أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الخميس 07-08-2014
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الخميس 07-08-2014
صحف بريطانية: غزة جريمة صنعت في واشنطن وإسرائيل
العدوان على غزة فرض نفسه على عناوين الصحف البريطانية الصادرة اليوم التي وصفته بأنه جريمة شارك فيها الغرب مع إسرائيل، وآثار هذه الحرب على أطفال غزة. فمن صحيفة غارديان نقرأ مقالا للكاتب سيوماس ميلن وصف فيه ما يحدث في غزة بأنه جريمة صنعت في أميركا وبريطانيا وإسرائيل وأن المجازر التي يتعرض لها الفلسطينيون ليست سوى جزء من روتين مستمر واقع بهم منذ عقود طويلة يعتمد على دعم الغرب. وقال الكاتب إن الاشمئزاز العالمي من المذابح التي ارتكبتها إسرائيل في غزة حرك أخيرا بعض السياسيين الغربيين للتنديد بها علنا كما فعلت الوزيرة البريطانية سعيدة وارسي ونك كليغ -نائب رئيس الوزراء- الذي طالب بوقف تراخيص تصدير الأسلحة لإسرائيل، وإدانة إد ميليباند صمت رئيس الوزراء على "قتل المدنيين الفلسطينيين الأبرياء". وختم ميلن مقاله بأن الرأي العام العالمي قد تحول كثيرا لصالح تحقيق العدالة للفلسطينيين وأن المطلوب الآن هو تحويل هذا التوجه إلى ضغط مستمر لإنهاء دعم الاحتلال وفرض حظر على الأسلحة وعقوبات صارمة. وفي مقال آخر بنفس الصحيفة أشار كاتبه إلى أن نظام القبة الحديدية قد يكون نظاما دفاعيا إسرائيليا لكن أميركا هي التي تقدم دعما ماليا كبيرا لهذا المشروع وأنها بتمويل وتطوير ونشر الدروع المضادة للصوارخ تزعم أنها لا تحمي حليفتها فقط ولكن أيضا تعزز الاستقرار وتحول دون استخدام القوة في المنطقة.
وفي صحيفة إندبندنت كتبت باحثة فلسطينية أن المذابح الإسرائيلية في غزة لم تقتل فقط مئات الأطفال بل دمرت حياة الآلاف منهم. وأشارت إلى وجود العديد من الحملات والمبادرات لأنسنة ضحايا هذا العدوان الإسرائيلي في محاولة للتأكيد على أنهم ليسوا مجرد أرقام تضيع في متاهة التاريخ بل بشر لهم أسماء وقصص تروى. وحثت الكاتبة على ضرورة الاهتمام بالأطفال الجرحى لأن ما أصابهم ليس مجرد خدوش وكدمات ولكن إصابات خطيرة مغيرة لحياتهم مثل حالات بتر الأعضاء وفقدان الأعين والأضرار النفسية وكل ذلك باسم حرب إسرائيل على من تطلق عليهم زورا "إرهابيي حماس". وختمت بأن أهم ما يحتاجه هؤلاء الأطفال هو حقوقهم الإنسانية الأساسية، وأن هذه الحقوق لن تتحقق إلا بإنهاء حصار غزة وإنهاء احتلال فلسطين.
وول ستريت جورنال: 40 % فقط من الأمريكيين راضون عن سياسة أوباما الخارجية
أظهر أحدث استطلاع للراى أجرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، انخفاض شعبية الرئيس الأمريكى باراك أوباما، إلى ادنى مستوى لها منذ توليه الرئاسة عام 2009. وأشار الاستطلاع الذي اجرته الصحيفة الامريكية بالتعاون مع شبكة ان بى سى التلفزيونية الامريكية الى ان 40 بالمائة فقط من الامريكيين راضون عن اداء الرئيس اوباما سواء في مجال الاقتصاد او السياسة الخارجية وذلك مقابل 61 بالمائة عند توليه فترة رئاسته الاولى عام 2009. وقال الاستطلاع ان 23 بالمائة فقط من الامريكيين راضون عن سياسة اوباما تجاه الازمة الاوكرانية واسلوب تعامل الولايات المتحدة مع روسيا بشان هذه القضية. كما اعرب 17 بالمائة من الامريكيين عن تاييدهم لسياسة اوباما تجاه الحرب الدائرة في قطاع غزة و18 بالمائة تجاه سوريا و14 بالمائة فقط تجاه مواجهة الولايات المتحدة لمنظمة الدولة الاسلامية في الشام والعراق (داعش). وأعرب الديموقراطيون عن قلقهم ازاء نتيجة الاستطلاع والتي يرون انها قد تؤثر على وضع الحزب الديموقراطى خلال انتخابات التجديد النصفي في الكونغرس في تشرين الاول القادم.
نيويورك تايمز: التعاون الدولى في مواجهة داعش لا يزال بعيدا
قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن التعاون الدولى في مواجهة الصعود المتزايد لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" الإرهابى، بعيد المنال، رغم أن نفوذه يضر بمصالح القوى العالمية ويعقد التنافس الإقليمى بين إيران والسعودية وتركيا. وتضيف الصحيفة أن من بين أحدث ضحايا هذا التنظيم المقيت أعضاء الأقلية اليزيدية، الذين لجأوا في الأيام الأخيرة الماضية للاختباء في الجبال، فارين من منازلهم وقراهم بعد سيطرة داعش عليها. وسيطر مسلحو داعش على حقول النفط وإمدادات المياه، واستولوا على الأسلحة الثقلية الأمريكية لدى الحكومة العراقية. وفي أواخر يوليو قاموا يقطع رؤس جنود سوريين وعراقيين ونشروا صورهم على الإنترنت، فيما راحوا، هذا الأسبوع، للاشتباك مع الجيش اللبناني في بلدة حدودية. وتقول الصحيفة إن التنظيم الإرهابى الذي استطاع جذب مقاتلين من جميع أنحاء العالم، يقبع على قائمة العداء لكل بلدان العالم، فضلا عن قائمة الأمم المتحدة للمنظمات الإرهابية التي تواجه عقوبات. ومع ذلك فلا توجد جهود دولية موحدة لمكافحة هذا التهديد المتزايد.
ويقول مايكل ستيفنز، محلل شئون الدفاع لدى معهد الخدمات المتحدة الملكى: "الجمع يتحدث عن خطورة داعش، فماذا فعلوا حياله". ويشير إلى مدى تعقيد الأمر إذ أن دعم الحكومة الشيعية في العراق يبعث رسالة خاطئة لدول الخليج السنية، فيما أن دعم الأكراد لن يلقى قبولا في العراق أو تركيا اللذان يرفضان انفصال إقليم كردستان، ومن المستحيل دعم حكومة الرئيس السورى بشار الأسد في مواجهة داعش، نظرا لجهود الإطاحة به طيلة السنوات الثلاث الماضية. وتشير الصحيفة إلى أن داعش لا تهدد العراق وسوريا فقط، فلديها قدرة على جذب مقاتلين من دول بعيدة مثل الهند والصين وبلجيكا وبريطانيا. وبحسب خبراء الأمم المتحدة فإن مقاتلى الجماعات الجهادية الأخرى بما فيها جبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة، على ينشقون باطراد للانضمام إلى داعش لما يتوفر لديها من مال وسلاح. ويقول المحللون العسكريون إنه من الصعب للغاية تحييد جماعة قادرة على تمويل نفسها، فلقد باتت داعش تسيطر على حقول نفط في سوريا والعراق، ومدججة بالسلاح حيث استيلائها على قوات عسكرية في كلا البلدين.
واشنطن بوست تحث اوباما على دعم القوات الكردية بالعراق
حثت صحيفة " واشنطن بوست " الأمريكية إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما على التعامل بشكل فوري مع الأزمة الإنسانية المتفجرة في شمال العراق وتقديم مزيد من الدعم للقوات الكردية التي تواجه تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" عبر حدود تمتد الى 600 ميل . وقالت الصحيفة - في مقال افتتاحي اوردته على موقعها الالكتروني اليوم - أن أوباما محق في رفض تقديم دعم جديد للحكومة العراقية طالما لا يزال رئيس الوزراء نوري المالكي على رأسها، إلا أنه يجب التعامل فورا مع الأزمة الإنسانية واذا كان الجسر الجوي العراقي لتقديم المساعدات غير مجد، فينبغي على الولايات المتحدة بحث اتخاذ اجراء آخر لانقاذ اللاجئين . وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة أوباما يجب أن تمد الاكراد بالأسلحة الثقيلة التي طلبوها ، واذا ما اقتضت الضرورة تستخدم القوة الجوية لمنع مسلحي داعش من التقدم ، موضحة مدي الأزمة الانسانية التي يتعرض لها الاقلية اليزيدية الذين اختبأوا في جبل سنجار هربا من مسلحي داعش الذين يهددون حاليا بالاستيلاء على اكبر سدين في العراق ويتقدمون صوب اربيل، عاصمة كردستان العراق.
واضافت الصحيفة ان ابناء الاقلية اليزيدية يواجهون ابادة جماعية على ايدي مسلحي داعش،و ان القوات الكردية لا تزال تعاني من سياسة أمريكية قديمة تجاه العراق تعطي اولوية للابقاء على حكومة مركزية قوية في بغداد اكثر من مساعدة الاكراد الموالين للغرب ، مؤكدة أن أوباما نشر نحو 800 من القوات الأمريكية في العراق في وقت سابق من هذا الصيف لتقييم تهديد داعش وحماية السفارة الامريكية وتنسيق المساعدات، غير أن الإدارة الأمريكية أحجمت عن تقديم مساعدات جديدة موضحة أنها ترغب في رؤية تشكيل حكومة عراقية تمثل جميع الاطياف على نطاق واسع. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الهدف لا يتم تحقيقه في المستقبل القريب، و ان قوات داعش ستستمر في التقدم سواء داخل العراق او سوريا.
