تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 11-08-2014 مواضيع عدة كان أبرزها الشأن الداخلي اللبناني بتشعباته السياسية والأمنية، بالاضافة الى الشأن الأقليمي
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 11-08-2014 مواضيع عدة كان أبرزها الشأن الداخلي اللبناني بتشعباته السياسية والأمنية، بالاضافة الى الشأن الأقليمي خاصة من مستجدات العدوان والتهدئة في غزة الى الحرب على الارهاب في العراق، وغيرها..
السفير
الحريري عند بري: هل تُفتح أبواب المجلس؟
قهوجي: أسقطنا الإمارة من عرسال إلى بحر عكار
وحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم التاسع والسبعين على التوالي.
ولبنان ايضا بلا عسكرييه الأسرى الذين يُفترض أن يكون تحريرهم من أيدي المسلحين في جرود عرسال، أولوية تتقدم على ما عداها لدى ما تبقى من مؤسسات عاملة في «جرود الدولة»، لان كل عنصر مختطف من عناصر الجيش وقوى الأمن يرمز ببزته الى الكرامة الوطنية.
وقد أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي لـ«السفير» الإصرار على استعادة الأسرى مهما كان الثمن غاليا، لافتا الانتباه الى ان الجيش أنقذ لبنان عبر معركة عرسال من فتنة مذهبية قاتلة، «ولو هُزم الجيش لكانوا قد دخلوا الى عكار ومنها وصلوا الى البحر وأعلنوا عن دولتهم، وهنا الكارثة».
وفي «دولة الفراغ» يُسجل للمعنيين بملف دار الفتوى أنهم نجحوا في وقف زحف «الشغور» عند أبواب الدار، ليُنتخب أمس الشيخ عبد اللطيف دريان مفتياً توافقياً للجمهورية، بتفاهم بين سنّة «8 و14» آذار وبدفع من أطراف عربية (مصرية - سعودية)، في لحظة احتدام المواجهة مع التطرف والإرهاب على امتداد المنطقة وصولا الى لبنان، علما أن هذه المظلة الداخلية - الخارجية، لم تحل دون «تمرد» 19 صوتاً من بين الحاضرين على «قدر التسوية».
وإذا كانت تسوية انتخاب المفتي الجديد قد رُتبت قبل عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان، إلا أن رعاية الحريري لها عن قرب أعطت زخماً إضافياً لعودته التي بدأت تظهر مفاعيلها المباشرة على صعيد إعادة ترتيب أوضاع البيت الداخلي لـ«تيار المستقبل» والطائفة السنية في مواجهة المتطرفين.
وفي سياق «إعادة تأهيل» جسور الحوار، زار الحريري مساء أمس الرئيس نبيه بري في عين التينة، حيث عُقد لقاء أعاد فتح أبواب التواصل المباشر بين الرجلين، فهل يُمهد لإعادة فتح أبواب المجلس النيابي؟
بري منفتح على الحريري
وقال بري لـ«السفير» إنه مرتاح لعودة الحريري، معتبراً أنها ضرورية ومفيدة في سياق مواجهة التطرف وتعزيز الاعتدال، ومشيراً الى أنه عندما يقرر الرئيس الحريري أن يكون في الصفوف الأمامية للمعركة ضد الإرهاب والتطرف، فلا يمكننا إلا أن نثني على هذا الخيار.
وأبدى استعداده للتعاون مع الحريري في هذه المرحلة الدقيقة، سواء على مستوى التصدي لخطر الإرهاب أو على مستوى إعادة تفعيل المؤسسات الدستورية.
ودعا المؤسسة العسكرية والحكومة الى عدم التفاوض مع المجموعات المسلحة، في ما خص ملف الأسرى من العسكريين والعناصر الأمنية. وتابع: لو طلب مني الرئيس تمام سلام نصيحة، لكنت قد نصحته بأن تتم الاستعانة بالقطريين والأتراك لمعالجة هذا الملف، مع سقف واضح وهو عدم القبول بمبدأ التفاوض والمقايضة على أي طلب يتعلق بإطلاق سراح سجناء في رومية.
وأكد بري أنه لا يزايد ولا يناور في رفض التمديد لمجلس النواب، «بل أنا أعني ما أقوله». وأضاف: خلال الولاية الممددة لم ينتخب المجلس رئيساً للجمهورية، ولم يضع قانوناً جديداً للانتخابات النيابية، ولم يقر العديد من القوانين الملحة وفي طليعتها مشروع سلسلة الرتب والرواتب، ولم يمارس دور الرقابة والمحاسبة.. مجلس من هذا النوع، هل يجوز التمديد له، وقبل ذلك، هل يجوز لأعضائه أن يتقاضوا رواتبهم؟
وشدد على أن الأولوية هي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي ثم إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، ولو على أساس قانون الستين السيئ، لأن السيئ يبقى أفضل من الأسوأ وهو التمديد لمجلس مكبل، وخارج الخدمة، وإذا تعذر حصول الانتخابات لسبب ما، فأنا سأدفع في اتجاه وضع النظام برمّته في «بيت اليك» مع انتهاء ولاية المجلس رسمياً في 20 تشرين الثاني المقبل، حتى لو وقع عندها الفراغ الكبير، وأصبحنا بلا رئيس للجمهورية ولا رئيس للمجلس ولا حكومة.. «لأنه إذا ما كبرت ما بتزغر».
قهوجي: أنقذنا لبنان
وقال قائد الجيش العماد جان قهوجي لـ«السفير» إن الجيش حمى بمعركة عرسال، كل لبنان، لافتا الانتباه الى أن المسلحين كانوا يحضّرون لكارثة، ولو هُزم الجيش في عرسال لكانوا قد نجحوا في ذلك، ولكن تلك المعركة أكدت أن جيشنا قوي ومعنوياته عالية، وبالتالي فإن صمود العسكريين واستبسالهم في أرض المعركة قطعا الطريق على محاولة تغيير وجه لبنان، بل ربما محو لبنان من الخريطة كدولة.
وأوضح أنه أبلغ رئيس الحكومة والوزراء بأنه لو انهزم الجيش أمام المجموعات المسلحة في عرسال لكانت الفتنة السنية ـ الشيعية القاتلة قد اشتعلت في لبنان، ولكان المسلحون قد وصلوا الى اللبوة وفرضوا خط تماس جديداً وخطيراً ولارتكبوا المجازر فيها إن تمكنوا من الدخول اليها، ولو أن الجيش انهزم لكانوا قد دخلوا الى عكار ومنها وصلوا الى البحر وأعلنوا عن دولتهم، وهنا الكارثة، ولا أحد بالتالي يعرف الى أين كان سيدخل لبنان، ولكن ما قام به الجيش أكبر من إنجاز أو انتصار، بل هو بدماء شهدائه والجرحى والمفقودين أفشل أخطر مخطط ضد لبنان وحافظ على بقائه ومنع المجموعات الإرهابية من تفتيته بالفتنة.
وأكد أن أولويته استرداد الجنود المفقودين سالمين «مهما كان الثمن غاليا، ولا يمكن لهذه المسألة أن تُطوى أو تُؤجل، وهذا ما أبلغته الى القيادات السياسية، ولكل من دخل على خط هذا الملف من سياسيين أو علماء».
ملف الأسرى
واذا كانت رئاسة الحكومة هي المشرفة على عملية التفاوض عملياً عبر تكليف اللواء محمد خير التواصل مع الوسطاء المعروفين من «هيئة العلماء المسلمين»، إلا أن مصادر متابعة للاتصالات أكدت لـ«السفير» أن قيادة الجيش بقيت على تماس غير مباشر مع عملية التفاوض، تحت سقف واحد هو عدم التنازل للإرهابيين والتمسك بتحرير الأسرى.
وأكدت المصادر أن الاتصالات لم تسفر عن شيء حتى الآن نظرا لصعوبات لوجستية في التواصل مع المسلحين المنكفئين الى الجرود العالية، والمحاصرين من جهتي السلسلة الشرقية بين لبنان وسوريا، لكن المفاوضين مستمرون في مسعاهم، متوقعة أن يتخلل المفاوضات شد حبال، وألا تكون سهلة.
وأكد وزير الداخلية نهاد المشنوق في مقابلة مع «تلفزيون المستقبل» ليل أمس أنه ليس من مسؤولية قائد الجيش أن يفاوض بل أن يقاتل وفق القرار السياسي الصادر عن الحكومة. وتساءل رداً على رافضي التفاوض للإفراج عن الأسرى العسكريين: ألم يتم التفاوض عبر وسطاء للإفراج عن الأسرى لدى إسرائيل؟
واعتبر أن الحكومة والجيش و«هيئة العلماء» أنقذوا السلم الأهلي في لبنان وحافظوا على أرواح المدنيين في عرسال، مشيرا الى ان الجيش تصرّف بوعي وحكمة.
النهار
الحريري يُفعِّل حركته ولا انتخابات رئاسية ونيابية
المشنوق لـ "النهار": سوريا ترفض إعادة اللاجئين
وتناولت صحيفة النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "نهاية أسبوع لبنان حفلت بحركة واسعة على الصعد السياسية والعسكرية والدينية والتربوية، وكان الرئيس سعد الحريري محور معظمها، اذ قوبلت عودته بمواقف ايجابية من معظم الاطراف، وهو تحرك في كل الاتجاهات، مطلقا سلسلة من المواقف التي تدفع الامور قدما، من دون القدرة حتما على إيجاد واقع جديد في ظل تعقيدات داخلية واقليمية متفاقمة، وخصوصا في ملف رئاسة الجمهورية.
وقال مرجع سياسي لـ"النهار" ان "ظروف الانتخاب لم تنضج بعد، وان أوضاع المنطقة المحيطة لا توحي بقرب اجراء الاستحقاق، فكل لاعب اقليمي يحاول ان يتدخل لفرض واقع يلائمه، وتاليا فان العرقلة هي الورقة الوحيدة المتاحة للجميع اكثر من القدرة على فرض رئيس".
وشدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على "ان البطريركية المارونية إحترامًا منها للكتل السياسية ونواب الأمّة، لا ترشّح أحدًا ولا تُقصي أحدًا ولا تروّج لأحد. بل تؤيّد أي رئيس يُنتخب بحكم أنه رئيس للبلاد"، فيما عاب رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط على السياسيين عجزهم عن إنتخاب رئيس، معتبراً "أن أي حل آخر هو التمديد للمجلس سنة أو سنتين ويكون قد تأجل إستحقاق إنتخاب رئيس الجمهورية. لا نستطيع تأجيل الانتخابات، وإذا كان لا بد من تأجيلها بضعة أشهر لأسباب تقنية فسنشرط ذلك بانتخاب رئيس للجمهورية".
الحريري
وكانت سرت شائعات في اليومين الاخيرين ربطت عودة الرئيس الحريري الى لبنان باستحقاق رئاسة الجمهورية، وسرت تكهنات عن اتفاق على العماد جان قهوجي رئيسا والرئيس الحريري رئيسا للوزراء والعميد شامل روكز قائدا للجيش. ونشطت حركة المستوزرين، لكن زوار الحريري نقلوا عنه انه مستعد لتقديم تسهيلات لانتخاب الرئيس شرط ان يبادل الطرف الآخر الى ملاقاته، إلا أنه لن يطرح اي مرشح في انتظار ما يقرره المسيحيون في هذا المجال، وانه كان يفضل ان يزور قصر بعبدا للقاء الرئيس فور عودته الى لبنان. وأكد زواره انه لن يدخل في بازار الاسماء مع الاشخاص الذين يلتقيهم في لبنان في انتظار الاتفاق على المرحلة المقبلة وعلى مواصفات الرئيس الجديد، ويقول ان الرئيس القوي هو القادر على اعادة جمع اللبنانيين . ونسب الى مصادر في "تيار المستقبل" عدم رغبتها في تعديل الدستور إلا في ظروف قاهرة.
بري
في المقابل، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره قبل نحو نصف ساعة من استقباله الرئيس سعد الحريري مساء امس: "أنا لا أقبل بالتمديد لمجلس النواب الممدد له وهو في الاساس لا يستأهل التمديد لا أكثر ولا أقل".
المشنوق
أما وزير الداخلية نهاد المشنوق، فصرح بأن الاولوية هي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية "ولا أرى أن الوضع الأمني يسمح بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد في شهر تشرين الثاني المقبل . الحريق على حدودنا ويكاد يصل إلينا وقد ينسحب على الوضع الداخلي.الأجهزة الأمنية نصحت بعدم إجراء الانتخابات النيابية في موعدها بسبب الوضع الأمني والقرار السياسي "مش عندي" فأنا وزير داخلية كل لبنان. التقارير الأمنية التي تأتيني تجعلني مضطراً أخلاقياً وكوزير داخلية الى أن أتحمل مسؤولية تقدير عدم إجراء الانتخابات النيابية في موعدها".
وأبلغ المشنوق "النهار" ان هبة المليار دولار التي قررتها السعودية لتلبية حاجات الجيش وقوى الامن "ستوضع في المصرف المركزي بعد أن يقرّها مجلس الوزراء". وأضاف "ان القانونيين يعدون صيغة لاقرار الهبة وفق أعلى نسبة من الشفافية وفي امكان الرئيس تمام سلام ان يطرحها على مجلس الوزراء من خارج جدول الاعمال". وقال ان الرئيس سلام سيرأس اليوم اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف اللاجئين السوريين والتي تضم وزراء الشؤون الاجتماعية والخارجية والداخلية للنظر في اجراءات قررها مجلس الوزراء لمعالجة هذا الملف. وأفاد أن "اللاجئين السوريين هم أربع فئات: فئة عليها أحكام قضائية في سوريا لا يرضى لبنان ان يعيدها الى بلادها، فئة تمتلك أوراقا سليمة، فئة دخلت لبنان بطريقة غير شرعية وقد تمت تسوية اوضاعها في الامن العام اللبناني، واخيرا فئة لا أوراق في حوزتها وهي أيضا لا يمكن اعادتها الى سوريا". وأشار الى "ان النظام السوري يرفض في المطلق اعادة اللاجئين أيا يكن وضعهم القانوني".
أبو فاعور
وبالتزامن مع الحركة السياسية الواسعة التي يقوم بها على صعيد الاستحقاق الرئاسي، اوفد جنبلاط امس وزير الصحة وائل ابو فاعور ونجله تيمور الى جدة لاجراء محادثات مع القيادة السعودية في شأن آخر التطورات في لبنان.
دار الفتوى
وأمس شهدت دار الفتوى حدث انتخاب الشيخ عبد اللطيف دريان مفتيا جديدا للجمهورية، وقد ركز في أولى كلماته على رص الصفوف لمواجهة الارهاب وترسيخ الاعتدال الاسلامي لصد الهجوم التكفيري. ورأى المفتي المنتخب الذي يتسلم مهماته رسميا في 15 ايلول ان "الفتنة بين السنة والشيعة شر مستطير، والنصارى هم الاقرب الينا". وتعهد اصلاح دار الفتوى والعلاقة مع المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى واعادة توحيده.
وبعد الانتخاب أقام الحريري على شرفه غداء قال خلاله: "نحن، من مواقعنا السياسية، نتحمّل المسؤولية أيضاً، ولن نرضى لِقلّةٍ من المتطرفين أن تأخذ الإسلام والمسلمين إلى مواجهة مع سائر الشركاء في الوطن والأمة. إن تلك الحفنة التي تقوم باقتلاع المسيحيين في العراق، من أرضهم وتاريخهم، هي فئة ضالة معادية للإسلام، وخارجة على رسالة النبي العربي".
عرسال
وبعد أسبوع من حوادث عرسال، أحكم الجيش سيطرته على كل المواقع المحيطة بالبلدة ، وهو يسيّر دوريات مؤللة داخل البلدة، كما استحدث حواجز ثابتة ومتنقلة لضبط الأمن.
لكن الانتشار الامني لا يلغي خوفا من اجتياح جديد للتكفيريين، وقلقا على مصير المخطوفين من الجيش وقوى الأمن الداخلي اذ استمر الغموض في شأنهم، ولم تفض حركة اتصالات الى معرفة اماكن وجودهم حاليا، او معرفة هوية الخاطفين ومطالبهم. وتخوفت مصادر مواكبة من ان تطول حركة المفاوضات على مثال تلك التي اتصلت بمخطوفي اعزاز. وقد وزع الخاطفون شريطا بدا فيه ثمانية من العسكريين يعددون أسماءهم. في المقابل تنفي مصادر عسكرية ان يكون هناك تفاوض مع الخاطفين او اتصال بهم.
الامتحانات والتصحيح
تربويا، تبدّلت المواقف امس من هيئة التنسيق النقابية، وبدا كلام البطريرك الماروني مؤشرا في هذا المجال، تبعته الاحزاب السياسية التي توالت على اصدار بيانات دعت فيها الاساتذة الى تصحيح الامتحانات تجنبا للافادات المدرسية، وابرزها "التيار الوطني الحر" و "تيار المستقبل" و حركة "امل". لكن حركة الاتصالات ظلت مستمرة حتى ساعة متقدمة من الليل لتوفير مخرج يحفظ كرامة الجميع. ورفض نقابيون التعليق على التطورات، في انتظار ما تقرره الجمعيات العمومية اليوم.
الأخبار
«بشارة» الحريري: التمديد للنوّاب
طبخة التمديد للمجـلس النيابي تنضج
وكتبت صحيفة الأخبار تقول "بدأت «طبخة» التمديد للمجلس النيابي بالنضوج، مع استحالة إجراء الانتخابات النيابية في ظلّ التهديدات الأمنية. وبينما يستكمل النائب وليد جنبلاط تحذيره من التطرف، استقبل الرئيس نبيه بري مساء أمس الرئيس سعد الحريري، واستبقاه على العشاء
ختم استقبال الرئيس نبيه برّي الرئيس سعد الحريري في منزله في عين التينة، مساء أمس، صخب نهاية الأسبوع، وانتهت الجلسة بعشاء جمع الرئيسين. وفيما كان النائب وليد جنبلاط يتابع جولاته على قرى الجبل وزار أمس عبيه ودفون وعيناب، انتُخب الشيخ عبد اللطيف دريان مفتياً جديداً للجمهورية، بـ«التراضي». وبين تصريح وزير الداخلية نهاد المشنوق من عين التينة ظهر السبت، وكلام جنبلاط أمس، بدا التمديد للمجلس النيابي على خطى انتخاب دريان، على عكس انتخاب رئيس للجمهورية. وما كان همساً خلال الأشهر الماضية عن التمديد للمجلس، بات حدثاً تحاول القوى السياسية على مختلف انتماءاتها إيجاد «تخريجة» مناسبة قبل الإعلان عنه. كلام وزير الداخلية لا لبس فيه: «الوضع الأمني لا يسمح بإجراء الانتخابات في موعدها في تشرين الثاني المقبل»، وكلام جنبلاط أوضح: «عيب علينا كسياسيين أن نكون عاجزين عن انتخاب رئيس، لأن أي حل آخر هو التمديد للمجلس النيابي سنة أو سنتين، ويكون قد تأجل استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية».
وهذا ليس موقف جنبلاط وتيار المستقبل فحسب. فإن كان حزب الله لم يستكمل نقاشه الداخلي بعد ولا التشاور مع الحلفاء لجهة السير بالتمديد، كما أشارت مصادر مقرّبة من الحزب لـ«الأخبار»، فإنه يقدّر جيداً معطيات وزير الداخلية وتقارير الأجهزة الأمنية وتقديراته هو، لجهة الخطر الأمني المحدق بأي عملية انتخابية على مساحة لبنان. ومثله التيار الوطني الحرّ الذي تؤكّد مصادره أن موقفه لم يتغيّر بشأن ضرورة إجراء الانتخابات النيابية وليس التمديد، لكنّه يدرك خطورة الوضع الأمني، علماً بأن جهات وازنة داخل التيار تؤكّد أن إجراء الانتخابات النيابية الآن، في ظلّ مزاج مسيحي عام متفاعل مع توجّهات النائب ميشال عون، خصوصاً لناحية الأزمات التي تعصف بالمنطقة، قد تحصد للتيار فوزاً كاسحاً على خصومه المسيحيين، وبالتالي تحسم مسألة رئاسة الجمهورية.
من جهته، يقول المشنوق لـ«الأخبار» إن موقفه من موضوع الانتخابات ليس موقفاً سياسياً، «موقفي تقني بحت على ضوء تقارير الأجهزة الأمنية وخطورة الوضع». وردّاً على سؤالٍ حول ما إذا كان المشنوق قد طرح الأمر مع برّي، بعد ترداد برّي في مجالسه أن القوى السياسية حمّلته التمديد للمجلس النيابي في المرة الماضية وأنه لا يريد تحمّله الآن، قال المشنوق: «لم أتحدث مع الرئيس بري في موضوع التمديد. أنا أزور دولته دائماً للتشاور كما أزور دولة الرئيس تمام سلام»، علماً بأن وزير الداخلية وقّع قرار دعوة الهيئات الناخبة للانتخابات، وسينشر في الجريدة الرسمية الخميس المقبل. التمديد للمجلس أمر واقع إذاً، ليبقى الاتفاق على الصيغة والمدّة رهن الأيام المقبلة.
جنبلاط وخطر التطرف
بدوره، أكد جنبلاط أن هدف زيارته «هو التنبه إلى الخطر الذي يمكن أن نشهده من قبل التطرف، ورأينا ما حصل في عرسال». وأشار إلى أن «هناك خلافات سياسية لا تعالج إلا بالحوار، لذلك ذهبت إلى السيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون، وسأذهب إلى الدكتور سمير جعجع والنائب سليمان فرنجية والشيخ أمين الجميل. وسنذهب الأسبوع المقبل كلقاء ديموقراطي لزيارة الشيخ سعد الحريري»، مضيفاً « هناك خلاف في بعض الأمور (مع الحريري) حول التدخل في سوريا، ومن تدخل أولاً وثانياً. الكل تدخل، ولو طُبّق شعار النأي بالنفس الذي طرحته الحكومة السابقة لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه». وشدد جنبلاط على «أننا لا نريد أن يتحول مشروع محاربة الإرهاب، وهذا عمل الدولة، إلى حساسية أو عنصرية تجاه اللاجئ السوري الذي ليس لديه مكان يعود إليه، متمنياً أن تنتهي غداً الحرب في سوريا، وعندها لن يبقى سوري في لبنان. المهم أن تنتهي الحرب، لكن متى تنتهي؟ لا أعرف».
باسيل: لتحرير عرسال والعسكريين
وفي السياق، أشار وزير الخارجية جبران باسيل إلى أن «عرسال بلدة لبنانية محتلة من جماعات أجنبية مسلحة ويجب تحريرها، وأن المخطوفين من جيش وأمن داخلي هم أبناؤنا من كل الأديان والمناطق». وأضاف أن «لبنان ليس بيئة للإرهاب، ولكن حذرنا من أن بعض تجمعات النازحين يمكن أن تكون بيئة حاضنة لبعض الإرهابيين». وعرّج باسيل على النقاشات داخل جلسة مجلس الوزراء قبل يومين، مشيراً إلى أنه «لا مفاضلة بين أهل عرسال والعسكريين، فكلاهما أهلنا ويجب تحريرهم جميعاً، إلا أننا لم نقل أبداً بتحرير عرسال من دون العسكريين، ولم نتصور حصول أمر كهذا بتأكيدات المسؤولين المباشرين عنه، ولم نعرف حتى بإمكان حصوله».
الموسوي: لبنان كله مستهدف
من جهته، دعا النائب نواف الموسوي جميع القوى اللبنانية إلى «تحييد خلافاتها السياسية والعمل معاً من أجل استئصال المسارب التي يمكن للعدوان التكفيري أن يهدد لبنان من خلالها». وأكد أن «الخطر التكفيري لن يطالنا وحدنا فحسب، طوائف لبنان جميعها، لا سيما القيادة السياسية للأكثرية السنية، هي الهدف الأول للمجموعات التكفيرية، ولو تمكنت المجموعات التكفيرية من اختراق لبنان لكان ضحيتها الأولى هو هذا التيار وهذه القيادة».
المستقبل
دريان مفتياً للجمهورية: الأولوية لمكافحة التطرّف وشرّ المذهبية.. والتضامن مع المسيحيين
الحريري يجمع أهل الاعتدال في «الوسط»
صحيفة المستقبل بدورها كتبت تقول "لأن دار الفتوى دار الاعتدال و»ركن اساسي من اركان الوحدة الوطنية اللبنانية والعيش المشترك»، انتخب امس الشيخ عبد اللطيف دريان مفتياً جديداً للجمهورية اللبنانية ليتولى قيادة دار الفتوى في مرحلة من أصعب المراحل في تاريخ لبنان وفي العلاقات الاسلامية الاسلامية والاسلامية المسيحية، وسط آمال عقدها الرئيس سعد الحريري على المفتي الجديد في «حماية الوحدة الاسلامية، والتأكيد على خطاب الاعتدال، وفي المحافظة على مكانة دار الفتوى»، على حد تعبيره خلال إقامته مأدبة غداء تكريمية على شرف دريان جمع فيها كل اركان الطائفة السنية في بيت الوسط.
وفي أول كلمة له بعد انتخابه بـ74 صوتاً من أصل 93 من اعضاء الهيئة الناخبة الحاضرين حدّد المفتي دريان مجموعة من المهام والاولويات أبرزها «مكافحة التشدد والتطرف والعنف باسم الدين في اوساطنا»، والحاجة الى «تواصل وتفاهم اكبر في العلاقات الاسلامية الاسلامية والاسلامية المسيحية». وقال: «ديننا دين الاعتدال، دين التسامح والعيش المشترك»، مؤكداً الحاجة الى «اعادة تنظيم المعاهد الدينية وتطوير البرامج وتدريب المدرسين والعناية بثقافة الأئمة والخطباء في المساجد».
واذ وصف دريان العلاقات بين الشيعة والسنة بأنها «ليست على ما يرام» وأن النزعة المذهبية والطائفية «تفاقمت وظهر عندنا وعندهم غلو كثير..»، مشدداً على أنه «لا بد من المبادرة.. لمواجهة هذا الشر المستطير»، اكد ان «بيننا وبين المسيحيين في الوطن والثقافة والقومية شراكات ووجوه عيش عريق»، متوجهاً الى الشركاء المسيحيين «بمشاعر التضامن والتعاطف وإحقاق الحق والقسط». وطمأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كما طمأن اللبنانيين الى انه «لن يغير من طبيعتنا الطغيان ولا العدوان ولا التطرف ولا الإرهاب».
سلام
وكان رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، الذي علمت «المستقبل» انه دعا مجلس الوزراء الى جلسة الخميس المقبل وعلى جدول اعمالها 120 بنداً، القى كلمة في بداية العملية الانتخابية اكد فيها «المضي معاً في انتخاب مفتٍ للجمهورية بهدف ترسيخ وتوطيد دار الفتوى ببعدها المؤسسي الجامع في قيادة الطائفة دينياً وسط ما يشهده الاسلام والمسلمون من حالات ووضعيات شاذة مؤذية ومضرة لا تمت الى الاسلام والمسلمين بشيء». وقال ان «طائفتنا طائفة الاعتدال، طائفة الانفتاح والدين الاسلامي الرحب الذي يتفاعل مع كافة مكونات الوطن».
الحريري
وبعد إتمام العملية الانتخابية اقام الرئيس سعد الحريري، الذي زار رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء، مأدبة غداء تكريمية في بيت الوسط لمناسبة انتخاب دريان، القى خلالها كلمة اكد فيها ان المسؤولية الملقاة على دار الفتوى وعلى كل العلماء المسلمين في هذه المرحلة «لا تحتمل التردد او التخلف عن مواجهة التطرف وانقاذ رسالة الاسلام والمسلمين من السقوط في هاوية الارهاب». اضاف: «لن نرضى لقلة من المتطرفين ان تأخذ الاسلام والمسلمين الى مواجهة مع باقي الشركاء في الوطن والأمة. ان تلك الفئة التي تقتلع المسيحيين في العراق هي فئة ضالة معادية للاسلام».
واكد الحريري ان الهبة النبيلة التي تقدم بها خادم الحرمين الشريفين تركت «الوقع الطيب لدى جميع اللبنانيين الذين عبروا عن شكرهم للمملكة وقيادتها وشعبها، ووجدوا فيها عملاً أخوياً صادقاً لا وظيفة سياسية له سوى دعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها العسكرية والامنية».
عرسال
على صعيد آخر أحكم الجيش اللبناني السيطرة على كل المواقع المحيطة ببلدة عرسال، بعد انتشار قواته في مواقع استراتيجية عدة مثل وادي الحصن ووادي حميد ووادي عطا، وفي محلة رأس السرج وقرب مستوصف الرئيس الشهيد رفيق الحريري وفي محلة المصيدة شمال عرسال. كما استحدث الجيش حواجز ثابتة ومتنقلة للحفاظ على الامن وسط ارتياح شعبي ملحوظ.
في المقابل لم يكشف النقاب عن تطورات جديدة تتعلق بمصير العسكريين المفقودين، بانتظار ما يمكن ان تسفر عنه مساعي هيئة العلماء المسلمين التي تحدث متابعون عن امكانية تحقيقها خروقاً جدية في الساعات المقبلة في هذا الملف.
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها