«أنفاق حماس في قطاع غزة مجرد لعب أطفال، مقارنة بأنفاق حزب الله في لبنان». هذا ما خلص إليه تقرير صحيفة يديعوت أحرونوت أمس، عن هول الكارثة المرتقبة لأنفاق الجنوب اللبناني، والتي تنتظر جنود الجيش الإسرائيلي في حرب لبنان الثال
يحيى دبوق
«أنفاق حماس في قطاع غزة مجرد لعب أطفال، مقارنة بأنفاق حزب الله في لبنان». هذا ما خلص إليه تقرير صحيفة يديعوت أحرونوت أمس، عن هول الكارثة المرتقبة لأنفاق الجنوب اللبناني، والتي تنتظر جنود الجيش الإسرائيلي في حرب لبنان الثالثة.
الحديث الإسرائيلي عن أنفاق حزب الله، لم يبدأ مع أنفاق الفصائل الفلسطينية خلال العدوان الحالي على قطاع غزة. بدأ ذلك قبل سنوات، بعد أن اشتكى سكان المستوطنات القريبة من الحدود مع لبنان، من أنهم يسمعون أصوات تفجير وحفر بالقرب من مستوطناتهم. شكوى المستوطنين دفعت الجيش الإسرائيلي إلى اتخاذ تدابير خاصة وعمليات بحث وتنقيب، مع استخدام آلات حديثة للرصد والاستشعار، إضافة إلى عمليات حفر عمودية في أكثر من مكان وبقعة جغرافية قريبة من الحدود، إلا أن هذه الجهود لم تؤد إلى نتيجة.
عادت المسألة لتكون محل اهتمام واسع لدى مستوطني الشمال، وقيادة المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي، في اعقاب الفشل الاستخباري في قطاع غزة حول انفاق الفصائل الفلسطينية، والتي لم تكن استخبارات اسرائيل تعلم عنها الكثير. تقرير يديعوت احرونوت يشير الى ان الجيش الاسرائيلي خبر أنفاق حزب الله في جنوب لبنان خلال حرب عام 2006، لكن وفقاً لتقارير ترد منذ ذلك الحين، خضعت هذه الانفاق لعمليات تحديث وتطوير لافتين، بما يشمل توسعتها بصورة ملحوظة، إن لجهة التجهيزات او لجهة المناطق التي تصل اليها، و«هناك خشية طبعاً، من ان تصل ايضاً الى الاراضي الاسرائيلية».
وبحسب معلومات الصحيفة، فإن مصممي الانفاق لدى حزب الله، فكروا بكل تفصيل وحاجة ضرورية، ولم تعد الانفاق مخصصة فقط لتخزين الوسائل القتالية على اختلافها، بل هي مخصصة ايضاً لكي تكون مراكز سيطرة وتحكم واستيعاب مئات المقاتلين، وبما يشمل مطابخ وحمامات وعيادات.
واشارت يديعوت احرونوت الى ان من غير الواضح إن كان حزب الله قد استمر في حفر أنفاقه وصولاً الى الاراضي الاسرائيلية، لكن يوجد في مقابل ذلك عاملان اثنان، من شأنهما ان يعززا هذه الفرضية: العامل الاول هو ان حزب الله هدّد اسرائيل باجتياح مستوطنات الجليل، والعامل الثاني وجود انفاق هجومية لدى حماس في قطاع غزة، مع تأكيد أن «عقيدة حماس» بشأن الانفاق تتغذى اساساً من العقيدة القتالية لانفاق حزب الله.
بدورها، اكدت صحيفة «تايمز اوف اسرائيل»، ان شكوى سكان المستوطنات في الشمال وخشيتهم من انفاق حزب الله، تلقى صدى جديداً لدى القيادة الاسرائيلية، ربطاً بأنفاق قطاع غزة. وبحسب الصحيفة، استجاب وزير الدفاع، موشيه يعلون، لطلبات المستوطنات المحاذية للحدود مع لبنان، وقرر التعامل مع المخاوف بصورة جدية.
وكشفت الصحيفة ان ادارة تطوير الوسائل القتالية والبنية التكنولوجية في وزارة الدفاع، تواصلت مع خبراء جيولوجيين من جامعة تل ابيب، وطلبت مساعدتهم في تعقب انشطة محتملة لحزب الله تحت الارض. و«قد تأسس لذلك مشروع علمي واسع، يبدو انه سيكلف اموالاً طائلة ويستغرق سنوات، في محاولة لإيجاد رد تكنولوجي على هذا التهديد».
احد القيمين على المشروع الجديد، اكد أن «المؤسسة الامنية لا تريد ان تكرر اخطاءها في غزة، وهي تريد ان تجد حلاً سريعاً كي لا تفاجأ وتضبط بلا ردود»، لافتاً الى ان «التوجه الحالي مبني على عدم الاستخفاف بفرضية ان يكون حزب الله قد حفر بالفعل أنفاقاً هجومية عابرة للحدود باتجاه الاراضي الاسرائيلية».
وفيما اكد مصدر رسمي اسرائيلي أن طبيعة الارض على الحدود مع لبنان مغايرة لطبيعة الارض في غزة، وبالتالي هناك صعوبة في حفر انفاق فيها، الا ان جيولوجياً متخصصاً تحدث للقناة الثانية العبرية، مؤكداً ان الحفر في التضاريس الصخرية في جنوب لبنان ليس بالصعوبة التي تبدو عليه، و«اي نفق عابر للحدود، مع مسافة لا تتجاوز مئات الامتار، قد لا يستغرق انجازه اكثر من ستة اشهر».
ولدى نقل الصحيفة السؤال الى المتحدث باسم الجيش، اجاب بأن الوحدات العسكرية تنفذ تدابيرها واجراءاتها الوقائية والدفاعية على طول الحدود الشمالية، ومن ضمنها تدابير دفاعية وجمع معلومات استخبارية، تتناول ايضاً مسألة الانفاق، باعتبارها أحد التهديدات القائمة والمقدرة على الساحة الشمالية. مع ذلك، يؤكد الجيش انه لم يجر حتى الآن كشف اي نفق او ممر تحت ارضي على الحدود مع لبنان.
http://www.al-akhbar.com/node/213059
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه