ويرى البعض أنّ ترشّحها سيدفع نساء تونس إلى التصويت لها، فضلاً عن أنّ وجود امرأة في السباق الانتخابي سيرفع نسبة الإقبال على الاقتراع.
غداً، تحتفل تونس بـ«عيد المرأة». صحيح أنّها لطالما كانت رائدة وسط البلدان العربية في تبني تعديلات قانونية تعزّز حقوق المرأة، إلا أنّ للعيد طعماً آخر في البلاد هذا العام. خصوصية يفرضها إعلان كلثوم كنو (1962) الشهر الماضي نيّتها خوض السباق الرئاسي المرتقب في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
نورالدين بالطيب/ جريدة الأخبار
بعد لحظات من إعلانها ذلك عبر إذاعة «شمس أف أم»، تحوّلت الرئيسة السابقة لـ«جمعية القضاة التونسيين» إلى نجمة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وُلدت عشرات الصفحات المساندة لها بسرعة البرق.
الاحتفاء بكنو يعود في الدرجة الأولى إلى مواقفها الصلبة في مواجهة القمع في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي يوم كانت عضوة في المجلس الشرعي لـ«جمعية القضاة التونسيين»، إضافة إلى نضالاتها في سبيل استقلال السلطة القضائية.
بعد الثورة، صعدت القاضية التونسية إلى رئاسة الجمعية (ما زالت رئيسة شرف)، كما عارضت حكومة الترويكا التي عملت على تدجين القضاء. بما أنّ كنو هي أوّل مرشحة (أثنى) جدية لرئاسة تونس، حظيت بمساندة عدد كبير من الحقوقيين والناشطين المستقلين، بعدما أكدت أنّ قرارها جاء بعد تفكير طويل وجدي.
ولفتت إلى أنّ من بين الأسباب التي دفعتها إلى ذلك هو «إنقاذ تونس من التجاذب بين الإسلاميين والدساترة، وتصحيح مسار الثورة». قبل كلثوم كنو، أعلنت امرأتان ترشحهما للرئاسة، هما بدرة قعلول المتخصصة في علم الاجتماع العسكري والأمني، وآمنة منصور القروي رئيسة «حزب الحركة الديمقراطية للإصلاح والبناء».
لكنهما لم تحظيا بالاهتمام الذي حظيت به كنو. علماً بأنّ الأخيرة كانت دائماً في قلب الحركة الديمقراطية والحقوقية منذ أن كانت طالبة في كلية الحقوق في الثمانينيات، وتحديداً من «التيار الوطني الديمقراطي» (يسار) الذي كان يتزعمه الشهيد شكري بلعيد.
صحيح أنّه ما زال من المبكر قياس شعبية كلثوم كنو، إلا أنّ تجذّر الحركة النسوية في تونس ولعبها دوراً مركزياً في صد خفافيش الظلام التي ظهرت بعد سقوط النظام السابق، تشير إلى أنّها ستكون منافسة جدية. ويرى البعض أنّ ترشّحها سيدفع نساء تونس إلى التصويت لها، فضلاً عن أنّ وجود امرأة في السباق الانتخابي سيرفع نسبة الإقبال على الاقتراع.
«السيدة الرئيس» كما بات يسميها عدد كبير من الناشطين ورموز الحركة الديمقراطية، قالت إنها ستعمل على قطع الطريق على عودة الإسلاميين والدساترة إلى الحكم، ووضع حد للعبة السفارات الأجنبية. فهل تكون تونس أوّل بلد عربي تترأسه امرأة، مثلما كانت أوّل من منع تعدد الزوجات ومنح النساء حرية الإجهاض واختيار أزواجهن؟.