سخر بعض المغرّدين على «تويتر» من صوره بالشعر الأشعث واللحية الطويلة، ومن التقاطه «سِلْفي» بجانب سيفه، أو فوق دبابة.
رغم التحاقه بتنظيم «داعش»، ما زال إسلام يكن يقدّس عضلاته المفتولة. ذلك على الأقلّ ما يظهر في فيديو انتشر على «يوتيوب» بالأمس، يقوم فيه «أبو سلمه بن يكن»، كما يسمّي نفسه، بتعليم «مجاهدي الدولة الإسلاميّة» كيفيّة الحفاظ على لياقتهم البدنيّة مستخدمين جذع شجرة، في غياب معدّات النادي الرياضيّ.
ويقوم فتى الجيم الداعشيّ بأداء حركات squat (القرفصاء) بوضعيّات مختلفة في أحضان الطبيعة، مرتدياً قميصاً أسود، يحمل شعار التنظيم.
من لم يتعرّف بعد على إسلام يكن، فهو شاب مصريّ، شغل وسائل الإعلام الاجتماعي خلال الأيّام الماضية، بعد انتشار صورة له وهو يمتطي صهوة حصان، ويحمل سيفاً، في وضعيّة الاستعداد لخوض معركة. ومع انتشار الصورة، انشغل ناشطون بالتدقيق في ماضي يكن، وصوره القديمة، لمحاولة فهم سرّ تحوّله من شابّ معاصر ومنفتح إلى تكفيريّ.
روايات عدّة عن يكن، تمّ تداولها على مواقع التواصل حول ماضي يكن، قبل إعلان الخلافة. فالشاب العشرينيّ قد تخرّج من «ليسيه الحريّة» في مصر العام 2009، وأنهى دراسة الحقوق في جامعة «عين شمس» منذ سنة، ومن ثمّ سافر إلى سوريا وانضم إلى «داعش».
ينشط يكن حالياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد فترة من الانقطاع. وقد أثارت صوره حالة من الصدمة عند كلّ من عرفه سابقاً، بسبب تحوّله إلى «نقيض ما كان عليه تماماً»، كما يقول معلّقون على صفحاته. كما سخر بعض المغرّدين على «تويتر» من صوره بالشعر الأشعث واللحية الطويلة، ومن التقاطه «سِلْفي» بجانب سيفه، أو فوق دبابة.
ويروّج يكن عبر حاسبه على تويتر لرسائل تصله من شباب يشكرونه على ما يقوم به، ويسألونه عن كيفيّة الانضمام إلى «دولة الخلافة». كما يستشهد بآيات قرآنيّة لتبرير ما يقوم به «داعش» في العراق وسوريا ولبنان، وينشر أيضاً روابط لأخبار التنظيم، إضافة إلى روابط فيديوهات على «يوتيوب» (حذف معظمها إمّا بسبب مخالفتها معايير الموقع بما تحويه من عنف، أو بسبب حظر الموقع للحسابات التي نشرتها).
ولا ينفكّ «أبو سلمه» عن دعوة متابعي حسابه على "تويتر" للاستجمام على ضفاف الفرات، والتمتّع بآخر ما توصّلت إليه التكنولوجيا البشريّة كتشغيل مولّدات أو ألواح طاقة شمسيّة للحصول على الطاقة الكهربائيّة، حتّى وسط البحر. كما يبهرنا بكيفيّة استخدامه للإنترنت خلال المعارك، عبر «اختراع حصريّ» حصلت عليه «دولة الخلافة» وهو «الراوتر»، إذ «من الممكن بفضل الله أن تكون تحت الأرض أو في الصحراء ومتصلاً بشبكة الانترنت»، يغرّد يكن.
انشغال يكن بالمفاخرة بحياته الجديدة على «خطوط الجهاد»، جعله ينسى أنّ حسابه على «تويتر» (أنشأه في مايو/أيّار 2010)، ما زال ملطّخاً بآثار الماضي. وكما يعرف مستخدمو «تويتر»، فإنّ الموقع أتاح مؤخراً خاصيّة، تتيح استرجاع أوّل تغريدة تمّ إطلاقها من كلّ حساب.
وبالعودة إلى أولى تغريدات «أبو سلمه»، نجد أنّه كان داعية من نوع آخر. ففي فجر 12 آب/أغسطس 2011 افتتح إسلام بتغريدة تتضمّن ما يلي «التقبيل يحرق 6,4 وحدة حراريّة في الدقيقة»، بالإنكليزيّة. وقد وجدت أيضاً صفحة ليكن على موقع روسيّ مشابه لـ«فايسبوك»، يظهر عبره ولعه بالروسيّات، نشرت "المصريّ اليوم".
النشاط المكثّف لإسلام يكن، وغيره من عناصر «داعش»، على الإنترنت، يشير إلى أنّ الإرهابيّين لا يفوّتون فرصة للتواجد على أيّ منصّة توفّر لهم منبراً لنشر دعايتهم... وإن كانت من ابتكار «المرتدّين» أو مليئة «بالفسق والفجور». إنّها دولة الخلافة 2.0..