26-11-2024 01:54 PM بتوقيت القدس المحتلة

هل تنتفض الموصل على «الدولة الإسلامية»؟

هل تنتفض الموصل على «الدولة الإسلامية»؟

يبدو أن مجموع العوامل الخارجية والداخلية التي فرضت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش» على وسط العراق وشماله قد بدأت بالتراجع، لمصلحة بروز تيارات أخرى



محمد جمال

يبدو أن مجموع العوامل الخارجية والداخلية التي فرضت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش» على وسط العراق وشماله قد بدأت بالتراجع، لمصلحة بروز تيارات أخرى قد تلقى قبولاً إقليميا وشعبياً، خاصة بعد مؤتمر الشخصيات المعارضة العراقية في الأردن الشهر الماضي، والإجماع الإقليمي والدولي حول ضرورة تجفيف مصادر تمويل التنظيم المتشدد، ومحاصرته، وبروز الخلافات الميدانية بين مكوّنات سياسية كانت شريكة في اجتياح «الدولة الإسلامية» لمحافظتي موصل ونينوى، وبخاصة «حزب البعث» العراقي المنحل، بالإضافة إلى عوامل «التدمير الذاتي» التي يكتنفها التنظيم نفسه الذي عمل على إقصاء جميع المكونات السياسية والعرقية والطائفية من داخل مناطق نفوذه.

وبدأت بوادر ظهور حركة مسلحة مناوئة لتنظيم «داعش»، في المدن التي يسيطر عليها خاصة مدينة الموصل بعدما سعى إلى تغيير وجهها عبر عمليات إقصاء مستمرة لجميع الفئات الموجودة فيها، في مشهد يعيد إلى الأذهان الحركة المسلحة التي انتفضت على تنظيم «القاعدة» في محافظة الأنبار قبل سنوات.

ولم يعد خافياً مدى بشاعة الأعمال التي يقوم بها مسلحو «داعش» في المدن التي يسيطرون عليها، من الحملة المنظمة لنسف مراقد الأنبياء وتهجير المسيحيين من منازلهم ومصادرة ممتلكاتهم، وتهديد العائلات الكردية، ومهاجمة كوادر البعث العراقي والنقشبندية، لتجتمع مجمل هذه العوامل في نواة انتفاضة سياسية وميدانية على التنظيم.

وذكر مصدر أمني لـ«السفير»، أن اليومين الماضيين شهدا مقتل ثمانية من عناصر «داعش» في ظروف غامضة داخل مدينة الموصل، لكن التنظيم لا يزال متكتما حول هذه العمليات، في حركة يبدو أنها آخذة في التطور.

ويتحدث أحد المقاتلين المحليين لـ«السفير» عن ماهية هذه الحركة وكيفية انطلاقها، لا سيما في الموصل التي يسيطر عليها «داعش» بالكامل.

ويقول المقاتل الذي طلب الإشارة إليه بـ«أبي محمد»: «شكلنا كتيبة مسلحة نواتها عناصر في الجيش السابق، وتضم عدداً من الضباط، بالإضافة إلى الأهالي، للتصدي لجرائم داعش».

ويضيف «أبو محمد» الذي يعرف عن نفسه بأنه ضابط استخبارات سابق في الجيش العراقي أنه «في بادئ الأمر زرع عناصر داعش الثقة في نفوس السكان وحاولوا طمأنتهم بأنهم جاؤوا لرفع الضيم عنهم الأمر الذي نال رضاً شعبياً، إلا ان ما جرى على الأرض خالف كل ذلك، وظهر أن من دخل الموصل مجموعة مرتزقة من القتلى واللصوص البعيدين كل البعد عن الفكرة».

وأكد أبو محمد أن شرارة ظهور بوادر حراك شعبي بدأت بعد الحملة التي نفذها «داعش» بنسف مراقد الأنبياء وتهجير المسيحيين، مشيراً إلى أن «أهل الموصل لن يرضوا بذلك ما دعانا إلى تشكيل كتائب مسلحة تحت مسمى كتائب الموصل أو كتائب النبي يونس كما يريد البعض تسميتها».

وعن وقوع قتلى في صفوف «داعش» خلال اليومين الماضيين، وما إذا كان لهذه الكتائب دور فيها، يقول أبو محمد «نعم نحن من نفد هذه العملية، قناصونا تمكنوا من قتل خمسة منهم في حي الجمهورية، ويوم أمس قتلنا ثلاثة عناصر بواسطة السكاكين»، مضيفاً «لن نتوقف حتى تطهير مدننا من إرهابيي داعش».

وأكد الخبير العسكري توفيق الشمري لـ«السفير» أن «بوادر عملية انقلاب على سيطرة داعش متوقعة، لا سيما بعد العمليات الأخيرة لهذه العناصر الدخيلة»، معرباً عن اعتقاده أن «الانتفاضة ستبدأ بقوة من الموصل، لأن عدد ضباط الجيش السابقين والعناصر المتمرسة على حمل السلاح فيها كبير».

من جهته، دعا محافظ نينوى اثيل النجيفي، في حديث إلى «السفير»، أبناء الموصل إلى «التعاون مع هذه الكتائب التي ولدت من حجم المعاناة»، مضيفاً «نحن واثقون بان أهالي الموصل قادرون على تغيير هذا الواقع، وسنلاحظ في الأيام المقبلة تنظيم عمل هذه الكتائب وتحديد أهدافها».

وفي محافظة ديالى حيث تمكن عناصر «داعش» من السيطرة على أجزاء منها، أطلقت فصائل شعبية حملة مسلحة أطلقت عليها تسمية «ثأر حمرين» لطرد «داعش» من مناطق ناحية السعدية الذي يسيطر عليها منذ حزيران الماضي.
يذكر أن حمرين هي من أكثر المناطق الساخنة في ديالى وتقع على خط التماس مع محافظة صلاح الدين.

وفي التطورات الميدانية التي يبدو أنها تصب في هذا السياق، أحبطت قوات الأمن العراقية ومقاتلو العشائر هجوماً واسعاً شنه «داعش» على بلدة الضلوعية في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، ما أسفر عن مقتل خمسة مسلحين في صفوفه.
إلى ذلك، أعلنت السلطات العراقية عن تحرير عدد من القرى في منطقة العظيم الواقعة شمال مدينة ديالى. وأكدت مقتل 15 من عناصر «داعش» في معارك في منطقة جبال حمرين.

وتسبب انفجار سيارتين ملغومتين في منطقتي مدينة الصدر والأمين في العاصمة بغداد بالقرب من مطاعم ومتاجر بمقتل 21 شخصاً.


http://www.assafir.com/Article/1/364069

 

     موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه