ركزت الصحف اللبنانية الصادرة محليا صباح اليوم الثلاثاء 5-8-2014 الحديث عن التطورات الامنية الاخيرة في منطقة عرسال بعد استعادة الجيش اللبناني المبادرة بملاحقته الارهابيين التكفيريين وتصميمه
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة محليا صباح اليوم الثلاثاء 5-8-2014 الحديث عن التطورات الامنية الاخيرة في منطقة عرسال بعد استعادة الجيش اللبناني المبادرة بملاحقته الارهابيين التكفيريين وتصميمه ومن وراءه كل لبنان بوجهيه السياسي والشعبي على محاربة من استباح امن البلد وارتكب المجازر بحق مواطنيه وعسكرييه، فما كانت كلنة رئيس مجلس الوزراء أمس الا تعبيرا صريحا عن حجم الاجماع الوطني ومن وراءه الدعم الدولي على مواجهة المخططات المشبوهة لهذه الجماعات.
ومن جهة أخرى، تناولت الصحف العدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة والذي أنهى يومه الـ29 على حصيلة شهداء تلامس الـ2000، واعلن مسؤول مصري عن قبول "اسرائيل" والفلسطينيين على تهدئة في القطاع تستمر 72 ساعة اعتبارا من الثامنة صباح اليوم.
السفير
هذه هي الخيارات العسكرية المحتملة.. والأكلاف
عرسال تحرج الجميع: تحالفات وأولويات جديدة
بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثالث والسبعين على التوالي.
...ولبنان أيضاً دخل مرحلة سياسية جديدة، مع احتلال تنظيم "داعـش" وجبهة "النصرة" بلدة عرسال وجردها.
هي هزات ارتدادية للحدث العراقي، من الموصل إلى عرسال. "نشوة" حرّكت مجموعات تكفيرية، فقررت تنفيذ "أجندات" مطوية. هذا أقلّه ما بيّنته محاضر التحقيق مع "أبو أحمد جمعة" استنادا إلى قيادة الجيش اللبناني.
عملياً، صار لبنان مفتوحاً على المشهدين السوري والعراقي. الأصحّ أنه صار جزءا من ساحات المواجهة المفتوحة مع التطرف بكل تجلياته، وأخطرها اليوم "داعش" ومنافستها "النصرة".
انكشفت عورات الانقسام الوطني على مدى ثلاث سنوات ونيف من عمر الأزمة السورية. لم يرسم لبنان إستراتيجية الحد الأدنى للتعامل مع إفرازات تلك الأزمة، وخصوصا قضية النازحين، وعندما قرر وضعها على طاولة حكومة إدارة المرحلة الانتقالية، كان الانطباع العام أن الوقائع صارت أكبر من قدرة الجميع على رسم إستراتيجيات وتشييد مخيمات.
عرسال أسيرة، هذا هو العنوان. أهلها الفقراء، ابناء الأرض وعمال المقالع الحجرية هم العنوان اليوم، لكن الغد اللبناني بات مفتوحا على احتمالات ومناطق لبنانية شتى.
ما كان منتظراً سياسياً من "تيار المستقبل" عبّر عنه رئيسه سعد الحريري، وهذا هو لسان حال بعض "المغامرين" في "المستقبل"، ممن استبقوا موقف رئيسهم بالمعنى الايجابي، من دون أن ينزلقوا إلى لعبة الاستثمار "الشعبوي" الضارة بالذات وبالآخرين، على طريقة "مثلت التحريض الشمالي".
مظلة الاستقرار.. مستمرة
ولعل ما شهدته جلسة مجلس الوزراء، أمس، من نقاشات، ومن كلمة ختامية لرئيس الحكومة تمام سلام، قد عبّر عن مسؤولية وطنية استثنائية، يفترض أن تسحب نفسها على الكثير من العناوين السياسية والأمنية والاجتماعية، بمعزل عن بعض المزايدات الرخيصة أو بعض الأفكار "العبقرية" من نوع المطالبة بتوسيع نطاق القرار 1701 وصولا الى نشر "اليونيفيل" على حدود لبنان الشرقية والشمالية لجعلها على تماس مباشر مع "داعش" وأخواتها!
ليس هذا وحسب، بل ان تداعيات الحدث العرسالي، بيّنت مجددا رسوخ مظلة الاستقرار اللبناني وثباتها، بإجماع إقليمي ودولي نادر، من سوريا التي عبر، أمس، بيان خارجيتها عن دعم مفتوح للجيش اللبناني. الى السعودية، التي قالت بلسان سفيرها في بيروت كلاما واضحا دعما للاستقرار والأمن في لبنان، مرورا بطهران وباريس والاتحاد الأوروبي وغيرها من الدول التي أعلنت تضامنها مع لبنان في مواجهة الإرهاب، من دون اغفال الموقف الأميركي الذي كان سبّاقا في تبني المؤسسة العسكرية وابداء الاستعداد لتقديم الدعم لها، وهو أمر يضع كل هذه الدول على محك اختبار نواياها، خصوصا في ضوء الاحتمالات الميدانية المستقبلية في عرسال وجوارها.
غير أن الأهم من هذا وذاك، اقليميا ودوليا، هو مدى استعداد المكونات اللبنانية لاعادة رسم الخريطة السياسية الداخلية، على مستوى الأولويات والتحالفات والمواقع، وصولا الى كسر كل مشهد الاصطفافات السياسية الحادة المستمرة منذ نحو عشر سنوات والتي شكلت بشكل مباشر أو غير مباشر بيئة حاضنة لظاهرة غريبة عن المجتمع اللبناني.
هنا تتبدى مسؤولية كل من الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط، من دون اغفال مسؤولية "حزب الله" بتشجيع كل هذه القوى على الذهاب نحو وسطية سياسية تحمي لبنان أولا، وتجعل "تيار المستقبل" باعتداله وانفتاحه على جميع الأطياف السياسية، رأس حربة في مواجهة من يريدون سرقة جمهوره ونفوذه.. وصولا الى تدمير مشروعه السياسي لمصلحة التطرف والتكفير.
..انها لحظة الحقيقة
نعم انها لحظة الحقيقة بالنسبة للجميع، ولا ينفع معها تكاذب من هنا أو من هناك. موسم الشطارة قد انطوى في عرسال، والمواجهة تحتاج الى مبادرات سياسية من نوع جديد، هدفها حماية السلم الأهلي، حماية الجيش، الدولة، الناس. في ضوء ذلك، تصبح عناوين الرئاسة والحكومة والنيابة مجرد تفاصيل صغيرة، ما دام الهدف حماية الجمهورية وفرصة اعادة بناء الدولة من جديد.
نعم انها لحظة صحوة، وعلى الجميع الاعتراف بأنه مأزوم، ولا خروج من المأزق الوطني الشامل، الا بمد الأيدي وفتح الأبواب، وهل يختلف اثنان في لبنان على أولوية اعادة مد الجسور بين "حزب الله" و"المستقبل"، ولو تطلب ذلك تقديم تنازلات من الجانبين، في الشكل والمضمون؟
لقد احكم الجيش اللبناني سيطرته على التلال المشرفة على مسرح العمليات في منطقة عرسال، ولكن إمكان الدخول إلى بلدة عرسال بوضعها الراهن لتنظيفها من المسلحين أمر معقد للغاية ودونه مخاطر توريط الجيش في "بارد" جديد.
وبمعزل عن نتائج المبادرة التي تقوم بها "هيئة علماء المسلمين"، تقتضي المسؤولية الوطنية أن يتحول كل مواطن الى خفير، ما دام الجيش معنياً بزج المزيد من وحداته وألويته في المعركة المفتوحة مع التكفيريين في جرود عرسال، وصولا إلى استعادة مواقعه ومراكزه وحماية بعضها الآخر، وحسنا فعلت قيادة الجيش بإنشاء غرفة عمليات مركزية تتولى إدارة العمليات بأمرة ضابط كبير، في رسالة واضحة مفادها أن الجيش ماض بلا هوادة في معركته ضد الإرهاب.
ولقد بيّنت معطيات الساعات الأخيرة، وبالدم الحي، أن ثمة أغلبية عرسالية رافضة للجماعات الإرهابية المسلحة، الأمر الذي دفع الأخيرة الى اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية من خلال منعهم من مغادرة عرسال حيث يتم التعرض لأي فرد أو عائلة تحاول الخروج، حتى لا يتم إفراغ البلدة من المدنيين بشكل يسهل اقتحامها، أو حصارها لاحقا، خصوصا بعدما تم تداول فكرة اقامة ممر انساني لتأمين خروج كل المدنيين من أبناء عرسال الى القرى المجاورة.
خيارات الجيش.. لتحرير عرسال
واذا كانت معركة نهر البارد قد استلزم حسمها شهورا عدة، فإن وضعية عرسال مفتوحة على مدى زمني طويل، من الاستنزاف والاعمال القتالية التي لا مجال الى وضع حد لها الا بمبادرة الجيش اللبناني الى حسم المعركة لمصلحته واسترداد البلدة من محتليها، الا ان هذا الحسم لكي يتم، يفرض على الجيش سلسلة خيارات، او مناورات يمكن ان تقوم بها الوحدات العسكرية تمهيدا لذلك.
الا ان تلك الخيارات يجب ان تلي اجراءين لا بد منهما:
الاول، ان تكون الصورة داخل عرسال واضحة تماما امام الجيش. اولا من حيث عدد المسلحين الذين يحتلونها. وثانيا من حيث عدد النازحين السوريين الذين التحقوا بالمسلحين. وثالثا، وهنا الاهم، من حيث تقدير العدد المتبقي من اهالي بلدة عرسال فيها.
الثاني، ضرورة استعادة الجيش وبسرعة كل الاماكن التي انتزعتها منه المجموعات المسلحة في محيط عرسال.
واما الخيارات المتاحة امام الجيش فتتلخص بما يلي:
- الخيار الاول: الحسم السريع، وهذا الامر يستوجب حشد قوات برية كبيرة من كل القطاعات: المجوقل، المغاوير، المدفعية، المدرعات، مع كتلة نارية ثقيلة وهائلة، تترافق مع هجوم واسع وصاعق على مواقع تواجد المسلحين في محيط بلدة عرسال وفي داخلها، وهذا الخيار يتطلب توفير الدعم اللوجستي والتجهيزي والتسلحي، بالاضافة الى غطاء جوي لا يملكه الجيش، وبالتالي فإن خيارا من هذا النوع يفرض قبول الجيش بتحمل كلفة عالية من الشهداء والجرحى والخسائر في مواجهة عدو شرس.
- الخيار الثاني، بعد أن يستعيد الجيش مراكزه في محيط عرسال، عليه قطع التواصل ما بين عرسال والجرود، سواء في الجانب اللبناني او السوري من الحدود، إلا أن ذلك قد يضع الجيش أمام خطي تماس، الأول مع الجرود، والثاني مع عرسال في آن معا.
- الخيار الثالث، ضرب طوق محكم حول المنطقة لعزلها، بحيث تحاصر أمكنة بالقوى العسكرية المباشرة والمعززة، وأمكنة اخرى بالنار، على ان تلي ذلك عملية قضم متدرج، وهذا الخيار غير مكلف لكنه يتطلب وقتا أطول.
- الخيار الرابع، وهو الأدنى كلفة، ويقوم على ضرب طوق محكم حول عرسال من خارجها، مع استمرار مشاغلة المسلحين بالنار لاستنزافهم، في انتظار أن تحين الفرصة الملائمة للحسم، ولكن من مساوئ هذا الخيار ان مدته طويلة جدا ونتائجه غير مضمونة، خاصة انه مع المدة الطويلة يخشى من بروز متغيرات، او كما سماها قائد الجيش العماد جان قهوجي مباغتات، متعددة على غير صعيد في امكنة اخرى."
النهار
الجيش يتقدّم في عملية محاصرة الإرهابيين
الحكومة بالإجماع: لا تساهُل مع التكفيريّين
وبدورها كتبت صحيفة "النهار" تقول "في اليوم الثالث للمواجهة القاسية والشرسة التي يخوضها الجيش ضد المجموعات الارهابية في عرسال، اتخذت هذه المواجهة أبعاداً جديدة فائقة الاهمية والدلالات سواء على الصعيد الميداني أم على الصعيد السياسي والوطني العام بحيث تساوت على نحو نادر طلائع التقدم الميداني للوحدات العسكرية المقاتلة مع طلائع تشكيل اجماع سياسي ورسمي وشعبي محتضن للجيش في المعركة المصيرية.
ولم يكن أدل على اهمية هذه التطورات من الشكل والمضمون اللذين غلفا قرارات مجلس الوزراء عقب جلسته الاستثنائية امس، إذ أعلن رئيس مجلس الوزراء تمام سلام محاطا بجميع الوزراء موقفا متسما بحزم استثنائي في رفض أي حل سياسي في المواجهة مع الارهابيين وبدعم مطلق للجيش الى حدود اعلان التعبئة الكاملة لتوفير كل مستلزمات هذا الدعم. هذا المشهد المجسد لدعم الدولة والحكومة والقوى السياسية للجيش من دون أي لبس، اتخذ دلالته كالرسالة الأقوى التي اطلقت من مجلس الوزراء مجتمعا بما يضم من قوى سياسية اساسية، الأمر الذي يقطع الطريق على أي تشكيك في تمتع الجيش بالغطاء السياسي الشامل في معركته القاسية مع الارهاب الذي اسر عرسال وشن هجماته المتعاقبة على المواقع العسكرية.
أما الواقع الميداني، فشهد في الوقت نفسه تطوراً بارزاً تمثل في نجاح الجيش في التقدم في شكل مطرد لاحكام الحصار على انتشار مسلحي التنظيمات الارهابية من خلال سيطرته امس على معظم التلال المحيطة بعرسال وربط مواقعه بعضها بالبعض، علما ان الجيش استقدم تعزيزات آلية وكتائب اضافية من القوى البرية بما يعكس تصميمه على المضي نحو استكمال عملية "السيف المصلت" مهما كلفت من تضحيات حتى انسحاب الارهابيين من الاراضي اللبنانية واستعادة اسراه وفك اسر عرسال الرهينة. وهو الامر الذي اقترن كذلك بتوقعات لاحتدام واسع في المواجهة في الايام المقبلة اذ ان المساعي التي بذلت لاحلال هدنة مساء بدا سقفها ثابتا في القرارين العسكري والسياسي وهو انسحاب المسلحين انسحابا شاملا الى الاراضي السورية واطلاق الاسرى من الجيش وقوى الامن الداخلي واخلاء عرسال.
ومع ذلك، فان الوقائع الميدانية لم تخف الصعوبات الضخمة التي لا تزال تعترض عملية تحرير عرسال من الارهابيين، اذ ارتفعت كلفة تضحيات الجيش الى 14 شهيدا و86 جريحا وفقد 22 عسكرياً، فيما استطاعت وحدات الجيش اجلاء نحو 120 مدنياً من عرسال كانوا محاصرين بالقرب من المهنية وأفيد عن العثور عن 50 جثة من المسلحين.
مجلس الوزراء
وعلمت "النهار" من مصادر وزارية عدة ان الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء امس التي تابعت قضية بلدة عرسال كانت بمثابة تطور في مسيرة وحدة الموقف اللبناني بما يتجاوز من حيث الاهمية محطة البيان الوزاري الذي قامت على أساسه الحكومة الحالية. وفي تعبير احد الوزراء كانت الجلسة بمثابة "كوع" مفصلي في المرحلة الراهنة. ووصفت المصادر البيان الذي تلاه الرئيس سلام بأنه جامع ومرتفع اللهجة، علما ان رئيس مجلس الوزراء حرص خلال الجلسة على ابداء عزمه على تلاوة البيان الذي أعده لهذه الغاية على مسمع من الوزراء، لكن الجواب بالاجماع كان في رفض الاستماع الى البيان انطلاقا من ثقة الوزراء بما يعتزم الرئيس سلام قوله وكان أبرز ما اعلنه قرار مجلس الوزراء استنفار كل المؤسسات والاجهزة الرسمية "للدفاع عن بلدنا والتصدي لكل محاولات العبث بأمنه والدعم الكامل للجيش"، لافتا الى طلبه من فرنسا التعجيل في عملية تسليم الاسلحة التي سبق الاتفاق عليها. كما اعلن ان "لا تساهل مع الارهابيين القتلة ولا حلول سياسية مع التكفيريين". وقالت المصادر الوزارية ان نجاح الحكومة في موضوع سيادي تجلى في شكل نادر. كما ان الالتفاف الشامل حول الجيش جعل كل المواقف المشككة أمرا غير ذي شأن وفي هذا الاطار كان رفض شامل لبعض التصريحات. وخلال البحث كان الاهتمام منصباً على مدى قدرة الجيش على حسم المواجهات في ظل وجود المدنيين في عرسال والذين هم جميعاً رهائن، وعلى مدى سرعة وصول امدادات جديدة للجيش فتبيّن انها ستصل سريعاً جداً. وتطرق النقاش الى المخرج السياسي الذي لا بد ان ينتهي اليه كل عمل عسكري، فعلم انه على رغم قرار اتخذه مجلس الوزراء بالتكتم الشديد على التفاصيل، ان قواعد الحل ستلتزم بصرامة ألا يكون وقف النار أو الهدنة على حساب الجيش أو على حساب رهائن القوى الامنية أو المواطنين أو السيادة اللبنانية. وفهم ان الاتصالات ستنشط سياسياً وديبلوماسياً وسيتولاها بصورة أساسية الرئيس سلام ووزراء معنيون وتشمل دولاً وتنظيمات داخلية وخارجية بغية بلورة مخارج، لكن المعطيات تفيد ان المفاوضات لن تكون سهلة باعتبار ان الرأي العام اللبناني لن يتحمل أي نكسة تستهدف الجيش.
وفي اطار البحث في الحلول التي تتخطى الواقع الحالي، طرح وزراء حزب الكتائب موضوع توسيع اطار نطاق القرار الرقم 1701 وتوالى على الكلام تباعاً الوزراء سجعان قزي ورمزي جريج وألان حكيم فاوضحوا انه ليس من الضروري ان يشمل القرار كل الحدود الشرقية بل يتناول الجانب الساخن من هذه الحدود، فكان الرد من وزراء "حزب الله" وحركة "أمل" ان الظروف التي رافقت ولادة القرار لا تشبه الظروف الراهنة. غير ان وزراء كثيرين أيدوا الاقتراح الكتائبي. عندئذ آثر وزراء الكتائب، انطلاقاً من رغبة الرئيس أمين الجميل في ألا يكون الاقتراح منطلقاً للانقسام، الاكتفاء بهذا المقدار من النقاش حفاظاً على الاجماع الذي ظلل الجلسة وحرصا على ان يصل الرئيس سلام الى قيادة الموقف الحكومي بالطريقة التي تم بها.
وقبل الجلسة زار السرايا وفد هيئة العلماء المسلمين الذي سعى الى هدنة في عرسال، ثم زار لاحقاً قائد الجيش العماد جان قهوجي في اليرزة، وضم الشيخ سالم الرافعي والنائب جمال الجراح ومفتي البقاع الشيخ خليل الميس. وتركز المسعى على طرح يقضي بحماية المدنيين وبالافراج عن العسكريين المحتجزين لدى المسلحين، وبخروج كامل للمسلحين من لبنان، وبدخول الطواقم الطبية ونقل الجرحى، اضافة الى بند يتعلق بالموقوف أحمد جمعة باحالته على القضاء واخضاعه لمحاكمة عادلة. وكان اتفق على ان يتم وقف النار عند السادسة مساء، وتوجّه وفد هيئة العلماء المسلمين الى عرسال للتفاوض مع المسؤول الميداني عن هؤلاء المسلحين وهو المعروف بأبو طلال، ولكن لم يتم وقف النار وبقي الوفد في شتورا حتى العاشرة والنصف ليلاً عندما أفيد عن توجهه الى عرسال للشروع في مهمته.
الفلسطينيون وإسرائيل قبلوا اقتراحاً مصرياً لهدنة 72 ساعة الثامنة صباح اليوم
محمد هواش
دعت مصر اسرائيل والفصائل الفلسطينية الى بدء هدنة تستمر ثلاثة أيام في غزة بدءاً من الساعة الثامنة من صباح اليوم، وحضت الجانبين على ارسال وفدين رفيعي المستوى الى القاهرة لاجراء مفاوضات تهدف الى التوصل الى اتفاق أطول أجلا.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية المصرية: "نأمل أن يؤدي ذلك إلى تثبيت دائم لوقف إطلاق النار وإعادة الاستقرار للمنطقة".
ولاحقاً، أبلغ مسؤول مصري "وكالة الصحافة الفرنسية" ان اسرائيل والفلسطينيين توافقوا على تهدئة في قطاع غزة تستمر 72 ساعة اعتبارا من الساعة 5:00 بتوقيت غرينيتش. وقال ان "اتصالات مصر مع مختلف الاطراف ادت الى التزام تهدئة تستمر 72 ساعة في غزة وتبدأ في الساعة 5:00 بتوقيت غرينيتش من صباح غد (اليوم الثلثاء)، الى الاتفاق على ان تحضر بقية الوفود الى القاهرة لاجراء مفاوضات اكثر شمولا".
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" رئيس الوفد الفلسطيني الى محادثات الهدنة في القاهرة عزام الأحمد ان الوفد ابلغ القيادة المصرية مساء موافقة الجانب الفلسطيني على دعوة مصر لوقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة. وأضاف انه سيجري خلال هذه الفترة محادثات من الجانب المصري مع وفدين فلسطيني وإسرائيلي كل على حدة للعمل على تحقيق المطالب الفلسطينية بوقف العدوان ورفع الحصار المتواصل على الشعب الفلسطيني وفقا للمطالب الفلسطينية التي سبق للوفد ان قدمها الى الجانب المصري.
وأعلن مسؤول اسرائيلي موافقة اسرائيل على الاقتراح المصري. ونشرت صحيفة "هآرتس" ان اعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والامنية اخذوا علماً بأن اسرائيل استجابت لوقف النار لمدة 72 ساعة بلا شروط مسبقة.
وفي وقت سابق، قال مصدر مصري إن القاهرة طرحت على إسرائيل مطالب فلسطينية في إطار جهود الوساطة لوقف النار في غزة مما قد يمهد السبيل لإنهاء القتال الذي استمر اكثر من ثلاثة أسابيع.
وعقدت فصائل فلسطينية ضمت ممثلين لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وحركة "الجهاد الإسلامي" الاجتماع الرسمي الاول مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء محمد فريد التهامي. وتركز الاجتماع على قائمة مشتركة من المطالب قدمتها الفصائل الفلسطينية.
وأوضح اعضاء في الوفد أن من هذه المطالب وقف النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة ورفع الحصار عن قطاع غزة والافراج عن الاسرى وبدء عملية اعادة الاعمار.
وقال مسؤول فلسطيني يمثل إحدى الفصائل الفلسطينية إن وقفا موقتا للنار سيفتح الباب لإجراء مفاوضات موسعة. واضاف: "إذا وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة فستوجه مصر الدعوة الى إسرائيل كي توفد فريقا الى القاهرة لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع الوفد الفلسطيني تتناول جميع المسائل".
وصرح نائب الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة لموقع "فلسطين اليوم" الالكتروني بان هناك "تفهما كبيرا لورقة المطالب الفلسطينية من مصر، واتوقع ان تشهد الساعات المقبلة إعلان وقف النار".
ولم تتأكد حتى امس تكهنات لوسائل إعلام بأن نائب وزير الخارجية الأميركي وليم بيرنز سيسافر إلى مصر للمشاركة في المفاوضات غير المباشرة.
ورفض ناطق باسم السفارة الأميركية الافصاح عما اذا كان بيرنز قد يصل. وقال مسؤول أميركي في واشنطن إن القائم بأعمال المبعوث الخاص في المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية فرانك لونستين في طريق عودته من القاهرة مما يشير إلى أن الولايات المتحدة تتابع المحادثات عن كثب.
وقال مصدر من "حماس" في الدوحة إن الجماعة لن تلقي سلاحها ما لم تستجب المطالب الفلسطينية.
تصاعد التنديد باسرائيل
وكان الجيش الاسرائيلي عاود عملياته العسكرية امس في قطاع غزة بعد تهدئة احادية الجانب لم تستمر سوى سبع ساعات وعلى رغم التنديد الدولي العارم بعد قصفه مدرسة للامم المتحدة في القطاع المحاصر. وانتقل التوتر من غزة الى القدس التي شهدت اول هجوم دام منذ اكثر من ثلاث سنوات تمثل في صدم شاب فلسطيني اوتوبيساً اسرائيلياً في القدس الشرقية بواسطة جرافة كان يقودها، مما ادى الى مقتل اسرائيلي واصابة خمسة بجروح طفيفة. وقالت الشرطة انها قتلت سائق الجرافة.
وساد هدوء نسبي قطاع غزة ساعات عدة التزاما لتهدئة "انسانية" اعلنتها اسرائيل من جانب واحد ورفضتها حركة المقاومة الاسلامية "حماس". لكن الهجوم الاسرائيلي تجدد مع انتهاء التهدئة الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي. واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان "الحملة في غزة مستمرة... لن تنتهي الا حين يستعيد مواطنو اسرائيل الهدوء والامن في شكل دائم".
الى ذلك، صرح الناطق باسم الجيش موتي علموز للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي الاثنين: "لن نرحل، نحن باقون في قطاع غزة، لا تزال هناك مهمات اخرى كثيرة ينبغي انجازها".
وأسفر الهجوم الاسرائيلي المتواصل منذ 8 تموز عن مقتل اكثر من 1850 فلسطينيا معظمهم من المدنيين، فيما قتل من الجانب الاسرائيلي 64 جنديا وثلاثة مدنيين. واعلن الجيش الاسرائيلي ان "حماس" لم تلتزم التهدئة واحصى اطلاق 42 صاروخا على اسرائيل لم توقع اصابات.
وفي رد فعل شديد على الهجوم على غزة، رأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان قصف مدرسة تديرها وكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم "الاونروا" في غزة الاحد هو امر "مرفوض"، داعيا الى "محاسبة" المسؤولين عن هذا الامر. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان "حق اسرائيل في الامن لا يبرر قتل اطفال او ارتكاب مذبحة في حق المدنيين"."
الاخبار
الجيش مصمم على تحرير عرسال من محــتليها
وأشارت صحيفة "الاخبار" الى أنه " في عرسال المحتلة من «داعش» و«جبهة النصرة»، أُطلقت النيران على سيارة الشيخ سالم الرافعي. نجا إلّا من إصابة طفيفة. لكن الإصابة القاتلة كانت من نصيب مسعى هيئة علماء المسلمين الرامي إلى تحقيق وقف لإطلاق النار في البلدة، وهو الأمر الذي اشترط الجيش لتحقيقه تحرير العسكريين المخطوفين وتحرير عرسال من محتليها.
لم يكد ينطلق مسعى هيئة علماء المسلمين للبحث في بدء حوار يتناول إمكان وقف إطلاق النار في عرسال، حتى تعرّض هذا المسعى لإطلاق نار، بالمعنى الحرفي للكلمة. فأثناء عودته من البلدة التي يحتلها مسلحو «داعش» و«جبهة النصرة»، اطلق مجهولون النار على سيارة الرئيس السابق للهيئة، الشيخ سالم الرافعي، ما أدى إلى إصابته بجرح طفيف في إحدى قدميه، وإصابة أحد مرافقيه، الشيخ جلال كلش، في رقبته. كذلك أصيب أحد من كانوا في السيارة مع الرافعي، ويدعى نبيل الحلبي، بجروح طفيفة أيضاً. ونقل المصابون للمعالجة في أحد مستوصفات البلدة.
السيارة لم تكن قد غادرت عرسال، وتضاربت الروايات بشأن مطلق النار. ففيما أكدت مصادر أمنية رسمية أ