29-04-2024 12:18 PM بتوقيت القدس المحتلة

تقرير الصحافة والمواقع الاجنبية ليوم الاثنين 04-08-2014

تقرير الصحافة والمواقع الاجنبية ليوم الاثنين 04-08-2014

أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الاجنبية ليوم الاثنين 04-08-2014


أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الاجنبية ليوم الاثنين 04-08-2014

المونيتور: اشتباكات عرسال: ساعات من القلق على كل لبنان
يخوض الجيش اللبناني، منذ بعد ظهر يوم السبت في 2 آب الجاري، أخطر تحد له كمؤسسة عسكرية منذ أيار 2007، وتواجه الدولة اللبنانية الامتحان القاسي الذي كان من المتوقع لها أن تواجهه، منذ اندلاع الأحداث في سوريا في آذار 2011. في الوقائع الميدانية، شهدت الساعات الأولى من بعد ظهر يوم 2 آب، اشتباكات عنيفة بين وحدات من الجيش اللبناني ومسلحين مؤيدين للمعارضة السورية. وذلك في منطقة عرسال اللبنانية، في البقاع الأوسط الشرقي، والتي تقع على تماس مع الحدود السورية. السبب المباشر للاشتباكات هو أن الجيش كان قد عمد إلى توقيف أحد المسلحين السوريين، واسمه عماد أحمد جمعة، للاشتباه بكونه أحد مسؤولي "جبهة النصرة" الموالية لتنظيم "القاعدة". على الفور رد المسلحون بالاشتباك مع عناصر الجيش في المنطقة، كما باقتحام مركز لقوى الأمن الداخلي في عرسال. وخلال ساعات قليلة امتدت الاشتباكات لتشمل جرود عرسال والمناطق المحيطة بها. ما أدى إلى وقوع عشرات الضحايا والجرحى. بينهم، حتى كتابة هذه السطور، 10 شهداء و25 جريحاً للجيش ، وفقدان 13 جندياً، فضلاً عن اختطاف عدد لم يحدد بدقة من عناصر قوى الأمن الداخلي، ونقلهم إلى مناطق سيطرة المسلحين الأصوليين السنة في الجانب السوري من الحدود. ورغم وقوع الحادث المذكور على محاذاة الحدود، يبدو أن لبنان كله يعيش جراءه حالة من القلق الشديد وترقب ما قد يحصل. وذلك لأن ما الإشكال ليس معزولاً في الزمان ولا في المكان. فهو مرتبط بسلسلة أحداث خطيرة سبقت، كما هو متفاعل مع عدد آخر من البؤر المتوترة على امتداد انتشار المسلحين من السنة الأصوليين في لبنان.
ففي خلفية ما حصل يوم السبت، كان قد بات معروفاً منذ أكثر من خمسة أشهر، أن المنطقة الجردية الوعرة المقابلة لعرسال شرقاً، أصبحت مرتعاً لعدد كبير من المسلحين من جنسيات مختلفة، من الموالين للمجموعات المقاتلة ضد السلطات السورية. وكان معلوماً أن كل المسلحين الذين تمكنوا من النجاة من هزائم المعارضة السورية في القصير والقلمون والنبك ويبرود، منذ حزيران 2013 وحتى آذار 2014، قد تجمعوا هناك. حتى أن تقارير صحافية منقولة عن مصادر رسمية، قدرت أعدادهم بنحو 3 آلاف مسلح. هذا الواقع خلق حالة من الخطر الداهم، لم يلبث أن تجسد اشتباكات متكررة وحوادث هجوم على منازل في عرسال وقتل أشخاص لبنانيين وسوريين، فضلاً عن عمليات خطف متكررة. كل ذلك دفع بحزب الله قبل أكثر من أسبوعين إلى الاشتباك مع هؤلاء المسلحين في منطقة القلمون. وكان الاشتباك المذكور إيذاناً ببدء تطبيق خطة عسكرية شاملة، نفذها مقاتلو حزب الله. وفي هذا السياق أكدت أوساط "الحزب" لموقعنا أن الخطة المذكورة وضعت عبر ثلاث مراحل. الأولى من محيط عرسال الشمالي وصولاً إلى بلدة الطفيل اللبنانية. وهي نفذت بالكامل. الثانية من الطفيل وصولاً إلى جرود القلمون السورية. وهي باتت شبه منجزة قبل أيام قليلة. والمرحلتان المذكورتان أدتا عملياً إلى محاصرة جرود عرسال. لتأتي المرحلة الثالثة بتمشيط المنطقة الأخيرة المحيطة بعرسال، وهو ما كان مقدراً أن يبدأ خلال أيام.
وتؤكد الأوساط نفسها لموقعنا، أن المسلحين أحسوا بانطباق كماشة الحصار عليهم. فقرروا المبادرة إلى تفجير الوضع قبل إحكام الحصار حول مخابئهم بشكل نهائي. ويرجح في هذا السياق أنهم استغلوا قيام الجيش اللبناني بخطوة طبيعية وقانونية، تتمثل في توقيفه أحد المشتبه بكونهم من الإرهابيين، ليهاجموا مدينة عرسال والجيش. الهدف المباشر للعملية هو محاولة كسر الحصار المضروب حول الأصوليين. لكن الهدف الأخطر، هو محاولة شق الجيش االبناني، على خلفية استثارة العصبيات المذهبية واللعب على وتر الفتنة السنية – الشيعية داخل المؤسسة العسكرية. وهو ما حاولوا التمهيد له قبل أيام بأخبار مزعومة عن حركة انشقاقات داخل الجيش لأسباب مذهبية. لكن الظاهر أن تلك المحاولات فشلت. وأن الجيش متماسك بشكل كامل في مواجهة الأصوليين. وهذا ما يفسر كونها التحدي الأخطر له، منذ مواجهته المسلحين الأصوليين السنة في مخيم نهر البارد في شمال لبنان، بين 21 أيار 2007 و3 أيلول من ذلك العام.
أما لجهة الامتحان القاسي لوجود الدولة اللبنانية برمتها، فهو مرتبط بالتداعيات التي يخشى منها إزاء اشتباكات عرسال. فمن جهة أولى معلوم أن أكثر من مليون نازح سوري يقيم في لبنان. والبعض منهم مسلح. ومعلوم أيضاً من جهة أخرى، أن ثمة بؤراً أصولية تتفاعل في شكل تلقائي أو منظم مع ما يحصل في عرسال. أبرزها ثلاث: طرابلس وعكار في شمال لبنان، مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب صيدا في الجنوب، وسجن روميه على بعد نحو 8 كيلومترات شرق شمال بيروت، حيث يمضي مئات الأصوليين السنة فترات اعتقالهم أو توقيفهم. وبالفعل، فور وصول أخبار اشتباكات عرسال إلى طرابلس، اندلعت مواجهات متفرقة هناك بين مسلحين سنة أصوليين وبين وحدات الجيش. أما في جوار مخيم عين الحلوة فقد شدد الجيش إجراءاته تحسباً لأي طارئ. فيما أكدت أوساط وزارية لموقعنا أن إدارة سجن روميه باتت في حالة استنفار كامل، مع تعزيز الحماية العسكرية في محيط السجن.
ساعات من القلق والتوتر وحبس الأنفاس يعيشها اللبنانيون على وقع الأخبار المتواترة إليهم حول اشتباكات عرسال. فهم يدركون في وعيهم أو في حسهم العفوي، أن الكثير من معالم مستقبلهم القريب يتوقف على تلك الأخبار. فإذا تمكن الجيش من قصم ظهر الأصوليين في محيط عرسال، ينجو لبنان من كارثة كبيرة. لا بل قد يفتح ذلك ثغرة لحلحلة الكثير من الأزمات السياسية العالقة في الداخل. وصولاً ربما إلى التمهيد لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. أما الاحتمال المعاكس، فيفضل اللبنانيون ألا يفكروا فيه حتى!


صحف بريطانية: فرح بيكر صوت الفلسطينيين ومثال لإرادة غزة
ركزت الصحف البريطانية على مجريات الأحداث في غزة في ظل الهجمات الاسرائيلية عليها، ونشرت مقابلة مع مدونة شابة ترسل تغريدات باللغة الانكليزية تعكس فيها المعاناة الانسانية في غزة ويتابعها الآف حول العالم لتصبح صوت الفلسطينيين غير الرسمي، فضلاً عن تقارير تعكس ارادة الغزيين وقدرتهم على الحياة مجدداً. ونقرأ في صحيفة التايمز مقالاً لبيل ترو بعنوان "غزة هي مدينتي، لا استطيع التوقف عن البكاء، وقد اموت الليلة"، وتضمن المقال مقابلة أجرتها ترو مع فتاة فلسطينية تدعى فرح بيكر ( 16 عاماً) ترسل تغريدات من غرفة نومها من قطاع غزة، وتصفها ترو بأنها "أضحت اليوم صوت الفلسطينين غير الرسمي". وترسل فرح تغريداتها باللغة الانكليزية مساء كل يوم تصف فيها الحياة تحت نيران القذائف والمدافع والموت والدمار، كما تنشر فيه مقاطع فيديو لغارات وتسجيلات و قصص مروعة لعائلات قضت بأكملها وصور لآخر قتلى الهجمات الاسرائيلية على غزة. وكانت فرح قد أرسلت تغريدة على توتير في 28 تموزالليلة التي وصفت بأنها شهدت أعنف الغارات الاسرائيلية على غزة تقول فيها "هذه منطقتي، لا استطيع الكف عن البكاء، قد أموت الليلة". وقد أرسل لها 17 الف تغريدة داعمة لها من جميع أرجاء العالم. وقالت فرح " لم اعلم ان العالم يهتم لمشاعري أو لما جرى تلك الليلة"، مضيفة " حرصت بعد ذلك على سرد ما يجري في منطقتي، وحفزني هذا الدعم على الاستمرار".
وكان عدد متابعي فرح على تويتر نحو 800 شخص منذ بداية الهجمات الاسرائيلية على غزة في تموز، إلا أنه أضحى اليوم بعد مرور 4 اسابيع دامية نحو 136.000، وتصل فرح العديد من التغريدات على تويتر والفيس بوك من جميع انحاء العالم من الولايات المتحدة إلى باكستان. وأشارت فرح حسبما تقول ترو إلى أنها تهدف إلى القيام بشيء مختلف وتحاول توثيق كل شيء ونقل رسالة شعبها"، موضحة "أن الصحافيين والمراسلين يقومون بوظيفتهم، إلا أنني كشابة أتحاور باللغة الانكليزية، فأنا أعكس الجانب الانساني". وأضافت " لا أنام ولا آكل، فأنا أجلس في غرفتي واستمع للراديو وارسل التغريدات، واحياناً أحاول أن أسد أذني كي لا اسمع دوي القذائف التي تتساقط من حولنا".
وفي مقابلتها مع التايمز ختمت فرح بأنها أرادت اتباع خطوات أختها رينا (23 عاماً) التي تدرس الماجستير في مدرسة الدراسات الافريقية والشرقية بجامعة لندن SOAS ، التي بدأت باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي خلال العملية العسكرية الاسرائيلية على غزة في 2012، إلا أن وجود رنا في بريطانيا، دفعها لأخذ زمام المبادرة. وتعيش فرح بالقرب من مستشفي الشفاء في غزة حيث يعمل والدها باسل بيكر كجراح أعصاب فيها.
ونشرت صحيفة الاندبندنت تقريراً لمراسلها في القدس بين لينفيليد بعنوان " الكذبة الكبيرة هي أننا كنا نفعل كل شيء لتجنب قتل المدنيين". ويسرد لينفيليد شهادات جنود شاركوا في عمليات عسكرية سابقة في الجيش الاسرائيلي استهدفت قطاع غزة، كما يفند الضغوط التي كان يمارسها قادتهم خلال هذه العمليات. وقال شاي ديفيدوفيتش (27 عاما) الذي خدم خلال العملية العسكرية الاسرائيلية على ىغزة في 2012 التي اطلق عليها اسم "عمود السحاب"، إنه كان يطلب منه مراراً المساعدة في توجيه المدفعية نحو "العدو" إلا أنه وجد أنه ضرب من الجنون توجيهها نحو مناطق تشهد كثافة سكانية هائلة كما هو الحال في بيت حانون. وأضاف ديفيدوفيتش "إن سماع الأخبار اليوم، يعيدني بالذاكرة عندما كنا هناك ، وكان يطلب منا يومياً البدء بالقصف بالمدفعية في الساعة الخامسة بعد الظهر، ولم يكن أحد يذكر وجود مدنيين".
وفي شهادة أخرى، قال الرقيب أمير مرمور الذي شارك في عملية "الرصاص المسكوب" بأنه طلب منهم اطلاق النار على اي شيء بما فيه المساجد وعند شعورهم بأي خطر إن كان ذلك حقيقياً أم أمراً خيالياً". وأضاف " طلب منا اطلاق النار من دون التفكير بعواقب ذلك، وحتى لو اطلقنا النار في الظلام من دون وجود هدف محدد"، مشيراً " خلال التدريب طلب منا تدمير مركبة إن كانت في طريقنا والقاء القذائف على المباني ، هذه التعليمات كانت اساس التدريب الذي تلقيناه، وكان يتم تذكيرينا بهذه التعليمات مراراً وتكراراً". وتعيش فرح بالقرب من مستشفي الشفاء في غزة حيث يعمل والدها كجراح اعصاب يدواي فيها المصابين.
وفي سياق متصل، تلقت الحكومة البريطانية اتهامات من عدة جهات بالفشل في ضبط عمليات بيع الأسلحة لإسرائيل، بعد أنباء عن ظهور أسلحة تستخدم في ضرب غزة من قبل الجيش الإسرائيلي. وكشفت تقارير عن تقديم رخص بقيمة 71 مليون دولار لـ130 شركة بريطانية منذ 2010 تسمح لها ببيع الأسلحة لإسرائيل. وتتضمن هذه الأسلحة أنظمة التسليح، والاستهداف والحماية، والعربات المسلحة. ومن جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية البريطانية الجمعة إنها تحقق في تقارير أفادت أن الضابط هادار غولدن يحمل الجنسية البريطانية.
ونطالع في صحيفة الغارديان مقالاً لبول ماسون بعنوان "غزة ليست كما توقعتها، فثمة أمل بعد ما شهدته من رعب". وتساءل ماسون في مقاله عن صمت العالم عن إهدار حياة 1.8 مليون فلسطيني يعيشون في غزة. وقال كاتب المقال الذي يعمل كمراسل في غزة إنه أدرك بعد مرور أسبوع على عمله هناك وسط الكم هائل من القتلى والجرحى الذين كانوا ينقلون أمامه لتلقي العلاج في المستشفيات، ونظرات الهلع والرعب التي ارتسمت الوجوه التي رآها، والليالي التي امضاها من دون كهرباء في غزة على وقع القذائف، أن غزة "تستطيع النهوض مجدداً ".
وأوضح ماسون إن " غزة مع الموارد المتوفرة لها واتصالاتها مع العالم الخارجي وكينونتها السياسية المحدودة قد تستطيع العمل بصورة طبيعية"، مضيفاً " بإمكان غزة ان تصبح مكاناً يقصده السياح، للاستمتاع بشواطئها الرملية الناعمة ومياهها الصافية وسمائها الزرقاء، فغزة تعج اليوم بأعداد هائلة من حملة الشهادات العالية والاختصاصات، إلا أن أكثرهم خبرة هم الأطباء والجراحون. وأضاف أن "غزة تستطيع الحياة بسبب إرادة أبناء هذا القطاع"، مشيراً إلى أنه منذ سيطرة حماس على القطاع في عام 2007، لم يستطيعوا إعادة بناء ما هدمته الغارات الاسرائيلية في 2008-2009 ، إلا أنها عمدت إلى بناء الأنفاق، التي لا يعلم أحد كما يبلغ طولها، والتي يعيش فيها قادة الجناح العسكري لحماس - كتائب القسام -، كما يتم تخزين ذخريتهم فيها وقذائفهم، كما تستخدم لتقل المواد الضرورية المحظور دخولها الى غزة منذ الحصار المفروض عليها منذ 7 سنوات. وختم ماسون بالقول إن هناك مسلكين لتنبض الحياة في غزة من جديد رغم قساوة الصراع هناك، أحدهما من قبل اسرائيل، إلا أنه لا يعد أمراً أساسياً، والمسلك الثاني، مصر التي تمتلك مفتاح غزة الاقتصادي لباقي دول العالم، ففي حال فتح معبر رفح، فلن يكون هناك حاجة لبناء الأنفاق". ووصف ماسون أهل غزة بأنهم "شعب مليء بالأمل".


الغارديان: تشدد موقف بريطانيا إزاء إسرائيل بعد تواصل قصفها للمدارس
قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون حذر إسرائيل من أن استهداف المدنيين خطأ وغير قانونى، في تصريحات وصفتها الصحيفة بأنها الأقوى من جانبه حتى الآن حول الحرب على غزة التي قتل فيها أكثر من 1800 شخص. وأضافت الصحيفة المعبرة عن حزب العمال المعارض، أن كاميرون لم يشر إلى ما إذا كان يعتقد أن إسرائيل قد اخترقت القانون الدولى بقصف الأطفال خارج مدرسة، لكنه قال في حديث للبى بى سى إن الأمم المتحدة محقة في الانتقاد بالطريقة التي فعلت، لأن القانون الدولى واضح جدا بضرورة عدم استهداف المدنيين أو المدارس. وجاءت تصريحات كاميرون بعدما قالت الولايات المتحدة أن قصف المدرسة غير مقبول كليا، بينما قالت الأمم المتحدة إن هذا عمل إجرامي.  وقالت الغارديان إن كاميرون علق على القضية بعد أيام من الضغوط التي تعرض لها من زعيم المعارضة إيد ميليباند لإدارة العملية العسكرية الإسرائيلية، على قطاع غزة. ولم يذهب كاميرون إلى حد ما طالب به ميليباند الذي قال إن التوغل الإسرائيلى في غزة كان خاطئا، أو نيك  كليج الذي قال إن ما تفعله إسرائيل يعد عملا غير متناسب من العقاب الجماعى، ودعا إلى الحوار مع حماس. إلا أن تصريحات كاميرون تعبر عن تشديد واضح في موقف بريطانيا بعد ثالث تقرير عن قصف لمدرسة تابعة للأمم المتحدة.


تايم الأمريكية: إسرائيل تسعى للاستفادة بقلب المسار في غزة
قالت مجلة "تايم" الأمريكية إن إسرائيل تسعى إلى الاستفادة من خلال قلب المسار في غزة، فقد أدى الابتعاد عن وقف إطلاق النار إلى حرمان حماس من انتصار دعائى، وترك إسرائيل بخيارات حول كيفية المضى قدما. وتتابع تايم قائلة إن الحرب مستمرة ولا يوجد فائز إلا أن إسرائيل تسحب تدريجيا أغلبية قواتها من قطاع غزة في إشارة إلى أنها قررت اتخاذ مسار مختلف تماما في حربها مع حماس. فبعد أربع محاولات للتوصل لهدنة إنسانية خلال الأسابيع القليلة الماضية، بينها واحدة كان يفترض أن تستمر ثلاثة أيام بدءا من يوم الجمعة لكنها انهارت بعد ساعتين، قررت إسرائيل أنها لم تعد تسعى إلى هدنة مع حماس، واختارت بدلا من ذلك انسحابا أحادى الجانب من غزة وإقامة منطقة عازلة جديدة على طول الحدود اعتقادا أن هناك المزيد الذي يمكن الاستفادة منه بالابتعاد عما بدا في بدايته جولة من المحاولات الفاشلة لوقف إطلاق النار.
ورأت تايم أن هذا القرار يمثل تراجعا مذهلا عما بدا أن الكثيرين يتوقعونه من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، الذي كانت أعضاء حكومته المتشددة يطالبون بإعادة احتلال غزة، ومن ناحية أخرى، فإن القرار بسحب القوات مع الإعلان عن استمرار العملية، مثلما فعل نتنياهو يوم السبت، هى صيغة لـتهدئة الحرب الدموية بين إسرائيل وحماس في الوقت الذي يراقب فيه العالم تزايد عدد الضحايا في القطاع وحالة الارتباك التي تزداد بين الدبلوماسيين، بشأن ما يمكن اقتراحه فيما بعد.
وتتابع المجلة قائلة إن إراقة الدماء هذه ربما تكون جزءا من المعادلة الإسرائيلية، فقد صرح عاموس يالدن، الجنرال الإسرائيلى المتقاعد ومدير معهد دراسات الأمن القومى في تل أبيب أنه يعتقد أن عكس المسار خطوة حكيمة من جانب إسرائيل، في ظل ما تواجهه إسرائيل من تنامى الرقابة الدولية على أفعالها في غزة، كما أن هذه الخطوة ستحرم حماس من الانتصار الذي تسعى إليه منذ بداية الحرب، ويمنح إسرائيل الخيارات حول كيفية المضى قدما.. حيث تعتقد تل أبيب أنها حصلت على حرية التصرف بالشكل الذي تراه مناسبا بسحب قواتها من غزة، بينما أعلنت أن الأهداف الرئيسية للعملية البرية قد اكتملت ومنها تدمير حوالى 30 من أنفاق حماس.


ساينس مونيتور: تخفيف الحصار الإقتصادي على غزة الحل لنزع فتيل الحرب
رأت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن ما يجب فعله حتى تضع الحرب أوزارها وتنتهى دائرة العنف بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى هو تخفيف قيود الحصار الاقتصادى على قطاع غزة، وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وتحسين الظروف المعيشية في قطاع غزة .وذكرت الصحيفة الأمريكية "لدى كل من الجانبين معتقداته وأفكاره الخاصة ، حيث يرى الفلسطينيون في غزة أن قتال إسرائيل هو أملهم الوحيد في كسر الحصار الاقتصادى، وعلى الجانب الآخر يرى الإسرائيليون أن كل ما يمكن عمله هو "جز العشب" بشكل دورى بشن هجمات تهدف إلى المحافظة على قدرات حماس العسكرية بقدر يمكن التعامل معه ، ولكن على الرغم من ذلك تنامت قدرات حماس بشكل أقوى وأكثر تطورا مع مرور الوقت – فقد حصدت هذه العملية 63 جنديا إسرائيليا .
وتتساءل الصحيفة قائلة " سيولد هذا الأمر اندلاع انفجارات كل بضعة سنوات ، فهل هناك سبيل للخروج من دائرة العنف والانتقام، سبيل يصب في مصلحة الطرفين؟ " . وأجابت سارى باشى، تعمل في مؤسسة (جيشا) الاسرائيلية لحقوق الإنسان قائلة " بالطبع هناك سبيل فإذا قامت إسرائيل بتخفيف العزلة الاقتصادية والمساعدة في تحسين ظروف المعيشة في قطاع غزة فسوف نصل إلى سلام ينعم به الجانبين " .وتابعت قائلة " تضييق الخناق الاقتصادى يعد بمثابة زعزعة الاستقرار ، فإذا تم رفع القيود على حركة المدنيين والسلع المدنية، في أعقاب هذا القتال، فقد تتاح لنا الفرصة لمنع حدوث الجولة المقبلة من القتال وليس تأخيرها فقط " . ويرى الكثير من الغزاويين أن الصراع الحالى كتصاعد للرفض الإسرائيلى للمفاوضة حول إقامة دولة فلسطينية ، حيث قال خالد بداع استاذ فلسطينى متقاعد، "إنها ليست مسألة حماس أو المقاومة، إنها مسألة احتلال ... طالما مازال هناك احتلال سيكون هناك مقاومة سواء كانت حماس أو غيرها ولكن إن استطاعت فلسطين أن تأخذ حقوقها فقد ينتهى كل هذا " .


صحف أميركية وبريطانية: الحرب على غزة
سيطرت الحرب على غزة على اهتمامات الصحف الأميركية والبريطانية، وتساءل بعضها عن كيفية إنهائها، ودعت أخرى إسرائيل لرفع الحصار والتفاوض مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ووصفتها بأنها أصبحت أقوى. فقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا للكاتب توماس فريدمان تساءل فيه عن كيفية إنهاء الحرب على غزة بطريقة تعيد الاستقرار إلى المنطقة، وقال إن هناك جيلا من القادة العرب والفلسطينيين والإسرائيليين ممن هم خبراء في شق الأنفاق وتشييد الجدران بدلا من مد الجسور وفتح البوابات في ما بينهم. وأضاف الكاتب أنه لو كانت إسرائيل استخدمت البراعة التي وظفتها بالحرب في محاولة التوصل لاتفاق للسلام مع المعتدلين الفلسطينيين لأصبحت الآن حركة حماس معزولة على المستوى الدولي. واختتم بالقول إن حماس تعتبر إسرائيل عدوها اللدود، وأنها لن تنهي الحرب إلا إذا تم رفع الحصار الإسرائيلي المصري عن غزة. كما أضافت الصحيفة في تقرير منفصل أن بعض الدول العربية تساند إسرائيل في حربها على غزة، وأن بعض الأنظمة العربية لم تُخف رغبتها في أن تقوم إسرائيل بسحق حماس. كما نشرت الصحيفة مقالا للكاتب روجر كوهين أشار فيه إلى أن الغضب من سقوط ضحايا من المدنيين الفلسطينيين في غزة تصاعد في أوروبا إلى درجة الحمى، وأن معدل الكراهية لإسرائيل ووحشيتها بلغ أعلى حدوده، خاصة في ظل قتلها مئات الأطفال الفلسطينيين.
وفي السياق، نشرت صحيفة ذي إندبندنت أون صنداي مقالا للكاتب باتريك كوكبيرن تساءل فيه عما حققته إسرائيل في قرابة أربعة أسابيع من الحرب الدموية على غزة، وقال إن العالم صار يركز على غزة، وإن العالم الآن يعرف أن حماس أصبحت أكثر قوة، وإن إسرائيل هي التي تبدو وحشية وقاسية في عيون الآخرين، وإن أغلب الضحايا من المدنيين في غزة. وأضاف الكاتب أن إسرائيل لن تتمكن من العيش بسلام في ظل استمرار احتلالها الضفة الغربية ومحاصرتها غزة، وأن القيادة الإسرائيلية تكتشف أن تفوقها العسكري فاشل وغير مجد في تحقيق مكاسب سياسية، لدرجة أن حماس تبدو أكثر قوة مما كانت عليه قبل نحو شهر.
وأشار الكاتب إلى أن القضية الفلسطينية وغزة المحاصرة عادتا إلى بؤرة الاهتمام العالمي، وأن مشكلة الإسرائيليين تكمن في أنهم يصدقون وسائل إعلامهم، وبالتالي فهم لا يرون الحقيقة الوحيدة الواضحة المتمثلة في أنهم لن يتمكنوا من العيش بسلام ما داموا يحتلون الضفة ويحاصرون غزة. من جانبها، نشرت صحيفة ذي غارديان مقالا كتبه نيك كليغ نائب رئيس الوزراء البريطاني، حيث دعا فيه إسرائيل إلى التفاوض مع حماس. وقال المسؤول البريطاني إن أيا من إسرائيل أو حماس لا يمكنه كسر عزيمة الآخر عن طريق السلاح، وإن النهج السياسي هو الطريق الأفضل لإحلال السلام الدائم. وأضاف كليغ أن الصور اليومية لأهالي غزة صادمة ومؤلمة ومفجعة، وقال إنهم لا يجدون مأوى يلجؤون إليه، وحتى مدارس الأمم المتحدة لم توفر لهم السلامة أو الملجأ الآمن. كما انتقد المسؤول البريطاني ما سمّاه العمل العسكري غير المتناسب واستمرار إسرائيل في حصار غزة، وقال إنه إذا أرادت إسرائيل تأمين سلامة دائمة لشعبها، فإنه يجب عليها استخدام الإرادة السياسية وليس القوة العسكرية من أجل كسر دائرة العنف المستعرة.


معهد واشنطن: كيف نفكر في الشرق الأوسط الجديد
لعل الجهود التي بذلها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من أجل وقف إطلاق النار لم تفلح في وضع حد للصراع الدائر في غزة، ولكنها أثارت الكثير من التعليقات. فقد مزّقته الصحافة الإسرائيلية [بتهجمها عليه]، حتى تلك التي يفترض أنها متعاطفة ظاهرياً مثل صحيفة "هآرتس" اليسارية، إذ نشرت هذه الأخيرة مقالاً لاذعاً عن مساعيه الدبلوماسية تحت عنوان "ما الذي كان يفكر فيه؟" وفي الواقع أن وزير الخارجية سعى لأسباب مفهومة إلى إنهاء أعمال القتل، ليس بدافع إنساني فحسب بل نزولاً عند تعليمات الرئيس أوباما أيضاً الذي اضطره إلى "الضغط من أجل وقف فوري للأعمال العدائية على أساس العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته إسرائيل و «حماس» في تشرين الثاني/نوفمبر 2012".
ومع أن إرشادات الرئيس الأمريكي قد تكون منطقية، إلا أنها لم تأخذ بعين الاعتبار الحقائق الجديدة. فأولاً، إنّ اتفاق عام 2012 لم يفعل شيئاً لمنع «حماس» من بناء شبكة مركّبة من الأنفاق لتطلق منها الصواريخ على إسرائيل وتتسلل إليها - ولن تقبل إسرائيل بالعيش مع أنفاقٍ تتغلغل في البلاد وتشكل على حد قول مواطن إسرائيلي "مسدساً مصوباً على رؤوسنا". ثانياً، إن مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي مختلفة اليوم عن الأيام الخوالي، إذ باتت تجد في «حماس» تهديداً وليس حليفاً محتملاً. وليس لديها مصلحة في إنقاذ «حماس» أو السماح لها بالاستفادة من الصراع الحالي. ثالثاً، يرى السعوديون والإماراتيون والأردنيون في جماعة «الإخوان المسلمين» التي انبثقت عنها «حماس»، خطراً يضاهي الخطر الإيراني. وعلى غرار مصر، تريد هذه الدول العربية المعتدلة أن ترى «حماس» تخسر لا أن تفوز.
وتسهم هذه الحقائق الجديدة في تبرير سبب شنّ «حماس» هذه الجولة القتالية: فقد كانت في عزلة ووضع مالي يائس. وكانت مصر قد قطعت على الحركة أنفاق التهريب من سيناء إلى قطاع غزة، التي كانت تشكل غالبية إيراداتها، فيما استُنزف مصدر تمويلها الرئيسي الآخر - أي الإيرانيين - بسبب الخلافات بشأن الصراع السوري والأولويات الإيرانية الأخرى. وقد توقعت «حماس» أنّ اتفاق المصالحة التي توصلت إليه مع السلطة الفلسطينية سيدفع هذه الأخيرة إلى تحمل التزامات «حماس» المالية. لكن السلطة الفلسطينية امتنعت عن ذلك وتعذّر على «حماس» دفع الرواتب. وحيث لم يكن لديها ما تخسره، شنت «حماس» هذه الجولة من القتال آملةً، بحكم دورها كمحور المقاومة وبفعل التعاطف التي كسبته جراء عدد الضحايا الكبير من الفلسطينيين المدنيين وإلحاقها بعض الخسائر على الأقل بإسرائيل، أن تسترجع دورها كلاعب لا غنى عن التعامل معه وإرضائه.
وتستوجب هذه الاستراتيجية التهكمية، على أقل تقدير، كسب «حماس» شيئاً ما من هذا الصراع في الوقت الذي يقتصر فيه مناصروها على تركيا وقطر. لكن الشرق الأوسط اليوم يختلف عما كان عليه عام 2012 حين كان «الإخوان المسلمون» يحكمون مصر وكان يبدو أن زحف الإسلاميين يمتد على المنطقة بأسرها. ولإسرائيل ومصر والسعودية والإمارات والأردن اليوم هدفٌ مشترك هو إضعاف «حماس». وحتى السلطة الفلسطينية تشاركهم هذا الهدف، ولكن مع تزايد عدد الضحايا الفلسطينيين في غزة، يجد زعيمها الرئيس محمود عباس نفسه في مأزق مستحيل: فهو أيضاً يستميت لوقف القتال لكنه لا يستطيع تحمل خروج «حماس» بدور المنتصرة الرمزية من هذا القتال. مما لا شك فيه أن إدارة أوباما أدركت ما الذي يحدث مع الرئيس عباس وأيقنت التوترات المتصاعدة في الضفة الغربية والخسائر البشرية الفادحة في غزة، فأملت أن تتمكن من إنهاء هذا الصراع. وحين رفضت «حماس» الاقتراح المصري الأول لوقف إطلاق النار وتبنت مصر دوراً غير فاعلٍ في معظم الأحيان، يبدو أن فريق الرئيس أوباما اعتقد أن تركيا وقطر قد تتمكنان من استخدام نفوذهما على «حماس» من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار.
لكن هنا أيضاً نرى الحقائق الجديدة تعرقل مثل هذه المقاربة. فتركيا وقطر تسعيان إلى الهدف نفسه الذي تسعى إليه «حماس»، وهو تحقيق النصر- بما يعنيه ذلك من انتهاء القتال ورفع الحصار عن غزة وعدم إخضاع البضائع التي تدخل القطاع إلى أي تدابير احتياطية قد تحول دون قدرة «حماس» على إعادة بناء بنيتها التحتية العسكرية من الصواريخ والأنفاق. وليست إسرائيل وحدها الطرف الذي لا يمكنه قبول هذه النتيجة، فالمصريون أو السعوديون أو حلفائهم الإقليميين أيضاً لا يمكنهم قبولها. والحق يقال، أن مصر لا تزال هي العنصر المؤثر. فهي تسيطر على معبر رفح - المدخل الجنوبي لغزة - الذي بات اليوم مغلقاً. والمثير للسخرية هو أن المعابر الوحيدة إلى غزة اليوم التي تعمل على الإطلاق هي معابر إسرائيلية. لذلك حين ينتهي هذا الصراع، سيكون لمصر تأثيراً هائلاً على ما ومَن الذي يمكن أن يدخل إلى غزة ويخرج منها.
ويشكل ذلك عامل نفوذ لمصر. فعلاقتها مع إسرائيل ذات أهمية، وثقة إسرائيل بأن مصر تشاركها المصلحة نفسها في عدم السماح لحركة «حماس» بإعادة بناء قدراتها العسكرية تعني أن مصر قادرة على التأثير في الموقف الإسرائيلي. وفي نهاية المطاف، قد تتمكن مصر من التأثير على «حماس» أيضاً لأن هذه الأخيرة، على أقل تقدير، تحتاج لأن يكون معبر رفح مفتوحاً في نهاية الصراع - حتى لو أصرت مصر، كما هو مرجّح، على تمركز قوات السلطة الفلسطينية عند المعبر. ويقيناً، في سبيل إنهاء الصراع، من الممكن أن ترضخ مصر إلى قيام قطر بدفع رواتب «حماس» وتسمح بدخول هذه الأموال عبر معبر رفح. لكن نهج مصر تجاه «حماس» - وهي الدولة التي تعتبر أن الحركة تسهم في التهديدات التي تواجهها في سيناء- يقضي بمواصلة احتواء «حماس»، وسيكون ذلك هدفاً مصرياً في أي اتفاق تتوسط فيه مصر لوقف إطلاق النار. وبيت القصيد هو أن الصراع سينتهي لا محالة. فمن الممكن أن ينتهي إما بحصيلة تم التفاوض عليها وتركز فيها الولايات المتحدة على مصر وليس على تركيا أو قطر، وإما أن ينتهي حين تدمر إسرائيل [جميع] الأنفاق وترى «حماس» أن ترسانة صواريخها تتضاءل بشدة وأن الثمن في غزة بات باهظاً للغاية. ومما يُحسب لصالح الوزير كيري أنه تصوّر أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي حاول التوصل إليه، سيؤدي إلى إيقاف القتال لكن [في الوقت نفسه] تستطيع [بموجبه] إسرائيل أن تنهي تدمير الأنفاق. ومع أن هذا الاتفاق لم ينجح حتى الآن، إلا أنه قد يصبح واقعاً إذا ما عملت الولايات المتحدة حصرياً من خلال المصريين.
وبالإضافة إلى ذلك، ثمة نقطة أكبر يُستحسن على إدارة أوباما النظر فيها أيضاً. إذ يجدر بها قراءة المشهد الاستراتيجي الجديد في المنطقة والعمل على أساسه. ويجب أن يصيغ هذا المشهد الحسابات الأمريكية حين تقارب واشنطن المسائل الكبرى حول السلام بين إسرائيل وفلسطين، وحول سوريا والعراق وإيران. وخلال العامين والنصف المتبقيين من ولاية هذه الإدارة، عليها أن تتعامل مع الشرق الأوسط واضعةً نصب عينيها هدفاً أكثر شمولاً، وأن تقيّم كيف تدعم سياساتها اليومية هذا الهدف أو تنتقص منه، ألا وهو: كيف تضمن أن يكون أصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة أكثر قوة بحلول كانون الثاني/يناير 2017، وأن يكون أعداؤهم (وأعداء الولايات المتحدة) أكثر ضعفاً؟ وفي النهاية، سيكون من الحكمة للرئيس أوباما والوزير كيري أن يتعاطيا مع الصراع الراهن، ونهايته، بأخذهما هذا الهدف في الاعتبار.


معهد واشنطن: أبو بكر البغدادي: قوة الدفع في «الدولة الإسلامية»
في الخامس من تموز/يوليو، خرج أبو بكر البغدادي المعروف من قبل داعميه بـ "الخليفة إبراهيم" من الظل وكشف عن وجهه للمرة الأولى، وذلك في خطبة الجمعة في مدينة الموصل في العراق. ومع أن صوره كانت قد تسربت في وقت سابق، إلا أنه لم يظهر على العلن في السنوات الأربع منذ أن أصبح زعيم الجماعة الجهادية التي كانت تُعرف آنذاك باسم «الدولة الإسلامية في العراق» (الإسم السابق لـ  تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» [«داعش»]، ثم «الدولة الإسلامية»). ولم يصدِر البغدادي قبل نيسان/أبريل 2013 الكثير من الرسائل الصوتية. وكان بيانه الخطي الأول تأبيناً لأسامة بن لادن في أيار/مايو 2011، فيما أُصدر أول تسجيل صوتي له في تموز 2012 وتوقع فيه انتصارات مستقبلية لـ «الدولة الإسلامية». لكن منذ بدء تمرد الجماعة قبل 15 شهراً، ازدادت الإنتاجات الإعلامية للبغدادي، وازداد كذلك حجم المعلومات المحددة عن خلفيته.
'سلالة النبي' في تموز 2013، كتب المفكر البحريني تركي البنعلي، مستخدماً اسماً مستعاراً هو أبو همام بكر بن عبد العزيز الأثري، سيرة حياة البغدادي. وكان الهدف من ذلك، جزئيّاً، تسليط الضوء على تاريخ عائلة البغدادي، التي تدعي أن البغدادي كان بالفعل من سلالة النبي محمد (صلعم)؛ وهي من المؤهلات الرئيسية في التاريخ الإسلامي لتولي الخلافة. وأشارت تلك السيرة إلى أن البغدادي ينحدر من قبيلة البو بدري التي كان مقرها الأصلي في سامراء وديالى، شمال وشرق بغداد على التوالي، وعُرفت تاريخيّاً بكونها من سلالة النبي (صلعم). ويتابع تركي البنعلي كذلك لافتاً إلى أنه قبل الغزو الأمريكي للعراق، حاز البغدادي على شهادة الدكتوراه من الجامعة الإسلامية في بغداد، حيث ركّز [في دراسته] على الثقافة الإسلامية والتاريخ والشريعة والفقه. وكان البغدادي يعظ في مسجد الإمام أحمد بن حنبل في سامراء. ويجدر بالذكر أن البغدادي لا يحمل أي اعتمادات من مؤسسات دينية سنية موقرة مثل جامعة الأزهر في القاهرة أو الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية. ومع ذلك، فهو أكثر تعمقاً في العلوم الإسلامية التقليدية من أي من قادة تنظيم «القاعدة» في الماضي والحاضر، أي أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، حيث أنهما علمانيان؛ وقد أصبح الأول مهندساً والثاني طبيباً. وهذا ما أعطى البغدادي ثناء وجدارة وشرعية أكبر لدى داعميه.
صعود السلم في أعقاب الغزو الأمريكي عام 2003، أسس البغدادي مع بعض شركائه «جماعة جيش أهل السنة والجماعة» التي كانت نشطة في سامراء وديالى وبغداد. وشغل البغدادي منصب رئيس هيئة الشريعة في هذه الجماعة. وقد احتجزته قوات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة في شباط وحتى كانون الأول 2004، لكنها أطلقت سراحه لأنها لم تعتبره تهديداً رفيع المستوى. وبعد أن غيّر تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» اسمه ليصبح تنظيم «مجلس شورى المجاهدين» في مطلع 2006، بايعت قيادة «جماعة جيش أهل السنة والجماعة» هذا التنظيم وانضمت إلى المنظمة المظلّة. وانضم البغدادي ضمن هذه الهيكلية الجديدة إلى لجان الشريعة. لكن بعد فترة وجيزة من إعلان التنظيم عن تغيير آخر لإسمه في أواخر 2006 ليصبح «الدولة الإسلامية في العراق»، بات البغدادي المشرف العام على لجان الشريعة للولايات ضمن «الدولة» الجديدة وعضواً في مجلس الشورى الأكبر لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق». وبعد وفاة زعيم «الدولة الإسلامية في العراق» أبو عمر البغدادي في نيسان/أبريل 2010، خلفه أبو بكر البغدادي.
مكاناً في التاريخ؟ منذ استلامه زمام القيادة في «الدولة الإسلامية»، أعاد البغدادي بناء وتعزيز التنظيم الذي أنهكته "الصحوة" العشائرية السنية بدعمٍ من الزيادة في عدد القوات الأمريكية ["الطفرة"] في ذلك الحين. ولكن حتى الآن وبالمقارنة مع أول محاولة لـ «الدولة الإسلامية» في الحكم خلال العقد المنصرم، يعتبر مستواها قد تحسّن مع أنها لا تزال عنيفة، على الرغم من استمرار طرح الأسئلة حول استدامتها على المدى الطويل. ويرتبط جزء من ذلك بإرفاق عقوباتها القضائية القاسية مع نظام خدمة اجتماعية من أجل استحداث المزيد من القوة اللينة ولتطبيق سياسة الجزرة والعصا أيضاً. وبالمثل، وكدرس من "صحوة" العشائر، قامت «الدولة الإسلامية» على مدى العامين الماضيين إما باغتيال القادة الرئيسيين في حركة "الصحوة" أو قبلت "التوبة" من الذين يودون الانضمام إلى التنظيم. وساهم ذلك بعدة طرق في إحباط إمكانية نشوب انتفاضة واسعة النطاق كما حدث في العقد الماضي، مع أن الشائعات تتحدث عن بعض العناصر العشائرية التي لم "تتب" وسوف تتمرد على «الدولة الإسلامية».
بالإضافة إلى ذلك، إذا نظرنا إلى المواقع التي استهدفتها «الدولة الإسلامية» من أجل السيطرة عليها أو تلك التي تسيطر عليها حاليّاً، نجد أن عدداً كبيراً منها يقع على ضفاف كل من دجلة والفرات وفي مناطق غنية بالنفط في العراق وسوريا. إذ يدرك البغدادي وباقي قيادات «الدولة الإسلامية» أنه من خلال احتكارهم الطاقة (للاستهلاك البشري أو للأجهزة الكهربائية) بالإضافة إلى قوة التنظيم العسكرية المتنامية، فإن ذلك سيسهل تعزيز سلطة التنظيم حتى إذا كان بعض السكان لا يوافقون على مشروعه الأيديولوجي. وفي حين أننا قد لا نعرف مستقبل «الدولة الإسلامية»، من الواضح أن البغدادي أعاد للمنظمة مكانتها وقادها ثانية إلى الصدارة. فهو قد تفوّق بعدة طرق على أبو مصعب الزرقاوي، مؤسس الجماعة في العقد الماضي، من حيث المكانة والموارد والإمكانات المستقبلية. ومن المرجح أن تظهر أهميته الحقيقية بعد وفاته، لأنه كما رأينا مع تنظيم «القاعدة»، واجه أيمن الظواهري صعوبة كبيرة عندما اضطر للحلول محل بن لادن. أما في الوقت الحالي فـ "خليفة" «الدولة الإسلامية» هو النجم الصاعد في "مشروع الخلافة".



عناوين الصحف

سي بي اس الاميركية
•    الجيش الاسرائيلي يعلن عن مرحلة جديدة في عملية غزة.
•    المتطرفون الإسلاميون يستولون على بلدتين صغيرتين شمالي العراق.


الغارديان البريطانية
•    إسرائيل تعلن هدنة جزئية غزة لكن القتال مستمر في رفح.
•    المتمردون السنة "يستولون على أكبر سد في العراق" في هزيمة للقوات الكردية.


الاندبندنت البريطانية
•    ثمانمائة قتيل فلسطيني، فيما تفلت إسرائيل من العقاب.


وول ستريت جورنال
•    قيادة غزة المنقسمة تعوق التوصل الى هدنة.


واشنطن بوست
•    الولايات المتحدة تدين الهجوم المميت على مدرسة في غزة.
•    اسرائيل تسحب معظم قواتها البرية مع استمرار الهجمات الجوية.

الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها