الوصفة السحريّة لسقوطه في الانتخابات المقبلة أن يعود جنوده من أرض المعركة في غزّة محمولين بنعوش سوداء جثثاً مقتولة". لكنّهم قالوا إنّ " تنفيذ عملية "معبر صوفا" جنوب قطاع غزة فجر الخميس 17/7، من خلال محاولة تسلل13 مسلح فلسطيني عبر نفق إلى داخل إسرائيل دفع نتنياهو إلى اتّخاذ قرار العمليّة البريّة". لكنّ الخبير العسكريّ الفلسطينيّ اللواء المتقاعد واصف عريقات قال لصحيفة الرسالة التابعة لحماس في غزّة إنّ "تأنّي إسرائيل بالحرب البريّة، يعود لإدراكها لحجم الخسائر في صفوف الجيش، والخشية ممّا تخفيه المقاومة من مفاجآت مثل كمائن الموت والاختطاف، وطبيعة غزّة الجغرافيّة وكثافتها السكّانيّة، ولأنّ المقاومة في غزّة تجيد قتال الشوارع، وفنون الاختفاء والتمويه، وسرعة توجيه الضربات للخصم".
فقد اطّلع "المونيتور" على كرّاس تدريبيّ تداوله مقاتلو القسّام قبل اندلاع الحرب، جاء فيها: "مع اختلال موازين القوى العسكريّة لصالح إسرائيل، فإنّ المقاومة ستستخدم لمواجهة العمليّة البريّة، الصواريخ الموجّهة المضادّة للدروع بكثافة، وبقدرات نوعيّة". وأضاف الكرّاس: "هاجس الجنود الإسرائيليّين سيكون شبكات الأنفاق التي توفّر حركة للمقاتلين وإعداد كمائن، حيث تكون العبارة الأكثر تداولاً للجنود المتوغّلين بريّاً "انظر، تحت قدمك توجد حفرة". ومع الاقتراب من الأماكن السكنيّة ستبرز وحدات القنّاصة التابعة للقسّام، وسيواجه الجيش مئات العبوات والقنابل المموّهة في كلّ ممرّ وطريق. وكلّما تقدّم أكثر داخل مناطق غزّة السكنيّة، ستكون الأفضليّة لمقاتلي حماس، لأنّهم أصحاب الأرض، ويمكنهم رصد آليّات الجيش الإسرائيليّ".وقد أشار العميد المصريّ والخبير العسكرريّ صفوت الزيّات في حديثه إلى قناة الجزيرة أنّ "الجيش الإسرائيليّ يحاول خلق منطقة آمنة على مشارف غزّة، لخشيته من منظومة الصواريخ المضادّة للدبّابات التي تمتلكها حماس، متوقّعاً تركيز العمليّة البريّة على مدرّعات سريعة، تدخل وتخرج بسرعة لتحقيق صورة ترضي إسرائيل".
أعلنت كتائب القسّام في بيانات لها أنّها "نفّذت عمليّات ميدانيّة لعرقلة التقدّم البريّ نحو عمق غزّة، آخرها فجر الأحد 20 تمّوز 2014، عبر استدراج قوّة إسرائيليّة حاولت التقدّم شرق حيّ التفّاح في مدينة غزّة، إلى كمين محكم، حيث ترك مقاتلوها الدبّابات تدخل حقل ألغام من عبوات برميليّة عدّة، وبعدما تبعتها ناقلتا جند داخل الكمين، فجّر المسلّحون حقل الألغام بالقوّة، ممّا دمّرها بالكامل، وأسفرت العمليّة عن مقتل وإصابة 14 جنديّاً اسرائيليا، وقد بلغ عدد القتلى لدى الجيش الاسرائيلي 25 جندياً. وفي ظل عدم توفر إحصائيات دقيقة لقتلى القسام، لكن التقديرات التي حصل عليها "المونيتور" من أوساط مطلعة في حماس تقترب من 50 قتيلاً و100 جريحاً، سواء خلال الاشتباكات مع الجيش الإسرائيلي، أو الاغتيالات عبر سلاح الجو."
ونجح مقاومون من كتائب القسام فجر الجمعة 18/7 بالتسلل عبر أحد الأنفاق خلف مواقع الجيش الإسرائيلي شرق رفح وخان يونس جنوب القطاع، ونجح عناصرها بدخول تلك المناطق لاستطلاع أماكن تمركز القوات البرية، ونسف وتخريب منظومات الاستخبارات التي قام الجيش بنصبها مؤخرا لرصد الحدود. زعمت كتائب القسام أن ستة جنديا اسرائيليا قتل خلال العملية بينما قالت اسرائيل أن اثنان جنديا قتل.
• حرب العصابات وفي وقت سابق ظهر يوم 19 تمّوز 2014، عاش مندوب "المونيتور" مع سكّان المنطقة الوسطى من غزّة أجواء حرب حقيقيّة بين المقاتلين والجيش الإسرائيليّ، حيث علم بعدها من كتائب القسّام أنّها نفّذت عمليّة تسلّل خلف خطوط الجيش في المنطقة، وأنّ اشتباكات عنيفة دارت في المكان. وفي وقت لاحق، اعترف الجيش الإسرائيليّ بمقتل ضابط وإصابة 5 آخرين، في هذه العمليّة. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي مساء 20/7 أن 18 جنديا من لواء غولاني للمشاة قتلوا في المعارك الجارية بين قوات الجيش والمسلحين في حي الشجاعية بمدينة غزة، ولا يزال 150 جنديا جريحا يعالجون في مختلف المستشفيات، 7 منهم حالته خطيرة. وفي وقت لاحق من هذه الاشتباكات، نفذ الجيش الإسرائيلي مجزرة رهيبة فجر 20/7 بحي الشجاعية أسفرت عن مقتل أكثر من 70 فلسطينياً وإصابة 200 آخرين بنيران المدفعية الإسرائيلية. حاول "المونيتور" الوصول إلى مناطق الاشتباكات بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين، لكنّ رائحة الموت كانت تنتشر على طول حدود غزّة الشرقيّة، وتواصل مع بعض العائلات المقيمة هناك، للتعرّف على السلوك العسكريّ بين الجيش والمسلّحين.
وقال فلسطينيّ يقطن أقصى شرق مخيّم البريج وسط غزّة، يدعى محمود، لـ"المونيتور" في اتّصال هاتفيّ: "اتّصل بنا الجيش لإجبارنا على إخلاء منازلنا، وألقت علينا الطائرات منشورات تحذّرنا. لكنّنا بقينا، ولم نغادر، وسمعنا أصوات الاشتباكات على بعد عشرات الأمتار، بين المقاتلين والجنود، تقترب من الالتحام المباشر وجهاً لوجه". وعلم "المونيتور" من مصدر مطّلع في غزّة أنّ "القوّات الإسرائيليّة تجد مقاومة عنيفة من مقاتلي حماس المتحصّنين في مواقع حدوديّة حدّدوها سلفاً، وفق خطّة ترمي إلي مباغتة الإسرائيليّين في عمليّات دفاعيّة وهجوميّة لإنزال الخسائر فيهم، في حرب استنزاف يصعب على الرأي العام الإسرائيليّ تحمّلها". وكان "المونيتور" قد تحدّث في تحليل سابق عن اعتماد كتائب القسّام في مواجهة الغزو البريّ الإسرائيليّ، على "وحدات المرابطين".
قال أسير محرّر من الضفّة الغربيّة، من مقاتلي حماس السابقين هناك تمّ إبعاده إلى غزّة، رفض الكشف عن هويّته لـ"المونيتور" إنّ "كتائب القسّام تستفيد في تصدّيها للحملة البريّة من الخبرة القتاليّة في الضفّة خلال عمليّة السور الواقي عام 2002، باتّباع تكتيك محترف لمواجهة عمليّات الاجتياح، يعتمد على نصب الكمائن للجيش، من خلال فتح ثغرات في البيوت الموجودة على مشارف غزّة الحدوديّة، حيث يكمن المقاتلون للجنود داخل البيوت، كي يفاجئوهم. وهناك طريقة مبتكرة تتمثّل في تفخيخ مواسير وصنابير المياه، حيث يتمّ تفجيرها، وتكون عادة بمستوى رأس الجنديّ الإسرائيليّ". وختم بالقول: "الطرق التي تسلكها الدبّابات معروفة في مناطق عبسان وبني سهيلا في خانيونس، والبريج والمغازي وجحر الديك في المنطقة الوسطى، والشجاعيّة في محافظة غزّة، وبيت حانون وبيت لاهيا شمال غزّة، وهي مناطق ضيّقة محدودة المعابر والمداخل. وهذا يفيد المقاومة للاستفادة من أهميّة هذا المعطى الميدانيّ لوضع خطّة التصدّي للتوغّل البريّ، بتفخيخ المداخل، وزرعها بالعبوات الناسفة، ونشر مقاومين يحملون قذائف "آر بي جي" لإعاقة تقدّم الآليّات، وحصرها داخل مصيدة العبوات الناسفة".
التايم الاميركية: علم فلسطين على صفحة نتنياهو على ويكيبيديا
قالت مجلة تايم الأمريكية، إن معلومات السيرة الذاتية لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على صفحة ويكيبيديا قد تم استبدالها لفترة وجيزة بصورة كبيرة لعلم فلسطين مساء أمس الثلاثاء. ووصفت تايم هذا الأمر بأنه علامة على الحرب المعلوماتية التي تحدث بجوار الصراع المستمر بين حماس وإسرائيل في غزة. وقد لاحظ بعض المراقبين على السوشيال ميديا، أن العلم ظل موجودا على صفحة نتنياهو لقرابة الساعة قبل أن يتم تغييره مرة أخرى. وتقول تايم إن أى شخص يمكنه إجراء تعديل في صفحات الويكيبيديا، لكن يتم الاحتفاظ بكل التغييرات ويمكن إعادة تحرير الصفحات سريعا أو العودة إلى إصدار سابق لو رأى عدد كاف من محررى أو مستخدمى ويكيبيديا الأمر مناسبا لذلك.
المونيتور: بدلاً عن صلاة الأحد، الكنيسة تتحول ملجأً لأهالي الشجاعية
كان المطران اليوناني أليكسوس، يوم السبت الموافق 19-7-2014، يرتل الصلوات الدينية في كنيسته الأرثوذكسية الوحيدة في قطاع غزة وسط بضع مصليين ومَجَامِر البخور التي تملأ المكان برائحتها، وتحيطه أيقونات وصور على جدران الكنيسة. كانت الكنيسة خالية بسبب الحرب، ولكن الشَماس رامي عياد يتوقع أن الأحد ستمتلئ بالمصليين قائلاً " يوم السبت عادة لا يوجد العديد من المصليين، ولكن نتحضر غدا لاستقبال مزيد من المصليين خاصة من يسكنون قريباً من المنطقة.."، قطع حديث عياد صوتاً عالياً فعلق: "انه صاروخ للمقاومة..". أحد المصليين عبدالله جهشان (29عاماً) يقول للمونيتور "أنا جئت اليوم للصلاة لأنني أسكن قريباً من الكنيسة، وغداً الأحد ستأتي عائلتي، ولكن لو كنت أسكن بعيداً لن آتي بسبب القصف الكثيف في كل مكان".
عرض المطران أليكسوس شظية سوداء بحجم كف يده من صاروخ إسرائيلي في قصف مكان قريب، فقد وقع في باحة إقامته بالكنيسة يقول " لو كنت جالسا في هذه الباحة التي عادة ما أجلس وأقرأ فيها، كانت ستصيبني هذه الشظية وسأصبح شهيدا كما حدث مع غيري في هذه الحرب". يوم الأحد لم تجري الأمور كما خطط لها الجميع، ليس بسبب نقص البنزين، أو غياب المصليين، بل ما حدث هو حمام الدم في حي الشجاعية التي سقط فيها 72 فلسطينيا من الشهداء، وترك أكثر من مائة ألف فلسطيني منزله وبذلك فتحت الكنيسة أبوابها لتكون ملجأً لهم. رجع المونيتور إلى الكنيسة، يوم الاثنين، حيث كانت تعج بالعائلات والأطفال والنساء، يقول الشَماس رامي مبتسماً "ألغينا الصلاة، فقد دق أبواب الكنيسة الأهالي النازحين من الشجاعية منذ السابعة صباحاً"، موضحاً أنه سأل المطران أولاً فأكد أنه يجب فتح أبواب الكنيسة وأن تلغى صلاة الأحد.
الشماس رامي يضيف للمونيتور" هناك 400 من سكان حي الشجاعية هنا، وفتحنا المحال التجارية والبيوت ليقطن فيها 600 مواطن آخرين، والجيران يتبرعون للجميع، كذلك الكنيسة تعطي مالا للشباب في المسجد المجاور ويأتون بالطعام مع غروب الشمس ليفطر الجميع ويتناول الطعام، فهم صيام". في الباحة الداخلية أمام الكنيسة هناك عشرات الرجال الممددين على الأرض، يقول وائل جندية (39عاماً) "خرجنا ركضاً من حيث نسكن في شارع المنصورة بالشجاعية على الحدود مع معبر كارني، وكان القصف عنيفا ورأينا الجثث في الشوارع ونحن نحاول النجاة بحياتنا صباح يوم الأحد". يوافقه ايهاب البحطيطي (30عاماً) والذي يحمل بين يديه ابنه ايهاب الذي لا يتجاوز الثلاثة أعوام قائلاً " تحملنا طوال الليل ضرب الصواريخ والقذائف وكنا نشعر أنها آخر لحظات، وبمجرد طلوع الضوء هربت مع عائلتي، راكضاً والحمدلله وصلت مع زوجتي وابني ووالدتي إلى الكنيسة وجميعنا نشعر هنا بالأمان".
في صالة تابعة للكنيسة كانت عشرات النساء يجلسن ويتحدثن، يخبرن بعضهن الحكايات ذاتها التي مررن بها في منطقتهن، تقول ختام جندية (31عاماً) " نجوت أنا وأطفالي العشرة بأعجوبة، لقد كانت هناك مواجهات عنيفة بين المقاومة والاحتلال، فبيوتنا على الخطوط الأولى". تشير ختام إلى أقدام النساء والتي معظمها دون أحذية وتبدو متورمة وسوداء " ركضنا حفاة وشعرنا بالجثث التي مشينا عليها، ابنتي إسراء قالت لي يا ماما أنا مشيت على يد طفل صغير". ربما من الخوف والرعب تجلس إسراء (10أعوام) بجانب والدتها مصدومة لا تتكلم ووجهها ثابت الملامح بشكل لا يبدو طبيعيا بالنسبة إلى طفلة في عمرها. وتتفق النسوة اللواتي تحدثن للمونيتور على الشعور بالأمان في الكنيسة رغم أصوات قذائف الدبابات المرتفعة والتي تنطلق كل عدة ثواني، فكنيسة القديس برفيوريوس التي يبلغ عمرها 1606 عاماً قريبة من حي الشجاعية، فالكنيسة تقع أيضا في شرق مدينة غزة بحي الزيتون الذي يعتبر من أقدم الأحياء الشعبية بغزة، وملاصقة لجامع "كاتب ولاية" القديم والأثري. نزهة سكر(49عاماً) تقول " لا نعلم شيئا عما حدث لبقية أفراد عائلتنا، لقد كانت لحظات لا نشاهدها إلا على التلفاز حين نشاهد أخبار سوريا، إن ما رأيته من جثث في الشارع ذكرني بصور مذبحة صبرا وشاتيلا". نزهة لا تزال جاهلة بالأخبار التي تدور حولها وأن هناك 30 فرداً من عائلة سكر فقدوا حياتهم في الشجاعية نتيجة قذف الدبابات العشوائي. الأطفال سلامة شلح (14عاماً) وأحمد جحا (17عاماً) يسألون الشَماس رامي" هل المسيحيين يصلون مرة واحدة في العام؟"، فأجاب "لا..كل أحد"، ثم يسألونه مرة أخرى بفضول "كيف تبدو من الداخل؟"، فبدا رامي مرتبكاً، وهنا أجبتهم أنا " تبدو مثل المسجد".
معهد واشنطن: حكمةٌ في العمليات وسط معاناة في الاستراتيجيات
للوهلة الأولى قد تبدو المواجهات الحالية بين إسرائيل و «حماس» مجرد جولة عسكرية أخرى بين الطرفين. لكن عدداً من أوجه الاختلاف البارزة، خصوصاً في ما يتعلق بالعزل الإقليمي الذي تعانيه حركة «حماس» وتنمية قوتها على مدى عقد من الزمن وتطوير استراتيجياتها وتكتيكاتها العسكرية، يميز عملية "الجرف الصامد" الإسرائيلية عن العمليات السابقة. وفي حين قد يكون من السابق لأوانه استخلاص الاستنتاجات الاستراتيجية من العملية الراهنة، يمكن الاتعاظ من بعض النقاط الرئيسية للمستقبل. وعلاوة على ذلك، بما أن التنظيمات الإرهابية الأخرى في المنطقة تسعى لاستقاء الدروس من هذا الصراع، تصبح مهمة تحليل أعمال «حماس» منذ اليوم الأول أكثر أهمية.
العزلة السياسية كانت «حماس» تعاني وضعاً سيئاً من الناحية السياسية والمالية واللوجستية قبل بدء "عملية الجرف الصامد". وبادئ ذي بدء، أنّ أكثر من 40 ألف موظف في القطاع العام في غزة لم يتقاضوا رواتبهم منذ أشهر، بينما فشلت عملية المصالحة مع حركة «فتح» في إحراز أي تقدم حول القضايا الجوهرية. ومنذ إخلاء مكاتب الحركة في دمشق، انقطع الدعم الإيراني عنها، ناهيك عن أنّ أهم حلفائها في السنوات الأخيرة - حكومة الرئيس محمد مرسي المصرية - استُبدلت بنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لا ترتبطه أي صداقة بـ «الإخوان المسلمين». وبشكل أكثر تحديداً، أدت الحملة التي استهدف بها الرئيس السيسي الأنفاق إلى شل قدرة «حماس» على إبقاء الأموال والسلع والأسلحة تتدفق بحرّية إلى قطاع غزة. وإلى جانب هذه التحديات، تراجع الدعم الشعبي لحركة «حماس» بشكل ملحوظ، وفقاً لما كشفه استطلاع للرأي أجراه معهد واشنطن مؤخراً. وعلى هذا الأساس، وجدت القيادة العسكرية للحركة أن العملية العسكرية هي وسيلتها الوحيدة لتغيير الوضع القائم والاحتفاظ بالدعم المالي والسياسي. فـ «حماس» لم تبدأ بإطلاق الصواريخ لمجرد ابتزاز إسرائيل وإجبارها على تقديم التنازلات، بل أرادت في الوقت نفسه الضغط على كلٍّ من مصر والرئيس الفلسطيني محمود عباس بشكل غير مباشر عبر إسرائيل. ويتمثل أحد الأهداف الرئيسية للحركة بفتح معبر رفح والسماح بتدفق الأموال والسلع إلى غزة وبالتالي تعزيز الدعم السياسي لها. ووفقاً لحسابات «حماس»، كان التفاوض بالسلاح خيارها الوحيد.
الحكمة في العمليات برهنت «حماس» في جولة القتال الحالية عن إحراز تحسن في ثلاثة أبعاد عسكرية كبرى. البعد الأول ينطوي على اتخاذ زمام المبادرة، وهي خطوة استفادت منها «حماس» بشكل فائق إذ أنها منعت ضمنياً إسرائيل من شنّ ضربة أولى مفاجئة وفعالة. وبالفعل فقد ثبت أن قدرة "سلاح الجو الإسرائيلي" على شن الضربة الأولى تشكل ميزة رئيسية في نجاح العمليات الإسرائيلية الأخيرة. ففي عملية "الرصاص المصبوب" التي شنتها إسرائيل في شتاء 2008-2009، أدت ضربتها الأولى التي استمرت مدة 3 دقائق و40 ثانية إلى قتل ثلث المقاتلين الذي قُتلوا خلال العملية بأكملها. وفي عملية "عامود السحاب" التي نفذتها في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، نجحت الضربة الإسرائيلية الأولى بالقضاء على معظم صواريخ «حماس» البعيدة المدى. كما أدت الضربة المبكرة خلال عملية "عامود السحاب" إلى مقتل قائد الجناح العسكري لحركة «حماس» أحمد الجعبري. لكن يبدو هذه المرة أن الجناح العسكري للحركة كان قد أتم استعدادته لضربة إسرائيلية مضادة. فقد اختبأ القادة العسكريون تحت الأرض، وحرصت الوحدات اللوجستية على تأمين الحماية للأصول القيّمة، وانغمست الحركة في معركة مطولة.
أما البعد الثاني الذي يبين تقدم «حماس» بالمقارنة مع المواجهات السابقة فيتعلق بمنهج "اقتصاد الصواريخ". فمنذ نهاية عملية "عامود السحاب" في أواخر 2012، عمدت «حماس» والتنظيمات الإرهابية الأخرى في غزة إلى مضاعفة ترسانة صواريخها، مما أتاح لها إطلاق نحو 120 صاروخاً ذات مدى متفاوت يومياً. وقد نجحت «حماس» فعلاً بمفاجأة الإسرائيليين بمدى صواريخها - وتحديداً صاروخها أر-160 (الذي يعرف أيضاً باسم M-302 السوري ويُزعم أنه قد أُرسل من قبل إيران) حين أرغم الإسرائيليين في المناطق الوسطى والشمالية من البلاد على الاحتماء في الملاجئ. فإطلاق العديد من هذه الصواريخ على أهداف متنوعة أتاح لـ «حماس» السعي إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، وهي: (1) استهداف أكبر عدد ممكن من السكان الإسرائيليين بالقصف الصاروخي بشكل متواصل؛ (2) محاولة تخطي طاقة الاستيعاب القصوى لنظام الدفاع الجوي الذي يعرف باسم "القبة الحديدية" من خلال وابل قصف مكثف؛ (3) الإثبات بأن «حماس» قادرة على الوقوف على قدميها في المعارك حتى لو كانت إسرائيل تنفذ عملياتها في غزة.
والبعد الثالث هو أن العملية البرية الإسرائيلية كشفت شيئاً فشيئاً عن البنى التحتية المعقدة للأنفاق التي طورتها «حماس». وحتى الآن، كان "جيش الدفاع الإسرائيلي" ["الجيش الإسرائيلي"] قد عثر على عشرات الأنفاق التي تمتد على مسافة 2 إلى 3 كلم مع تشعبات متعددة. ومن الناحية الهجومية، تتيح هذه المنظومة من الأنفاق لإرهابيي «حماس» التسلل إلى إسرائيل ومحاولة ارتكاب مجازر جماعية في الكيبوتسات [القرى التعاونية]. والهدف الهجومي الثاني منها هو السماح لوحدات «حماس» القتالية بتطويق القوات الإسرائيلية في غزة ومن حولها والهجوم عليهم من الخلف - وهذه نقطة ضعف عسكرية معروفة. أما من الناحية الدفاعية، فمن شأن منظومة الأنفاق الممتدة تحت الأرض في المناطق المأهولة في غزة أن تمكّن إرهابيي «حماس» من التنقل بحرية بين مركزٍ وآخر متجنبين بذلك التعرض لاستهدافات "الجيش الإسرائيلي". وبالتالي تمنح هذه الأنفاق قدرة أكبر للجماعة على الصمود خلال المعارك فيما تتحدى مركز "الجيش الإسرائيلي" في غزة. وبالإضافة إلى تقدمها العملياتي، أثبتت «حماس» مرة أخرى الدور المحوري الذي يلعبه الاستشهاد في عقيدتها واستراتيجيتها العسكرية. ففي الآونة الأخيرة، تسبب انتحاري بإصابة عدد من المهندسين العسكريين في "الجيش الإسرائيلي" حين فجر نفسه بالقرب من جرافة مدرعة. بالإضافة إلى ذلك، إن الإرهابيين الذين تجندهم «حماس» وترسلهم إلى الحدود الإسرائيلية يدركون جيداً مصيرهم المحتمل.
على الصعيد النفسي، انخرطت «حماس» في عمليات دعائية وإعلامية هدفها نشر صورة النصر والإنجاز الجديد. ففي الحروب غير المتماثلة على غرار هذه الحرب، يتعين على الطرف الأضعف أن يعظّم ويضخم إنجازاته من أجل إقناع جمهوره المحلي وداعميه في الخارج بنجاحاته. وهذه مفخرة نجح بها «حزب الله» خلال حرب لبنان عام 2006، من خلال حملاته الدعائية الخلاقة، مما ساعده بشكل كبير على تعزيز دعم الدول العربية له. واليوم تحذو «حماس» حذوه محاولةً ابتداع صورٍ عن عمليات عسكرية رائدة. وإلى جانب حملات الصواريخ والأنفاق، تشمل هذه التقدمات تحليق طائرة بدون طيار في المجال الجوي الإسرائيلي ومختلف العمليات السيبرانية. وفي النهاية، أظهرت «حماس» خلال هذا النزاع قدرات بالغة الفعالية في مجال القيادة والتحكم والمرونة. فبعد أسبوعين من المعارك، لا تزال «حماس» تبدو قادرة على الحفاظ على خطوط الاتصال بين وحدات الصواريخ والوحدات البرية والقيادات العسكرية، كما يتضح من التزام كل وحدة بخطة عملياتها - علماً بأن كل خطة تم إعدادها والتمرن عليها على مر السنين. وعلاوة على ذلك، نجحت «حماس» في شنّ عمليات مزدوجة شملت القصف المدفعي وتسلل القوات البرية إلى داخل إسرائيل.
ما هي الخطوة التالية؟ حين تصل العملية إلى نهايتها الحتمية، سوف تحاول «حماس» الادعاء بأنها أحرزت نصراً واضحاً من خلال التشديد على عناصر ثلاثة وهي: نجاح "مفاجآتها" العسكرية (على سبيل المثال، الصواريخ بعيدة المدى والأنفاق والطائرات بدون طيار/قوات الكوماندوز والعمليات السيبرانية)، ومرونتها خلال العملية، وصمودها بوجه عدوٍّ يتمتع بقوة أكبر وعتادٍ أفضل. ومن وجهة نظر «حماس»، ستساعدها هذه التأكيدات على استعادة الدعم السياسي من مختلف الفاعلين وفي تعزيز الدعم اللوجستي والمالي على المدى القريب من الفاعلين الخارجيين، لا سيما إيران. ومع ذلك، يبدو حتى الآن أن قرار «حماس» ببدء مواجهة مع إسرائيل يترتب عليه تكاليف سياسية أكثر من فوائد، كما يتضح من تصريحات الدول العربية، لا سيما مصر والمملكة العربية السعودية، التي اعتبرت أنه كان يجب على «حماس» الموافقة على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار.
وفي إطار الاستعداد للمواجهات غير المتماثلة في المستقبل، تحتاج إسرائيل والدول الأخرى إلى التدقيق في قدرة «حماس» على التكيف مع عقيدة القتال الإسرائيلية. ولا تتوقف الحاجة إلى مثل هذه الدراسة عند «حماس». وفي الواقع، أن التنظيمات الإرهابية الأخرى المنتشرة عبر القارات - بدءاً من «حزب الله» في لبنان وإلى «جبهة النصرة» في سوريا مروراً بـ تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» [«داعش»]» في العراق وحتى «بوكو حرام» في نيجيريا - تتعلم جميعها بسرعة وتستوعب الاستراتيجيات الناجحة عبر شبكات عملياتية متراخية. وستكون هذه التنظيمات توّاقة لاستخلاص الدروس من تجربة «حماس». وعلى الرغم من التكتيكات الحذقة والاستراتيجية العسكرية المدروسة، لا تزال «حماس» تفتقر إلى القدرات القتالية اللازمة للوصول إلى مستوى قدرات إسرائيل الاستخباراتية والدفاعية والهجومية في ساحة المعركة. إلا أن التنظيمات الإرهابية الأخرى تملك إمكانيات مهمة، حيث من المرجح أن تستعين بتكتيكات «حماس» المعززة في المستقبل. ومن هنا، يعتبر الاستعداد لهذه الاحتمالات بالنسبة إلى إسرائيل والولايات المتحدة وشركائهما مهمةً ضرورية وملحة.
عناوين الصحف
الغارديان البريطانية
• تعليق الرحلات الدولية من وإلى اسرائيل بسبب المخاوف الأمنية.
• أزمة غزة: تواصل ارتفاع عدد القتلى في صفوف الفلسطينيين فيما تتعطل جهود وقف إطلاق النار.
• سكان غزة يفرون من القصف الإسرائيلي – الى المزيد من القنابل.
• اختفاء جندي إسرائيلي قد يعرقل جهود وقف إطلاق النار.
الاندبندنت البريطانية
• سكان غزة يبحثون عن مكان آمن من العنف، ولكن خط المواجهة في كل مكان.
نيويورك تايمز
• الخطوط الجوية تعلق رحلاتها الجوية الى اسرائيل بعد سقوط صواريخ حماس بالقرب من المطار.
• كيري يقول إن الولايات المتحدة ستعالج مطالب حماس بعد وقف إطلاق النار.
واشنطن بوست
• إسرائيل تعيد هدم المنازل كعقاب في محاولة لردع حماس.
• التطورات في الأعمال العدائية في غزة يمكن أن تعزز حماس.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها