22-11-2024 01:39 AM بتوقيت القدس المحتلة

حداد وحزن في قريتي "الخرايب" و"الزرارية"

حداد وحزن في قريتي

بلال كان وعائلته في طريقهم الى مسقط رأسه لقضاء عطلة العيد مع الأهل والأقارب في ربوع وطنه ، لكن رحلتهم لم تكتمل ليلتحقوا بقافلة ضحايا كوارث رحلات الطيران

حداد وحزن في قريتي "الخرايب" و"الزرارية"حزن وترقب هي حال بلدة الخرايب في  قضاء صيدا التي فقدت عائلة بأكملها في كارثة الطائرة الجزائرية المنكوبة هو بلال اسد الله دهيني 41عاما  وزوجته الالمانية واولاده الثلاث (ريان 11 سنة واوليفيا ثماني سنوات ومالك اربع سنوات )، حيث اتشحت البلدة بالسواد حدادا وخيم الحزن والاسى ولا سيما على منزل العائلة المفجوعة والتي اصبح همها الوحيد احتضان جثامين ابنائها ..

نص أمين شومر/ قناة المنار

وقال عباس دهيني شقيق بلال دهيني : بعمر العشرين قرر ان يسافر الى المانيا ومن المانيال الى افريقيا هو ابن بيت اختار ان ينشىء عائلة وتزوج من المانية وكان له صبيانان وبنت صبي عمره 11 سنة والبنت 8 سنوات والصبي اربع سنوات وكان الله يكتب لهم ان يعيشوا في هذا البلد وكان يريد ان يعيش في لبنان ويستقر هنا ويعمر منزل ونحن ما يعزينا انه شاب مؤمن وقضى في طريق جهاد العائلة وهذا يعزينا بشكل كبير وهو انسان مؤمن .. وزوجته ايضا تعمل في مجال التنمية البشرية ..

اخر مرة جاء فيها الى لبنان كانت من اربع سنوات وكان مشتاق ان يأتي ويستقر في البلد وكان يريد ان ياتي ليشاركنا جزء من شهر رمضان ويعيد معنا في العيد رغم ان وضع البلد لا يشجع امنيا وولكن هو قال على المستوى الداخلي والعائلي قال انه يمكن قضاء ايام هنا بشكل مريح وقال يكفيني ان اجلس بينكم وانظر الى الطبيعة واتنشق هواء الوطن .. تابعنا الموضوع وكنا منفعلين وشعرنا ان هناك تقصير على مستوى شركة الطيران ووالدولة الجماعة يقوموا بدورهم وسمعنا ان هناك من وفد من وزارة الخارجية ذهب الى مالي لمتابعة القضية وانشالله يقوموا بواجبهم ونحن نتمنى ان يتحدد اذا كان هناك جثامين حتى نستفيد مما تبقى منهم حتى نقوم بواجبهم عرفنا انه تحدد مكان الطائرة وحتى الان الاخبار شحيحة حول الموضوع .. سمعنا كما سمع الجميع انه ربما يكون عمل ارهابي ولكن الان ننتظر ان يأتينا خبر حول موضوع الجثامين.نحن الان بحالة عزاء لاننا خسرنا شاب وعائلة بأكملها ..

بلال كان وعائلته في طريقهم الى مسقط رأسه لقضاء عطلة العيد مع الأهل والأقارب في ربوع وطنه ، لكن رحلتهم لم تكتمل ليلتحقوا بقافلة ضحايا كوارث رحلات الطيران بعدما سبقه من ابناء الخرايب الذين قضوا في حوادث مماثلة ...
وقال علي الدر احد مسؤولي ملف ضحايا كارثة طائرة كوتونو عام 2003 : عالجت كارثة طائرة كوتونو بزمن الرئيس اميل لحود واتخذ قرار في ذلك الوقت لفتح خط لشركة طيران الشرق الاوسط على افريقيا ... هذه الطائرة مشابهة لطائرة كوتونو كانت طائرة معدة للنقل ..بطائرة كوتونو كانوا بالسبعينات وبطائرة اثيوبيا ذهب عشرينات ومن الخرايب اكثر من 30 شهيد اصبحوا .. الاخبار التي وصلتنا ان هذه الطائرة لم تكن مجهزة لنقل الركاب وانما كانت مجهزة للشحن .. هذا ما عرفناه من الاخبار التي وصلتنا .. 

وقال الحاج محمد دهيني ابن عم بلال دهيني : سافر في البداية الى كوتونو ثم تزوج المانية وجاء ليعيد هنا مع اخوته شاب ملتزم مؤمن الله يرحمو ..

حداد وحزن في قريتي "الخرايب" و"الزرارية"وقال المختار قاسم حجازي :كتير ادمي وحبوب ومن هوي وعمرو 18 سنة اشتغل بمعمل بلاستيك هون لكن تعرف ان الراتب محدود وبيقضي حياتو لا فيه يعمل بيت ولا فيه يعمل عيلة والشاب يطمح.. سافر اولا على كوتونو واشتغل بالسيارات ، روحولو مصرياتو وسامحن  وهوي حبوب وقلبو طيب ، رجع راح عالمانيا وتزوج لمانية والتي تزوجها ست محترمة عملولها شغل دولتها عملتلها شغل في بوركينا فاسو  ، رجع اجا هو وياها على هيدي البلد اللي عم تحكي عنها وعمل شغل ومشي حالو، جايي يعيد هون هو واخوته ويصوم شي جمعة وهوي شاب مؤمن وملتزم .. بيو هيك كان وجدو هيك كان .

وقال احد المواطنين : تفاجأت بالحادثة ونحن على ابواب اخر شهر رمضان المبارك والأعياد ، لنا عادة في السابق فجعنا بطائرة كوتونو البلدة كلها سويا والبلد كلها يعمها الحزن والكآبة. ايام صعبة علينا خاصة على ابواب اخر شهر رمضان المبارك . شو بدنا نقول ، منقول لا حول ولا قوة الا بالله .. الله يصبرنا ويصبر اهلو ويصبر اهل البلد كلها لأن البلد كلها مفحوعة بالمصيبة .

وفي بلدة الزرارية، الشاب محمد فيصل أخضر (23 عاما)، استعجل المجيء إلى لبنان قبيل العيد، لأنه كان قد قرر وضع حدّ للعزوبية وأحب أن يفرح قلب والده ويدخل في عالم الخطوبة تمهيداً للزواج. أجرى آخر اتصال مع والده منتصف الليل، من بوركينا فاسو. وأبلغه بموعد وصول الطائرة إلى لبنان وتواعدا على اللقاء في بيروت قبل ان يفجع الوالد بخبر تحطم الطائرة