وتنتقل عدوى الـ"إيبولا" إلى الإنسان من خلال ملامسة دم الحيوانات المصابة بالمرض (القردة، الشمبانزي، الغوريلا، وغيرها)، أو سوائل جسمها الأخرى.
تشير أرقام منظمة الصحة العالمية (حتى 31 تموز الماضي) إلى إصابة 1323 شخصاً بفيروس "إيبولا" ، توفي منهم 729 مصاباً منذ شهر شباط الماضي. وتعتبر غينيا البلد الأكثر تأثراً بالوباء، وذلك بعد وفاة 339 غينياً، كما توفي 233 شخصاً في سيراليون و156 في ليبيريا.
ويعتبر مرض "إيبولا"، المعروف سابقاً بـ"حمى إيبولا النزفية"، مرضاً وخيماً ومميتاً، إذ تصل نسبة الوفيات فيه إلى 90 في المئة. وظهرت الحالة الأولى من المرض في العام 1976، أما اسمه فيعود إلى نهر إيبولا في الكونغو.
وتنتقل عدوى الـ"إيبولا" إلى الإنسان من خلال ملامسة دم الحيوانات المصابة بالمرض (القردة، الشمبانزي، الغوريلا، وغيرها)، أو سوائل جسمها الأخرى. وتنتقل العدوى من إنسان إلى آخر من خلال الاحتكاك بدم المصاب أو إفرازات الجسم الأخرى.
كما يلامس الأفارقة ضمن مراسم الدفن، جثة المتوفين عادة، ما يساعد في انتشار الفيروس. ويشير مركز مكافحة الأمراض واتقائها في أميركا "سي دي سي" إلى أن احتمال انتشار العدوى بين ركاب الطائرة أو القطار "مستبعد جداً".
وترتكز أعراض الإصابة، وفق منظمة الصحة العالمية، على الشعور بالحمى والوهن الشديد، وآلام في العضلات، وصداع والتهاب في الحلق. ومن عوارض المرض أيضاً، التقيؤ والإسهال، وظهور طفح جلدي، واضطراب في وظائف الكلى والكبد، ونزف داخلي أو خارجي. أما فترة حضانة المرض، أي منذ الإصابة بالعدوى حتى ظهور الأعراض، فتمتد من يومين إلى 21 يوماً. ولا يعتبر الشخص مُعدياً إلا بعد ظهور الأعراض عليه، حيث يتم تشخيص الإصابة من خلال إجراء التحاليل المخبرية.
وفي العام 2002، ناقش العلماء إمكانية استخدام فيروس "إيبولا" كسلاح بيوكيميائي، غير أنهم خلصوا إلى أنه من الصعب استخدامه لهذا الغرض، إذ يموت الأشخاص المصابون بسرعة، من دون أن يتسبب بدمار شامل.
إلى ذلك، لا يتوافر، حتى اليوم، لقاح ضد الفيروس. ففيروس "إيبولا"، بحسب صحيفة "الغارديان"، لم يستحوذ على اهتمام شركات الأدوية والمنظمات الصحية في السابق، فضلاً عن أن الدول الغربية لا تهتم عادة بالأمراض المدارية إلا في حال وجود خطر يهددها.
وفي العام 2011، طوّر باحثون من جامعة أريزونا، نقلا عن موقع "بي بي سي"، لقاحاً يساعد الجهاز المناعي على التعرف على الفيروس، ويحمي الفئران بنسبة 80 في المئة. وتسجل اليوم تجارب في شأن إنتاج أدوية ضد فيروس الإيبولا. وكانت أجريت التجارب الأولى على الإنسان في شهر كانون الثاني الماضي، غير أن وكالة الغذاء والدواء الأميركية ( FDA) طلبت المزيد من المعلومات بغية حماية سلامة المتطوعين.
وفي هذا السياق، تشير البروفسورة في جامعة "جونز هوبكنيز" ديان غريفن إلى أن "القلق بسبب عدم اختبار سلامة اللقاح عند الإنسان، كما أنه من الصعب إجراء التجارب الإكلينيكية خلال فترة انتشار الوباء". في المقابل، يشدد مدير صندوق "ويلكام تراست" لتمويل البحوث العلمية جيريمي فرار على ضرورة تطوير لقاح وأدوية ضد فيروس "ايبولا" لإنقاذ الأرواح. إذاً، حتى اليوم، لا يتوافر علاج ضد عدوى فيروس إيبولا، وتستوجب الحالات المرضية رعاية مكثفة للمرضى والحد من جفاف الجسم.
من جهته، يولي مدير الأبحاث في "المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية" في فرنسا هرفي راوول، نقلاً عن صحيفة "لوموند"، الأولوية في هذه الفترة، لـ"إنتاج علاج فعال ضد المرض، خصوصاً بهدف تجاوز المرضى المرحلة الدقيقة التي تستمر أياماً عدة".
من جهة أخرى، تشمل سبل الوقاية من التقاط العدوى، وفق منظمة الصحة العالمية، عدم الاحتكاك بالمصابين وعزلهم، وغسل اليدين. ويجب على العاملين في الرعاية الصحية اتخاذ التدابير الوقائية من ملابس وقفازات واقية وغيرها. يذكر أن طبيبيْن أميركييْن أصيبا بالعدوى، كما توفي الطبيب شيخ عمر خان، الذي كان يقود مواجهة المرض في سيراليون والذي عالج أكثر من مئة مصاب.
وفي إطار متصل، تنقل صحيفة "نيويورك تايمز" خوف المجتمعات المحلية من خدمات المنظمات الصحية الدولية، إذ يذكر منسق الطوارئ في منظمة "أطباء بلا حدود" في غينيا مارك بونسين أنها "المرة الأولى التي يحصل ذلك، إذ لا يثق المصابون بعمل المنظمات"، مضيفاً أن "الناس يقولون إن الطبيب عندما يفحص المريض، يأخذه إلى المستشفى ولا يزوره، وإن الأطباء هم الذين يحملون الفيروس من بلدانهم". كما يتحدث الطبيب عن عدم تعاون السكان المحليين، وتمسكهم بعاداتهم، مشيراً إلى أنهم "يقومون بسرقة أجساد المرضى والجثث لدفنها وفق العادات الأفريقية".