23-11-2024 06:00 PM بتوقيت القدس المحتلة

"داعش" تخدم "اسرائيل".. أعمال شيطانية لتشويه صورة الاسلام

"أنبه من ان تدمير المساجد ودور العبادة ومقامات الانبياء قد يمهد لان يكون مدخلا لتهديم المسجد الاقصى على ايدي الصهاينة...".

"... أنبه من ان تدمير المساجد ودور العبادة ومقامات الانبياء قد يمهد لان يكون مدخلا لتهديم المسجد الاقصى على ايدي الصهاينة..."، هذا ما لفت اليه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مهرجان "يوم القدس العالمي" لهذا العام.

اما النائب وليد جنبلاط فأشار خلال مقابلة مع صحيفة "السفير" اللبنانية في 1-8-2014 الى ان "اختراع داعش يعني خلق التوتر الدائم والحرب السنية الشيعية الى ما لا نهاية ، وهذه أكبر هديّة لإسرائيل ، وهذا هو المشروع اليهودي القديم من أجل تفتيت المنطقة".

ومن هنا نبدأ لنستطلع ماذا فعلته "داعش" من سوريا الى العراق وصولا الى عرسال البقاعية، فمعرفتنا ممن يتكون هذا التنظيم بانه يضم مقاتلين من مختلف الجنسيات لا تقف عن الحدود السورية او العراقية ، والاطلاع على افعاله بانه يعمد الى التنكيل والقتل واعتماد معايير طائفية ودينية في قتله لبني البشر وهدمه لبيوت الله أيا كانت الديانة ونبشه للقبور لا سيما قبور الانبياء والاولياء وتوعده بتدمير التراث والثقافة اينما حلّ، بالاضافة الى الامكانات الكبيرة بل الهائلة التي حصل عليها في وقت قياسي بما يشي ان هناك من يقف خلفه سواء الدول او المنظمات او اجهزة استخبارات، من كل ذلك يمكننا فهم بعضا مما تسعى "داعش" الى تحقيقه وبعضا مما يسعى من يقف خلف هذا التنظيم للوصول اليه.

العدو الاسرائيلي قد يستغل ما تقوم به "داعش" لتهديم المسجد الاقصى وبث الفتنة بين المسلمين

فعندما نأخذ ما نبه إليه السيد نصر الله في مسألة نبش القبور وهدم مقامات الانبياء(ع)، فانه يدلل ان للكيان الاسرائيلي مصلحة فيما تقوم به "داعش" في هذا المجال، و"اسرائيل" لن تترك فرصة حتى تستغلها للقضاء على القضية الفلسطينية وتهديم المسجد الاقصى وبيت المقدس اللذين يعتبرا في صلب القضية الفلسطينية لما لهما من أبعاد دينية عقائدية لدى المسلمين.

وايضا ما اشار اليه النائب جنبلاط قد لا يقل اهمية، حيث ان الفتنة الاسلامية - الاسلامية، السنية الشيعية، لا تخدم الا اعداء الامة الاسلامية، ولا عدو لهذه الامة أشد من اسرائيل الكيان الذي زرع كالسرطان في جسد الامة.

وطالما حاولت اسرائيل ومن ورائها أسيادها في الغرب لا سيما اميركا الوصول الى هذه الفتنة دون جدوى ، الا ان جاءت داعش لتطل ومعها الفتنة في سياق قد يدخل الامة في نفق مظلم، نتائجه بالتأكيد مدمرة اذا لم يتم تدارك الموضوع من العقلاء والقيميين من كل المذاهب الاسلامية.

وماذا عن تهجير المسيحيين وإخلاء بلدان المنطقة منهم، ألا يصب ذلك في مصلحة اسرائيل؟ اسرائيل التي طالما حاولت طمس معالم الديانة المسيحية من الاراضي المحتلة ولا أحد ينسى كيف تضيق على المسيحيين في القدس وبيت لحم وتمنع الصلوات في ايام الميلاد وغيرها من المناسبات الدينية للمسيحيين ناهيك عن ممارساتها لدفع المسيحيين بترك فلسطين والهجرة منها.

وماذا عن الارهاب الذي يمارس في هذه الفترة في بلدة عرسال في البقاع اللبناني وقتل المدنيين وخطف العسكريين العزل من منازلهم والتهديد بقتلهم ونشر المشاهد عن التنكيل ببعضهم بهدف زرع بذور الفتنة في لبنان بين الشيعة والسنة؟ ومحاولة ضرب هيبة الدولة والجيش والمؤسسات الامنية؟ فمن المستفيد من كل ذلك؟ فإن عددنا جرائم "داعش" وافعالها بشأن كل ما سبق قد يطول الحديث، علما ان التدقيق في كل ذلك يظهر ان المستفيد الاول والوحيد من "داعش" وجرائمها هي "اسرائيل".

الشيخ جبري: من صنع داعش لا يريد مصلحة الاسلام وتسميتها تعود لايام الجاهلية

وحول ذلك يقول الأمين العام لحركة الامة الشيخ عبد الناصر جبري "نحن عندما نتكلم عن تسمية داعش لا بد من الالتفات الى ان هذه التمسية تشبه التسميات ايام الجاهلية ما قبل الرسول الاكرم(ص)"، واضاف "لا يوجد شيء اسمه دولة خلافة انما يمكن ان يوجد دولة وعليها خليفة او ملك او امير فالتسمية بأصلها غريبة عن مجتمعنا الاسلامي وثقافتنا الاسلامية"، وتابع "هذه التسمية هي لاعداء الامة من اجل ان يشوهوا صورة الاسلام لا سيما بما تقوم به هذه المجموعات بكل اسف".

واكد الشيخ جبري وهو عميد كلية الدعوة الاسلامية في بيروت ان "هناك دولا واجهزة صنعت داعش وتدعمها وتمولها ، وهذا امر طبيعي سواء بالنسبة لهذا التنظيم او غيره من المجموعات"، واشار الى ان "داعم هذه المجموعات ليس اسلاميا ولا يريد مصلحة الاسلام والمسلمين بل يريد العكس اي الاساءة للاسلام"، واوضح "لو اراد داعم هذه المجموعات مصلحة الاسلام لكان قد وجه هذه المجموعات باتجاه فلسطين لان لا يوجد مظلومية اكبر من مظلومية شعبنا في فلسطين وان وجدت مظلومية في اماكن وأزمنة اخرى ولكن لا ظلم كما هو حاصل في فلسطين المحتلة".

وسأل الشيخ جبري "من هي داعش ومن هم رموزها وماذا يعني ابو بكر وابو حسن وغيرها من الاسماء"، معتبرا ان "كل هذه التسميات هدفها اللعب بعواطف الناس وعقولهم وقلوبهم والضحك عليهم"، ولفت الى ان "شخصا لا يتجرأ الافصاح عن اسمه ، ونحن نريد التعرف عليه من خلال ثقافته واطلاعه وبعد نظره وتاريخه وغيرها من الامور ، فمن لا يجرؤ ان يتكلم عن اسمه الحقيقي، فكيف يمكننا السير خلفه او الايمان بما يقوم به؟".

داعش تقوم بكل ما ترفضه الشريعة وتعمل لتشويه صورة الاسلام

واضاف الشيخ جبري "هذه القوة التي حصلوا عليها امر مستغرب وكذلك أفعالهم التي يقومون بها مستنكرة سواء من قتل الناس او من طردهم من ارضهم"، سائلا "كيف يقتلوا الناس بهذه الطريقة ويَسبون الناس لاسيما الحرائر ، ويطردون الناس من بيوتهم وارضهم"، وشدَّد على ان "داعش اشد سوءا من الخوارج لان هؤلاء لا يقفون عند نصوص".

وأشار الشيخ جبري الى ان "داعش تقوم بكل ما ترفضه الشريعة وهي بذلك تهدف الى تشويه وتحريف الشريعة"، ولفت الى ان "داعش تقوم بما تقوم به مع المسيحيين والمسلمين بشكل عام ، ولا تفرق بذلك بين انسان وانسان ، ما نشهده من تهجير يشمل كل الالوان والاطياف (تهجير لكل الناس من مسيحيين واكراد وتركمان وغيره....)"، واضاف "هذا ما تريده ادارة الشر الاميركية التي تعمل لتطبيق الفوضى الهدامة"، مذكرا ان "اوروبا واميركا سبق ان سعوا الى اخذ المسيحيين من لبنان طالما ذلك يحقق مصالحها واليوم افعال داعش يندرج في نفس الاطار".

وقال الشيخ جبري "هذا الصنف من البشر يتكلم زورا باسم الخلافة ، وحقيقة هذا كله برمجة من اجل تحطيم المقدسات عند الانسان بشكل عام وعند المسلمين بشكل خاص ، وفي هذا الاطار يأتي هدم القبور سواء للانبياء والاولياء او الاناس العاديين فهذا لا يجوز شرعا"، واضاف "لا تستبعد في المستقبل ان يقولوا نريد هدم المسجد الاقصى او نريد قبر النبي(ص) او هدم الكعبة المشرفة ، فهذه الاعمال كلها شيطانية من ايحاءات صهيونية لتحطيم الاسلام والانسان"، داعيا "الناس للتنبه من خطر هذه المجموعات التي تسعى لهدم القيم الاسلامية والانسانية في ذاتيته وحركته وكلها خدمة لاميركا واسرائيل".

وعن مكافحة الارهاب، قال الشيخ جبري "نحن نعجز عن ان نجابه هذا الفكر الشيطاني وذلك بسبب فرقتنا وتشتتنا وتفتتنا وعدم وحدتنا يمنعنا ان نواجه قوة هذا الاجرام وهذه الافكار الشيطانية الصهيونية"، واسف ان "امتنا تفقد القيادة الدينية والسياسية"، ولفت الى ان "هذه القيادة ان وجدت فتكون برسم الآخرين لاسيما اعداء الامة لذلك نرى الرعية الاسلامية قد ضلت لانها فقدت الراعي"، واضاف "كل ذلك مدروس من قبل الاعداء ليوصلوا حكاما ضعفاء يهتمون بأنفسهم دون هموم الامة"، داعيا "كل مسلم للعمل ورفع الصوت بما يخدم الافكار الربانية كل على قدر طاقاته من خلال الاعلام والجلسة الخاصة او في المسجد او في المجتمع"، مشددا على ان "مواجهة هذه الافكار الشيطانية الصهيونية تكون بالوحدة وعدم الاستسلام امامها ومواجهة بكل ما اوتينا من قوة وعدم اليأس من هزيمتها، لان الانسان عندما يقوم بتكليفه الشرعي في نشر الوعي الديني والثقافي ، فإن التوفيق والنجاح سيكون حليفه بالتأكيد".

من كل ذلك يتضح لنا مدى المؤامرة التي ترسم لهذه الامة من قبل الاعداء تحقيقا لمصلحة "اسرائيل" الغدة السرطانية التي زرعت في قلب المنطقة والتي منذ لصقها بيننا ، لم تقف المؤامرات والمشاريع التفتيتية والتخريبية لكل دولنا ومجتمعاتنا، لكل ايا كان "الشيطان" الارهابي، دولا ام اجهزة او مجموعات مسلحة وايا كانت قدراته فهذا لا يعني اننا سنقف مكتوفي الايدي دون مواجهته ومجابهته في كل الساحات وكل الجبهات وكل المحطات وبكل الوسائل والسبل، لانه ايا كان هذا الشيطان وايا كانت شروره ومؤامراته فالحق سوف ينتصر وسوف يعلو ولن يعلى عليه مهما طال الزمن وكثر الاعداء.. فنحن ننتظر الصبح ونعمل لاشراقه.. أليس الصبح بقريب..