«اتمنى أن تقبلوا هذا الاعتذار الصادق وأن تعلموا بأني أشعر بالمحبة العميقة للشعب اليهودي. اليهود عانوا الكثير من الاضطهاد عبر العصور، وهم أول من سمعوا صوت الله وبالتأكيد هم شعب الله المختار».
في الاسبوع الماضي، أصدر الممثل البريطاني غاري اولدمان اعتذارا رسميا لليهود عما قاله في لقاء مطول اجراه مؤخرا مع مجلة «بلايبوي»، متوسلا الغفران من «رابطة ضد التشهير» اليهودية، قائلا «عندما قرأت تعليقاتي، أدركت أنها كانت عديمة الاحساس وأنها ربما سوف تساهم في تعزير النمطية السلبية ضد اليهود».
وأضاف ان «اليهود اخترعوا هوليوود ولهذا هم صانعو الافلام، وأنا شخصيا، مدين لهم بالشكر الهائل على هذا الاسهام». وأضاف «اتمنى أن تقبلوا هذا الاعتذار الصادق والصادر من القلب، وأن تعلموا بأني أشعر بالمحبة العميقة للشعب اليهودي. اليهود عانوا الكثير من الاضطهاد عبر العصور، وهم أول من سمعوا صوت الله وبالتأكيد هم شعب الله المختار».
وسبق هذا الاعلان اعتذار عاطفي على شاشات التلفزيون في برامج «التوك شو»، ولكن بلا جدوى. فرئيس رابطة ضد التشهير، فوكسمان، ما زال غير راض، قائلا: «على أولدمان أن يوضح ليس لليهود فقط، وانما لجمهوره أن تصريحاته كانت جارحة».
عند سماع هذا الكلام، يشعر المرء وكأن أولدمان كان قد ارتكب جريمة عظمى وروج اشنع الاكاذيب. الحقيقة هي أن ما صرح به في المقابلة الصحافية أن اليهود يسيطرون على هوليوود هو واقع معروف للجميع، ولكن لا يجرؤ أحد أن يذكره علنا، خوفا من عواقب رد فعل الجمعيات اليهودية ذات النفوذ الخارق في امريكا. فالذين تجرأوا على الإدلاء بهذه الحقيقة واجهوا شجبا قاسيا وأُتهموا بالعداء للسامية وبعضهم تدهورت مسيرتهم الهوليوودية. من ابرز هؤلاء البؤساء كان النجم الأسترالي – الاصل ميل غيبسون، الذي اختفى عن منصة هوليوود بعد أن وصف اليهود بأنهم «السبب وراء الحروب في العالم» عام 2006 .
أولدمان وقع في فخ اللا سامية عندما عبر عن مؤازرته لغيبسون في المقابلة، إذ قال: «شرب وسكر وقال أشياء قليلة. كلنا قلنا أشياء قليلة. كلنا منافقون. ألم يستخدم رجل البوليس الذي قبض على غيبسون شتيمة ضد السود أو ضد اليهود؟» ولم يكتف بالسؤال، بل نطق ما لا يُنطق في هوليوود معلقا: «ميل غيبسون في المدينة التي يسيطر عليها اليهود، وقال الأشياء الخطأ لأنه عض اليد التي أطعمته كما اعتقد. وهو لم يعد يحتاج إلى تلك اليد لأن لديه ما يكفيه من المال. إنه منبوذ مثل مصاب بداء الجذام».
غاية المقابلة كانت الترويج لفيلمه الجديد «فجر كوكب القرود» الذي سينطلق هذا الاسبوع في الولايات المتحدة. ولكن لم يعر أحد اي اهتمام لما قاله عن الفيلم بعد أن اشتعلت نيران الاستنكار لتصريحاته عن اليهود. أما غيبسون، الموجود في مهرجان كارلوفي فاري التشيكي كضيف شرف، فرفض أن يعلق على وقوع زميله أولدمان في المستنقع الذي كان هو غرق فيه من قبله. بلا شك أن غيبسون يدرك ان رد فعل من جهته في هذه الظروف سوف يضر زميله أولدمان.
لا بد أن نذكر أن اتهام غيبسون اليهود انهم كانوا وراء الحروب عام 2006 تزامن مع قصف اسرائيل للبنان وارتكابها جرائم حرب هناك، مما أثار غضب الرأي العام العالمي وعزز شعور العداء للسامية. لسوء حظ غيبسون، انه عبر عن غضبه عندما كان سكرانا أمام شرطي يهودي قام بتسجيل أقواله من ثم فضحه أمام العالم.
في العام 2008 اعلنت رابطة ضد التشهير انتصارها على النمطية «السلبية» ضد اليهود عندما ظهر في استطلاعات رأي عام أن 22 ٪ من الامريكيين فقط يؤمنون ان اليهود يسيطرون على هوليوود وهذا هبوط حاد من نسبة 65 ٪ من الامريكيين الذين كانوا يؤمنون بذلك عام 1965 رغم انه لم يتغير شيء على ساحة هوليوود.
فمعظم رؤساء الاستوديوهات، المنتجين، المخرجين والنجوم ما زالوا يهودا، مما يثبت ان الاعلام اليهودي له القدرة الهائلة لاقناع الشعب الامريكي بأي شيء حتى لو كان وهما. هذا هو الاعلام الذي يسحق بلا رحمة من يحاول أن يعادي اليهود أو اسرائيل في امريكا. فلا عجب ان أولدمان «الشجاع البريطاني» بكى وتوسل الغفران.