شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن المشروع الجيوسياسي الغربي بشأن أوكرانيا لم ولن يتحقق، لأنه لا يمكن فرض ذلك على شرق أوكرانيا.
شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن المشروع الجيوسياسي الغربي بشأن أوكرانيا لم ولن يتحقق، لأنه لا يمكن فرض ذلك على شرق أوكرانيا.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو، إن الجانب الروسي يسعى فقط إلى تحويل الوضع في أوكرانيا من المواجهة العسكرية إلى مسار المفاوضات السياسية على أساس التزامات روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة وفقا لبيان جنيف، إلا أن هذه المحاولات واجهت معارضة القيادة الأوكرانية التي تشعر بدعم الولايات المتحدة.
وأكد الوزير الروسي أن الغرب وضع مشروعا جيوسياسيا بذريعة وهمية، وذلك حينما حرم الرئيس يانوكوفيتش من أخذ المزيد من الوقت من أجل دراسة اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.
وقال لافروف إن هذا المشروع الجيوسياسي يرمي إلى فرض السيطرة على الفضاء الجيوسياسي الأوكراني على حساب مصالح روسيا والناطقين بالروسية في أوكرانيا.
وأكد وزير الخارجية الروسي أن اتخاذ واشنطن قرارا بتقديم مساعدات عسكرية إلى كييف قد يؤدي إلى تأجيج الوضع، وأضاف أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتجاهلان ما يجري في أوكرانيا بالكامل ويدعوان كييف إلى الحفاظ على التوازن في إجراء ما يسمى عملية مكافحة الإرهاب.
وقال لافروف إن نظيره جون كيري لم يرد على سؤاله حول وجود حوالي 100 مستشار عسكري أمريكي في مقر مجلس الأمن الأوكراني، مضيفا أن تقارير إعلامية تشير إلى وجود أجانب في صفوف كلا الجانبين المتنازعين في أوكرانيا.
لافروف: الطرق الدبلوماسية حصرا كفيلة بتسوية الأزمة الأوكرانية
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تسوية الوضع في أوكرانيا يجب أن يتم عبر الطرق الدبلوماسية السلمية حصراً، وقال لافروف: "قلقون من مسألة تسوية الأزمة الأوكرانية التي يجب أن تكون بالطرق السياسية والدبلوماسية فقط، وفي هذا السياق اتخذت روسيا إلى جانب العديد من الشركاء خطوات ملحة ومسؤولة خلال الأشهر الأخيرة".
وأشار الوزير إلى أن "قدرة زملائنا على التفاوض تثير قلقنا، وخاصة أولئك المشاركون في التوصل إلى اتفاقية، وهنا يمكن أن نتذكر في المقام الأول اتفاقية 21 فبراير"، موضحاً أن رفض كييف التفاوض باحترام مع ممثلي مناطق جنوب وشرق أوكرانيا يجعل من الصعب التوصل إلى تسوية للأزمة في هذا البلد.
وأكد لافروف أن "السلطات الأوكرانية ترفض الحديث باحترام مع جنوب الشرق والجلوس إلى طاولة المفاوضات وبدء حوار حول جميع المسائل المتعلقة بالدولة الأوكرانية، وفي المقام الأول، موضوع الإصلاح الدستوري"، وقال: "رفض كييف أخذ مصالح جميع المواطنين بعين الاعتبار يجعل من الصعب توقع تسوية سياسية".
لافروف: التحقيقات في كارثة الطائرة الماليزية يجب أن تجري تحت رعاية الأمم المتحدة
وشدد لافروف على أن التحقيقات في كارثة الطائرة الماليزية يجب أن تجري تحت رعاية الأمم المتحدة. وقال إن "بعض الشركاء يحاولون القيام بتحقيق عملي عبر محادثات ثنائية مستقلة مع السلطات الأوكرانية"، مضيفا أن "معايير البعثة التي ستقوم بالتحقيق يجب أن يتم التوافق عليها في مجلس الأمن".
وأوضح أن روسيا تأمل بألا يقوم أحد بإخفاء الآثار التي خلفها حادثة تحطم طائرة "بوينغ ـ 777" في أوكرانيا، وأشار إلى أن "مشاركة جميع من يملك معلومات بشكل نزيه وعلني يعتبر أمرا طبيعيا، وكل ما تبقى سنعتبره محاولات غير نزيهة للتأثير على التحقيق".
لافروف: نأمل أن تبدأ مهمة مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في أقرب وقت
أعرب لافروف عن أمله في أن تبدأ مهمة بعثة المراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في المناطق الحدودية بين روسيا وأوكرانيا في أقرب وقت، قائلا: "نحن نتوقع نشر بعثة المراقبين في معبري "غوكوفو" و"دونيتسك" بأقرب وقت ممكن"، وأشار إلى أن هذا الأمر "سيسمح بإزالة الشبهات التي تقال لنا بأن هذين المعبرين يستخدمان لتمرير الأسلحة من روسيا".
وأكد على أن روسيا مستعدة لخلق جميع الظروف الضرورية للمراقبين ليقوموا بعملهم. وقال: "لقد تقدموا إلينا بطلب لنوافق على نشر مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في المعابر، التي تسيطر عليها قوات الدفاع الشعبي من الجانب الأوكراني... ونحن مستعدون لخلق جميع الظروف الضرورية لعمل المراقبين".
لافروف: العقوبات ضد روسيا لا يمكن أن تحقق أهدافها
وقال لافروف كذلك إن "العقوبات نادرا ما تحقق أهدافها، وهي لن تتمكن بالأساس من تحقيق أهدافها حيال روسيا"، وأشار إلى أن موسكو ليست سعيدة بهذه العقوبات، إلا أن روسيا ستتجاوزها، وقد تخرج من هذه الأزمة أكثر استقلالا وثقة.
و اعتبر لافروف أن دول الاتحاد الأوروبي نفسها ليست سعيدة بالعقوبات ضد روسيا، مشيرا إلى أن لا أحد يمكن أن يفرح بتدهور العلاقات بين الشركاء الذين يملكون فرصا كثيرة لتطوير الشراكة على أساس توازن المصالح، وقال:" ما من جهة يمكن أن تستفيد من قرارات انتهازية أحادية الجانب تحمل طابعا جيوسياسيا".
لكن لافروف أكد أن موسكو لا تنوي التصرف وفق مبدأ المعاملة بالمثل، وقال إن موسكو ستأخذ العقوبات في الاعتبار، إلا أنها تعتبر الرد "بضربة على ضربة" سلوكا لايليق بدولة عظمى.