ووصف رئيس الحكومة الأرجنتينية خورخي كابيتانيش قمة فورتاليزا بـ «الأساسية»، منتقداً «صناديق التنمية التي تبتز الدول الأكثر نمواً»، ففي بوينس ايرس قدم الرئيس الصيني دفعاً كبيراً لحكومة كريستينا كيرشنر.
اختتم الرئيس الصيني شي جينبينغ أول من أمس في كوبا جولة في أميركا اللاتينية عكست عبر أوجه اقتصادية في غالبيتها، وجوداً أقوى لبكين في قارة تسعى الولايات المتحدة تقليدياً إلى السيطرة عليها.
وبعد وصوله إلى البرازيل في منتصف الشهر الجاري للمشاركة في قمة لدول «بريكس»، البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، بدأ شي حملته الديبلوماسية الاقتصادية في الأرجنتين وفنزويلا وكوبا، أي الدول الثلاث الأكثر تقدماً على جبهة رفض «الامبريالية» الأميركية في أميركا اللاتينية.
وانطلقت حملة التودد وسط التفاؤل بعد إعلان دول «بريكس» عن إنشاء بنك تنمية جديد يعتبر في أميركا اللاتينية بديلاً عن الرأس مالية المتوحشة والمؤسسات المالية الدولية الخاضعة للولايات المتحدة، كما أنشأت «بريكس» صندوقاً برأس مال 20 بليون دولار لتمويل البنية التحتية في أميركا اللاتينية.
وأعلن تشي «انطلاقة جديدة وأفقاً جديداً ودافعاً جديداً» في 15 الجاري عند إطلاق المصرف الجديد المرفق بصندوق احتياطي برأس مال 100 بليون دولار مخصص للازمات، ما أثار خصوصاً اهتمام الأرجنتين التي تخوض حرباً ضد «الصناديق الجشعة» الأميركية المدعومة من القضاء الأميركي.
ووصف رئيس الحكومة الأرجنتينية خورخي كابيتانيش قمة فورتاليزا بـ «الأساسية»، منتقداً «صناديق التنمية التي تبتز الدول الأكثر نمواً»، ففي بوينس ايرس قدم الرئيس الصيني دفعاً كبيراً لحكومة كريستينا كيرشنر.
وأبرمت الصين أكثر من 20 اتفاقاً مع الأرجنتين ببلايين الدولارات في إطار «شراكة إستراتيجية» على نموذج الشراكة التي تربط الصين والبرازيل والتي عززت بإبرام اتفاقات تعاون عديدة. وتضمّن جدول تشي في فنزويلا مجالات المواد الأولية والطاقة، حيث أبرم نحو 30 اتفاقاً مع حكومة الرئيس نيكولاس مادورو في قطاعات النفط والمناجم والصناعات المختلفة والزراعة.
وأعلن تشي في كراكاس أن «فنزويلا أصبحت إحدى أهم الوجهات الواعدة لاستثمارات الصين». وفنزويلا هي المزود السابع للنفط لبكين وشريكتها التجارية الرابعة في أميركا اللاتينية، بينما الصين فهي الزبون الثاني بعد الولايات المتحدة، للخام الفنزويلي، وهو المخزون الأكبر عالمياً. ولكن كراكاس هي أيضاً أول متلقٍ للأموال الصينية التي بلغت 54 بليون دولار منذ ثماني سنوات، وعليها تسديد ديون قيمتها 17 بليوناً عبر نفطها.
وسواء في كراكاس أو في بوينس ايرس، أعلن شي عن «مشاركة إستراتيجية كاملة» مع الصين، مبتعداً عن الحذر الذي تتوخاه السلطات والشركات الأميركية والأوروبية حيال البلدين اللذين يعتبران معرضين جداً للأخطار السياسية. وحدث السيناريو ذاته في كوبا حيث أبرم نحو 30 اتفاقاً لتمويل بنية تحتية واستيراد النيكل والتنقيب عن النفط في خليج المكسيك.
ولا توازي السوق الكوبية نظيراتها في دول أميركا اللاتينية الأخرى، ولكن هافانا، رأس حربة المنطقة في معاداة الأميركيين، تبقى الحليفة الشيوعية لبكين. وصرح شي في هافانا بأن بلاده «واثقة تماماً في تطور العلاقات مع كوبا وسنكون دوما أصدقاء مقربين ورفاقاً وأخوة»، وذلك أثناء تلقيه أكبر وسام كوبي من نظيره راوول كاسترو.
وأكد المحلل الفنزويلي كارلوس روميرو لوكالة «فرانس برس» أن «سياسة التوسع الاقتصادي والسياسي الصينية براغماتية لأنها لا تتسم بطابع إيديولوجي أو تنافس مع الولايات المتحدة، بل تستجيب لرغبة الصين في ضمان موارد طبيعية على المدى الطويل في كل مناطق العالم، لا سيما في أميركا اللاتينية».