29-11-2024 02:54 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 8-8-2014: 36 عسكرياً مفقوداً.. وخشية من «أعزاز» جديدة!

الصحافة اليوم 8-8-2014: 36 عسكرياً مفقوداً.. وخشية من «أعزاز» جديدة!

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة محليا صباح اليوم الجمعة 8-8-2014 عن الملف تطورات ملف عرسال بعد انكفاء المجموعات الارهابية التكفيرية عنها الى الداخل السوري برفقة 36 عسكريا لبنانيا أخذتهم معها كرهينة للتفاوض عليهم



ركزت الصحف اللبنانية الصادرة محليا صباح اليوم الجمعة 8-8-2014 على تطورات ملف عرسال بعد انكفاء المجموعات الارهابية التكفيرية عنها الى الداخل السوري برفقة 36 عسكريا لبنانيا أخذتهم معها كرهينة للتفاوض عليهم لاحقا مع الدولة اللبنانية لتحقيق مكاسب متنوعة اولها اطلاق سراح موقوفين في سجن رومية. دوليا، عاد المشهد العراقي الى اولويات اهتمام الصحف التي تحدثت عن الاجتياح الاخير لتنظيم داعش لقره قوش اكبر مدينة مسيحية في العراق، ما دفع عشرات الاف المسيحيين الى الفرار منها. وتحدثت الصحف ايضا عن التطورات السياسية في ملف غزة.


السفير

 

36 عسكرياً مفقوداً.. وخشية من «أعزاز» جديدة!

«السفير» في عرسال: صدمة الدولة.. والغدر


سعدى علوه



بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السادس والسبعين على التوالي.

وها هي عرسال تستعيد الوطن إليها، بعدما أهملها طويلاً، وكاد التناسي يحوّلها «إمارة» تكمل مسلسل «إمارات الإرهاب» المستجدة من حولنا.

عادت عرسال، إلى حضن الدولة، لكن 36 عسكرياً لبنانياً من الجيش وقوى الأمن لم يعودوا بعد. هؤلاء تحوّلوا إلى رهائن لدى المجموعات المسلحة التي نقلتهم، على الأرجح، إلى الأراضي السورية، وعلى جدول أعمالها المعلن، قبيل عملية عرسال، الخوض في عملية مقايضة مع سجناء في سجن روميه.

دخلت «السفير»، أمس، إلى عرسال. البلدة منكوبة، بعد انكفاء المجموعات المسلحة عنها. مَن بقي من أهلها خرج يتفقد نفسه وجيرانه وممتلكاته ويلملم أجساد الشهداء، ويضمّد المفتوح.. من الجراح.

الإجابات تبدّت من شوارع كانت مستباحة وظلت محفورة فيها آثار آليات جابتها بالمضادات والمدفعية وقواعد الصواريخ. من منازل الأهالي المدمّر بعضها والمتصدّع معظمها. من محالهم المنهوبة. من أرزاقهم التي تبددت في دورهم ومحالهم، خصوصاً من الرصاص الذي ثقب معظم بيوتهم، ومن الزجاج المتكسر في كل دار ودكان.

جاءتهم الحقيقة المرة من عيون أطفالهم المرعوبة. الصغار الخائفون من الخروج إلى الدور والمصاطب. من الأبواب المقفلة على نزوح الآلاف من بينهم مرغمين على ترك أرضهم ليتشردوا في مختلف المناطق اللبنانية. من آثار القصف الذي لم يترك ناصية أو جداراً إلا ووصمه بختم «حرب الشوارع مرت من هنا».

لكن الإجابة الأكثر حرقة بقيت في دواخلهم. في نفوسهم المجروحة. في ظهورهم حيث جاءت طعنة الغدر. في قلوبهم التي صدمت بنكران الجميل. في طيبتهم وكرمهم ونخوتهم التي قوبلت بانتهاك حرمة بلدتهم.

لم ينَم من صمد من أهالي عرسال ليل انسحاب المسلحين. وقفوا على سطوح دورهم يتأكدون من جلاء المحتلين عن أرضهم، انتظروا بلدتهم لتتحرر من الأسر. وضعوا اليد على زناد بنادقهم عندما عصف المسلحون نهباً بمحتويات المنازل وآليات «البيك آب» يحملونها معهم إلى الجرود.

مع اندحار «الدواعش»، قبل ظهر أمس، صار للعراسلة هم آخر. ساروا في شوارعهم يتأملون في وجوه الرجال النازحين. يتذكرون كيف خرجت طلائع المسلحين من المخيمات التي تبرعوا بأراضيهم لبنائها وإيوائهم. خرجوا من بيوتهم التي لم يبخلوا بها عليهم. من المحال التي فتحوها. من الفم العرسالي الذي ضحى بلقمة الخبز لضيفه. خرجوا ليجتاحوا عرسال قبل وصول الدعم إليهم من مسلحي الجرود البعيدة.

تفرسوا في وجوه ضيوفهم الذين صاروا فجأة ملثّمين ومخفيي الهوية، وهم يستبيحون البلدة التي حضنتهم. سؤال الناس «كيف لنا أن نتعايش مع هؤلاء اليوم وغداً؟ كيف سنثق بهم، كيف سنتعامل معهم؟ والأهم كيف نعالج ذيول ما جرى، ومن يضمن عدم تكراره؟».

سأل العراسلة عن جنود الجيش والدرك المخطوفين، وكأنهم ينتظرون تحريرهم لتكتمل فرحتهم. استكانوا بحذر لاختفاء المسلحين المفاجئ من بينهم. إلى توقف القصف والقنص والقنابل، والأهم إلى فكرة انتشار الجيش في عرسال وإمساك أمنها كاملاً، وكيف سيتمّ التعامل مع قلة قليلة من رجال عرسال ممن ساندوا المسلحين وتعاملوا معهم ضد أهلهم؟

بالأمس، لم تمسح عرسال آثار العدوان عليها. عاشت خروجها من عنق البركان. بُعيد منتصف ليل الأربعاء ـ الخميس الماضي، انسحب عناصر «كتيبة الفاروق» و«لواء أحرار القلمون» و«الكتيبة الخضراء» (معظم عناصرها من الغرباء)، وفق ما يؤكد مختار عرسال عبد الحميد عزالدين.

بين الساعة الرابعة فجراً والسادسة صباحاً (أمس)، انسحب مسلحو «النصرة» نحو الجرود من معبر وادي الحصن الذي أخلاه الجيش في بداية المواجهات. ويروي أحد ابناء عرسال إحصاءه أكثر من مئتي آلية «بيك آب» ورباعية الدفع عبرت حاملة هؤلاء.

المفاجأة جاءت عند الصباح. «لم يترك هؤلاء سيارة «بيك آب» إلا وسرقوها. يقول المختار عز الدين إن جيرانه تمترسوا بسلاحهم قرب ثلاثة «بيك آبات» حتى ردّوا اللصوص عنها. تحدثوا عن خلافات رصدوها بين «النصرة» و«داعش» التي كانت تريد البقاء في عرسال.

وروى بعض الأهالي ممن أتوا من الجرود لـ«السفير» أنهم شاهدوا مجموعات كبيرة من المسلحين تنسحب باتجاه جرد «رأس تنية الراس»، أي جرد عرسال المتاخم لجرد بلدة رأس بعلبك، ومن تلك المنطقة باتجاه جبال «حلايم» التي تشكل حدود جرود عرسال مع «قارة» السورية من جهة الشرق.

أوت الجرود أمس ما لا يقل عن خمسمئة نازح من عرسال، فضلاً عن نازحي المخيمات السورية، فيما انتظر السوريون في الجرود بانتظار إعادتهم إلى بلادهم ضمن القوافل التي تنظمها الأم أغنس مريم للصليب من دير الروم الكاثوليك في بلدة قارة السورية.

لم تلملم عرسال أضرارها، أمس. هي فقط استفاقت على صدمتها. على نكبتها ووجعها. على أسئلة ما بعد الاحتلال والاستباحة. على أسئلة الذات ومعها ضرورة ترتيب البيت الداخلي.

أمس، علا صوت أهالي عرسال مطالبين الدولة باعتبارها منطقة منكوبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وتفعيل كل مؤسساتها العامة، والبدء بإحصاء الأضرار لدفع التعويضات للمواطنين، وإعادة الكهرباء إليها بعد تدمير معظم المحولات فيها ليتسنى لهم ضخ المياه المعدومة في البلدة.

ولكن أهم ما يريده الأهالي، «ليس مواد غذائية وخبزاً، بل الأمن والجيش المدعوم الذي يمسك بأمن عرسال بقبضة من حديد، وبتنظيم مخيمات النازحين والإشراف عليها، وضبط الجرود، خصوصاً التوقف عن إدارة الظهر لعرسال على الصعد كافة. نحن من قلب هذا الوطن ولسنا أبناء جارية»، كما يقول المختار عز الدين.

أمنيات تبقى رهن مجهول الهدنة الهشة التي خرقت أمس بالقنص الذي مارسه المسلحون على طريق البلدة وشلّ حركتها نسبياً، فيما بقي معظم النازحين من أهلها خارجها للسبب عينه.

36 عسكرياً مفقوداً

وقالت مصادر أمنية لـ«السفير» إن 36 عسكرياً ما زالوا في عداد المفقودين، بينهم 19 من الجيش اللبناني و17 من قوى الأمن الداخلي.

وكانت المجموعات المسلحة قد خطفت عند بدء المعارك 42 عسكرياً (22 جندياً من الجيش و20 عنصراً من قوى الأمن)، وأفرجت قبل انسحابها عن 3 جنود من الجيش و3 عناصر في قوى الأمن.

ولم تتمكن الأجهزة العسكرية والأمنية من تحديد هوية الجهة الخاطفة، أكانت «النصرة» أو «داعش» أو جهة ثالثة، أم أنهم يتوزعون على أكثر من مجموعة، الأمر الذي من شأنه أن يعقد أية مفاوضات في المرحلة المقبلة.

وحول المفاوضات الجارية بين «هيئة علماء المسلمين» و«النصرة»، قال مصدر معني «إذا صحّ أن المسلحين أخرجوا العسكريين منذ الساعات الأولى خارج عرسال، فكيف أعلنت «هيئة العلماء» أن لدى المسلحين عشرة عسكريين فقط؟»، وسأل عما «إذا كانت الهيئة تفاوض لمصلحة الدولة اللبنانية، أم لتحسين شروط الإرهابيين؟».

في هذا الوقت، أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي أن قرار المؤسسة العسكرية الملحّ حالياً هو استرداد العسكريين بأي ثمن والجيش لن يترك هذا الأمر أبداً. مشدداً على ان لا تعايش مع الارهابيين لا في عرسال ولا في جردها ولا في أي مكان من لبنان.

وفي السياق ذاته، اكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري أمام زواره ان ما بعد عرسال ليس كما قبله، الا انه دعا الى التحوّط لأن عملية الغدر التي تعرض لها الجيش اللبناني، يمكن ان تتكرر في عرسال او خارجها، رافضاً «أي شكل من أشكال المقايضة مع الإرهابيين في ما خص الرهائن من العسكريين»، وقال: ربما نكون امام اعزاز جديدة، وكما رفضنا المساومة في هذا الملف، نرفض المساومة الآن.

بدوره، أكد رئيس الحكومة تمام سلام أن موقف السلطة السياسية داعم بالكامل للقوى المسلحة، ورافض لأي تساهل أو تراخٍ مع مَن انتهك سيادة لبنان واعتدى على اللبنانيين. مشدّداً على فتح نقاش جدي وهادئ داخل الحكومة حول ما جرى والظروف الأمنية والسياسية التي أحاطت به، آملاً التوصل الى مزيد من التوافقات لتحصين الأمن الوطني وحماية الاستقرار الداخلي ومنع تكرار ما حصل في عرسال.

المقاومة ترفع التحدي: فك الحصار عن غزة أو استئناف القتال

مفاوضات القاهرة تدخل النفق المظلم

 

حلمي موسى


تحتدم المداولات في القاهرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، بوساطة مصرية، بشأن شروط تثبيت وقف النار.

وتحاول إسرائيل أن تحقق في المفاوضات ما عجزت عن تحقيقه في الغارات، لكن موقف المقاومة الصلب أفشل هذه المحاولة. فقد شددت فصائل المقاومة، وفي مقدمتها «كتائب القسام» على أن لا تمديد لوقف النار من دون ضمانات دولية بفك الحصار عن قطاع غزة. ودفع هذا الموقف إسرائيل إلى حث أميركا على اعتبار الموقف الفلسطيني «ابتزازا»، واستخدام نفوذها لمنع تدهور الموقف.

وتبادلت إسرائيل والفصائل الفلسطينية التهديدات، يوم أمس، بعد تعثر الاتصالات في القاهرة بشأن تمديد وقف إطلاق النار. واعتبرت «كتائب القسام» نفسها في حل من أي تمديد بعد الساعة الثامنة من صباح اليوم، إذا لم تستجب إسرائيل للمطالب الفلسطينية. وهدد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه موشي يعلون بالرد على أي صواريخ فلسطينية بشدة كبيرة.

وبدا الذعر واضحا يوم أمس لدى الجيش الإسرائيلي حول القطاع، الذي كثف حفرياته داخل الخط الأخضر بحثا عن أنفاق قد تكون محفورة، ويمكن استخدامها من جانب المقاومة. وطلب نتنياهو، في اجتماع مع مدير الصليب الأحمر الدولي بيتر مورر، العمل على إعادة جثمانَي الجنديين الإسرائيليين الذين أُسِرا أثناء الحرب على أيدي مقاتلي «القسام»، وأعلنت إسرائيل وفاتهما لاحقا.

وفي هذه الأثناء يتضح حجم التحركات الدولية الرامية إلى المساعدة في حل ما بات يعرف بأزمة غزة. فقد أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه لم يعد مقبولا أن تظل غزة معزولة عن العالم الخارجي. ورغم أنه لم يشر إلى إسرائيل بالاسم، إلا أن الجميع يعلم أن الدولة العبرية هي من يفرض الحصار بشكل أساسي على غزة.

وشدد أوباما، في حديث مع الصحافيين، على اعترافه بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الصواريخ والأنفاق من غزة، لكنه أبدى أسفه لمقتل المدنيين. وقال: «لا تعاطف لي مع حماس، ولكنني أتعاطف بشدة مع بسطاء الناس في القطاع الذين يصارعون من أجل البقاء». وشدد على وجوب التوصل إلى حل يضمن لإسرائيل الأمن ويجلب لغزة إعادة الإعمار. وأضاف: «ينبغي الإقرار بواقع أن غزة لا يمكنها البقاء معزولة عن العالم بشكل دائم، فهذا وضع لا يسمح بمنح الناس الذين يعيشون هناك فرصا، وعملا وازدهارا اقتصاديا».

وأعرب أوباما عن تأييده للمحادثات الجارية في القاهرة، وعن أمله في تسهيل إعادة إعمار غزة. واستدرك قائلا إنه بسبب انعدام الثقة بين الجانبين، وظروف الحرب الأخيرة، فإن تحقيق هذه الغاية يصطدم بعقبات ما يجعل الخطوات بطيئة. وحذر من أن انعدام فرص السلام قد «يدفع السكان في الضفة الغربية الى فقدان الثقة والأمل بإمكانية التقدم، ولذلك ينبغي علينا إعادة بناء الثقة لديهم أيضا».

وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن الدول الأوروبية الكبرى الثلاث، قدمت إلى إسرائيل أمس الأول مبادرة في إطار إعادة إعمار غزة، تتضمن آلية إشراف تمنع تعاظم وإعادة تسلح «حماس» والفصائل الفلسطينية الأخرى. ويستجيب العرض الأوروبي لمطلب نتنياهو بضرورة إيجاد آلية دولية لمراقبة إعادة إعمار غزة والإشراف عليها.

ونقلت «هآرتس» عن مسؤولين إسرائيليين وديبلوماسيين أوروبيين قولهم إن سفيرَي ألمانيا وفرنسا ونائب السفير البريطاني التقوا مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يوسي كوهين بعد أن كانوا اجتمعوا مع مسؤولين في الخارجية الإسرائيلية. وسلم السفراء الثلاثة لكوهين وثيقة تحتوي على صفحتين، تتضمن مبادئ التفاهم الدولي بشأن قطاع غزة.

وتتضمن الوثيقة المبادئ التالية:

1 - منع تعاظم وإعادة تسلح «حماس» وباقي المنظمات في القطاع.

2 - إعادة إعمار القطاع ونقل المساعدات الإنسانية بالتعاون بين الأسرة الدولية والسلطة الفلسطينية.

3 - إنشاء آلية دولية تمنع دخول المواد المحظورة إلى القطاع، وتشرف على مراقبة عدم وصول المواد المزدوجة الاستخدام، كالاسمنت والحديد إلى المنظمات، وحصرها في مشاريع إعادة إعمار غزة.

4 - إعادة حضور السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس في قطاع غزة.

5 - إمكانية إعادة قوة المراقبين من الاتحاد الأوروبي إلى معبر رفح، إلى جانب قوات الحرس الرئاسي الفلسطيني.

وجاء في الوثيقة أيضا أن الدول الثلاث تدرس فكرة تحويل هذه التفاهمات إلى قرار ملزم في مجلس الأمن الدولي. ومع ذلك شدد السفراء على أن الوثيقة مفتوحة للنقاش والتعديل، وقد شكرهم كوهين على الفكرة.

عموما تتجاوب الأفكار الأوروبية مع مطالب إسرائيلية وفلسطينية، بينها التركيز على إشراك السلطة الفلسطينية وإعادة الإعمار. ومن المحتمل أن تثير إسرائيل أثناء مناقشة الوثيقة مسألة تجريد غزة من السلاح، حتى تعلن أنها حققت إنجازا سياسيا كبيرا من وراء هذه الحرب.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر ديبلوماسي ألماني قوله إن الدول الأوروبية الكبرى الثلاث، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، قدمت إلى الدولة العبرية رسميا مذكرة تتحدث عن الرغبة في تولي الإشراف على مهمات مراقبة إعادة إعمار غزة. وقال المصدر إن هذا الثلاثي الأوروبي اقترح إرسال طاقم أوروبي بشكل عاجل للمساعدة في تشغيل معبر رفح، في إطار مسعى دولي لإعادة إعمار القطاع. وحسب المصدر فإن وزراء خارجية هذه الدول أبلغوا الدول المعنية موافقتهم على إرسال قوة إلى حدود مصر مع غزة، إذا وافقت الأطراف في مفاوضات القاهرة على ذلك.

وكانت قوة أوروبية تتمركز في معبر رفح وتراقب عمله، في إطار اتفاق منذ العام 2005، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع. وتركت هذه القوة مواقعها بعد عامين إثر سيطرة قوات «حماس» على القطاع بعد صراع عنيف مع قوات السلطة الفلسطينية. لكن العرض الأوروبي لتشغيل معبر رفح يصطدم بمواقف مختلفة من بعض الجهات الفلسطينية، وربما أيضا من مصر. فبعض المنظمات الفلسطينية كانت ترى في القوة الأوروبية وسيلة لضمان إشراف إسرائيل على المعبر، خصوصا أن اتفاقية المعابر لعام 2005 كانت تمنح إسرائيل حق مراقبة حركة المرور في المعبر، وأحيانا حق الاعتراض.

ونشرت في إسرائيل ومصر تقارير تحدثت عن رفض القاهرة اتفاقية المعابر للعام 2005، ورغبتها في تثبيت واقع جديد، خصوصا أنها لم تكن طرفا في اتفاقية المعابر. كما نشرت أنباء تفيد بأن مصر تطالب بتأجيل البحث في قضية معبر رفح إلى المرحلة الثانية من المفاوضات، لأنها ترى فيه موضوعا مصريا - فلسطينيا ولا شأن لإسرائيل به. ومع ذلك قد يكون التواجد الأوروبي في المعبر، مع تعديلٍ ما لمراقبة إسرائيل فيه، الحل الذي سيضطر الجميع لقبوله لحل هذه الأزمة.

ومن الواضح أن هناك في أوساط المفاوضين الفلسطينيين نوعا من العتب على الموقف المصري، الذي لا يزال يرفض مناقشة مسألتَي الميناء والمطار، ويعتبر أنهما ليستا ذات صلة بمداولات وقف النار، وأنهما من شؤون الحل النهائي. تجدر الإشارة إلى أن مبعوث الأمم المتحدة روبرت سيري والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط فرانك ليفنشتاين يشاركان في القاهرة في المداولات الجارية لتثبيت وقف إطلاق النار.

وتحاول إسرائيل تحسين علاقاتها مع الإدارة الأميركية بطرق شتى. فقد هاتف نتنياهو وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وشكره على مواقفه الأخيرة بشأن وجوب تجريد غزة من السلاح في أي حل مستقبلي. كما أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان اتصل أيضا بكيري وشكره على الدور الذي تقوم به الإدارة الأميركية لمنع اتخاذ قرارات ضد إسرائيل في المحافل الدولية. وقد أبلغ ليبرمان كيري أن تهديد الفلسطينيين بعدم تمديد اتفاق التهدئة بعد الثامنة من صباح اليوم يعتبر «ابتزازا»، وأن إسرائيل تأخذ ذلك بالحسبان وتستعد لكل الاحتمالات.

وأشارت جهات متعددة إلى أن التوتر صَاحَبَ المداولاتِ في القاهرة، حيث عاد الطرفان إلى تشددهما، إذ تصر المقاومة على نيل ضمانات لفك الحصار قبل تمديد اتفاق وقف النار، فيما شددت إسرائيل على مطلبها بنزع سلاح غزة مقابل ذلك.

وهناك في إسرائيل نوع من التضارب حول ما يعرضه الوفد الإسرائيلي، حيث أفادت مصادر إعلامية إسرائيلية أن التوجيهات المعطاة إلى الوفد تشير أولا إلى القبول بمبدأ تمديد وقف النار، ليس فقط لـ72 ساعة أخرى وإنما لـ72 يوما آخر، والاستعداد لمناقشة العودة إلى تفاهمات العام 2012، وأن إسرائيل تشترط مناقشة مسألة الميناء والمطار بمناقشة أمر تجريد غزة من السلاح.



العراق: حراك سياسي يسابق المهل الدستورية

 

محمد جمال


تكثفت الاتصالات السياسية من أجل إتمام التوافق على اسم رئيس جديد للحكومة العراقية، حيث عُقدت سلسلة من الاجتماعات واللقاءات، استمرت حتى وقت متأخر من مساء امس ، فيما تركزت الانظار على اجتماع «التحالف الوطني»، الذي بدا أنه يتوجه، بصفته الكتلة النيابية الأكبر، نحو تسمية شخصية غير رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، بالرغم من تحذيرات الأخير من أن أي محاولة «غير دستورية» لتأليف حكومة جديدة «سوف تفتح أبواب الجحيم في البلاد».

في هذا الوقت، وصلت المعارك بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وقوات «البشمركة» الكردية، المدعومة بسلاح الجو العراقي، الى تخوم حدود إقليم كردستان، في وقت ذكرت مصادر كردية أن «وزير الحرب» في «داعش» المعروف بأبي عمر الشيشاني قد قتل في المعارك، وهو تطور، في حال ثبتت صحته، من شأنه أن يعد ضربة قوية للتنظيم المتشدد، علماً بأن أنباء عن مقتل الشيشاني ترددت كثيراً خلال الفترة الماضية في سوريا، وتبيّن لاحقاً أنها مجرّد شائعات.

وكثف «التحالف الوطني» مشاوراته التي استمرت حتى وقت متأخر، مساء أمس، من أجل حسم ملف ترشيح شخصية تحظى بالتوافق لترأس الحكومة الجديدة.

وعقد قادة التحالف اجتماعاً في منزل رئيسه ابراهيم الجعفري بحضور المالكي، إلا أن المجتمعين لم يتوصلوا إلى حل يرضي جميع الأطراف، ما دفع الجعفري إلى إبقاء الاجتماع مفتوحاً حتى الانتهاء من حسم مسألة الترشيح. وقال مصدر في «التحالف»، شارك في الاجتماعات لـ«السفير» أن «آخر نتائج الاجتماع تتمثل في ان التحالف قد قرر عدم ترشيح المالكي لهذا المنصب، وبدأ البحث في أسماء أخرى». وأضاف أن أبرز الأسماء المطروحة من قبل تكتل «دولة القانون» الذي يتزعمه المالكي، هما القياديان في «حزب الدعوة» حيدر العبادي وطارق نجم، مشيراً إلى أن «التحالف» طرح ترشيح إبراهيم الجعفري في حال فشل ائتلاف المالكي في الوصول إلى حل سريع.

وكان مجلس النواب قد استدعى رئيس الجمهورية فؤاد معصوم للحضور إلى جلسة البرلمان، التي عقدها، أمس، من أجل التوصل إلى حل بشأن تسمية الكتلة البرلمانية الأكبر. وقال النائب كاظم حسن لـ«السفير» إن «هيئة رئاسة مجلس النواب طلبت من معصوم الحضور إلى جلسة البرلمان لحل مشكلة الكتلة الأكبر ومعرفة من يمثلها في البرلمان العراقي بعد طلب عدد من النواب».

واجتمع معصوم مع رئيس البرلمان سليم الجبوري، واتفقا على ضرورة حسم موضوع مرشح الكتلة الأكبر خلال الساعات المقبلة، كما من المقرر أن يستكمل «التحالف الوطني» اجتماعاته حتى الوصول إلى تسمية مرشحه.

ويأتي ذلك في وقت بدأت تضيق فيه المهل الدستورية، حيث حدد معصوم يوم الاثنين المقبل موعداً أخيراً لتسمية المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة بعدما تلقى جوابا من المحكمة العليا الاتحادية، بشأن اقتطاع عطلة أيام العيد الثلاثة من المهلة الدستورية (15 يوماً)، والتي كان من المفترض ان تنتهي يوم امس.

ميدانياً، تضاربت الأنباء بشأن تمكن مسلحي «داعش» من السيطرة على بلدة ملاصقة لأربيل عاصمة إقليم كردستان، ووقوع مدن أخرى في يد عناصر التنظيم، ما دفع رئيس حكومة الإقليم نجرفان البرزاني الى دعوة الأهالي لـ«الثبات والهدوء»، و«عدم الانجرار وراء الشائعات».

واكد «داعش»، في بيان، أنه تمكن من السيطرة على قضاء مخمور الذي تسكنه غالبية كردية، وعلى مدينة الحمدانية وبلدات تلكيف وقرقوش وقره قوش التي يقطنها مسيحيون، مما يعني أن مسلحي التنظيم أصبحوا على بعد 40 كيلومتراً من أربيل عاصمة الإقليم.

إلا أن مسؤولا أمنيا كرديا نفى لـ«السفير»، هذه المعلومات، مشيراً إلى ان «عناصر داعش تحاول النيل من عزيمة قوات البشمركة التي ألحقت بهم هزائم كبيرة». وبثت بعض القنوات الكردية صورا من قضاء مخمور وقالت إن الوضع فيه «مسيطر عليه». وبحسب المسؤول الكردي فإنّ «قوات البشمركة حققت نصرا جديدا بعد أن أحبطت محاولة لداعش للسيطرة على سد الموصل انتهت بقتل وزير حربها أبو عمر الشيشاني»، من دون ان يتم التأكد من صحة هذا الخبر أو ما اذا كان ذلك مجرّد تصريحات تندرج في اطار الدعاية المضادة لـ«داعش».

لكن معلومات متقاطعة أكدت سيطرة مسلحي «داعش» على قره قوش، وهي أكبر مدينة مسيحية في العراق ما دفع عشرات آلاف المسيحيين إلى الفرار منها. وقال بطريرك الكلدان لويس ساكو إن مئة ألف مسيحي أجبروا على الفرار بعد السيطرة على قره قوش ومدن أخرى في محافظة الموصل، كما أكد أسقف الكلدان في كركوك والسليمانية يوسف توما أن مسلحي «داعش» استولوا على مدن أخرى في الموصل بينها تلكيف وبرطلة وكرملش التي «افرغت من سكانها».

ويبعد قضاء مخمور حوالي 55 كيلومتراً عن مدينة أربيل، وتتبع القضاء أربع نواحٍ هي قراج، وكنديناوة، والكوير، وملا قرة، ويقع بين ثلاث محافظات مهمة في العراق هي نينوى وأربيل وكركوك.

في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يدرس إمكانية توجيه ضربات جوية لمواقع تنظيم «داعش» في هذه المنطقة، فيما ذكر مصدر أمني كردي لـ«السفير» أن مقاتلات أميركية دخلت أجواء كردستان فعلاً، مساء أمس، وبدأت قصف مواقع لـ«داعش» في بلدة الكوير وقضاء سنجار، وهو ما لم يتم التأكد منه عبر مصادر رسمية او مستقلة.

من جهته، وجه البابا فرنسيس نداء ملحا الى المجتمع الدولي لـ«حماية» المسيحيين في شمال العراق، فيما أبدت فرنسا «قلقها البالغ» وطلبت عقد اجتماع عاجل لـ«مجلس الأمن»، الذي أعلن أنه سيعقد مشاورات مغلقة لبحث هذه المسألة، كما أعلنت باريس أيضا عن استعدادها «لتقديم دعم للقوات التي تقاتل الجهاديين في العراق».

ميدانياً، سقط نحو 100 عراقي بين قتيل وجريح في سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة.

وقال ضابط عراقي لـ«السفير» إن «سيارتين مفخختين انفجرتا في مدينة كركوك قرب مسجد يأوي نازحين تركمان ما أدى إلى وقوع أكثر من عشرة قتلى و30 جريحاً».

وفي بغداد قال المصدر إن سيارتين مفخختين انفجرتا في مدينة الكاظمية قرب نقاط أمنية أوقعت 20 قتيلا وأكثر من 50 جريحاً."

 

النهار


عرسال شبه محرّرة والأسرى رهائن الارهاب

النظام السوري يعرقل عودة 1700 لاجئ!


وبدورها كتبت صحيفة "النهار" تقول "أفضت المواجهة الشرسة التي خاضها الجيش مع مسلحي "جبهة النصرة" و"داعش" منذ السبت الماضي في يومها السادس امس الى إخلاء المسلحين بلدة عرسال ولكن مع نشوء أزمة أسرى لا يزال مصيرهم مهدداً بفعل احتجازهم على أيدي التنظيمين في الاماكن التي انسحبوا اليها خارج عرسال، مشترطين تنفيذ طلبات معينة، مما يعني ان الهدنة التي واكبت انسحابهم ستبقى غامضة وهشة في انتظار جلاء مصير الاسرى العسكريين والامنيين. ولعل المفاجأة التي برزت في هذا السياق بيّنت ان عدد الاسرى فاق ما كان متداولا، اذ كشفت مصادر عسكرية مساء امس ان 22 عسكرياً و17 من أفراد قوى الامن الداخلي هم في عداد الاسرى لدى "جبهة النصرة" و"داعش"، علماً ان قائد الجيش العماد جان قهوجي كان أكد قبيل حضوره جلسة مجلس الوزراء امس ان الاسرى كانوا أصلا خارج عرسال، مما يعني ان المسلحين نقلوهم الى خارج مسرح العمليات منذ تمكنهم من أسرهم. أما الاسرى السبعة الذين حررهم الجيش فجر امس، فتبين انهم كانوا مختبئين في عرسال وتمكنوا فجرا من الاتصال بوحدات الجيش التي أحكمت الحصار على البلدة فتمت عملية سريعة قامت بها وحدة من الفوج المجوقل وتمكنت من اخراجهم من البلدة.

وفيما أسفرت المواجهة عن مشهد كارثي في عرسال التي بدت في نكبة حقيقية، أفاد مراسل "النهار" في بعلبك وسام اسماعيل، بعد دخوله امس البلدة، ان المسلحين انسحبوا الى منطقة تبعد أقل من كيلومترين عن الحدود اللبنانية – السورية وعادوا الى تحصيناتهم في الجرود ليراقبوا تطبيق وقف النار وعدم التعرض للنازحين السوريين بعد انسحابهم. وعلم انهم تعهدوا للهيئة الوسيطة وضع مغلف مقفل لاحقا داخل البلدة يشير الى مكان الاسرى العسكريين، لكن الهيئة تحدثت عن انقطاع الاتصال معهم بعد انسحابهم. وأعلنت "جبهة النصرة" مساء عبر موقع "تويتر" ان مسلحيها خرجوا من عرسال "بعدما حصلنا على تعهد لعدم المساس بأهلها وسلمنا 6 اسرى كمبادرة حسن نية وبقية الاسرى وضعهم خاص سوف نبيّنه لاحقاً".

وشهدت البلدة ومحيطها امس أوسع عمليات لنقل الجرحى والمصابين واجلاء ألوف من أبناء البلدة والنازحين وادخال قوافل المؤن والمساعدات في اشراف الجيش الذي تدخل في كل الاتجاهات لتسهيل هذه العمليات. وحصل تطور لافت تمثل في تنظيم عملية خروج نحو 1700 نازح سوري في اتجاه نقطة المصنع على ان يعودوا الى سوريا، الا ان هذه العملية أخفقت ليلا وعاد موكب النازحين أدراجه، اذ رفضت السلطات السورية عودتهم الى الداخل السوري. وأفادت مراسلة "النهار" في زحلة ان رئيسة دير مار يعقوب في بلدة قارة الأم أغنيس مريم الصليب نفت ان تكون هي التي نسقت مع السلطات السورية موضوع عودتهم. وقالت إن "التعليمات جاءت بأن تنسق الدولة اللبنانية مع السفارة السورية" دخولهم الى سوريا. وانتشرت تجمعات اللاجئين بعد رفض دخولهم سوريا ليلا على الطريق الدولية مكدسة في وسائل النقل وسط ظروف مأسوية.

وعلمت "النهار" ان رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام كان في الايام الاخيرة متابعا لحظة بلحظة أوضاع عرسال بالتواصل المستمر مع الوزراء المعنيين والقادة الامنيين، فضلا عن متابعة شؤون الاغاثة مع الهيئة العليا للاغاثة وشؤون الاسعاف، وخصوصا مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي تكفّلت امس معالجة 44 جريحا أخرجوا من عرسال وهم 43 سورياً ولبناني واحد. وفي الوقت نفسه واكب الرئيس سلام مهمة "هيئة العلماء المسلمين" في اتصال دائم معها وكذلك مع فاعليات عرسال بالتزامن مع الاتصالات الخارجية التي أجراها مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وأبلغت أوساط الرئيس سلام "النهار" ان الجهد منصب حاليا على التنسيق مع قيادة الجيش للتأكد من خلو عرسال من المسلحين وكيفية دخول القوات الشرعية اياها والعمل على تحصين عرسال من خلال تسييجها أمنياً باعتبار ان الامساك بالجرود ليس أمراً يسيراً.

مجلس الوزراء

الى ذلك، علمت "النهار" ان ما أقرّه مجلس الوزراء امس في شأن تطويع 12 الف عنصر في الجيش وقوى الامن هو استمرار لقرار سابق اتخذه مجلس الوزراء أيام الرئيس ميشال سليمان، والجديد حاليا هو الشروع في تنفيذ القرار من طريق ايجاد مصادر التمويل، فكان ان تقرر ان يشمل التطويع في المرحلة المقبلة ستة آلاف عنصر وضابط وذلك تدريجاً بالتزامن مع توفير المبالغ اللازمة. وجاء هذا القرار في سياق العرض الميداني الذي قدمه وزير الداخلية نهاد المشنوق، وقد حصل على موافقة اجماعية من مجلس الوزراء.

ووصفت مصادر وزارية العرض الذي قدمه قائد الجيش عن الوضع الميداني في عرسال بأنه كان مشجعاً ويدل على ان الجيش ممسك بالارض مع حرصه على سلامة المدنيين، الامر الذي يجعله يتريث في حسم الوضع عسكرياً، وهو في المرحلة الراهنة يحاصر عرسال، وهذا ما جعل المسلحين يهربون منها ولم ينسحبوا الا بعدما فقدوا القدرة على الصمود داخل البلدة وأخذوا معهم الرهائن من الجيش وقوى الامن الداخلي. وفي الوقت الحاضر بات الجيش يتمتع بالامكانات اللازمة بفضل ما قدمته الدول الصديقة الى درجة ان الولايات المتحدة الاميركية بادرت الى سحب ذخائر من مخازنها وحولتها الى الجيش. وقالت المصادر إن لبنان قد اجتاز مبدئياً قطوع عرسال التي هي على طريق العودة الى أحضان الجيش. ووصفت الاتصالات الجارية مع عدد من الدول وخصوصا الخليجية بأنها في مجملها ايجابية، كما ان شبكة الوقاية الدولية حول لبنان لا تزال قائمة.

وفي اطار متصل طرح الوزراء سجعان قزي ورشيد درباس ومحمد المشنوق مسألة خروج مسلحين من مخيمات اللاجئين السوريين، فتقرر الطلب من الهيئات الدولية التي تشرف على هذه المخيمات ان تعالج هذا الوضع الشاذ، على ان يعمل المسؤولون على انشاء مخيمات حدودية لضبط أوضاع اللاجئين.

وفي شأن هبة المليار دولار التي قدمتها السعودية للبنان، أبلغ الرئيس سلام ان البحث جار عن آلية قانونية لكي يبدأ لبنان الاستفادة منها. أما هبة الثلاثة مليارات دولار التي قدمتها السعودية للبنان عبر فرنسا، فأوضح وزير الدفاع سمير مقبل أنها "مجمّدة" حالياً.

وقالت أوساط وزير الداخلية لـ"النهار" إن الاولوية حاليا للأمن، حتى انها تتقدم الانماء، موضحة ان التركيز هو الآن على انقاذ المخطوفين من الجيش وقوى الامن الداخلي ولا تراجع عن استعادتهم بكل الوسائل العسكرية والسياسية وحتى الدينية. ويمكن القول إن عرسال قد أنقذت وان المدنيين فيها هم اليوم في ضمان الجيش وحمايته.

وصرّح الوزير المشنوق لـ"النهار" ان المليار دولار الذي قدمه الملك عبدالله بن عبد العزيز للجيش وقوى الامن "دليل على عقل أستراتيجي لدى جلالته الذي اختار مباشرة ومن دون مواربة دعم الشرعية اللبنانية بكل أجهزتها".

برّي ومخيمات اللاجئين

وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره امس: "ما قبل عرسال ليس كما بعدها، واليوم عاد نحو 1800 لاجئ سوري الى بلدهم وهذه مسألة مهمة للغاية وسبق لنا ان طالبنا بعودة اللاجئين الى المناطق الآمنة في سوريا، وبُحَّ صوتنا بالمطالبة بعلاقات ديبلوماسية بين البلدين، فلنترجم ذلك. ومن الآن فصاعدا لا بد من التعامل مع مخيمات اللاجئين بطريقة مختلفة وعدم التساهل في هذا الموضوع بعدما تبينت علاقتها مع المسلحين". ورأى بري ان الامور في عرسال "لم تنته ويجب اتخاذ الاحتياطات المطلوبة لان ما حصل يمكن ان يتكرر في عرسال وغيرها من المناطق، وعلى الدولة ان تفتح عينيها جيدا على عرسال وان ينتشر الجيش في داخلها". وأضاف: "تبين ان أعدادا من العرساليين تعاونوا مع المسلحين، وسيأخذ القضاء مجراه ولا غطاء فوق رأس أحد". وسئل عما تردد من ان المسلحين يسعون الى مبادلة الاسرى العسكريين بسجناء في سجن رومية، فأجاب انه ضد أي شكل من أشكال التفاوض والمقايضة، وخصوصا مع سجناء رومية، قائلا: "ما أخشاه ان نكون أمام