25-11-2024 07:46 PM بتوقيت القدس المحتلة

بئر السبع .. ذاكرة فلسطينية تقاوم النسيان

بئر السبع .. ذاكرة فلسطينية تقاوم النسيان

بئر السبع كتاب جديد يهدف إلى مقاومة النسيان

"بئر السبع.. سجل مصور 1948-1896 من أواخر العهد العثماني حتى نهاية الانتداب البريطاني" كتاب جديد يهدف إلى مقاومة النسيان عبر استحضار صور تصف الحياة الفلسطينية بالمنطقة منذ مطلع القرن العشرين.


صدر الكتاب في الناصرة جامعاً بين الكلمة والصورة الفوتوغرافية التاريخية عن "جمعية السباط للحفاظ على التراث الفلسطيني".


الكتاب عبارة عن ألبوم صور تاريخية نادرة وثمينة لعاصمة النقب بئر السبع التي بناها العثمانيون مطلع القرن العشرين، ويشمل صورا تروي تاريخ المكان وشروحات عن قبائلها البدوية، وهو يندرج ضمن كتب مشابهة خاصة بمدن فلسطينية أخرى.


الكتاب يستعين بالصورة الفوتوغرافية المغيبّة ويهدف إلى تثبيت تاريخ بئر السبع التي تتعرض كبقية منطقة النقب جنوب فلسطين المحتلة التاريخية للتهويد وتشريد سكانها.


توثيق
بئر السبع مدينة بناها العثمانيون على الطراز الحديث مطلع القرن العشرين حتى صارت عاصمة النقب، بل تضاهي بانتظامها وسعة شوارعها وجمال عمارتها بقية مدن فلسطين المحتلة.


وحتى اليوم، لا يزال جامعها الكبير الذي أغلقته سلطات الكيان وتحظر الصلاة فيه واحدا من أجمل المساجد الفلسطينية.
وتختلف الشروحات لمعنى تسميتها، لكن أغلبية المؤرخين بمن فيهم عارف العارف الذي أقام فيها سنوات يعتقدون أن سبعا كان يرد بئرا في المكان.


يتضمن الكتاب سلسلة من الصور النادرة للمعارك التي دارت خلال الحرب العالمية الأولى في محيط بئر السبع، كما يخصص فصلا مصورا ظريفا لمكافحة السلطات والأهالي أسراب الجراد التي اجتاحت النقب بين 1915 و1916.


يمتاز الكتاب بتوثيق تسميات وصور الأماكن والمواقع والمقامات والآثار العمرانية في صحراء النقب وليس في بئر السبع فحسب، ويساهم بحفظها أمام مخاطر الطمس والتحريف الإسرائيليين وأمام مخاطر النسيان.


ولذا يجد القارئ في الكتاب أسماء القبائل وشيوخها ويورد بعض حكاياتها استنادا إلى المصادر المكتوبة والرواية الشفوية بمساعدة أهالي النقب، وهي رواية المدينة في نهايات الفترة العثمانية وفي فترة الانتداب، ويتوقف الكتاب عند نكبة بئر السبع عام 1948.


ويذكر الكتاب أن العصابات الصهيونية قد طردت من منطقة النقب خلال نكبة 48 نحو مائة ألف بدوي، أما الناجون من التهجير فكانوا حوالي عشرة آلاف نسمة باتوا اليوم نحو 160 ألف شخص تم تجريدهم من أغلبية أراضيهم.


ويستعرض الكتاب في مقدمته فقط مسيرة البدو المتبقين في وطنهم حتى اليوم، حيث يواجهون بالوقت الحالي "مشروع برافر" الذي يعتبرونه أخطر مخطط للاستيلاء على الأرض منذ النكبة.


وترد المعلومات لجانب صور كثيرة جدا توثق حياة أهل بئر السبع والمنطقة بكل أبعادها ومجالاتها بعدما تحولت المدينة لمركز تجاري وثقافي لسكان النقب الذين اعتمدوا قبل ذلك على مدينتي غزة والخليل المجاورتين.


ويتضمن الكتاب معطيات عن مناخ وتضاريس النقب، الصحراء الفلسطينية التي تعتبر امتدادا لسيناء وعن السكان وعن مدينة بئر السبع وغيره، وهو عبارة عن دراسة مكتبية وميدانية تشمل دراسة تاريخ المكان بحسب تصنيف الصور لا بحسب الأحداث أو تسلسلها الزمني.