وقال البنك إن الخطوة تأتي لمواجهة التباطؤ الاقتصادي والمخاطر الناجمة عن العدوان العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة،
أصدر "بنك اسرائيل المركزي" قراراً مفاجئاً، يوم أمس الثلاثاء، بخفض أسعار الفائدة الى أدنى مستوى لها في خمسة سنوات، وذلك بالتزامن مع الخسائر القاسية التي يتكبدها الاقتصاد الاسرائيلي منذ بدأ العدوان الاسرائيلي على غزة، وهي الخسائر التي تصاعدت وتيرتها بعد أن قررت العديد من شركات الطيران الاقليمية والعالمية وقف رحلاتها الى تل أبيب.
وقرر بنك اسرائيل خفض أسعار الفائدة على الشيكل بنسبة ربع نقطة مئوية لتصبح 0.5٪ اعتباراً من بداية آب/ أغسطس، وهو أدنى مستوى لها منذ العام 2009 عندما هز الركود الاقتصادي العالمي غالبية دول العالم.
ويعتبر خفضُ أسعار الفائدة واحداً من أدوات التحفيز الاقتصادي التي يتم استخدامها في أوقات الركود والأزمات الاقتصادية من أجل دفع المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال الى نقل أموالهم من البنوك الى الأسواق.
وقال البنك إن الخطوة تأتي لمواجهة التباطؤ الاقتصادي والمخاطر الناجمة عن العدوان العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة، ليكون هذا الاجراء هو الأول من نوعه الذي تقوم به اسرائيل بشكل رسمي على الصعيد الاقتصادي منذ بدء الحرب على غزة في السابع من تموز/ يوليو الحالي والذي يعبر عن قلق من حجم الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد.
ونقلت جريدة «هآرتس» الاسرائيلية عن بنك اسرائيل قوله إنه «لا يزال من المبكر جداً تحديد الآثار الاقتصادية للوضع الأمني الراهن، لكن تأثير الأحداث الأمنية مشابه للتأثير الذي أصاب الاقتصاد الكلي خلال عقد كامل مضى، بما في ذلك تأثير الحرب اللبنانية على الناتج المحلي الاجمالي».وتابع بنك اسرائيل: «التعافي من الأحداث السابقة كان سريعاً بشكل عام، لكن التأثير السلبي على بعض القطاعات، وخاصة السياحة، كان قد استمر لمدة طويلة».
وتتسرب المعلومات تدريجياً عن الخسائر القاسية التي مني بها الاقتصاد الاسرائيلي خلال الأسابيع الثلاثة الماضية من الحرب على غزة، حيث اعترف مسؤولون في وزارة الحرب الإسرائيلية أن كلفة الأيام الـ12 الأولى من الحرب على غزة بلغت 585 مليون دولار، مشيرين الى أن هذا الرقم ليس سوى التكلفة العسكرية المباشرة التي أنفقها الجيش.
وبحسب تقرير سابق لجريدة «هآرتس» العبرية فإن وزارة الحرب وحدها أنفقت في 12 يوماً ما يزيد عن ملياري شيكل إسرائيلي (585 مليون دولار)، وهو ما يعني أن إسرائيل تدفع 50 مليون دولار يومياً.
وذكرت جريدة «يديعوت أحرونوت» في تقرير لها أن تكلفة الصاروخ الواحد في منظومة «القبة الحديدية» تتجاوز 50 ألف دولار، على أن قوات الاحتلال الإسرائيلية تنفذ يومياً منذ بدأت الحرب على غزة أكثر من 200 عملية اعتراض، ما يعني أن «القبة الحديدية» وحدها تكلف الإسرائيليين 10 ملايين دولار أميركي يومياً، فضلاً عن أن بعض الصواريخ الفلسطينية يتم اعتراضها بصواريخ «باترويوت» التي تفوق تكلفة الواحد منها مليون دولار أميركي.
وتوقعت شركة طيران «العال» الاسرائيلية أن تسجل خسائر استثنائية خلال الربع الثاث من العام الحالي بواقع 50 مليون دولار بسبب الأوضاع الأمنية الراهنة واضطرار العديد من شركات الطيران في العالم تعليق رحلاتها الجوية من والى مطار بن غوريون في تل أبيب.