قال لهم نصرالله كلمة بدأت تصبح كالنار على علم، قال لهم ستأتون لتشكروننا. طبعا وقتها كنّا مقتنعين بصوابيه العين الثاقبة لقائد خلت الأزمان من أمثاله، ولكن كنّا نسأل كيف سينقلب الأعراب ويعترفون بفضل نصرالله ؟
كتب "صالح صالح" في عرب تايمز :
عندما اجتمعت كلمة العرب على رفض مساندة نصرالله لسوريا، قال لهم نصرالله كلمة بدأت تصبح كالنار على علم، قال لهم ستأتون لتشكروننا. طبعا وقتها كنّا مقتنعين بصوابيه العين الثاقبة لقائد خلت الأزمان من أمثاله، ولكن كنّا نسأل كيف سينقلب الأعراب ويعترفون بفضل نصرالله وهو كفضْل السموأل على الأمانة، وفَضْل حاتم على الكرم، وفَضْل الشرف على الكرامة، وفضل إبراهيم على الإمامة.
ها هي داعش تفترس دويلات العرب، وتضع العراق ولبنان والأردن وفلسطين والكويت وسوريا ناقص الإسكندرون على خريطتها الأولية.
أول الصارخين هي الكويت، التي وصل الحلاّق الداعشي إلى لحيتها. هو يوم علم فيه العرب أن دول البسكويت تذوب بكوب شاي واحد. هو يوم رفع فيه أكثر من زعيم عربي سمّاعة الهاتف ليصُفَّ على ستناد باي مُحَوِّل مكالمات الهاتف إلى الإدارة الأمريكية، وفي جعبتهم كلمة واحدة اِحمونا من داعش كي لا نركع لنصرالله وايران ونطلب منهما حمايتنا.
نصرالله الذي أجْمَع الأعراب أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ، فنَبِّئَهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ. وفي قصته آيات للسائلين. استكبروا عليه وخانوه وها هم سيرجعون إليه صاغرين، آية من آيات الله لقوم لا يستكبرون. أرادوا حرق المنطقة من أجل إسقاط الحُكم في سوريا فإذا بحُكم سوريا يبقى وتقف النار في حقول خُطّت بالقلم وترتد النار من حيث أتت. بقيت المعارضة السورية تُكابر والنار وصل إلى رأسها حتى سقطت، وها هي دول العرب تتهاوى كما كانت إسرائيل تأكل أرض العرب بلواء واحد، وبسرعة القطار .
يا مهزلة الدهر، اليكم هذه المطالعة: سقطت فلسطين منذ سنين وبعدها وصل الحريق إلى العرب المتخاذلين فصارت كل دولة تخاف من التشتيت وصارت كلمة شتات نار على علم، وبعدها احترق لبنان وتشتت أهله ولعب العرب فيه وجابوا عرضه وطغت كلمة اللبننة على الشتات، وكلمة لبننة معناها الآن تقسيم البلد إلى كانتونات طائفية متناحرة كالغربان على الخراب. وبعدها انقسم اليمن في حرب نفوذ العرب واستقوائهم على بعضهم لتصير كلمة تقسيم هي الطاغية، وبعدها سقط العراق وطغت كلمة عرقنة، ومعناها جعل البلد بهائم تتفجر بالأسواق والمساجد والمقامات الدينية.
وكان أهل العراق يشتمون من يقول لهم أن العراق مقبل على اللبننة التي ربما يتمناها أهل العراق اليوم، أذكر يوم شتم سياسي عراقي مذيع فضائية عربية عندما سأله هل العراق مقبل على اللبننة؟ قال السياسي بغضب ومحقرا لبنان وأجاد بوصف اللحمة التي تجمع الشيعة والسنة والأكراد والتركمان و... وبالمصاهرة بين جميع المكونات.
واليوم صار ما صار في سوريا وخافوا على عرقنة سورية، وتبين أنها تعرقنت وتلبننت وتأفغنت وتيمنت وتسودنت وتفلطنت وصار سيطرة مئات الآلاف من المجاهدين بدعم خليجي صهيوني غربي تركي وقطع محافظات يسمّى السرينة وهذا ما أخاف إياد علاوي الذي قال أنه خائف على العراق من السرينة. وبصراحة أنا خائف على باقي الحضارات البشرية من العربنة لإنه لم يعد هناك بلد واحد صالح و هذا بعد أن غاليت بالتفاؤل هي من علامات الساعة، وإذا كنا هامش من هوامش الخلق فبالتأكيد ستكون من علامات ساعتنا نحن فقط.
وهل هناك ساعة أكثر من قتل 1700 عراقي والتباهي بآيات السبحان وتصويرهم اتش دي والتفاخر بقتلهم؟ عندما يعفي البغدادي الماسوني عن 800 سني من طلاب المدرسة الحربية ويعدم 1700 شيعي فهذا له مدلول واحد وهو أنه يقول للشيعة أنا يزيد وهذه كربلاء 2، ونقولها بصراحة إذا لم ينجح العقلاء بإطفاء الحريق الذي قد لا يكفيه ماء البحر فهذا يعني أن علينا السلام جميعا.
وتقديرا لكلمات صار البحث عنها أشقى من البحث عن الماس اقرؤوا قصيدة "ارفعوا الأيدي عن سما سوريا" لنادر الشُعّار الذين يسبحون عكس التيار الشاعر عبد الوهاب القطب، هي صرخة في وجه الفتنة التي هاج بركانها وأرعدت بهامها، هي جوهرة تلمع "كَجُمَانَةِ البَحْرِيِّ سُلَّ نِظَامُهَـا".
http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?ArticleID=35644
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه