15-11-2024 10:46 PM بتوقيت القدس المحتلة

التقرير الصحفي ليوم الاثنين 15/8/2011

التقرير الصحفي ليوم الاثنين 15/8/2011

التقرير الصحفي ليوم الإثنين 15/8/2011 وأبرز ما جاء فيه من أخبار ومقالات

عناوين الصحف

- السفير: 26 قتيلاً في اللاذقية ... والسلطة تنفي قصفها من البحر.. تركيا تلوّح مجدداً بتدخل عسكري أوبامـا والملـك السـعودي يطالبان الأسـد بوقـف فـوري للعنـف
- النهار: زيارة عباس تخترق الإرباكات الداخلية.. التماسك الحكومي بين الكهرباء والنسبية
- الأخبار: جنبلاط يخشى الذوبان في المساحات الكبرى
- الجمهورية: لوّح العونيون بالاستقالة فتأبّط رئيس الحكومة شرّ تصريف الأعمال.. حزب الله توسّط بين ميقاتي وعون لاحتواء توتر الكهرباء
- الديار: حكومة «كلّنا للعمل» تعيش تحت وطأة التهديد بسحب الوزراء.. عون يخوض معركة شرسة حتى إقرار قانونه المعجّل المكرّر..جنبلاط يرفض النسبيّة و«الذوبان في المساحات الكبرى»
- اللواء: سليمان إلى موناكو بعد مجلس الوزراء في بيت الدين.. لقاء سلبي بين ميقاتي وباسيل ••• وجنبلاط ينعى النسبية.. فرنجية يحتوي الهجوم على قصر جدّه ••• و<القوات> تتمسك بالسلم الأهلي
- الشرق الأوسط: قوات الأسد تهاجم اللاذقية برا وبحرا.. والمظاهرات تتواصل.. قمة سعودية ـ تركية في الرياض تبحث المستجدات الإقليمية والدولية.. سقوط 26 قتيلا.. وحملة اعتقالات واسعة.. مرجع إيراني بارز في قم: دعم النظام واجب ديني
- الحياة: لبنان: جلسة «كهربائية» لمجلس الوزراء الخميس والتعيينات مؤجلة... بري نصح بالتريث لكن باسيل يتابع حملته
- المستقبل: السنيورة يلتقي أمير الكويت.. وجنبلاط يفضل الرسوب على الذوبان في "النسبية".. حزب الله: تسليط الضوء على الحوادث الأمنية زعزعة للاستقرار!
- الأنوار: استمرار البحث عن الفارين من سجن روميه... وتوقيف ضابطين و9 عسكريين
- البلد: الحكومة على محكّ الأمن وجنبلاط دفن"النسبية"
- الشرق: مون: تفاهم لبناني – اسرائيلي على الحدود البحرية

أبرز المستجدات

مقابلة نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم مع صحيفة السفير

- السفير غاصب المختار: «لا قدرة لإسرائيل على شن حرب جديدة ولو فعلت فنحن متفوقون عليها».. قاسم لـ«السفير»: الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية.. ونقطة على السطر..نقول للمراهنين على متغيرات سورية لإضعاف المقاومة.. لا تضيعوا وقتكم
مرّ، امس، يوم 14 آب، ذكرى انتصار لبنان ومقاومته في حرب تموز على العدوان الاسرائيلي في العام 2006. الذكرى كانت وما زالت وستبقى طويلا محفورة في الوجدان اللبناني والعربي والاسلامي، مثلما ستظل الهزيمة تؤرق العدو الذي لم يتمكن بعد خمس سنوات من إيجاد وصفة تعوض طعم الهزيمة. لمناسبة، حاورت «السفير» نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم حول نظرة المقاومة للوضع الداخلي وعلاقتها بالحكومة الجديدة وموقفها من الدعوة الى استئناف الحوار الوطني، والمخاطر التي تهدد لبنان خاصة في ضوء الآحداث السورية.
يؤكد الشيخ قاسم في المناسبة «عدم قدرة العدو الصهيوني على شن أي حرب جديدة على لبنان نتيجة التخبط والازمات داخل كيان العدو وفي الدول الغربية الحليفة له»، ويشدد على «ان نقطة الحوار الوحيدة التي يجب البحث بها هي الاستراتيجية الدفاعية الوطنية ونقطة على السطر». كما يجزم «بأن المقاومة لا تتأثر بأي وضع سياسي داخلي أو اقليمي مهما كان»، ناصحا المراهنين على متغيرات ما في سوريا أو المنطقة العربية للمس بالمقاومة «ألا يضيعوا وقتهم وألا يتوهموا كثيرا».
وهذا هو نص الحوار كاملا:
^ تكاد ذكرى انتصار تموز على العدو الاسرائيلي تضيع في خضم الجو السياسي الداخلي المتوتر بينما تستمر اسرائيل بتهديداتها للبنان، كيف ترون السبيل لتصحيح مسار البوصلة اللبنانية؟
{ أولا لا بد في هذه الذكرى من ان نوجه البوصلة مجددا الى العدو الاسرائيلي لنعلم انه وراء خفايا كثيرة لها علاقة بالمشاكل والفتن والتحركات الداخلية التي تستهدف إقلاق لبنان وجعله في مهب الريح بعد ان فشل هذا العدو في استخدام آخر ورقة كان يتوقع ان يستخدمها وتنتج له حلا وهي ورقة العدوان الكبير في تموز 2006، فقد أصبح واضحا للجميع ان استعدادات اسرائيل في وقتها الى شهر ايلول من العام 2006 كانت استعدادات تستهدف القضاء على حزب الله وبالتالي القضاء على مشروع المقاومة ورمز المقاومة ومشروع المقاومة في لبنان والمنطقة. ومع فشل اسرائيل من خلال الانتصار الكبير بتلاحم الشعب والجيش والمقاومة انتقل لبنان من موقع المستجدي الى موقع العزيز الصامد الذي يحافظ على مواقعه ومطالبه والذي يستطيع فيه ان يقول نعم او لا بما ينسجم مع متطلباته او خصوصياته، وعلى هذا الاساس، فإن لبنان ما بعد الانتصار يختلف عما قبله، وكل ما حصل بعدها من اثارة للفتن، كانت تهدف الى استجداء وسائل تهدف الى تخريب الوضع اللبناني من الداخل، والرد من وجهة نظرنا يكون بتصحيح البوصلة باتجاه العدو الاسرائيلي ولدينا إمكانات مهمة لذلك ونستطيع ان ننجح كما نجحنا سابقاً.
^ ما هو السبيل لتصحيح مسار البوصلة في ظل الخلافات القائمة؟
{ السبيل لتصحيح البوصلة ان تخرج بعض الجماعات اللبنانية من الحرتقات الداخلية ومن التكالب على السلطة، وأن تقدم مصلحة لبنان على المصالح الخاصة وعلى منطق المزارع والوصايات الاجنبية الخارجية المختلفة، وقد أصبح واضحا ان إمكانية الفصل بين المقاومة ولبنان بشعبه وجيشه إمكانية غير متاحة، لذلك نرى التحركات الاميركية والاسرائيلية في المنطقة العربية عموما تخرب البلدان واحدة تلو الاخرى وتتحرك لإعادة صياغة منطقة معدومة القوة والقدرة. فإذاً آن للجميع في لبنان أن يضع الامور على السكة الصحيحة وذلك بالفصل بين أمرين: الاول، له علاقة بحسم ان العدو واحد لا غير وهو اسرائيل، وهذا ما يستلزم ان نكون مستعدين كي لا يباغتنا هذا العدو في يوم من الايام. الثاني، ان ينصرف الجميع الى قضايا الناس الداخلية ومصالحهم.
العدو عاجز عن شن حرب
^ هل ترون ان العدو الاسرائيلي يمكن ان يقدم على مغامرة جديدة ضد لبنان مستفيدا من الاوضاع العربية للخروج من أزماته الداخلية، لا سيما انه خلال السنوات الاخيرة قام بالكثير من المناورات العسكرية والمدنية؟
{ قبل التطورات التي حصلت في المنطقة العربية هذا العام، كان العدو في وضع صعب ولم يكن قد حسم قدرته في ان يخوض مواجهة عسكرية مع «حزب الله» برغم كل المناورات التي أجراها والتي كانت تستهدف تمتين الجبهة الداخلية المدنية، ولم يتمكن من معالجة فارق القدرة ولا تطوير القدرة بما ينافس وضع تموز 2006، أي اننا لو قارنا قدرات العدو وإمكاناته في تموز وقارنا تطور المقاومة إعدادا واستعدادا خلال الفترة ذاتها، يتبين تفوق حزب الله من الناحية النظرية على العدو والعدو يعلم ذلك تماما. اذاً قبل التطورات العربية وقبل التطورات المرتبطة بالوضع الفلسطيني واحتمالات إعلان الدولة الفلسطينية وما شابه من تطورات، كان الاسرائيلي حائرا ومترددا ولم يكن لديه قرار بالحرب، فكيف الآن مع وجود أزمات جديدة تواجهه، منها تطورات الوضع المصري والوضع الفلسطيني وانسداد أفق التسوية ومنها الشؤون الاجتماعية والمعيشية المعقدة داخل الكيان الاسرائيلي، فضلا عن أننا أمام وضع اسرائيلي أضعف من الناحية السياسية مما كان عليه قبل ستة اشهر، فإذا كان في تلك الفترة غير قادر على اتخاذ قرار الحرب فأعتقد انه ليس في وارد اتخاذ قرار الحرب الآن، أما فكرة الهروب الى الخارج فهذا يكون عندما يستبطن العدو احتمال ان ينتصر أو يحقق إنجازا معينا في الحرب. ومع عدم وجود احتمال النصر يصبح الهروب خسارة حتمية لذلك نستبعد أن يكون هناك اأي مغامرة اسرائيلية ضد لبنان، ومع ذلك نحن نبني دوما على ان العدو يمكن ان يعتدي ونحن من حيث الجهوزية على اتم الاستعداد.
المقاومة لا تتأثر بالتطورات السياسية
^ هل يشكل الوضع اللبناني الداخلي المتوتر والوضع العربي المأزوم عوامل قلق أو ضغط على المقاومة؟
{ قد تفاجأ اذا قلت اننا من بداية المقاومة جعلنا في أدائنا مسارين لا يؤثر أحدهما على الآخر، مسار المقاومة في إعدادها وتجهيزها وعملها ومتابعاتها، ومسار العمل السياسي والشؤون السياسية والداخلية والاجتماعية، وبالتالي مهما كانت التعقيدات الداخلية على المستوى السياسية ومهما حصل من منازعات وخلافات وبالونات إعلامية وتطورات اقليمية، فإنــ مسار المقاومة يتابع خطته بشكل عادي وطبيعي جدا من دون ان يتأثر بكل هذه الملفات الاخرى، لذا نحن نتكلم دوما عن جهوزية لأنها غير مرتبطة بالتطورات السياسية سلبا أو ايجابا، سواء كانت داخلية أو خارجية.
^ حتى الوضع السوري الحالي لن يؤثر على المقاومة؟
{ الوضع السوري يحتاج الى بعض الوقت حتى يستقر أكثر، لكن لا أعتقد ان المراهنين على تغييرات في سوريا تؤدي الى تغييرات في لبنان سينجحون، لان الوقائع تقول غير هذا، إضافة الى ان واقع لبنان يتأثر بخصوصياته وظروفه ولديه نوع من التماسك الخاص المرتبط بثلاثي الشعب والجيش والمقاومة بما يجعله بمنأى عن التأثر بالتطورات، وأقول للمراهنين على متغيرات في سوريا تؤثر على المقاومة، لا تتوهموا كثيرا ولا تضيعوا وقتكم ولا تعبّئوا جمهوركم بطريقة خاطئة، اعملوا بطريقة ايجابية للمساهمة في الحلول والمعالجة فهذا لمصلحة لبنان ولمصلحة سوريا.
^ هل تعتبر ان مسار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والقرار الاتهامي، يمكن ان يؤثر على المقاومة وأدائها؟
{ المقاومة في حالة تصاعدية ومستمرة بحمد الله مهما كانت الملفات الداخلية أو الاقليمية معقدة أو صعبة، فسواء كانت تمس «حزب الله» بصورة مباشرة أو غير مباشرة أو تمس حلفاءه فإن هذه الملفات لها طريق متابعة يختلف عن مسار المقاومة الذي لن يوقفه شيء ان شاء الله.
الحكومة تعبر عن مصالح لبنان
^ هل انتم راضون عن مسار الحكومة الجديدة؟
{ الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي ناجحة من ناحية الاتجاه السياسي الذي اختارته وتدافع عنه، وقد سمعنا تصريحات رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة ووزير الخارجية وكل المسؤولين الذين اكدوا على ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، وعلى ان لا يكون لبنان في ركب أي وصاية اجنبية، فمن الناحية السياسية الحكومة انطلقت على أساس هذه الرؤية وعبرت عنها من خلال أفرادها ونحن راضون عن الاطار السياسي وعن الموقف السياسي للحكومة وهي تشكل في الواقع حماية لمصالح لبنان.
الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية فقط
^ ما هو موقفكم من الدعوة الى استئناف الحوار الوطني في ظل مواقف قوى 14 آذار الداعية الى البحث في ما تسميه نزع السلاح غير الشرعي؟
{ طاولة الحوار موجودة ولها برنامج عمل واضح والمشاركون فيها انما شاركوا على أساس المناقشة في الاستراتيجية الوطنية الدفاعية، وعلى هذا الاساس نحن نوافق على انعقاد طاولة الحوار لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية الوطنية، ولا نقبل أي شروط مسبقة ولا نوافق على أي تعديلات خارج الطاولة، عندما يجلس الاطراف المتحاورون الى طاولة واحدة معا يناقشون ما يريدون معا فيتفقون على ما يتفقون عليه ويحذفون ما يختلفون عليه، فبالتالي نحن لسنا مع أي شكل من أشكال تجويف طاولة الحوار من هدفها وهو مناقشة الاستراتيجية الدفاعية ولسنا مع حرف طاولة الحوار عن هدفها عبر طرح موضوعات جزئية أو جانبية أو ليست هي الاساس في المناقشات الحقيقة وما انعقدت عليه، نحن ندعم رئيس الجمهورية بدعوته الى طاولة الحوار بصيغتها المعروفة ولا نوافق على أي تعديلات أو شروط تعطي اشارات خاطئة حول موضوعات البحث أو حول المشاكل التي يعاني منها لبنان. لبنان له عدو واحد اسمه اسرائيل وعلينا ان نناقش الاستراتيجية الدفاعية لنحمي لبنان بالطريقة المناسبة ونقطة على السطر. ليست لدينا مشكلة اسمها السلاح، لدينا مشكلة في بعض الرؤى التي لا تريد ان يكون لبنان قويا ولا تريد ان تكون له مقاومة وهم يقبلون بإسرائيل المتغطرسة التي تدخل وتخرج الى لبنان ساعة تريد، ولا يقبلون بحماية تتوافر بثلاثي القوة الشعب والجيش والمقاومة، هذا خطأ كبير في الرؤية وضد مصلحة لبنان.

 

 - السفير علي دربج: أسلوب قتالي جديد اسمه «منازلة القرن الحادي والعشرين»..«حزب الله» يطور قدراته الردعية وخبراته التكتيكية: إطلاق الصواريخ وإخفاؤها خلال أقل من 60 ثانية
«نحن جنود الملك داوود، لم تعد لنا عربات (دبابات) نستقلها، كل ما بوسعنا هو القتال بطريقة «حزب الله»، حيث فرض علينا التسلل مشيا إلى قرية يارون بحثا عن رجاله ومنصات صواريخه ومخازن أسلحته، الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة قصفت القرية طوال اليومين السابقين دون توقف، كان من المستحيل أن يبقى عاقل في القرية من شدة القصف، فجأة أصبحنا محاصرين من قبل كمائن «حزب الله»، لا ماء ولا طعام ليومين، لقد كنا نتضور جوعا بينما رجال «حزب الله» يأكلون طعامنا ويشربون مياهنا. قائد الكتيبة قرر إرسال دعم فوري لنا، فتقدمت الدبابات من محاور عدة، ولم تكن بينها وبيننا سوى أمتار قليلة، كانت المعركة الدائرة من طرف واحد، بين دباباتنا وأشباح لم نكن نرى سوى صواريخهم، التي أصابت أربعة من مجموعتي وقتل السابع، أما الخامس والسادس فقد اختفيا بكل بساطة. لقد بقيا يركضان باتجاه إسرائيل من دون توقف حتى اليوم التالي وعوقبا بالسجن في ما بعد». قبل أن يروي الضابط الإسرائيلي «تومار» قصة مواجهته الأشباح في بلدة يارون خلال حرب تموز 2006، كان يفاخر على الدوام بانتمائه الى لواء النخبة في «غولاني»، الذي اضطر لاستخدام وسائل الحرب العالمية الأولى في قتال «حزب الله» عندما حلت حيوانات الرنة محل طائراته المروحية ومركباته الحديثة لنقل الزاد والعتاد الى جنوده أثناء المعارك هربا من صواريخ المقاومة وعبواتها. رواية الضابط الاسرائيلي تدلل مع غيرها من روايات ووقائع على فشل الاستراتيجية العسكرية للجيش الإسرائيلي القائمة على الآتي:
أولا: الحرب الاستباقية وتحقيق عنصر المفاجأة.
ثانيا: سرعة الحسم عن طريق الإفراط في استعمال القوة ودقة التخطيط.
ثالثا: نقل المعركة الى أرض الخصم، وإبقاء الداخل الإسرائيلي بعيدا عنها.
رابعا: الاعتماد على التفوق الجوي والتقني والمعلوماتي.
خامسا: التقدم السريع للدبابات بعد تدمير معظم قوة الخصم بالقصف الجوي والمدفعي.
دفعت القيادة العسكرية الإسرائيلية، لمواجهة «حزب الله» بأربع فرق عسكرية مؤلفة من سبعة عشر لواء، منها ستة ألوية مدرعة، سبعة ألوية مشاة منها لواءان محمولان بناقلات مدرعة من طراز «أزاريت»، والبقية في 400 دبابة قتالية من طراز ميركافا 2، ميركافا 3، وميركافا 4 الأكثر تطورا في إسرائيل، إضافة الى أربعة ألوية محمولة جواً، حيث تراوح إجمالي عديد القوات العسكرية المقاتلة في جنوب لبنان ما بين 40 و50 ألف عسكري بين احتياطي ونظامي، علما أن عدد جنود الفرقة الواحدة يتراوح ما بين 10 آلاف و15 ألف جندي حداً أقصى. بالمقابل، قاتلت المقاومة خلال فترة الحرب كلها بلواء واحد مكون من 2000 عنصر فقط حسب أحد الخبراء العسكريين اللبنانيين، مضيفا «خاضت وحدة نصر المعركة كلها من دون أن يحتاج قادة الحزب في أي لحظة الى تعزيزها». يعمل الجيش الاسرائيلي منذ نهاية حرب تموز على تدريب وتأهيل قواته البرية ورفع جهوزية جنوده وتأهيلهم الجسدي والنفسي ليكونوا قادرين على مواجهة المقاومة، لأن هذه القوات ستكون رأس الحربة في أي مواجهة مقبلة للسيطرة على جنوب لبنان وتدمير منصات الصواريخ المختلفة، هو ما صرح به وزير الدفاع أيهود باراك عندما أعلن أن هناك ثماني فرق برية جاهزة لخوض المواجهة مع «حزب الله»، أي ما يعادل 90 ألف جندي. المبارزة المقبلة ستكون بين الجندي الإسرائيلي والمقاوم ندّية وجها لوجه، «ما سيبرز الى حد كبير وبمعزل عن الامكانات التقنية والصاروخية، القدرات القتالية لكل منهما» حسب الخبير نفسه. يعني ذلك اسرائيليا أن منع إطلاق الصواريخ في اي حرب مقبلة «يتطلب سيطرة برية اسرائيلية على جنوب لبنان، وهذا يعني بدوره الاصطدام المباشر وهو ما ينتظره مقاتلو «حزب الله» الذين خبروا عن قرب كفاءة الجندي الإسرائيلي الذي بدا رخواً وفاقداً للروح المعنوية وغير مستعد للتضحية، فكلما زاد عدد القوات الإسرائيلية كلما زاد عدد الإصابات في صفوفه» يقول الخبير المقرب من المقاومة. يملك عناصر المقاومة الأرض ويعرفون جغرافيتها وهم قادرون على التحكم بها بعكس العدو الذي سوف يضطر لقتال عدو غير مرئي في حين تكون المقاومة قادرة على مفاجأته، فالمقاومة في لبنان ليست جيشا كلاسيكيا، وهي موجودة تقريبا في كل مكان وأماكنها غير معروفة ومحصنة وغير مرئية ولا يمكن التأثير عليها بالنيران المباشرة، وهذا الأمر يعطيها أفضلية التفوق في الميدان البري. كانت «السرية» سابقا أصغر وحدة قتالية اسرائيلية، أما الآن فقد أصبحت «الكتيبة» وهي تضم حوالى 300 جندي، عندها فإن المقاوم كيفما التفت فسيجد أمامه في كل بيت أو زاروب جنديا إسرائيليا، وهذا ما يجعل من الجندي الإسرائيلي فريسة سهلة. فـ«حزب الله» وفقا لدراسات أميركية «يعتمد على نمط من القتال يقوم على تكتيك لعبة (الغميضة) مع ترجيح كفة اللاعب المختبئ على اللاعب الذي يخرج للبحث عنه، فهو يتبع أسلوبا تحديثيا جديدا لحرب العصابات في القتال يمكن تسميته منازلة القرن الحادي والعشرين، ويمتلك الأساليب الأكثر خطورة في مجال حرب العصابات الشبحية». وفي محاضرة بعنوان «حرب الشبكات» 101 (العصابات) رأى أستاذ التحليل الدفاعي في الكلية البحرية الأميركية جون آركيللا أن حرب الشبكات هي معركة الإعداد المنظمة في وحدات صغيرة ضد جيوش تقليدية تضم أعدادها قوات كبيرة، في حين تعمل هذه الشبكات على جعل هياكلها مسطحة فهم ينتشرون ويتحركون ويتفرقون وينتظمون ارتجاليا وحسب مقتضيات الميدان، وهذا ما يجعلهم فعالين ويجعل تتبعهم واستهدافهم أمرا صعبا. ومن مواصفات المقاومة أيضا «إطالة أمد الحرب كونها لا تعتبر جيشا منظما، فيما تنص العقيدة القتالية للجيش الإسرائيلي على عدم إطالة الحرب لأكثر من أربعين يوما» يقول الخبير العسكري اللبناني. الاستعداد الإسرائيلي «يقابله استعداد من جانب المقاومة أيضا التي تسعى بدورها الى زيادة قدراتها التسليحية والعددية لتكون قوة رادعة ضد أي اعتداء مستقبلي» وهو ما يجاهر به قادتها. ويقول الخبير نفسه انه للمرة الأولى في تاريخ الصراع بين المقاومة وإسرائيل، يهدد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، بعشرات الآلاف من المقاتلين الذين يتوقون الى الالتحام بفرق الجيش الإسرائيلي ومواجهتها والتصدي لها، وهذا يعد نقلة نوعية بعدما كان التهديد يقتصر في الماضي على آلاف المقاتلين والقوة الصاروخية، وهو ما يفسر وجود عدد من المقاتلين لدى حزب الله يوازي عدد الفرق الإسرائيلية التي يقدر مشاركتها في أية حرب مقبلة. أما على المستوى التسلحي فقد تحدثت مصادر إسرائيلية عن زيادة قدرات حزب الله أضعاف ما كانت عليه في الحرب الماضية حيث وصلت ترسانة الصواريخ لديه الى ما بين 40 الى 45 ألف صاروخ بعيد ومتوسط المدى.  وكانت «ذي تايمز» اللندنية قد نشرت تقريراً العام الماضي أكدت فيه ان «حزب الله» تسلم صاروخين من نوع «سكاد - دي» ارض – ارض يبلغ مدى كل منهما 700 كلم. ومنذ ذلك الحين سلم السوريون ثمانية صواريخ اخرى من هذه الاسلحة الباليستية التي تم تجميعها بمساعدة خبراء كوريين شماليين. وهذه المقذوفات التي تحمل رؤوسا حربية زنة طن تمتاز بأنها بالدقة في التصويب بما لا يتجاوز عشرة امتار، ويمكنها ان تجعل اسرائيل والاردن وقطاعات كبيرة من تركيا ضمن نطاق حزب الله. كما استلم حزب الله صواريخ ارض أرض «إم600 إس» على غرار صاروخ «فتح – 110» الايراني ويبلغ مداه 250 كيلومترا ويحمل رؤوسا حربية زنة 500 كيلوغرام. ويقول تقرير استخباراتي نشرته «ذا أندبندنت» البريطانية ان «فجر حقيقة جديدة قد بزغ. وهذه هي المرة الاولى الذي تحصل فيه منظمة (ارهابية) على صواريخ من هذا النوع، الذي يعتبر استراتيجيا». كما تتضمن هذه الترسانة استنادا الى مصادر استخباراتية إسرائيلية صواريخ متعددة الأنواع والأحجام مثل «رعد» و«زلزال» و«خيبر» فضلا عن زيادة كمية الصواريخ البحرية والقصيرة المدى مثل «كاتيوشا»، إضافة الى كميات هائلة من الصواريخ المضادة للدروع من طراز «كورنيت». ويخشى الاسرائيليون من وصول أنواع جديدة من طراز «كرزنتيما» الروسية الى يد حزب الله وهي تتمتع بقدرات تدميرية هائلة قادرة على اختراق أي دبابة في العالم مهما بلغ سماكة تدريعها. وقد أشارت صحيفة «جيروزاليم بوست» الى امتلاك حزب الله صواريخ مضادة للطائرات من طراز SA-18 قد تكون مفاجأة الحرب المقبلة، «كل ذلك يعزز قدرة الردع لدى المقاومة ويجعل الإسرائيلي يقيم ألف حساب قبل الإقدام على أي خطوة قد تتمخض عنها نتائج مشابهة للحرب الماضية» يقول الخبير العسكري اللبناني. وأخفى «حزب الله» عشرات الآلاف من الصواريخ في مواقع مجهزة ضد الغارات الجوية، حيث جرى قياس دقيق للوقت الذي يمر بين لحظة إطلاق الصواريخ واللحظة التي ترصد فيها الطائرات الحربية مواقع الإطلاق لتدمرها، فتبين أنه يبلغ 90 ثانية، وقد تعلمت فرق إطلاق الصواريخ عبر سنوات من التدريب الدؤوب أن تخرج هذه الصواريخ وتطلقها ثم تعمد الى إخفائها وتغطية منصاتها الصاروخية بأمان في أقل من 60 ثانية الأمر الذي يجعل من طائرات الجيش الإسرائيلي المروحية والحربية عاجزة عن وقف إطلاق الصواريخ، ويعلق أحد القادة العسكريين الأميركيين على ذلك قائلا: «ما يفصل بين إسرائيل والكارثة الشاملة ثلاث مروحيات تقريــبا. لذلـــك فـــإن وقف إطلاق الصواريخ يفرض على إسرائيل وضع عسكري قبالة كل صاروخ».

تمديد جديد مرتقب للقوات الدولية من دون انتقال إلى وقف نار دائم

- النهار خليل فليحان: تمديد جديد مرتقب للقوات الدولية من دون انتقال إلى وقف نار دائم
من المتوقع أن يصدر الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون توصية بتمديد ولاية قوة "اليونيفيل" سنة جديدة ابتداء من 31 آب الجاري 2011 حتى التاريخ والشهر عينهما من السنة 2012 من دون تغيير في المهمة والعديد، وتكرار الاعلان عن الانتقال من وقف الاعمال العدائية الى وقف دائم للنار. وفي المعلومات الديبلوماسية ان بان لم يتجاوب هذه المرة أيضاً مع الجزء الثالث من المطلب اللبناني، أي الانتقال الى وقف نار دائم، لأن اسرائيل تعارضه والامم المتحدة لا تضغط لإرغامها على تنفيذ لبنان ما ورد في القرار 1701 من شرط لهذا الغرض، وهو كما ورد حرفياً في ديباجته "إذ يؤكد (أي مجلس الأمن) على ضرورة إنهاء العنف، مع التأكيد في الوقت نفسه على ضرورة العمل على وجه الاستعجال لمعالجة الأسباب التي أدت الى نشوب الأزمة الحالية، بما في ذلك إطلاق الجنديين الاسرائيليين المختطفين من دون شروط، وإدراكاً منه (أي المجلس) لحساسية مسألة السجناء وتشجيعاً منه للجهود الرامية الى تسوية مسألة السجناء اللبنانيين المحتجزين في اسرائيل على وجه الاستعجال". ومن خلال هذا النص يتبين أن مشكلة السجناء من لبنانيين واسرائيليين قد انتهت وأيضاً لم تسجل أي عملية لـ"حزب الله" في اتجاه اسرائيل منذ وقف الاعمال العدائية بعد 33 يوماً من المواجهات العنيفة، فلماذا لم يقدم الامين العام على اتخاذ إجراء يؤمن الانتقال الى مرحلة وقف دائم للنار وفقاً لما ورد في المادة 16 من القرار 1701 التي دعت الامين العام الى "إجراء المزيد من التحسينات على الولاية واتخاذ خطوات أخرى للإسهام في تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار"؟وأشارت معلومات ديبلوماسية الى ان الدولة العبرية تصر على معارضتها الانتقال من وقف الأعمال العدائية الى وقف النار لأن القبول بالحالة الثانية يجعلها تتحمل المسؤولية الدولية من الناحية القانونية في حال أقدمت على خرق للقرار 1701 أو شن عدوان، ولأنه في الحالة الأولى يمكنها ان تتذرع بحق الدفاع عن النفس بينما لا يمكنها ذلك في الحالة الثانية.أما جديد التطورات التي سترد في التقرير المتوقع ان يرفعه بان الى المجلس لمناقشته قبل حلول 31 الجاري فهي اتفاقان بين لبنان واسرائيل، الأول: مناقشة قضايا الأمن البحري من خلال الآلية الثلاثية مع احتمال الاستعانة بخبراء محليين، الثاني: وضع علامات على النقاط الخلافية على الخط الأزرق بعد مدة طويلة من الجمود في عملية ترسيمه.ويذكر بان في تقريره إنهاء الاتصالات والمشاورات الكثيفة التي أجرتها الامم المتحدة بكل من لبنان واسرائيل حول اقتراحها في شأن الترتيبات الامنية لانسحاب الجيش الاسرائيلي من شمال بلدة الغجر بعد احتلاله خلال حرب تموز من العام 2006. واللافت ان تل أبيب كانت وعدت الامم المتحدة بالانسحاب منذ بضعة أشهر، وهي لا تزال تمعن في المماطلة والتسويف، مع الاشارة الى ان الوضع الذي نشأ على المساحة المحتلة فريد من نوعه: الأرض لبنانية، سكانها سوريون يحملون الجنسية الاسرائيلية ولا يريدون التخلي عنها، وهم يعملون في اسرائيل في قطاعات معينة. كما ان الانسحاب الاسرائيلي منها يعيد لمّ شمل العائلات القاطنة في المساحة المتبقية من البلدة. أما قوة "اليونيفيل" فأبلغت انها مع الجيش اللبناني مستعدة للمرابطة على حدود المساحة الخارجية وليس داخلها.ولفتت مصادر قيادية الى ان المطلوب من الامم المتحدة تغيير سياسة مراقبة طرفي النزاع لتسجيل خروقهما أو تقاعسهما على ما ورد في القرار 1701، والانتقال الى مرحلة ممارسة النفوذ على الطرف المخالف، وإلا فستبقى القرارات المتخذة حول لبنان وصراعه مع اسرائيل على حالها، لا بل قد تسوء الأمور أكثر فأكثر.

 

- السفير جعفر العطار: فرار خمسة محكومين من «فتح الإسلام» في وضح النهار من السجن.. سذاجة أمنية سهّلت الهروب من «رومية».. أم تواطؤ سياسي؟
استكمالاً للعمليات المتكررة لهروب عناصر من تنظيم «فتح الإسلام» من السجن، تمكّن خمسة «إسلاميين» موقوفين في «رومية»، أمس الأول، من الفرار إلى جهة مجهولة، باستثناء مدحت حسن خليل أحمد (مواليد 1963- سوداني)، الذي أوقفه حاجز للجيش اللبناني بالقرب من مخيم «البداوي» ليل أمس الأول، وهو محكوم بالإعدام بعد ثبوت ضلوعه في جريمة عين علق.أما الفارون الأربعة الآخرون، وهم كل من عبد الله سعد الدين الشكري (مواليد 1984- سوري) ومحمد الدوسري (مواليد 1973- كويتي) وعبد الناصر سنجر (مواليد 1971- لبناني) وعبد العزيز المصري (مواليد 1985- سوري)، فقد عمّمت القوى الأمنية صورهم الشمسية على الحواجز كافة وفي وسائل الإعلام، محذّرة منهم، لأنهم محكومون بجرائم «إرهابية خطيرة» سبق أن استهدفت الجيش اللبناني وبعض المواطنين. وبدت الرواية الأمنية الرسمية لعملية الفرار من السجن، متطابقة إلى حد كبير مع هروب وليد البستاني وقبله طه حاجي أحمد سليمان (منضويان في «فتح الإسلام») في العام الفائت، إذ ذكرت أن الفارين نشروا حديد الزنزانات وحوّلوا الملاءات إلى حبال وثيقة للهبوط من الطابق الثالث إلى باحة المواجهات حيث اندسوا بين الأهالي الذي حضروا في موعد الزيارة. إلا أن تفاصيل الرواية الأمنية بدت هشّة، وتبريراتها غير مقنعة. تبرر القوى الأمنية تهريب مناشير الحديد إلى السجن، بالقول إنه أمرٌ «عادي»، معتبرة أن ثمة ممنوعات في مباني السجن كافة، وليس فقط عند الإسلاميين، إلا أنها بذلك تدين نفسها. وإذا كان ذلك صحيحا، فلماذا لا يستطيع السجناء الآخرون، مستخدمين الأدوات الممنوعة ذاتها، الفرار؟ وتكاد الرواية الأمنية الرسمية تشبه قصة فيلم بوليسي، يُحاكي هروب سجناء في ستينيات القرن الماضي، وهي تُقابل بأسئلة من النوع البوليسي أيضا: هل اعتمر السجناء قبعة «الإخفاء» عندما تسللوا من الطابق الثالث، ثم اندسوا بين ذوي السجناء، من دون أن يلاحظهم عناصر حماية السجن، أو حتى الأهالي، في وضح النهار؟ وكيف تمكّن السجناء الخمسة، بعدما أصبحوا في باحة المواجهات، من تخطّي ثلاثة حواجز أمنية أساسية في السجن، تمتد من الباحة وصولاً إلى المدخل الرئيسي، حيث يسلّم كل زائر بطاقة هويته لدى دخوله ويسترّدها في أثناء خروجه؟ هل كان إغفالاً متعمداً من قبل العناصر الأمنية، أم سهواً منعهم من ملاحظة وجود خمسة سجناء أحرار عند المدخل؟ وحتى لو أنهم لم يعرفوا بأنهم سجناء، فلماذا لم ينتبهوا أن الخمسة لم يطالبوا باستعادة هوياتهم؟ وما صحة المعلومات التي يتداولها بعض الأمنيين عن جهة سياسية - أمنية نافذة سهّلت عملية الفرار، ردا على قيام جهة سياسية منافسة بتسهيل إخلاء سبيل الإسلاميين غير المحكومين، وآخرهم قبل أسبوع، ومن المقرر أن يُطلق سراح دفعة جديدة منهم في مطلع الأسبوع المقبل؟ وإذا ثبت تورّط جهات سياسية أمنية في تسهيل هروب السجناء الخمسة، فهل يُكشف عن سبب اختيارهم هم دون سواهم من المحكومين الإسلاميين؟ وما هي صحّة المعلومات الأمنية التي تساءلت عن توقيت تهريب السوريين عبد العزيز المصري عبد الله سعد الدين والشكري، علماً أنهما مُصنفان في الدائرة الأمنية اللوجستية الخطيرة؟ وما هي الوعود التي قدّمها السجين لؤي محمد المشتي، وهو ليبي الجنسية ملقب بـ«أبو اسحق»، للسجناء في المبنى «دال» قبل يومين من عملية الفرار، لقاء تراجع 312 سجيناً عن إضرابهم عن الطعام، والذي كان قد بدأ قبل أسبوعين للمطالبة بإقرار قانون العفو العام؟ وكيف تبرر القوى الأمنية في رومية عدم إبعاد السجناء الإسلاميين عن بعضهم البعض في السجن، عوضاً عن حشرهم جميعاً في زنازين موحدة، الأمر الذي يؤدي إلى التسهيل لعمليات التخطيط المتنوعة؟ والأهم: متى تقرر الدولة اللبنانية، مجتمعة، التعاطي مع ملف السجون في البلاد على أنه حالة ملحّة ومشتعلة، يستأهل حلّها الجذري تجاوز الخلافات السياسية الشخصية، لأن عواقبها لا تقتصر على استمرار هروب سجناء خطيرين، بل إن إغفالها وتأجيل حلولها يمعن في تجهيز مجرمين جدد في السجن، بسبب فساد الضباط والمسؤولين؟

التحقيقات والاتصال المشبوه
أفادت مصادر أمنية من داخل السجن، أن القاضي سامي صادر فرغ من التحقيقات الأولية مع الضبّاط فجر أمس، من دون أن توضح إذا كان التحقيق قد شمل أسرار الزنزانة الرقم 241 في الطابق الثاني من المبنى «دال»، حيث يقيم السجين غ. هـ. المعروف بصداقته مع العملاء في داخل السجن، والذي علمت «السفير» أنه ربما يكون متورطاً بالتوسط بين السجناء وأحد الضباط في تسهيل عملية الهروب.وعلمت «السفير» أن اتصالين هاتفيين، وردا بعد عملية الفرار إلى غرفة عمليات سرية الجديدة، الأول من الرقم 01243085 والثاني من الرقم 01266859، أفاد من خلالهما المتصل بأن السجناء الخمسة الفارين موجودون في جونية، في «سنتر» أ. عند شخص يُدعى م. م. وفيما تعهّد المتصل بأنه سيبقى على اتصال مباشر مع عناصر القوى الأمنية إلى حين وصولهم إلى المكان، مزوداً إياهم بالتفاصيل المستجدة كل ثلاث دقائق، فقد تمت مداهمة منزل م. م. ولم يُعثر على أحد من السجناء، كما لم تُعرف هوية المتصل ودوافع الاتصال، إن كانت بهدف التمويه أم حقيقية، أم للتسلية.

- الأخبار: بعد 14 يوماً على توقيفهما، أخلى قاضي التحقيق العسكري فادي صوان سبيل الشابين اللذين أوقفتهما مديرية استخبارات الجيش في بيروت يوم 29 تموز 2011، إثر الاشتباه في قيامهما بتهريب أسلحة إلى سوريا. وكانت النيابة العامة العسكرية قد ادعت على الموقوفين وسيم وسمير ث. (أحدهما مسؤول عن المرفأ السياحي التابع لشركة سوليدير في منطقة السان جورج ببيروت) بجرم الاتجار بالأسلحة، بعدما أوقفتهما مديرية استخبارات الجيش إثر تسلّم أحدهما عدداً من البنادق الحربية من تاجر سلاح. كذلك عُثِر في حوزة أحد الموقوفَين على كمية من الكوكايين والحشيشة، مع ميزان مخصص لوزن المخدرات. وقد أحيل الموقوفان على مكتب مكافحة المخدرات في الشمال.وأثار قرار إخلاء سبيل الموقوفين استهجان الأمنيين المعنيين بعملية التوقيف، وخاصة أن المدعى عليهما «أوقفا بالجرم المشهود، وبحوزتهما 6 بنادق حربية والأموال التي كانا يريدان استخدامها لشراء كمية إضافية من الأسلحة»، على حد قول مسؤول أمني. ولفت المصدر إلى أن «الألغاز» التي تلف القضية بدأت من لحظة نقل الموقوفين إلى سجن القبة في طرابلس، لسبب لا يزال مجهولاً، إضافة إلى توقيع القاضي صوان إخلاء سبيلهما، يوم أمس.

- الجمهورية: قصّة فرار عناصر "فتح الإسلام" من "رومية"
كيف تمكّن عناصر من فتح الإسلام من "مغادرة"وليس الفرار من سجن رومية، حيث تمّ تجاهل "إخبار" بعمليّة فرار قيد الإعداد، وسُجّل إهمال رسمي من الحكومة من خلال تَرك أبواب الغرف محطّمة منذ ثلاثة أشهر، إضافة الى تورّط محتمل من عناصر الأمن سهّل خروج أخطر الإرهابيين من السجن سيراً على الأقدام! مسؤول بارز لخّص لـ"الجمهورية" المشهد في سجن رومية بقوله: السجن هو تحت سلطة المساجين. الإرهابيون وتجّار المخدّرات يديرون عملياتهم في الخارج عبر الهواتف الخلويّة، من دون حسيب ولا رقيب، حتى أصبح السجن "غابة فلتانة" يسرح فيها المساجين ويمرحون.وفي التفاصيل، خلال آخر عمليّة شغب حصلت في سجن رومية، تمّ تحطيم أبواب الغرف في المبنى د. وعلى رغم إرسال قيادة الدرك تقارير بوجوب إصلاح الأبواب المحطّمة، من أجل إعادة نحو ثمانين سجيناً إلى غرفهم (4 مساجين داخل كلّ غرفة تقريباً)، حتى يتمكّن عناصر الدرك من الدخول الى هذا القسم من المبنى، للمعاينة والتفتيش والتأكّد من سلامة الأمور. إلّا أنّ إهمال هذه التقارير فتح هذه الغرف البالغ عددها نحو عشرين غرفة بعضها على بعض، ما جعل منها ساحة واحدة يسرح فيها جميع نزلائها بحرّية كاملة وبعيداً من الرقابة، بحيث لا يمكن لأيّ عنصر أمن أن يدخل إليهم حتى لا يقع رهينة بين أيديهم.وقبل أربعة أيّام تمّ ضبط سكاكين و"عويسيّات" في آخر غرفة قرب شبّاك التهوئة في المبنى د. كما أنّ عاملاً للصيانة دخل لإنجاز بعض الأعمال وخرج تاركاً عدّته، وفيها منشار في إحدى الغرف. ولمّا سأله أحد الدركيين: أين أغراضك؟ أجابه من خلف الباب أحد عناصر "فتح الإسلام" مهدّداً: "سنتّهمك بأنّك تبيع حبوب الهلوسة في السجن إذا فتحت فمك".وقبل يومين، افتُعل إشكال داخل مبنى آخر تمّ على إثره نقل سجينين من "فتح الإسلام" الى غرفة فيها 4 من "فتح الإسلام" أساساً. وبدأوا العمل على نشر حديد النافذة بعدما فتحوا بابَ آخرِ غرفة قرب شبّاك التهوئة، ما حجب الرؤية عن عنصر الأمن المراقب الذي صاح قائلا: أقفلوا الباب. لكنهم لم يمتثلوا لكلامه، بل أكملوا عملهم وتركوا الحديد المنشور معلّقا في مكانه لعدم لفت الانتباه.وعند الساعة صفر لتنفيذ عملية الهروب، أزالوا الحديد بعد فتح الباب مجدّدا لحجب الرؤية، ونزلوا إلى باحة السجن بواسطة شراشف كانوا ربطوها بعضها إلى بعض، ثمّ تسلّلوا بين زوّار السجن ووصلوا إلى أوّل باب للخروج، فلم يدقّق أحد من العناصر في هويّاتهم، فأكملوا سيرهم على الأقدام حتى الباب الثاني، وكذلك لم يسألهم أحد من عناصر الأمن عن هويّاتهم، وخرجوا مع الزوّار المدنيّين واستقلوا باصاً للركّاب حتى نهر الموت، ثم تواروا.بهذه البساطة، فرّوا. لكن الفضيحة الأكبر هي في الإهمال الخطير الذي تجلّى في الوقائع الآتية: 1 - قبل نحو خمسة أيّام وردت معلومات تفيد أنّ عناصر من "فتح الإسلام" يحضّرون لعملية فرار من سجن رومية بمساعدة ملازم أوّل(...) في قوى الأمن الداخلي في السجن لقاء مبلغ مليون دولار. وقد تبيّن لاحقاً أنّ الضابط المذكور كان في خدمته يوم تنفيذ الفرار، وتمّ توقيفه لاحقاً للتحقيق معه.كما تبيّن أنّ مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر كان تلقّى اتّصالا من مجهول عن عمليّة فرار محتملة، فأعطى إشارة بمراقبة خطّ هاتف المتّصل والتحقّق لافتا إدارة السجن الى الأمر لاتّخاذ الإجراءات الاحترازية، لكن شيئا لم يحصل...

أخبار إقليمية ودولية متفرقة

- السفير: نتنياهو يواجه اتساع نطاق التظاهرات بالتحذير من خطر إفلاس إسرائيل
شهدت الحركة الاحتجاجية في إسرائيل، أمس الأول، تحولاً مهماً تمثل في اتساع النطاق الجغرافي للتظاهرات، التي امتدت من تل أبيب إلى العديد من المدن الإسرائيلية، في وقت قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انه يجب التوصل إلى «حلول ملموسة» لموجة الاستياء، لكنه حذر من «خطر الإفلاس».وتجمع عشرات الآلاف من الإسرائيليين في أكثر من 12 مدينة وبلدة في تظاهرات خرجت للمرة الأولى من تل أبيب والقدس المحتلة منذ بدء الاحتجاجات قبل شهر. ومع أن حجم التظاهرات لم يصل إلى المستوى الذي سجل السبت الماضي في تل أبيب حيث تجمع 300 ألف شخص، لكنه يدل على تأييد أوسع نطاقاً لم يظهر في الماضي. وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد إن «التظاهرات التي جرت مساء أمس (السبت) جمعت اقل من خمسين الف شخص بينهم 25 الفا في حيفا، و15 الفا في بئر السبع»، في حين قدرت وسائل الاعلام عدد المشاركين بما بين 75 و100 ألف.وجرت تظاهرات ايضا في العفولة في الجليل، ومودين (وسط) وايلات (اقصى الجنوب). وهتفت الحشود «الشعب يريد العدالة الاجتماعية». ويقول المنظمون إن هدف الاحتجاجات الجديدة السبت لا يقتصر على توسيع الحركة إلى «المناطق المحيطة»، فهم يريدون ايضا تعبئة الطبقات الشعبية حتى لا يبدو ان الحركة يقوم بها ابناء الطبقة البورجوازية في تل ابيب الذين وصفوا في رسم كاريكاتوري بأنهم من «محبي السوشي ومدخني النرجيلة».
وانضم الفلسطينيون في يافا إلى الاحتجاجات، حيث خرج الآلاف للمطالبة بالعدالة الاجتماعية والمساواة داخل المجتمع الإسرائيلي. وفي جادة روتشيلد الراقية في تل أبيب حيث الشقق السكنية ذات الأسعار الباهظة أقام عدد كبير من الدروز خياما للاعتصام فيها.في هذا الوقت، قال نتنياهو، في مستهل الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء، «إننا نعتزم التوصل إلى حلول ملموسة، ليست تعميمات بل حلول ملموسة للمشاكل الملموسة لخفض تكلفة المعيشة وسد الفجوات في دولة إسرائيل»، لكنه أشار إلى «أننا نريد التوصل لحلول سليمة من الناحية الاقتصادية، حيث أنه إذا ما انتهى بنا الأمر إلى الإفلاس أو مواجهة انهيار اقتصادي، وهو الواقع الذي تجد فيه نفسها بعض الإقتصادات الرائدة في أوروبا اليوم، فإننا لن نتمكن من حل المشاكل الاقتصادية أو الاجتماعية». ووفقا لبيان صدر عقـب الاجتــماع، فقد أبلغ نتنــياهو وزراء حكومته بأنه أعطى تعليمات للبروفيسور مانويل تراختنبرغ، رئيس اللجنة المكلفة بدراسة الاحتجاج الشعبي الاجتماعي والاقتصادي والتي تتألف من 22 عضوا، بتقديم حلول ملموسة خلال أيلول المقبل «بأسرع وقت ممكن، لكن ليس بشكل متعجل للغاية».

- المستقبل: إسرائيل تكثف عمليات التجسس في شمال العراق لضرب المفاعلات الإيرانية
كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية في شمال العراق في إطار التأهب العسكري لهجوم محتمل على المنشآت والمفاعلات النووية الإيرانية.ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية امس عن الموقع الإلكتروني للتلفزيون الإيراني باللغة الإنكليزية "PRESS TV"، أن إسرائيل تعتزم وضع 6 طائرات من دون طيار في شمال العراق وإرسال عملاء مخابرات من جهاز "الموساد" والاستخبارات العسكرية "آمان" من أجل تدريب رجال الأمن الكردي المحليين. ونقلت "معاريف" عن التلفزيون الإيراني أنه فى مقابل انتشار القوات الإسرائيلية في العراق سيتم التوصل إلى صفقة يمنح من خلالها عدد من الطلاب الأكراد فرصة التعلم في الجامعات الإسرائيلية.ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن التلفزيون الإيراني ذكر العام الماضي أن إسرائيل تستغل القواعد العسكرية الأميركية في العراق، الأمر الذي نفته واشنطن بشدة..

- السفير: سلاح الجو الإسرائيلي أجرى مناورات في رومانيا
ذكرت الإذاعة الإسرائيلية، أمس، أن سلاح الجو الإسرائيلي أجرى مؤخرا مناورات في رومانيا. وأوضحت أن التدريب تضمن نشر طائرات نقل من طراز «هيركوليز». وأضافت أن التدريب استغرق أسبوعين، وشاركت فيه خمس طائرات إضافة إلى 300 ضابط وجندي من الطواقم الجوية والبرية. ونقلت الإذاعة عن ضابط رفيع المستوى في سلاح الجو قوله إنه تم في هذا التدريب استخلاص الدروس من حادث تحطم المروحية في رومانيا العام الماضي، والذي قتل خلاله ستة إسرائيليين إضافة إلى ضابط من سلاح الجو الروماني.