"أنا أؤيد قيام إسرائيل بتدمير الأنفاق وضرب أماكن وجود الصواريخ بغزة ولكن عندما يقتل ألف مدني بينهم أطفال فإن الأمر ينعكس بزيادة مشاعر اليأس التي تتغذى عليها حماس وفصائل أسوأ منها.
قال بيتر بينيآرت، أحد كتاب الرأي المعروفين بين يهود الصهاينة في الولايات المتحدة الأميركية، إن هناك مجموعة من "الأساطير" التي لا يسمح لليهود في أميركا بمناقشتها حول خلفيات الصراع في غزة، مضيفا أن" إسرائيل" ترتكب أخطاء سياسية وأمنية كبيرة تتسبب في نمو الحركات المعارضة لها وتمنع تطوير طبقة رجال الأعمال الذين يمكنهم السير باتجاه السلام.
وقال الكاتب بيتر بينيآرت، إن مقاله الذي نشرته صحيفة هآرتس قبل أيام تحت عنوان "أساطير وحقائق عن غزة، ما لم يقله لكم قادة اليهود بأمريكا" أشار فيه إلى قضايا لا تقدم بشكل صحيح في الإعلام الغربي، وبينها القول بأن إسرائيل انسحبت قبل سنوات من غزة بينما هي ما تزال قوة احتلال، وكذلك القول بأن حماس لم تنتزع حكم القطاع بل فازت في انتخابات برلمانية وأن الحركة فشلت اقتصاديا بينما الحقيقة أن الجيش الإسرائيلي أغلق المعابر ما سبب الأزمة بالقطاع.
ويشير بينيآرت إلى أنه ختم بالقول إن إسرائيل مسؤولية عن عدم تقوية أولئك الذين يريدون الحل السياسي والاعتراف بإسرائيل، وقد أوضح لـCNN ما كان يقصده في مقاله بالقول: "أعتبر نفسي أحد الداعمين الأساسيين لإسرائيل وأنا مهتم جدا بهذه البلاد وأنا أحد يهود أمريكا، ولست متعاطفا أبدا مع حركة حماس التي أختلف بشدة مع قيمها، ولكن ما يزعجني هو أن الحوارات التي تتم في المجتمع اليهودي الأمريكي لا يسمح فيها بخوض تلك النقاشات الجدية."
وتابع بينيآرت بالقول إن اليهود في أميركا لا يناقشون قضية أن إسرائيل، وخلال "حربها العسكرية" مع حركة حماس "ارتكبت أخطاء سياسية قوت الحركة إلى حد كبير منها على سبيل المثال وقف التجارة مع القطاع، فقد أدى ذلك إلى عدم السماح بتصدير مواد من غزة إلى إسرائيل والضفة الغربية" مضيفا أن ذلك "لا يؤذي حركة حماس بل طبقة رجال الأعمال المستقلين في غزة، والذين كان بإمكانهم أن يقفوا بوجه حماس."
وأضاف موضحا: "عندما تمنع إسرائيل الطلاب بغزة من السفر إلى الضفة للدراسة أو تمنع دخول المرضى للعلاج، فهي بذلك لا تؤذي حماس بل سكان غزة الذين يريدون منفذا إلى العالم لطرح القضايا التي يصعب عليهم طرحها في غزة."
وعن الدعم الكبير بين الإسرائيليين للعدوان المجرم على غزة قال بينيآرت موضحا: "أظن أن الإسرائيليين يشعرون بالقلق والخوف، فمن المخيف الاضطرار إلى اللجوء للمخابئ ورؤية الأنفاق التي قد تسمح بتسلل عناصر حماس لمهاجمة المدن والبلدات الإسرائيلية، أنا أتفهم سبب قلق إسرائيل التي لديها مخاوف أمنية مشروعة، ولكن ما يقلقني أن الرد أحيانا يأتي بنتائج عكسية، ليس على المستوى الإنساني فحسب، بل على المستوى الأمني أيضا.
وتابع بالقول: "أنا أؤيد قيام إسرائيل بتدمير الأنفاق وضرب أماكن وجود الصواريخ بغزة ولكن عندما يقتل ألف مدني بينهم أطفال فإن الأمر ينعكس بزيادة مشاعر اليأس التي تتغذى عليها حماس وفصائل أسوأ منها. لا أنكر وجود قلق أمني إسرائيلي ولكن عند نقطة معينة فإن التسبب بأزمة اقتصادية كبرى لشعب بكامله تنتج حالة الكراهية التي تتحول لاحقا إلى تهديد أمني."