25-11-2024 05:19 PM بتوقيت القدس المحتلة

الثوار عند ابواب طرابلس ويعدون لمرحلة ما بعد القذافي

الثوار عند ابواب طرابلس ويعدون لمرحلة ما بعد القذافي

يسعى الثوار الليبيون الذين باتوا عند ابواب طرابلس الى قطع طريق الامدادات عن العاصمة لزيادة الضغط على النظام فيما بدأوا في بنغازي يعدون مشروعا سياسيا مع احتمال سقوط الزعيم الليبي.

يسعى الثوار الليبيون الذين باتوا عند ابواب طرابلس الى قطع طريق الامدادات عن العاصمة لزيادة الضغط على النظام فيما بدأوا في بنغازي يعدون مشروعا سياسيا مع احتمال سقوط الزعيم الليبي.

اكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل ان الثوار يضيقون الخناق على طرابلس. ولكنه اعرب عن خشيته من وقوع "مجزرة" فيها بسبب رفض الزعيم الليبي معمر القذافي التخلي عن السلطة. وذلك في مقابلة نشرتها الخميس صحيفة الشرق الاوسط. وقال عبد الجليل "نحن بفضل الله نضيق الخناق على مدينة طرابلس من خلال ثوارنا في منطقة الجبل الغربي وفى صرمان والزاوية وأيضا من الجهة الشرقية لطرابلس. مدينة مصراتة تزحف غربا ناحية زليتن ثم الخمس وبدأت الانشقاقات في صفوف أتباع القذافي. وخرج الكثير من قادة الجيش وأتباعه وخرج عدد كبير من عائلته وبدأت تلوح في الأفق ساعة الحسم بإذن الله تعالى". الا انه اعرب عن خشيته من وقوع "مجزرة" في العاصمة بسبب اصرار القذافي على البقاء في السلطة. وقال عبد الجليل "متوقع من سلوك القذافي أنها ستكون مجزرة حقيقية".

وفتح الثوار الاربعاء جبهتين جديدتين. الاولى في عجيلات بغرب ليبيا والثانية في الهيشة بشرقها بين مصراتة وسرت مسقط راس معمر القذافي. وقال الناطق العسكري باسم الثوار العقيد احمد عمر الباني خلال مؤتمر صحافي في بنغازي ان "معارك عنيفة تجري حاليا في بلدة عجيلات حيث تحاول قوات الثوار تحرير المنطقة". وتقع عجيلات على بعد خمسين كلم من طرابلس وتبعد بضعة كلم جنوب صرمان التي سيطر عليها الثوار.
  
وظهر الاثنين. تمكن الثوار ايضا من "تحرير" صبراتة التي تقع على الطريق الساحلية المؤدية الى تونس. وباتت صبراتة تحت السيطرة التامة للثوار بعد اشتباكات متفرقة وقعت قبل الظهر. لكن العقيد باني اقر بانه "لم يتم بعد تحرير جميع المدن الواقعة بين الحدود التونسية وصرمان"، مؤكدا ان "تحرير عجيلات سيشكل منعطفا هاما".
  
من جهة اخرى افاد المتحدث ان مدينة الزاوية الواقعة على مسافة اربعين كلم غرب طرابلس والتي بات الثوار يسيطرون على "القسم الاكبر منها" بعد معارك عنيفة مستمرة منذ عدة ايام. "تتعرض لقصف عنيف من قوات القذافي من الشرق. غير ان السكان لا يخشون هذا القصف ولن يغادروا المدينة".
  
وعلى مسافة 250 كلم شرق طرابلس. بدأ الثوار هجوما على بلدة الهيشة الواقعة على الطريق التي تربط العاصمة بسرت. وقال احد قادة المعارضة المسلحة ان "فرق الاستطلاع التابعة لقوات الثورة بلغوا مشارف الهيشة بعدما صدوا قوات القذافي". وفي طرابلس. ازداد انقطاع الكهرباء وتحدث السكان الاربعاء عن اضطرابات في شبكة الهاتف النقال فيما لا تزال الاتصالات الهاتفية مع تونس مقطوعة منذ يومين.

وعلى الجبهة الشرقية في مدينة البريقة النفطية. واصل الثوار تقدمهم وقال المتحدث ان "المنطقة السكنية تحت سيطرة الثوار بالكامل. والمعارك تجري في المنطقة الصناعية". واضاف "لن نغير استراتيجيتنا في البريقة" بعدما اطلقت قوات النظام الاحد صاروخ ارض-جو من طراز سكود على مواقع للثوار في المنطقة. وعلق على ذلك ان هذا القصف يثبت ان "الطاغية خائف ويائس".
  
الى ذلك. حدد الثوار خارطة الطريق الجديدة لمرحلة ما بعد القذافي. فقد تبنى المجلس الوطني الانتقالي الليبي. الهيئة السياسية للثوار. في مقره في بنغازي شرق البلاد "وثيقة دستورية" تنص على تسليم السلطة الى مجلس منتخب خلال مهلة لا تتجاوز ثمانية اشهر وتبني دستور جديد. والبيان هو نسخة معدلة ومفصلة من خارطة الطريق التي تبناها المجلس الوطني الانتقالي في آذار/مارس. ويتضمن البيان 37 مادة في نحو عشر صفحات تحدد المراحل المختلفة للفترة الانتقالية بعد سقوط نظام القذافي. ويؤكد المجلس الانتقالي انه "اعلى سلطة في الدولة والممثل الشرعي والوحيد للشعب الليبي. ويستمد شرعيته من ثورة 17 فبراير"، مؤكدا انه سينتقل من بنغازي الى العاصمة طرابلس بعد اعلان التحرير.
  
على صعيد اخر، غادر الموفد الخاص للامم المتحدة الى ليبيا عبد الاله الخطيب تونس الثلاثاء بعد زيارة استمرت 24 ساعة التقى خلالها ممثلين ليبيين وسط غموض بشان مفاوضات افيد عنها بين الثوار وممثلين لنظام القذافي. وافادت مصادر متطابقة ان محادثات سرية جرت الاحد في جربة على مقربة من الحدود التونسية الليبية. غير ان الثوار نفوا بشكل قاطع الدخول في اي "مفاوضات سواء مباشرة او غير مباشرة مع نظام القذافي. وقال وحيد برشان ممثل مدينة غريان الليبية في المجلس الوطني الانتقالي من جهته "اجرى تكنوقراط من نظام القذافي اتصالات مع الثوار وهم يطلبون نصائح لايجاد اماكن يمكنهم الخروج اليها خارج البلاد". واضاف ان "كثيرا من هؤلاء المسؤولين يرغبون في طلب اللجوء السياسي في اوروبا وخصوصا في فرنسا"، موضحا انه "في الوضع الراهن فان كلمة مفاوضات لا تصح. انها فقط طلبات فردية".

من جهة أخرى، اعادت المعارضة الليبية رسميا الاربعاء فتح السفارة الليبية في واشنطن، معتبرة انها تمثل للمرة الاولى منذ 42 عاما "ليبيا الحرة". واعاد علي العوجلي. السفير الليبي في واشنطن حتى شباط/فبراير الفائت حين اعلن انشقاقه عن نظام العقيد معمر القذافي. افتتاح البعثة القنصلية الواقعة في فندق ووتر غايت في العاصمة الاميركية. وقال العوجلي امام عشرات من المناصرين الحاملين الاعلام الليبية الخضراء "للمرة الاولى منذ 42 عاما. تمثل هذه السفارة ليبيا الحرة". واعتبر ان "الاعتراف الدبلوماسي ليس هدفا في ذاته بل مرحلة مهمة" بهدف التوصل الى تعاون اكبر بين المجلس الوطني الانتقالي والولايات المتحدة. واضاف العوجلي "انا واثق بان الولايات المتحدة ستحرر قريبا الارصدة المجمدة (للعقيد القذافي) في الولايات المتحدة والتي تعود الى الشعب الليبي". وتابع "نحن في حاجة الى هذه الامكانات في اسرع وقت لتفادي ازمة انسانية واسعة النطاق ولتقديم الحاجات الاساسية ومواصلة اعداد انفسنا لانتقال ديموقراطي".