واشنطن بوست: الحرب الإسرائيلية خلفت أزمة إنسانية وبيئية هائلة في غزة
رصدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلى عليه، والذي استمر قرابة أربعة أسابيع، وقالت إن الدمار موجود في كل مكان، في المساجد والمصانع والمدارس والمستشفيات والجامعات وآلاف المنازل، بينما اهترأت الطرق بالدبابات والجرافات العسكرية، وهناك مدن بلا كهرباء، تغرق في السواد ليلا. وتعطلت محطة الصرف الصحى الرئيسية، مم أدى إلى تلوث المياه الفيروزية للبحر المتوسط. ووسط الأنقاض، تتابع الصحيفة، تلوح مأساة أكبر. فهناك عائلات بأكملها تم القضاء عليها ودمرت شبكات الأمان الاجتماعى الخاصة بها في ظل الضربات الإسرائيلية وصواريخ حماس.. واضطر ثلث الغزاويين إلى الفرار من منازلهم والكثير منهم مشردون الآن. ووفقا للأمم المتحدة، يُعتقد أن عشرات الآلاف من الأطفال يعانون من صدمات نفسية الآن. ومع استمرار الهدنة الإنسانية، يستكشف الفلسطينيون أزمة إنسانية وبيئية عميقة تهدد بالتأثير على غزة لسنوات. فحجم الدمار والخسائر على مدار شهر من الحرب أكثر تدميرا بكثير عما خلفته الحربين السابقتين عامى 2009 و2012، حسبما يقول العاملون في مجال الإغاثة الدولية.
ولفتت الصحيفة إلى أن إعادة بناء غزة من العناصر الأساسية لحل الصراع الحالى، وهناك حديث يجرى على مؤتمر مانحين دولى لجمع الأموال لإعادة الإعمار. وقد تم صرف المليارات على إعادة إعمار غزة بعد حرب 2008-2009، ووقتها دمرت المساجد والمدارس والمصانع والجسور وإعرض أكثر من ستة آلاف منزل للدمار أو لضرر بالغ، وفقا للأمم المتحدة. لكن بعد خمس سنوات، لم يتم الانتهاء من إعادة بناء الكثير من المبانى، وقد أدى الصراع الحالى إلى مزيد من الحطام. ولم يقتصر الأمر على المبانى والمدارس فقط، بل إن بعض منظمات الغغاثة وجدت أن مزارع الخضراوات والفاكهة قرب الحدود الإسرائيلية مع غزة، قد تم طمسها. وقال رئيس منظمة إغاثة فرنسية إن حصاد هذا العام قد ضاع، ويجب إعادة تأهيل الأراضى. فيجب أولا تطهيرها من الذخائر غير المتفجرة وهو الأمر الذي يستغرق شهورا وربما سنة. وكانت تلك المزارع تنتج الطماطم والبطاطس والكوسة والزيتون والبرتقال وأغلبها للاستهلاك المحلي.
التايمز البريطاينة: قيادي في حماس: مستعدون لحرب طويلة
نشرت صحيفة التايمز مقابلة حصرية ونادرة أجراها بول ترو مع قائد رفيع المستوى في صفوف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يدعى أبو ليث. وأجرى ترو المقابلة في غزة بعد دخول الهدنة التي تم التوصل اليها مع الإسرائيليين حيز التنفيذ. وصرح أبو ليث بأن "لدى كتائب القسام مخزونا كبيرا من الأسلحة"، مضيفا أنه "في حال فشل المفاوضات نحن على استعداد لخوض حرب طويلة الأمد، كما أننا سنستهدف مدنا جديدة لم نقصفها من قبل". وأضاف "لدينا ما يكفينا من القذائف، وعددها أكبر مما قد يتصوره عدونا، فنحن لم نستخدم إلا 10 في المئة مما نملكه"، مشيرا إلى أن "الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة يمكن وصفها بأنها الأعنف على الإطلاق". وقال أبو ليث، الذي شارك في جميع عمليات حماس منذ انضمامه لصفوف الحركة في عام 1990، إن "العملية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، والتي بدأت منذ 4 أسابيع، كانت مختلفة تماما عن تلك التي نفذت في السابق". وأوضح أنه خلال العملية العسكرية الإسرائيلية التي شنتها في عام 2004، وأطلق عليها اسم "الرصاص المسكوب"، تكبدت حماس خسائر فادحة، لأن العملية كانت مفاجئة. وأضاف أبو ليث "لذا قمنا بإعداد خطط استراتيجية لنقل المعركة من سطح الأرض إلى تحتها، لذا لم يستطع أحد رؤية المقاومين الفلسطينيين أو حتى القذائف التي كانت تطلق على المدن الإسرائيلية". وأضاف أن المقاتلين في حماس يعملون في مجموعات مصغرة، وكل واحد منهم يعلم جيدا من معه في المجموعة وقائدها، إلا أن ما من أحد لديه معلومات عن عناصر حماس البالغ عددهم 30 ألفا في القطاع، باستثناء قلّة من قادة الحركة. وختم بالقول إن "إسرائيل ستشعر بالألم الذي تسببه لنا، وعليها أن تعلم بأنها لن تنعم بالأمن ما دامت غزة ليست آمنة منهم".
صحف بريطانية تعلق على استقالة الوزيرة البريطانية
أولت الصحف البريطانية اهتماما كبيرا بالاستقالة المفاجئة لوزيرة الدولة البريطانية سعيدة وارسي التي قالت إنه لم يعد بوسعها تأييد سياسة الحكومة حيال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وعدّتها سياسة لا يمكن الدفاع عنها أخلاقيا. فقد كتبت صحيفة ديلي تلغراف أن استقالة وارسي تمثل حالة نادرة لسياسي يشعر بتأنيب الضمير، كما أنها لحظة هامة في تاريخ السياسة البريطانية لأنها أول وزيرة رفيعة المستوى تستقيل بسبب السياسة الخارجية البريطانية منذ نحو عشر سنوات. وقالت الصحيفة إنها باستقالتها تكون وارسي قد فعلت شيئا نبيلا وهو إعادة إحساس الضمير إلى الطريقة التي تؤدى بها السياسة، وأضافت أنه لو أن المزيد من السياسيين كان لهم شجاعتها بدلا من التشبث بوظائفهم من أجل حياة رغيدة، لكان من المحتمل أن تكون الحكومات أكثر ميلا إلى تبني الوضوح ومتابعة الأغلبية. لكن مقالا آخر بنفس الصحيفة شكك في أن استقالتها إنما كانت لها علاقة بأحداث التعديل الوزاري الشهر الماضي لا بالأحداث في غزة. أما افتتاحية صحيفة ذي غارديان فقد اعتبرت استقالة وارسي ضربة مزدوجة لحزب المحافظين لأنه يكون بذلك قد خسر رصيدا هاما لنائبة عن مسلمي بريطانيا، وأصبحت سياسته في الشرق الأوسط تحت المجهر.
واعتبرت الصحيفة في مقال آخر أن رحيل وارسي يكشف أهم نقيصة لرئيس الوزراء ديفد كاميرون وهو أن استقالتها ليست بسبب غزة، ولكن بسبب رفض كاميرون تقبل النصح من الناس الذين ليسوا على شاكلته. وفي هذا السياق كتبت صحيفة ذي إندبندنت أن استقالة وارسي تضر كثيرا بالصورة الشاملة لحزب المحافظين، وأوضحت أنه عندما عين كاميرون وارسي لتصير أول وزيرة بريطانية مسلمة في مجلس وزرائه عام 2010، بعث وقتها رسالة قوية إلى الناخبين من الأقلية العرقية بأن المحافظين صاروا الآن حزبا شاملا، لكن هذه الرسالة لم تدم طويلا. وقالت الصحيفة إنه رغم أن استقالة وارسي كانت قرارا أخلاقيا بشأن غزة، فإنها تعكس أيضا إحباطها الكبير من فشل المحافظين في الوفاء بوعودهم عام 2010 فيما يتعلق بالهجرة وغيرها من القضايا التي تهم الأقليات هناك. وأضافت أن موقف كاميرون من غزة أفقده وزيرة جيدة وذات كفاءة عالية، وقلل فرص فوزه في الانتخابات القادمة. وفي موضع آخر كتبت نفس الصحيفة أن وارسي -مثل كثيرين في بريطانيا- لم تستطع تحمل موقف كاميرون غير الأخلاقي المنحاز إلى إسرائيل، واعتبرت الاستقالة شيئا نادرا وثمينا. واعتبرت الصحيفة تجنب كاميرون تجريم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته لما يحدث في غزة لا يمت بصلة إلى السياسة، وأنه تخلٍّ جبان عن الواجب الأخلاقي.
الصحف الغربية: 29 يوماً من الحرب: المقاومة فرضت نفسها
برغم التحيّز الغربي الواضح والفاضح لإسرائيل، الذي لم يتزحزح طوال أيام الحرب على قطاع غزة، إلا أن ذلك لم يمنع الإعلام الغربي من التساؤل عن جدوى هذه الحرب بعد مرور 29 يوماً على البدء بها. نتائج هذا العدوان على الصعيد الإنساني والاستراتيجي والسياسي، كانت موضع نقاش بالنسبة إلى العديد من المراقبين والمحللين الأميركيين، والغربيين عموماً.
وإن رأى بعضهم أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لم يأتِ إلا بنتائج سيئة على الدول الداعمة لإسرائيل، إلا أن البعض الآخر آثر الحديث عن أن «حماس» تمكنت من فرض نفسها لاعباً أساسياً على ساحة الصراع، بأساليب جديدة ربما أسهمت في إطالة أمد هذا العدوان. من بين هؤلاء، مراسل صحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية في الشرق الأوسط باتريك كوكبرن، الذي تساءل في مقال نشره، قبل أيام، عمّا حقّقته إسرائيل خلال 26 يوماً دامياً من العدوان على غزة. وقال إن العدوان الإسرائيلي صبّ في مصلحة حركة «حماس»، وجعلها أكثر قوة، وجعل إسرائيل تظهر على أنها «مخادعة وبلا قلب». كوكبرن رأى أن «نتيجة العدوان هي نفسها التي وصلت إليها الحروب السابقة، إن كان على لبنان أو على غزة»، موضحاً أن إسرائيل تقوم «بقصف مكثف يرمي إلى إلحاق أكبر خسائر ممكنة بالطرف الآخر، الأمر الذي يؤدي إلى سقوط غالبية الضحايا من المدنيين». وأضاف أنه «مع استمرار الحرب، يجد القادة الإسرائيليون صعوبة في تحقيق تفوّق سياسي على المستوى نفسه كالعسكري». «والأسوأ من ذلك»، قال الكاتب، «هو أن الإسرائيليين أنفسهم يرون أن الفلسطينيين، ومن بينهم حماس، الآن في موقف أقوى مما كانوا عليه منذ شهر».
ورأى الكاتب البريطاني أن أفعال إسرائيل الأخيرة، «أدت إلى عودة القضية الفلسطينية بقوة إلى الأجندة الدولية، بعدما كانت قد اختفت في أعقاب ثورات الربيع العربي التي بدأت في عام 2011». وهو إن وصف المتحدثين باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنهم «مراوغون وعديمو القلب»، حين يدّعون أن «ما من دليل على قصف إسرائيل لمستشفى تابع للأمم المتحدة أو ملعب للأطفال، ويحاولون إلصاق التهمة بصواريخ حماس»، إلا أنه لفت الانتباه إلى أن هذه الادعاءات «قد يصدّقها العالم لو كانت الحرب قصيرة، ولكن مع مقتل ما يزيد على 264 طفلاً فلسطينياً حتى يوم الجمعة الماضي، صبّت هذه التصريحات في سياق إقناع العالم بأن الإسرائيليين لا يأبهون لارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين».
أما عن الأهداف الإسرائيلية من الحروب التي تخوضها، فأوضح كوكبرن أن أحدها هو «إظهار قوة إسرائيل العسكرية»، ولكنه في هذا الإطار أكد أن «الواقع أظهر عكس ذلك، وهو عدم قدرة هذه القوة على إنهاء الصراع الطويل مع الفلسطينيين». الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر رأى، في مقال نشره في مجلة «فورين بوليسي» الأميركية بالتعاون مع رئيسة إيرلندا السابقة ماري روبنسون، أن «انتهاء الحرب في غزة يجب أن يبدأ بالاعتراف بحركة حماس لاعباً سياسياً شرعياً». الرئيسان السابقان أكدا أن «المأساة التي تشهدها غزة حالياً بدأت مع العرقلة المتعمّدة لاتفاق المصالحة بين حماس وفتح، الذي أبرم في نيسان الماضي، والذي شهد تنازلاً كبيراً من قبل حماس، التي سمحت بأن تصبح غزة تحت إدارة حكومة تكنوقراط لا تضم أياً من أعضائها».
وفي السياق، قال كارتر وروبنسون إن «الهجوم الإسرائيلي منع تلك الحكومة من تأدية عملها». وأوضحا أن «المأساة تكمن في أن إسرائيل رفضت تلك الفرصة للسلام ونجحت في منع الحكومة الجديدة من العمل في القطاع، برغم قبول تلك الحكومة كافة شروط الرباعية الدولية التي تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا». وتطرّق الكاتبان إلى «عاملين رئيسيين لإنجاح الوحدة الفلسطينية، أولهما رفع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 7 سنوات، ولو جزئياً، ودفع رواتب موظفي القطاع، الذين يعملون في التدريس والشرطة والرعاية الاجتماعية والصحة». من جهة أخرى، رأى الرئيسان أنه «ما من مبرر قانوني أو إنساني للطريقة التي تعامل بها الجيش الإسرائيلي مع قطاع غزة، حيث قصف آلاف المنازل والمدارس والمستشفيات، ما سبب نزوح أكثر من 250 ألف فلسطيني عن منازلهم». وقالا إن «إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة، ويجب فتح تحقيق دولي في الجرائم التي ارتكبت ضد المدنيين في القطاع».
صحف غربية أخرى، رأت أن الاستراتيجية الجديدة التي تستخدمها «حماس» كان لها دورها في إطالة أمد العدوان. ومن بين هذه الصحف، «ذا غارديان» البريطانية، التي أشارت إلى أن «إسرائيل، داخل الأنفاق التي بنتها حماس، كانت تصارع التكتيكات الجديدة في غزة، حيث اضطر الجيش الإسرائيلي إلى إرسال جنوده إلى تحت الأرض لتدمير عشرات الأنفاق». وأوضحت الصحيفة أنه «في الوقت الذي كانت فيه القوات الإسرائيلية تسابق لتدمير ما أمكنها من الأنفاق، كان ناشطو حماس يستخدمون سلاحهم الاستراتيجي الموجود تحت الأرض، لشن هجمات على الجيش الإسرائيلي، داخل غزة وعلى الحدود مع إسرائيل». ولفتت الصحيفة البريطانية الانتباه إلى أن «الشبكة المعقدة والممتدة الموجودة تحت الأرض، مثلت مفاجأة للقادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين».
في سياق آخر، تساءلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، في مقال للكاتب بول وولدمان، عمّا إذا كان من الممكن أن تؤدي الحرب على غزة إلى تغيير طبيعة النقاش في العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة. وإن رأى وولدمان أن «ذلك لن يحصل بين ليلة وضحاها، ومن الممكن ألا يحصل أبداً»، ولكنه أشار إلى أنّ «من الممكن أن تصبح مسألة الدعم الأميركي لإسرائيل شيئاً يمكن النقاش فيه، بعدما كانت مسألة إجماع تام في الكونغرس وبين النخبة السياسية الأميركية». وفي هذا الإطار، قال إنه «في الوقت الذي يطول فيه القتال ويزداد فيه عدد القتلى، يصبح من الصعب الحفاظ على الرأي السائد بين النخب السياسية الأميركية، الذي يعتبر الحكومة الإسرائيلة كاملة وغير قابلة للوم».
وورلد تريبيون: داعش رفضت نداءات للتدخل في الحرب مع حماس
ذكرت صحيفة " وورلد تريبيون" الامريكية اليوم أن جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" قررت عدم التدخل في هجمات "حماس " ضد إسرائيل. وقالت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم على نسختها الالكترونية إن مصادر إسلامية قالت إن (داعش) رفضت نداءات عديدة مما وصفتها بـ " مليشيات تابعة للقاعدة في قطاع غزة " بارسال المال والسلاح لقتال إسرائيل. ومضت الصحيفة تقول إن داعش ردت قائلة إن اولويتها هي إقامة دولة "الخلافة" في العراق وسوريا وتركيا. وأضاف المصدر " ان داعش وفرت تدريبات لفلسطينيين كانوا قد جاءوا إلى معسكراتها في العراق وسوريا .. ليس اكثر ". وقالت المصادر إن جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام تستثمر في هدوء مواردها في قطاع غزة .. لكن الحركة تعمل مع جماعات اخرى – من ضمنها جماعة انصار الشريعة وجيش الاسلام – لتجنيد الفلسطينيين في الحرب الحالية ضد العراق وسوريا. وفي منتصف عام 2014 سعت جماعات سلفية عديدة في قطاع غزة للحصول على تمويل من "داعش". .ونشر البعض صورا لخلايا تابعة لابو بكر البغدادي زعيم داعش. وقال مصدر اخر " ان حماس لا ترغب ولا تريد "داعش" بل انها تقبض على هؤلاء الذين تراهم ناشطين اكثر من اللازم ".
معهد واشنطن: النجاح العسكري لـ «الدولة الإسلامية في العراق والشام»: تهديد متعدد الجبهات
أظهر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش») سهولة تحرك استراتيجية وسرعة عملياتية ملفتة تجلّت في سلسلة الهجمات التي شنّها خلال الأسابيع الأخيرة في المناطق الخاضعة له في العراق وسوريا. وتضمنت هذه: • هجمات ضد المرافق الحكومية السورية، بما في ذلك إحكام السيطرة على قطاع النفط السوري. • موجة من التفجيرات بالسيارات المفخخة والتفجيرات الانتحارية توغلت عميقاً في أحياء العرب الشيعة في بغداد، وأظهرت مدى نطاق التنظيم وشبكات دعمه القوية حتى خارج المناطق السنية. • هجمات مزدوجة على الجبهة اليسرى (في جلولاء بالقرب من الحدود الإيرانية) والجبهة اليمنى (في سنجار وسد الموصل، عند المنطقة الحدودية الثلاثية لسوريا والعراق وتركيا) من خط الدفاع الخاص بـ «حكومة إقليم كردستان». وفي الموقع الأخير يبدو أن «داعش» ارتكبت المجازر بحق المدنيين من العرق اليزيدي. وقد تكون هذه الأعمال العسكرية المتفرقة بظاهرها أجزاء متسقة من المرحلة المقبلة المخطط لها جيداً في حملة «داعش».
التركيز على بغداد؟ إن «داعش» - التي غيرت اسمها مؤخراً إلى «الدولة الإسلامية» عندما أعلنت الخلافة في أجزاء من العراق وسوريا - لا تملك أدنى فرصة للإستيلاء على بغداد، لكنها ربما تسعى إلى عزل المدينة. وهذا ما يبرر على الأرجح القتال الضاري الذي يدور شمال العاصمة وجنوبها، بعد أن وقع غربها، بما في ذلك مدينة الفلوجة، بالفعل تحت سيطرة «داعش». فلو أمكن قطع خطوط الاتصالات الرئيسية، وعلى الأخص لو أمكن تدمير الجسور - وفي هذا الصدد أثبتت «داعش» مهارتها في تنفيذ مثل هذه الإنجازات الهندسية خلال عملياتها شمال بغداد - تصبح المدينة حينئذٍ محرومة فعلياً من المواد الغذائية والوقود والمياه الصالحة للشرب، ويصبح سكانها "محاصرين". وكان هذا الأمر نفسه على وشك الحصول عام 2004 على الرغم من وجود أكثر من 100 ألف جندي أمريكي في البلاد.
وفي الوقت نفسه، قد تشن «داعش» موجة تفجيرات أخرى وربما حتى أضخم من تلك التي وقعت في شهري حزيران وتموز لإرهاب السكان المحاصرين. وقد يكون الغرض من ذلك إرغام الحكومة العراقية على سحب قواتها من المناطق الاستراتيجية - من سد حديثة وحتى مصفاة بيجي - للدفاع عن بغداد؛ وإذا كانت «داعش» "محظوظة"، فمن الممكن أن يؤدي هذا الضغط الإرهابي إلى اندلاع أعمال إرهابية من قبل الميليشيات الشيعية ضد العرب السنة المتبقين في المدينة، تماماً كما حدث في الفترة 2006-2007. وبالنسبة لتنظيم «داعش»، ستكون هذه الحصيلة عاملاً استراتيجياً في تغيير قواعد اللعبة والحصول على ما تريده الجماعة تماماً - أي نزاع إقليمي بين الشيعة والسنة، مع تنامي دور «داعش» بصفتها حامي الأكثرية السنية. ولعل هذا السيناريو يبدو بعيد الاحتمال، لكن «داعش» لم تتقوى وتربح بهذه السرعة من خلال اتباعها السيناريوهات المنطقية.
الجبهة الكردية خلال سقوط الموصل في حزيران، قامت «حكومة إقليم كردستان» بسحب جيوشها بكفاءة أكبر من الجيش العراقي، ولكنها لم تنخرط فعلياً في القتال مع «داعش». وبعد ذلك، لم تكتفِ «حكومة إقليم كردستان» بوضع القوات في حالة تأهب على طول حدود "الخط الأخضر" الذي كان قائماً قبل الأزمة، إنما قامت بتوسيع هذه الجبهة الأمامية واحتلت كركوك وحقول النفط المهمة في شمالها، ثم زحفت جنوباً نحو المناطق المتعددة الأعراق من سنجار على الحدود السورية إلى جلولاء قرب إيران. لكن هذا الدفاع "الأمامي" تضمن السيطرة على مناطق تشمل عدد كبير من السكان العرب السنة، بعضهم متعاطف مع «داعش» أو مع الجماعات المتمردة التقليدية للعرب السنة العراقيين والمتحالفة مع «داعش». وفي هذه المناطق بالتحديد أحرزت «داعش» انتصارات ساحقة خلال الأيام القليلة الماضية، على الرغم من أن طفرتها الأمامية في جلولاء قد قُطعت على ما يبدو، وأن «حكومة إقليم كردستان» قد أعلنت عن شنها هجوماً مضاداً باتجاه سنجار. ومع ذلك، تملك «داعش» سجلاً جيداً بالاحتفاظ بالأراضي التي تحتلها، وحتى قوات البشمركة ستنهمك بشكل كامل في استعادة الأراضي.
فلماذا إذاً لم تتمسك البشمركة بقسمٍ من الأراضي التي سيطرت عليها حديثاً؟ على خلاف الكثير من وحدات الجيش العراقي، تملك عناصر البشمركة التحفيز اللازم - وفي أغلب الأحيان - التدريب والانضباط المتقنين. فهم موالون لحكومتهم الإقليمية ويشكلون الدرع بين «حكومة إقليم كردستان» ومناطق المتمردين. وأحد التفسيرات لذلك هو أن «داعش»، مع أن عدد مقاتليها ليس ضخماً، قوية من الناحية التكتيكية، ولا شيء ينجح في الحروب بقدر الانتصارات السابقة - وقد كان للتنظيم نصيبه الكبير منها خلال الأشهر الأخيرة. فالجماعة تنعم بفيضٍ من المعدات المستولى عليها ومخازن الذخيرة التابعة لمختلف الفرق العراقية، وأموال طائلة على ما يبدو من تهريب النفط والتبرعات ومصادر أخرى. كذلك عانى الأكراد من بعض السيئات، فهم منتشرين على جبهة تمتد ما يقرب من ألف كيلومتر، فيما تم استدعاء العديد من وحداتهم على عجل أو إعادة نشرها من مراكزها المعتادة على الجبهة. وفي جلولاء كانوا يحاربون في منطقة عربية بمعظمها حيث لم تكن الأكثرية تدعمهم. أما في سنجار فلم تكن الجغرافيا في صفهم، كونها أرضاً ناتئة معزولة تمتد عميقاً في الأراضي الخاضعة لسيطرة «الدولة الإسلامية» على مقربة خطيرة من معاقل التنظيم في سوريا.
وبالرغم من الصراعات السياسية المتواصلة بين أربيل وبغداد بشأن اقتسام السلطة وعائدات النفط، بدأت تبرز بعض التحالفات المهمة في إطار السعي إلى وضع حد [لتقدم] «داعش». فقد أفادت التقارير الصحفية أن بغداد قدمت الدعم الجوي للأكراد، بحيث تمكّنت الطائرات التابعة للقوة الجوية العراقية من استخدام مطار كركوك تحت إشراف قوات البشمركة من أجل ضرب «داعش». وقيل أيضاً إنّ الميليشيات الشيعية قامت بالتفاوض لإرسال قواتها بالطائرات إلى السليمانية من أجل نقلها إلى القرى الشيعية الواقعة جنوب خط السيطرة الكردي. وفي الوقت نفسه، أفادت عدة تقارير عن وجود تعزيزات كردية سورية من «حزب الاتحاد الديمقراطي» تحارب «داعش» في منطقة سنجار على الرغم من الخلافات السياسية التي وتّرت العلاقات بين العديد من الأكراد العراقيين والسوريين على مدى سنواتٍ عديدة.
التداعيات على المصالح الأمريكية لا تزال «الدولة الإسلامية في العراق والشام» تظهر فطنتها الاستراتيجية. فإلى جانب النكسات الحادة التي وجّهتها إلى الأكراد والحملة التي تشنها في بغداد وحولها، يركز التنظيم اهتمامه على البنى التحتية الرئيسية - السدود والمصافي وحقول النفط - التي يمكن استخدامها لتوليد السيولة وممارسة السلطة والسيطرة السياسية. وفي بعض الحالات، يمكن استخدام هذه البنى التحتية كسلاح. على سبيل المثال، إن السيطرة على سد حديثة قد تتيح له قطع كمية كبيرة من الكهرباء عن محافظة الأنبار وخارجها. كما أن فتح السدود، كما فعلت ذات مرة بالقرب من الفلوجة، قد يعرّض المناطق الشيعية عند مجرى النهر لخطر الفيضانات. وعلاوة على ذلك، من خلال السيطرة على طرقات النقل المفصلية مثل سنجار وتلعفر، ضَمَن تنظيم «الدولة الإسلامية» قدرته على تحريك قواته وإمداداته بسرعة ذهاباً وإياباً ما بين "الجبهات" السورية والعراقية. وفي النهاية، فبينما يبقى الهدف الرئيسي لـ «داعش» هو عزل بغداد باعتبارها "محطة" على الطريق المؤدي إلى حرب طائفية إقليمية، لا شك في أن «داعش» تضع عينها على كركوك وحقولها النفطية، التي تُعتبر حقول النفط الوحيدة على المستوى العالمي بالقرب من المناطق العربية السنية في البلاد.
ولا بد لكل هذه التطورات أن تأتي في طليعة اهتمامات الحكومة الأمريكية. ففي النهاية، كان الرئيس الأمريكي قد أعلن في 19 حزيران أنه لا يمكن القبول بدولة «داعش»، وأرسل عسكريين وصل عددهم الآن إلى ما يقرب من 800 شخص لمساعدة العراقيين وحماية الأمريكيين المتبقين في بغداد. واليوم تشغّل الولايات المتحدة خليتين موحدتين للاستخبارات العسكرية في بغداد وأربيل. ولا شك في أن المساعدة الاستخباراتية المعززة والمشورة القتالية التي قدمتها الولايات المتحدة تلقى تقديراً كبيراً، ولكن يجب بذل المزيد من الجهود. فواشنطن تعطي الذخيرة للجيش العراقي إنما ليس للأكراد، مع أن الأكراد بحاجة للذخيرة ولا سيما للدبابات والمدفعيات التي تعود إلى الحقبة السوفياتية التي استولوا عليها في 2003. إنهم بحاجة إلى المزيد من الأسلحة الثقيلة والحديثة أيضاً، فضلاً عن التدريب والذخيرة لتصبح هذه الأسلحة فعالة.
وما يوازي ذلك أهمية هو أنه يجب على الولايات المتحدة أن تضرب «داعش» جواً حين تهدد هذه الأخيرة حلفاء أمريكا السابقين من العشائر السنية الموجودة حول سد حديثة والرمادي، أو حين تهاجم مواقع البشمركة، أو حين تهدد بغداد. ولا تعني هذه العمليات أنها تخدم سلاح الجو الطائفي التابع لرئيس الوزراء نوري المالكي: وإلى أن يتّضح الوضع السياسي في بغداد، فبالتأكيد يجب أن تكون مثل هذه الضربات محدودة ومقتصدة تحضيراً [لقصف] أهداف تنظيم «داعش» ذات القيمة العالية. لكن الضربات المحددة التي قد توجهها الولايات المتحدة على المدى القريب ستزيد من نفوذ واشنطن وتأثيرها على العراقيين بكافة أطيافهم الطائفية والعرقية. هذا وتضرب الولايات المتحدة عناصر تنظيم «القاعدة» في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، من باكستان إلى ليبيا والصومال. ونظراً إلى الوصف الذي قدمه كبار المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر الابن والمدعي العام إريك هولدر، حول المخاطر المتنامية التي تسببها «داعش»، فلا ينبغي تأخير هذه الضربات حتى لحظة واحدة أكثر.
عناوين الصحف
التايم الاميركية
• الإسرائيليون غير سعداء لرؤية جيشهم "يُفاجئ" مرة أخرى.
سي بي اس الاميركية
• رئيس الوزراء الاسرائيلي يقول انه يأسف "لجميع" القتلى المدنيين ولكنه يلوم حماس.
الاندبندنت البريطانية
• الآلاف من الأقلية اليزيدية العراقية الذين تقطعت بهم السبل يواجهون احد الخيارين اما الموت عطشا أو الاستسلام لمقاتلي داعش.
• انسحاب الجنود الإسرائيليين يكشف عن مخلفات الإنسانية.
• الديمقراطيون الليبراليون ينقلبون على ديفيد كاميرون على خلفية موقف الحكومة من غزة.
الغارديان البريطانية
• وزير بريطاني سابق: يجب فرض حظر أسلحة على اسرائيل.
لوس انجلوس تايمز
• إسرائيل وحماس يزعمان الانتصار فيما يتساؤل سكان غزة عن المكاسب.
واشنطن بوست
• في غزة، حجم الدمار يخلق أزمة إنسانية متفاقمة.
• العراقيون يطلبون المساعدة لآلاف المحاصرين على السفح.
• المعركة المقبلة لسكان غزة: إعادة الاعمار.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها