غياب الموتى.. هكذا يمكن تلخيص موقف المعارضات السورية من الحرب الدائرة على غزة وفيها منذ ثلاثة أسابيع.
غياب الموتى.. هكذا يمكن تلخيص موقف المعارضات السورية من الحرب الدائرة على غزة وفيها منذ ثلاثة أسابيع. لم يصدر الائتلاف السوري المعارض اي بيان حول الموضوع ، كما لم يصدر عن المجلس الوطني المعارض بيان حول حرب غزة وهو من المنضوين تحت عباءة الائتلاف بحكم الزواج القسري، وهو الذي يشكل الإخوان المسلمون غالبية أعضائه.
وحدها هيئة التنسيق المعارضة اصدرت اكثر من بيان وطلبت من نائب المنسق العام هيثم مناع التحرك في مجلس حقوق الإنسان لتشكيل لجنة تحقيق في جرائم الإسرائيلي في غزة واستنفار لوبي حقوق الإنسان من أجل غزة. أيضا تيار بناء الدولة اصدر بيانا هذا على صعيد الفصائل السياسية ، اما الكتائب والألوية العسكرية فقد تجاهلت هذه الحرب كليا بدءا من جبهة النصرة مرورا بالجبهة الاسلامية وصولا الى احرار الشام والجيش الحر، وكل من بقي من اسماء وعناوين تحمل السلاح. حتى الأشخاص الذين كانوا منتدبين من حركة الإخوان لمؤسسات حماس قبل 2011 يلتزمون الصمت.
هذا الغياب التام لما يعرف بمعارضة الخارج، يخفي نقاشات وأحاديث داخلية تحمل الكثير من الحرج، والكثير من التصارح في الكشف عن الضغوط الامريكية والتركية والقطرية والسعودية التي تمنع اي فصيل من اتخاذ موقف من حرب غزة، كما يقول البعض، كما أن بعض القيمين والقادة في الفصائل الاسلامية تحديدا يرفضون الدخول في هذا الصراع ولو عبر بيان، حتى لا يقضى عليهم كما ينقل عن بعضهم. "المشكلة أن أي موقف سينعكس مباشرة على الموقف الأمريكي والسعودي منا وهذا ما لا يمكن للائتلاف تحمله اليوم. تصور أن عضوا في الائتلاف عاش على حساب المقاومة الفلسطينية 17 عاما يرتجف عندما تتصل به لتطلب منه موقفا ولو على الفيس بوك".
هذا الكلام الاخير قاله مسؤول في المجلس الوطني المعارض لشخصية مسؤولة في هيئة التنسيق خارج القطر السوري، وقال المسؤول في المجلس والمحسوب على التيار العلماني فيه، أن مشايخ الفصائل السلفية افتوا لأتباعهم بعدم التطرق لموضوع غزة، اقتداء بالشيخ أسامة بن لادن الذي كان يعرف قوة اللوبي اليهودي في العالم لذلك تجنب الصدام معه، وحتى عندما ضرب امريكا أفهم اليهود انهم غير مستهدفين.
ما سر هذا الخوف؟ سأله القيادي في هيئة التنسيق، اجاب لا أدري ولكن مشايخ وقادة الفصائل الإسلامية خصوصا الذين خاضوا حربي افغانستان والعراق يقولون ان اي تدخل من قبلنا ضد اليهود ( بجيب آخرتنا).
في الحرب السورية قال المسؤول في المجلس الوطني المعارض، خف دور حماس في السنة الأخيرة كثيرا، لقد حاولت التدخل في مصالحات اليرموك، لكن المسلحين في داخله رفضوا طلبها، يمكن القول انهم ابتعدوا عنها، هذا بالنسبة للفلسطينيين تحديدا.
أردوغان لن يساعد غزة إلا بالخطابات، نحن نعرف هذا قال المسؤول في المجلس الوطني، هو يرفع الصوت لان لديه انتخابات رئاسية قريبا، يكرر ما فعله في كسب، ولا تستبعد ان يخترع معركة في سوريا مع داعش ربما بسبب الانتخابات. وأضاف المسؤول في المجلس الوطني السوري المعارض ان الموقف القطري والتركي في عمقه يريد سحب السلاح مقابل إعادة اعمار غزة، يبقى كيفية اخراج هذا الموقف.
في درعا مجموعات الجيش الحر على قلتها طلبت وقف ارسال الجرحى الى المشافي اللإسرائيلية لان الامر اصبح معيبا، لكن احرار الشام والنصرة رفضوا هذا الامر معللين موقفهم بوجود مائتي جريح حاليا في المستشفيات الإسرائيلية.
جماعة الاخوان تلقوا ضربة قاضية في مصر، وخطأ حماس انها لم تنأ بنفسها عن الاوضاع المصرية، مشكلتهم اليوم مع المصري قبل الإسرائيلي، اذا لم يرضوا القاهرة لن يفتح معبر رفح، لقد نجحت السعودية والإمارات في تشديد الخناق على الإخوان المسلمين، وحتى قطر وقعت اتفاقا مع السعودية بهذا الاتجاه على اساس الانسحاب من الموضوع بهدوء لكن اصرار السعوديين جعل القطريين يرتمون كليا بحضن الأتراك، وخطأ حماس الكبير في هذه الأزمة كانت في تجاهل مصر والإصرار على الكلام عن تركيا وقطر.
لن يتعاملوا مع حماس افضل من تعاملهم معنا، اصبح الائتلاف ومعه المعارضة ورقة في صراعات السعودية مع قطر وتركيا، بعد وصول هادي البحرة رئيسا للإئتلاف طلبت منه السعودية حل الحكومة الانتقالية، وفي نفس اليوم جمعنا داود اوغلو وقال لنا يجب ان تبقوا على الحكومة، هو يريدها لأنها تحت سيطرة الإخوان، وعند خروجنا من الاجتماع ابلغ رئيس الإئتلاف السعودية بطلب تركيا، لكن الرد جاء حاسما من الرياض: يجب حل الحكومة الانتقالية، وهذا ما حصل.
الأمريكي غير مهتم لكل ما يجري معنا لا يزعجه الخلاف ( السعودي مع قطر وتركيا)، هو الان يصب كل اهتماماته على كيفية استخدام داعش في المواجهة مع ايران.
موقع المنار غير مسؤول عن النص، وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه