تناولت الصحف اللبنانية الصادرة محليا صباح اليوم الجمعة 15-8-2014 الحديث في مجموعة من الملفات المحلية على رأسها موضوع العسكريين المخطوفين من قبل الجماعات الارهابية التكفيرية والتطورات الاخيرة
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة محليا صباح اليوم الجمعة 15-8-2014 الحديث في مجموعة من الملفات المحلية على رأسها موضوع العسكريين المخطوفين من قبل الجماعات الارهابية التكفيرية والتطورات الاخيرة في هذا الملف بعد انسحاب هيئة العلماء المسلمين من التفاوض.
دوليا عاد الملف السوري ليستحوذ على اهتمام الصحف بعد تمكن الجيش السوري من استعادة السيطرة على المليحة مشرعا الباب امامه لدخول الغوطة الشرقية بعد معارك عنيفة استمرت لاكثر من اربعة اشهر. اما في الملف العراقي وضع نوري المالكي حداً للأزمة السياسية المرتبطة بتشكيل الحكومة المقبلة بسحبه ترشحه، فيما أعلن الرئيس باراك أوباما أن الغارات الأميركية على مواقع داعش ستستمر.
السفير
دعوة إلى الاقتداء بتجربة راهبات معلولا برفض المقايضات
العسكريون المخطوفون: حريتنا في الرياض والدوحة وأنقرة
سعدى علوه
بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثالث والثمانين على التوالي.
فإذا كان الفراغ «خيارا استراتيجيا»، يجب أن نترقب تداعيات ربما تتجاوز محنة عرسال وجوارها، وإذا كان خيارا قسريا، فإن أسباب الوصول إليه.. معروفة، لكن معطيات الخروج منه غير متوافرة حتى الآن.
وفي انتظار رئيس الجمهورية المغيّب حتى اشعار آخر، والحلول المؤجلة لـ«السلسلة» والمياومين، وفتح أبواب مجلس النواب أمام التشريع، تنتظر قضية العسكريين المخطوفين من يتبناها ويرفع رايتها، ليلا ونهارا، حتى استعادتهم إلى مؤسساتهم وأهلهم.
وحسنا فعل أحد أعضاء لجنة أهالي العسكريين المفقودين، ممن بدأوا جولة على القيادات العسكرية والأمنية، بأن وضع اقتراحا مفاده الطلب إلى الرئيس سعد الحريري أن يركب طائرته ويجول على عواصم المنطقة، وتحديدا الرياض والدوحة وأنقره، «ففي كل عاصمة من هذه العواصم الثلاث سيجد من يملك نفوذا على المجموعات الثلاث التي تحتجز هؤلاء العسكريين.. ويكفي أن ترفع كل عاصمة الغطاء السياسي وحجب الدعم المالي والعسكري عن واحدة من المجموعات لجعلها تفرج عن العسكريين المحتجزين لديها».
وإذا كان الجيش اللبناني يدفع بالدم والعرق ثمن الانقسام السياسي الداخلي وتسلل نيران الأزمات الإقليمية المشتعلة، وخصوصا أزمة سوريا إلى لبنان، فان الإفراج عن العسكريين المخطوفين يشكل أفضل وسيلة لدعمه في هذا التوقيت بالذات، على أهمية المليارات وما ستوفره للجيش وباقي المؤسسات الأمنية من دعم، وبرغم ما سيتسرب منها الى غياهب السمسرات والصفقات والعمولات.
يقود ذلك إلى ضرورة أن ترتفع أصوات الرأي العام اللبناني، وأن تتحمل مسؤولية حماية هؤلاء العسكريين الذين لا ينتمون لا الى «8 آذار» ولا الى «14 آذار»، بل ينتمون الى كل بيت لبناني، وينطقون باسم كل صوت لبناني ينادي بحماية السلم الأهلي والاستقرار، فكيف إذا كان اللبنانيون لا يملكون غير مؤسساتهم العسكرية والأمنية وعملتهم الوطنية من خارج منطق الاصطفاف السياسي والطائفي والمذهبي؟
ولعل المحظور هو أن يتجرأ حزب أو هيئة أو مسؤول لبناني على وضع دفتر شروط من أجل إلزام الدولة اللبنانية بمقايضات قد تؤدي، إذا تم التجاوب معها، إلى إنهاء ما تبقى من أطياف الدولة، والمقصود هنا، وبصريح الكلام، قضية الموقوفين في سجن روميه المركزي.
صحيح أن ثمة مشكلة تتعلق بتسريع المحاكمات وأمكنة التوقيف، وهذه قضية وطنية عامة، وحسنا فعل وزير الداخلية نهاد المشنوق بأن طلب من الرئيس سعد الحريري أن يعطي أولوية في هبة المليار دولار، من أجل شراء قطعة أرض كبيرة لبناء سجن مركزي لبناني يتسع لآلاف الموقوفين، بدل السجن الحالي الذي يتسع أصلا لألف وخمسمائة سجين بينما يقبع فيه ما يزيد عن ثلاثة آلاف سجين ... هذا فضلا عن اقامة سجون جديدة في جميع المحافظات اللبنانية.
وأي تجرؤ من أي كان بطلب مقايضة بين أي من العسكريين مجهولي الارقام والأسماء حتى الآن، وبين أي من الموقوفين الارهابيين الخطيرين (ينتمي العشرات منهم الى «القاعدة» وأخواتها)، هو بمثابة خيانة وطنية، ويجب أن يتعرض صاحبها للمساءلة أمام كل اللبنانيين، وخصوصا أمام ذوي العسكريين، وهنا يصبح السؤال: ماذا لو سئل أي من هؤلاء الأسرى عن اعتماد قاعدة المقايضة، فهل كان ليوافق عليها، وماذا يمنع غدا عائلة موقوف أن تبادر الى قطع طريق واحتجاز عسكري للمطالبة بمقايضته بابنها الموقوف في روميه أو في غيره من السجون مهما كان نوع الجنحة أو الجريمة، وهل يبقى من بعدها معنى لكل الدولة ولكل مؤسساتها العسكرية والأمنية، أم أننا نصبح جميعا اسرى في دولة شريعة الغاب؟
وهنا المطلوب من الجميع أن يقتدوا بالكنيسة عندما تبنت القاعدة التي أرساها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في اثناء المفاوضات مع خاطفي راهبات معلولا، فعندما قدموا لائحة بأسماء مجموعة من موقوفي روميه لقاء الافراج عن «رسولات المحبة» على الأرض، كان جواب المفاوض الرسمي اللبناني واضحا: لقد افتدى السيد المسيح بحياته البشرية جمعاء.. وهؤلاء الراهبات سيفتدين بدمهن لبنان ووحدته وعيشه المشترك اذا ما تعرضن لأي مكروه.. لكن الافراج عن أي موقوف في روميه هو خط أحمر.
مخاطر المساومة
هنا بدت المعادلة الوطنية لا تقبل أي التباس: كل موقوف اذا صار حرا هو مشروع انتحاري (وبعضهم يجند انتحاريين)، وسيكون على اللبنانيين أن يدفعوا فاتورة أكبر من دمهم وممتلكاتهم وسلمهم الأهلي اذا تم الافراج عن أي من هؤلاء.
من أسف شديد، أن المواكبة العسكرية لقضية العسكريين المخطوفين خلال «غزوة عرسال»، لم تقدم حتى الآن اجوبة شافية عن الكثير من التساؤلات والملابسات، بدءًا من اللحظة الاولى لهجوم تلك المجموعات على مراكز الجيش في محيط عرسال، وايضا خلال فترة بقاء المسلحين في البلدة، وصولا الى مغادرتهم الى الجرود في سياق «تسوية» بقيت قطبها مخفية، بعدما نسجت خيوطها تحت جنح الظلام.
واذا كان قائد الجيش العماد جان قهوجي يحرص على تكرار «ان لا مساومة على حساب المفقودين وان الجيش يضع هذه المسألة في رأس أولوياته»، الا ان واقع الحال يؤكد أن يد القيادة العسكرية فارغة حتى الآن من كل ما من شأنه ان يميط اللثام عن مصير العسكريين، سواء اكانوا مخطوفين او شهداء أو مفقودين أو ربما في خانة «الفارين».
ولعل التخمينات الأولية تشير الى ان العسكريين موزعون لدى ثلاث جهات، الاولى تنظيم «داعش»، الثانية «جبهة النصرة»، والثالثة «لواء فجر الاسلام» الذي بايع تنظيم «داعش» قبل نحو شهر، ويتزعمه عماد جمعة الذي اوقفه الجيش صباح يوم السبت في 2 آب الجاري، والذي شكل إلقاء القبض عليه نظريا، الشرارة التي اشعلت معركة عرسال.
ولقد مرّ مجلس الوزراء في جلسته امس، سريعا على ملف المفقودين العسكريين من دون الدخول في التفاصيل، تاركا لرئيس الحكومة أمر متابعته مع لجنة وزارية تضم وزيري الداخلية نهاد المشنوق والعدل اشرف ريفي، بما يقتضيه من سرية وعناية، في وقت لم تتلق السلطة السياسية من «الوسيط» المتمثل بـ«هيئة العلماء المسلمين» أية تطمينات تتجاوز شريط الفيديو الأخير واسماء سبعة عسكريين.
واللافت للانتباه في الساعات الأخيرة إصرار «هيئة العلماء»، على إلقاء مسؤولية تعقيد الملف والمفاوضات على السلطة اللبنانية، وخصوصا الجيش اللبناني والقضاء العسكري، ربطا بالاجراءات التي ينفذها الجيش في بعض المناطق وتحديدا في الشمال وفي داخل مخيمات النازحين السوريين ومحيطها، والادعاء على جمعة من قبل القضاء العسكري في الساعات الماضية.
وفيما كشف وزير العدل اشرف ريفي ان الحكومة تسلمت مجموعة مطالب نقلتها «هيئة العلماء المسلمين» من اجل اطلاق سراح الاسرى العسكريين، رفضت مصادر مواكبة لهذا الملف تأكيد او نفي ما اذا كانت تلك المطالب تتضمن الافراج عن موقوفين اسلاميين في سجن رومية، او عن الموقوفة جومانة حميد التي ألقي القبض عليها في اللبوة خلال نقلها سيارة مفخخة من عرسال، إلا أنها ألمحت الى مطالب على شاكلة تخفيف الاجراءات والمداهمات التي يقوم بها الجيش في مخيمات النازحين السوريين، وهو الامر الذي ترفضه المؤسسة العسكرية «جملة وتفصيلا»، على حد تعبير مرجع أمني.
على ان ما حصل في عرسال بدءًا من الهجوم وحتى انسحاب المسلحين من البلدة يضع «هيئة العلماء المسلمين» أمام مجموعة من الاسئلة حول الدور الذي لعبته من البداية، والاسباب التي حملتها على الاعلان ان لدى المجموعات المسلحة 7 عسكريين فقط من دون الاتيان على ذكر العسكريين الآخرين فأين هؤلاء؟
وبرغم اعلان قائد الجيش، أمس، أن مفقودي المؤسسة العسكرية هم عشرون، فان وزيرا سياديا معنيا بالملف أوضح ان 17 جنديا ما يزالون في عداد المفقودين بعدما تم العثور في جرود عرسال في الساعات الثماني والاربعين الماضية على جثتي شهيدين للجيش اللبناني سقطا في المعارك.
ويصبح السؤال هنا: لماذا تصر قيادة الجيش على اعتبار العسكريين الذين فقد الاتصال بهم خلال معركة عرسال مفقودين وليسوا مخطوفين او رهائن لدى المجموعات المسلحة، هل لان المؤسسة العسكرية لا تعرف فعلا كم هو العدد الحقيقي للجنود المحتجزين لدى تلك المجموعات؟ أم ثمة خشية في مكان ما ان يكون بعض هؤلاء العسكريين قد استشهدوا الا انها لا تعرف امكنة وجودهم؟ أو ثمة خشية ان يكون من بين هؤلاء العسكريين من قرر ترك مركزه طوعا وصولا الى الالتحاق بالمجموعات الارهابية؟
انكشاف أكثر شبكات الأنفاق تعقيداً والأنظار تتجه إلى جوبر
الجيش السوري يبسط سيطرته على المليحة
زياد حيدر
تريّث الجيش السوري حتى مساء أمس لإعلان سيطرته التامة على بلدة المليحة في ريف دمشق، بعد 130 يوماً من القتال، وذلك بعد ساعات على انتشار الخبر إعلامياً.
وجاء تريث الجيش بسبب تعقيدات تمشيط شبكات الأنفاق العنكبوتية، وحجم التفخيخ الذي طال الأبنية السكنية، التي ظلت حتى اللحظات الأخيرة بمثابة مواقع لقناصة المسلحين قبل فرارهم.
واستبقت وسائل إعلام موالية بيان قيادة الجيش في إعلانها خبر سيطرة تحالف القوى بين الجيش ومقاتلي «حزب الله» على المليحة، فيما كان التلفزيون الرسمي يعلن أن تقدماً نوعياً قد حصل في البلدة، في إشارة إلى نجاح تكتيك الجيش في إجبار المسلحين، وأبرزهم من «جيش الإسلام» و«جبهة النصرة»، على الانسحاب عبر ممر وحيد تركه بطول 300 متر، ويقود إلى عمق الغوطة الشرقية، وتحديداً إلى بلدتي جسرين وزبدين.
ويبدو أن حذر الجيش كان في مكانه، إذ انفجر مبنى بعد ساعات على إعلان قنوات إعلامية انتهاء العملية في البلدة. وكان المبنى من ضمن عشرات المباني التي تخضع للتمشيط، وأدّى انهياره إلى مقتل جنديين على الأقل من وحدات الهندسة وتفكيك الألغام.
كما لم ينته الجيش من الكشف عن شبكات الأنفاق الملغّمة تحت الأرض. وتعتبر الأنفاق التي رصدت في المليحة من أعقد الشبكات التي تمّ التعاطي معها في الحرب السورية. واعترف العديد من القادة الميدانيين في الجيش بعدم تعاطيهم مع تركيب مماثل، رغم الخبرة التي اكتسبت في هذا الميدان. وتشبه تعقيدات الوضع اللوجستي في المليحة ما هي عليه الحال في جوبر وداريا، حيث تدور حرب أنفاق متبادلة بين الجيش والمسلحين أيضاً.
ولاحقاً أعلنت القيادة العسكرية خبر السيطرة على المليحة. وقال متحدث باسم قيادة الجيش، في بيان، أنه تمّت «إعادة الأمن والاستقرار إلى المليحة والمزارع المحيطة بها في الغوطة الشرقية بريف دمشق، بعد سلسلة من العمليات النوعية الحاسمة، قضت فيها قوات الجيش على أعداد كبيرة من الإرهابيين التكفيريين المرتزقة الذين تحصنوا في المدينة واتخذوا منها مقراً لأعمالهم الإرهابية».
وأوضح «انه بالسيطرة على المليحة يكون الجيش السوري قد ضيّق الخناق على ما تبقى من بؤر إرهابية في الغوطة الشرقية، وأمّن قاعدة ارتكاز وانطلاق للإجهاز عليها».
وفي رسالة واضحة نحو إمكانية تحقيق تسويات في مناطق الغوطة الأخرى، وجّه البيان النداء إلى «كل من غُرّر به إلى إلقاء السلاح، والاستفادة من مراسيم العفو الصادرة والمساهمة في الدفاع عن الوطن».
ووفقاً لمصادر إعلامية محلية، فقد تمكن حوالى 500 مسلح من الانسحاب باتجاه عمق الغوطة الشرقية، فيما تداول نشطاء مقتل ما بين 100 و150 مقاتلاً خلال محاولة الانسحاب، جلّهم من تنظيمات «أجناد الشام» و«جبهة النصرة» و«جيش الإسلام».
ولم تتوقف الغارات الجوية أمس، والتي استهدف بعضها مواقع انسحاب المسلحين حول البلدة وبعضها أبنية ضمنها. وسجّل أكثر من 12 غارة حتى ظهر أمس، فيما تجاوز عدد الغارات الجوية في اليومين الماضيين 40 غارة، استهدف بعضها مواقع تحصّن المقاتلين في أحد الأحياء السكنية شمالي البلدة، وأيضاً بالقرب من مجمع «تاميكو» للأدوية ومعمل المطاط، وهي نقطة تلاقي أنفاق عسكرية، وأبرز المواقع التي فر إليها المنسحبون.
واتبع الجيش أسلوب الحصار الذي تصاحبه كثافة نيران جوية وصاروخية عالية، مصاحباً مع تقدم بري حذر وصل أمس الأول شارع أحمد الحمصي شمال البلدة، موسعاً دائرة تواجده إلى مركزها وأطرافها. كما تمكن من نشر قوات برية في محيط تجمع الأبنية الشمالية، بعد تمشيطه ما يقارب 90 بناء منها أمس. وأكد الجيش ثقته بتقدّمه، بتقارير تلفزيونية نظمتها إدارة التوجيه الحربي التي رافقت قواته ظهر أمس، كما نفذ الطيران الحربي طلعات «احتفالية» على ارتفاع منخفض في سماء البلدة.
وكان الجيش أنبأ بقدرته على الحسم النهائي بعد تطويق البلدة، إثر فشل المسلحين في الحفاظ على الثغرة التي فتحوها في الحصار الأسبوع الماضي، ولا سيما بسيطرته على معمل آسيا الذي تمركزت فيه المجموعات المسلحة لفترة زمنية طويلة، وعبوره الشارع 16 داخل البلدة.
وكانت «جبهة النصرة» تبنت تفجيراً انتحارياً بعربة «بي ام بي» مدرعة، محملة بطنّ من المتفجرات على حاجز للجيش على الأطراف الجنوبية للمليحة، ما أدّى الى مقتل 30 شخصاً تقريباً، وسمح للمقاتلين بإدخال إمدادات لمدة محدودة قبل أن يتمكن الجيش من إقفال المنفذ وإحكام الحصار مجدداً.
واستفاد الجيش من طول مدة حصاره التي امتدت لثلاثة أشهر تقريباً، لتمشيط المزارع والبساتين المحيطة بالبلدة، ولا سيما تلك الممتدة بينها وبين بلدتي شبعا وزبدين، التي عبر باتجاهها بعض من نجا من المقاتلين.
وسيقود النجاح في السيطرة على المليحة، في دفع بعض الآمال نحو تحقيق تسويات في البلدات المجاورة، إن تمكن مَن بقي من سكانها في إقناع الوحدات المقاتلة الموجودة فيها «بالانسحاب الطوعي أو قبول تسوية مع الجيش»، علماً أن ثمة ضغوطاً داخلية في هذا الاتجاه، على أمل تفادي معركة جديدة، خصوصاً بالنظر إلى الدمار شبه الشامل الذي أصاب المليحة.
كما من المتوقع أن ينخفض عدد قذائف الهاون التي تسقط منذ عام ونصف العام تقريباً على بلدة جرمانا، المتاخمة للمليحة. وأمس تحدثت مصادر عن تقدم الجيش في منطقة عين ترما المتاخمة لجوبر، كمؤشر جديد على رفع مستوى الضغط على عين ترما، التي تعدّ بدورها أحد أهم مراكز القصف الصاروخي على دمشق من دون الإشارة إلى قذائف الهاون.
وسيعني الحشد باتجاه عين ترما، واستئناف المعارك البرية هناك، أن الهدف هو استكمال تحرير جوبر، بما تشكله من خطر على دمشق هي الأخرى.
وبالفعل تواترت أنباء الاشتباكات بين وحدات من الجيش السوري والمسلحين من «جبهة النصرة» و«جيش الإسلام» على محور بناء بركات في جوبر، إضافة إلى تمكن الجيش من تدمير أبنية عدة على أطراف البلدة بعد حفر أنفاق تحتها وتفخيخها، في محاولة لقطع طرق الإمداد اللوجستي القائمة بينها وبين مدينة دوما، معقل أكبر التجمّعات الإسلامية المقاتلة في الغوطة، وأبرزها «جيش الإسلام» الذي يقوده زهران علوش.
واتهم مغردون إسلاميون ومعارضون من سوريا وخارجها القيادي المثير للجدل علوش «ببيع البلدة» للنظام، كما اتهمته مواقع قريبة من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش» بـ«الخيانة»، ساخرة من ادعاءاته بـ«نقص الذخيرة» حين يقاتل ضد النظام، وكررت اتهامه كما جرت العادة بكونه «عميلاً للسعودية ودول الخليج»، متوعّدة بالمواجهة معه.
من جهته نفى كل من «جيش الإسلام» و«الجيش الحر» الاعتراف بالهزيمة. وغرد ناشطون عنهما أن وحدات الطرفين «انسحبت تكتيكياً من بعض النقاط في البلدة» فقط، متوعداً «بالعودة».
واشنطن تعلن فك الحصار عن سنجار.. وأوباما يؤكد استمرار "العمليات الجوية"
العراق: انسحاب المالكي يفتح باب الحل السياسي
شهدت الازمة السياسية في العراق، ليل امس، انفراجاً يأمل كثيرون في أن يؤثر بشكل إيجابي على الجهود المبذولة لدرء الخطر الإرهابي المتمثل في تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ـ "داعش"، حيث اعلن رئيس الحكومة العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي سحب ترشحه لمصلحة حيدر العبادي، منهياً بذلك جدلاً دستورياً حاداً، كاد يؤدي إلى تفجير الموقف أمنياً.
وكان الانقسام السياسي العراقي الحاد الذي رافق الاستحقاقات الدستورية التي مرّت بها البلاد، وخصوصاً مسألة تكليف رئيس جديد للحكومة، وما عكسه من ظهور شرخ كبير داخل الطبقة السياسية، وما أثاره من مخاوف بشأن انفجار التناقضات الطائفية والعرقية، في ظل تنامي خطر "داعش"، قد فتح الباب واسعاً أمام تدخّل جديد للدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، في الشأن العراقي الداخلي.
المالكي
وفي خطاب ألقاه ليل امس، بحضور قياديين في "حزب الدعوة"، ومن بينهم العبادي، تطرق المالكي إلى الإنجازات التي حققتها حكومة الوحدة الوطنية منذ تشكيلها في العام 2006، سواء على المستوى الامني او السياسي.
وقال "يوم شكلنا الحكومة كان القتال يدور في شوارع العاصمة، وكانت بغداد محاصرة، وكانت الطرق العامة ومؤسسات الدولة والجامعات خاوية، ولا نشاط حيوياً فيها". وأضاف "تسلمنا الحكومة في ظل احتلال قاس، وفي ظل تواجد 150 ألف جندي أجنبي، وقد شهد الملف الأمني الذي كان في أيديهم تدهوراً خطيراً".
وأضاف "حققنا انجازات كبيرة في الإعمار والبناء والخدمات واطلاق المبادرات الاقتصادية، الى جانب اطلاق التراخيص النفطية واستثمار حقول الغاز"، مشيراً إلى ان "العراق الذي كان معزولاً عن العالم، استعاد دوره على المستوى العربي والدولي، وعادت السفارات الى بغداد، التي ظلت مهجورة طوال عشرين عاماً، ولم تتخلّف عن العودة الا الدول المعروفة بعدائها للعراق".
ولفت المالكي إلى ان "العراق واجه منذ العام 2012 موجة جديدة من الإرهاب حين كانت المنطقة العربية تعيش الحرب الطائفية، التي شاركت فيها أجهزة استخبارات دولية وإقليمية"، لافتاً إلى ان هذه الموجة "تزامنت مع بدء الصراع في سوريا، حيث حظيت المنظمات الارهابية هناك بدعم متعدد الأشكال من الدول الكبرى والإقليمية ذات التوجهات الطائفية".
وأشار إلى أن الهدف مما جرى "لم يكن إسقاط النظام في سوريا فحسب، وانما إحداث تغييرات في دول المنطقة العربية، ومن بينها العراق"، لافتاً إلى ان "هذا المشروع بدأ في سوريا، مروراً بالعراق وعدد من دول المنطقة، وسيصل في نهاية المطاف الى الدول التي ساندت التنظيمات الإرهابية".
وتحدّث المالكي عن هجوم "داعش"، قائلاً "لقد استطعنا احتواء الهجمة الإرهابية والانتقال من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم واستعادة زمام المبادرة"، مضيفاً "لقد سعيت إلى إحباط المخطط الذي يستهدف تدمير العراق، مع إدراك واعٍ لخطورته على وحدة العراق وسيادته واستقلاله"، مشدداً على ان "المستهدف ليس المالكي بعينه وانما العراق بأكمله".
وفي سياق الحديث عن الازمة الحكومية، قال المالكي "كان واجباً عليّ تصحيح ومعالجة اي خلل يتسبّب في تداعيات سلبية خطيرة على حرمة الدستور والعملية والتجربة الديموقراطية، واحتراماً للثقة التي منحنا إياها الشعب العراقي، مارست جميع الوسائل والآليات الدستورية والسلمية لإعادة الامور الى نصابها، ولكي يكون العراق نموذجاً في الديموقراطية".
وتابع "لقد استبعدت خيار استخدام القوة لعدم إيماني بهذا الخيار، الذي لا شك في أنه سيعيد العراق الى عهد الديكتاتورية، وسيعرّض الشعب العراقي الى مزيد من الازمات والآلام والمتاعب"، داعياً "السياسيين وابناء الشعب العراقي الى التمسك بالآليات الدستورية " في حل الأزمات السياسية.
وأضاف "برغم الهجمات الضارية التي تعرّضت لها، واتهامي بالتشبث بالسلطة، التزمت بالآليات الدستورية، ولم ألجأ إلا للمحكمة الاتحادية، وتعهدت بقبول قرارها"، بشأن الاعتراض على ترشيح العبادي لرئاسة الحكومة.
وختم "لن اكون سبباً في سفك قطرة دم واحدة، وسأتحمّل الجراح حتى لو لم يبق في جسمي مكان للجرح، ولتسهيل العملية السياسية وتشكيل الحكومة قررت سحب ترشيحي لمصلحة الأخ حيدر العبادي حفاظاً على وحدة البلاد، وسأبقى جندياً في خدمة العراق وشعبه".
وكان بيان صادر عن "حزب الدعوة" قد أكد في وقت سابق أن "العراق يمر بظروف عصيبة وتحديات خطيرة داخلية وخارجية ضمن محيط إقليمي مضطرب، ولما لهذه التداعيات من آثار خطيرة على مستقبل البلاد، فقد برزت عقبات كبيرة أمام ترشيح الأخ نوري المالكي وعوامل داخلية وخارجية منعت إمكانية تشكيله الحكومة".
التحديات الأمنية
ويأمل الكثيرون في أن يؤدي هذا الانفراج إلى تركيز الجهود على مواجهة التحديات الأمنية التي يشهدها العراق منذ احتلال "داعش" لمناطق واسعة في البلاد، والتي استدعت تدخلاً عسكرياً غربياً، وبروز نزعة انفصالية في إقليم كردستان.
وفي سياق العمليات العسكرية الغربية في العراق، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إن جنوداً أميركيين قاموا بـ"مهمة استطلاع" في جبل سنجار شمال العراق، لتقييم إمكانية "نجدة" نازحين من الأقلية الإيزيدية. وأضاف أن الجنود "أجروا اتصالات مع نازحين"، ثم عادوا إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان، لافتاً إلى أن الفرقة هي من "قوة القبعات الخضر".
وفي وقت لاحق، قال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل جون كيربي إنه "استناداً إلى هذا التقييم اعتبرت "الوكالات" أن تنفيذ عمليات إخلاء للنازحين الأيزيديين أمر "أقل احتمالاً بكثير" مما كان عليه في السابق، مؤكداً في الوقت ذاته أن واشنطن ستواصل تقديم معونة إنسانية للاجئين.
وكان البيت الابيض قد أعلن أن الرئيس باراك "أوباما استبعد إرسال قوات مقاتلة إلى العراق"، لكن ذلك لا يمنع استخدام قوات برية للقيام بـ"مهمة إنسانية". وأعلن أن الولايات المتحدة تبحث مع حلفائها إقامة جسر جوي، وممرات برية آمنة من أجل "إنقاذ اللاجئين بمن فيهم أبناء الطائفة الإيزيدية المحاصرين" في مرتفعات جبل سنجار قرب الحدود السورية.
أوباما
في هذا الوقت، أعلن أوباما أن بلاده مستمرة في عملياتها العسكرية الجوية في العراق. وقال إن الغارات الجوية الأميركية "تمكّنت من كسر الحصار المفروض على جبل سنجار شمال العراق"، وأنه سيتم سحب القوات التي تقوم بمهمات استطلاعية هناك، إلا أنه أكد أن الغارات الجوية ضد "داعش" ستتواصل "إذا ما هددوا الموظفين الأميركيين والمنشآت الأميركية في المنطقة بما في ذلك في مدينة اربيل".
ولفت أوباما، أمام حشد من الصحافيين في "مارتاس فينيارد" في ولاية ماساشوستس حيث يقضي إجازته، إلى أن "الخلاصة هي أن الوضع يتحسّن في الجبل (سنجار)، ويجب أن يفخر الأميركيون بشدة بجهودهم لأنه بمهارة وحرفية جيشنا، وسخاء شعبنا تمكنا من كسر حصار تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام على جبل سنجار"، مؤكداً أنه سيواصل شن عمليات عسكرية وزيادة المساعدات العسكرية للحكومة العراقية والقوات الكردية.
وفي هذا الإطار، اعلن الجيش الأميركي أن طائرة من دون طيار دمّرت شاحنة مسلحة قرب قرية سنجار، كما ذكرت مصادر أمنية، أن مسلحي "داعش" احتشدوا قرب بلدة قرة تبة العراقية الواقعة على بعد 122 كيلومتراً إلى الشمال من بغداد في محاولة لتوسيع جبهة القتال مع قوات "البشمركة".
إلى ذلك، قالت مصادر في قوات "البشمركة" الكردية إن قواتها اشتبكت مع مسلحي "داعش" في ديالى شمال شرقي بغداد، كما تمكن الجيش العراقي، من قتل قادة من التنظيم، وتدمير معسكر له في قصف جوي في محافظتي نينوى وكركوك. وقال ضابط عراقي، لـ"السفير"، إن "القصف الذي جرى في نينوى، سقط فيه خبير بالمتفجرات، إضافة الى قيادي أفغاني الجنسية، بينما تم نسف معسكر في ناحية الرشاد بكركوك كان يتخذه التنظيم مخبأ له".
وطالب محافظ الأنبار أحمد خلف الدليمي الولايات المتحدة بتقديم المساعدة للتصدّي لـ"داعش" لأن معارضي التنظيم في المحافظة قد لا يتمكنون من خوض معركة طويلة. وقال الدليمي إنه عبر عن هذه المطالب خلال عدد من الاجتماعات مع الأميركيين، وهي تضمنت دعماً جوياً ضد المتشددين الذين يسيطرون على جزء كبير من الأنبار.
الى ذلك، نقلت "الغارديان" البريطانية عن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أن الولايات المتحدة وبريطانيا ستبقيان على وجود عسكري لهما في شمال العراق، في وقت أعلن متحدث باسمه أن بريطانيا علقت إلقاء مساعدات إنسانية للمدنيين "بعد تحسن أوضاعهم".
وانضمت ألمانيا، أمس، إلى الدول التي عبرت عن استعدادها لإرسال معدات عسكرية لدعم إقليم كردستان، وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن بلاده "مستعدة لتخفيف سياساتها المتعلقة بتصدير الأسلحة وإرسال أسلحة للأكراد"، كما لفت مسؤول أميركي إلى أن "محادثات جارية أيضاً مع دول عربية لمد الأكراد بالذخائر"."
النهار
الحكومة تلجأ إلى إجراءات مهمّة لتحرير العسكريّين
اندفاع أميركي لتسليح الجيش يقابل البطء الفرنسي
وبدورها كتبت صحيفة "النهار" تقول "على رغم ان لا حراك حقيقيا وواضحا لاتمام الاستحقاق الرئاسي قريبا، الا ان ثمة مؤشرات بدأت ترتسم في الافق توحي بأن مساعي تبذل دفعا نحو انتخاب رئيس جديد للجمهورية في المدة التي تسبق انتهاء ولاية مجلس النواب الممدد له في تشرين الثاني، ليأتي التمديد الثاني ثمرة اتفاق متكامل يتيح التعاون مع الرئيس الجديد لانتاج قانون للانتخاب يجري على اساسه الاستحقاق النيابي المقبل.
وفي تطور يكتسب دلالات بارزة علمت "النهار" ان المملكة العربية السعودية قررت تمديد مهمة سفيرها في لبنان علي عواض عسيري فترة اضافية محدودة، علما ان السفير عسيري أكمل جولة لقاءاته الوداعية في بيروت وكان يستعد لمغادرة لبنان للالتحاق بمركز عمله الجديد في باكستان. وتقررت هذه الخطوة نظرا الى عدم امكان تعيين سفير جديد في ظل الفراغ الرئاسي القائم كما في ظل اصرار المملكة على مواكبة التطورات اللبنانية في هذه الظروف الدقيقة التي يجتازها لبنان وخصوصاً من حيث السعي الى اتمام الانتخابات الرئاسية في اسرع وقت.
واذا كان النائب ميشال المر قد صرح أمس بأن "ايلول طرفه بالشتي مبلول"، فقد اعتبرت مصادر سياسية ان الدعم السعودي للبنان وعودة الرئيس سعد الحريري ثم سفره لاجراء مشاورات تشكل مؤشرا لمسعى جدي في هذا المجال.
مجلس الوزراء
في غضون ذلك تمكن مجلس الوزراء أمس من تخطي كل المعوقات ونجح في عقد جلسة ماراتونية امتدت سبع ساعات، واتخذ سلسلة من القرارات التي تضع حدا لعدد من الملفات الشائكة المطروحة، فقبل الهبة السعودية وكلف وزير التربية إصدار الافادات السبت المقبل، وأعطى مؤسسة الاسكان سلفة، كما اقر سلفة لمعاشات التقاعد وأفرج عن المنح المدرسية.
واستمرت مشكلة الرواتب الشهرية للقطاع العام التي لم يتم التفاهم عليها منذ الشهر الماضي ودفعت، لشهر تموز من احتياط الموازنة، وعلمت "النهار" ان لا احتياط كاف لشهر ايلول، وان سحب الاحتياطات المخصصة للوزارات شكل عائقا امام تنفيذ المشاريع وجمدها، وان أكثر الملفات صارت تذيل بعبارة "للتريث" في اشارة الى تأجيل دفع الاستحقاقات مما ينذر ببدء تلقي الوزارات المعنية اعتراضات من المتعهدين لعدم التأخر في مواعيد الايفاء.
وعلمت "النهار" ان الرئيس تمام سلام طرح في آخر الجلسة موضوع الهبة العينية المقدمة من السعودية بما يعادل مبلغ مليار دولار اميركي لتسليح وتجهيز الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة. وطلب موافقة المجلس عليها. وخلال النقاش جرى استيضاح ما اذا كانت الهبة مالية فعندئذ تسلك مسارا داخل الموازنة، أما اذا كانت عينية فالامر يختلف ولا تصل مباشرة الى الموازنة العامة. فحسم الرئيس سلام النقاش بقوله ان الهبة عينية وكلفت السعودية الرئيس الحريري ادارتها. وفهم ان نصف قيمة الهبة ستعطى للجيش والنصف الاخر سيعطى للقوى الامنية على ان تكون الحصة الابرز لقوى الامن الداخلي ثم الامن العام ثم أمن الدولة. وقد يذهب بعض المساعدات الى أجهزة وزارة العدل المكلفة مكافحة الارهاب. وعلى هامش هبة المليار طرح وزراء ما يتردد عن سمسرات عطلت تنفيذ هبة الثلاثة مليارات التي قدمتها السعودية عبر فرنسا، فكان الجواب ان الامر يتعدى السمسرات من دون الافصاح عن التفاصيل.
وفي مستهل الجلسة أثار الرئيس سلام موضوع عرسال فشدد على ان الحكومة ستلجأ الى اجراءات مهمة لتحرير الرهائن. وطلب من الوزراء ابقاء بعض التفاصيل طيّ الكتمان لخصوصيتها العسكرية. وفيما بدا واضحا ان وضع عرسال يتميّز بالهدوء حاليا فان الاستقرار مرهون بانسحاب المسلحين من المنطقة الحدودية وتحرير الرهائن. وبدا ان الوضع غير مريح ويدعو الى القلق لعدم وضوح المفاوضات لاطلاق الرهائن خصوصاً، ان الجهة الخاطفة والجهة المؤثرة على الخاطفين والوسطاء لم تتضح معالمهم. لذا فإن التخوف الكبير هو من أن يستغرق انهاء مسألة تحرير الرهائن وقتاً طويلا. وخلال المناقشات جرى التنبيه الى ان اللاجئين السوريين يشكلون البيئة الحاضنة للمسلحين. وفي موازاة ذلك تقرر ان يطلب لبنان من المفوضية السامية للامم المتحدة للاجئين ان تهتم باللاجئين العراقيين أسوة باللاجئين السوريين.
وفي ما يتعلّق بطرابلس والجدل الذي أثارته قرارات البلدية هناك، فقد قوبل باستهجان من الوزراء ولا سيما منهم وزير العدل أشرف ريفي ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، فيما علم ان وزير الداخلية نهاد المشنوق اتصل برئيس البلدية نادر غزال وأبلغه استياءه من اتخاذ البلدية قرارات تتجاوز صلاحيتها. وأعتبر وزير العمل سجعان قزي ان هذه القرارات تقارب الحكم الذاتي، داعياً الى احترام الدستور والقانون والتقاليد الميثاقية.
من جهة اخرى، صرّح الوزير قزي لـ"النهار" بأن مجلس الوزراء أقرّ بأقتراح منه بندين: أعطاء المستخدمين والعمال المنحة المدرسية عن سنة 2013-2014. وأقامة دائرتين لوزارة العمل في جبل لبنان: دورة في الشيّاح تغطي جبل لبنان الجنوبي وتشمل بعبدا وعالية والشوف، ودائرة لبنان الشمالي في جونية وتغطي فتوح كسروان وجبيل والمتن.
قروض ميسرة مؤجلة
وفي مجلس النواب، بعدما أقرت لجنة المال والموازنة النيابية أمس ثلاثة مشاريع لقبول قروض ميسرة، أعلن رئيسها النائب ابرهيم كنعان ان "هناك مشاريع كثيرة موجودة وتأخر إقرارها وإنجازها من اتفاقات وقروض مدعومة وميسرة موقعة مع لبنان من عامي 2011 و2012 وهناك انذارات يتلقاها لبنان من الدول المعنية ومن مصادر التمويل وتهدد بإلغاء هذه القروض الميسرة المدعومة لمصلحة لبنان وخزينته. لذلك، على كل نائب أن يتحمل مسؤوليته".
وأوضح كنعان لـ"النهار" ان اقرار هذه المشاريع في لجنة المال يساعد أمام الجهات الممولة وربما أفاد في عدم إلغاء القروض أو في اعطاء لبنان مهلة اضافية لقبولها والبدء بصرفها". وأشار الى ان ثمة 21 مشروعا تعمل لجنة المال على درسها واقرارها، وأمل في انجازها في شهر.
الجيش
وفيما تستمر المفاوضات لتوفير السلاح للجيش والقوى الامنية، علمت "النهار" ان لا سبب لوجستياً لتأخير تسليح الجيش بموجب الاتفاق السعودي - الفرنسي، اذ ان قيادة الجيش زودت الجانب الفرنسي لائحة بحاجاتها قبل أشهر، ولم تتأخر في هذا الطلب. وقد اطلع قائد الجيش العماد جان قهوجي رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس على اجواء معركة عرسال وأكد قهوجي لبري عدم تفاوض الجيش مع قادة المسلحين السوريين الذين كانوا وراء خطف العسكريين المفقودين. وعلمت "النهار" ان قيادة "هيئة العلماء المسلمين" طلبت موعداً من قائد الجيش ولم يبت الاخير هذا الموضوع بعد.
وتطرق رئيس المجلس وقائد الجيش الى هبة الثلاثة مليارات دولار المقدمة من المملكة العربية السعودية "والبطء الحاصل من طرف الفرنسيين حيال هذه الهبة".
في المقابل، أبلغ السفير الاميركي ديفيد هيل الرئيس سلام "أن الولايات المتحدة ستقدم قريباً ذخيرة اضافية وعتاداً لعمليات الجيش القتالية الهجومية منها والدفاعية. وهذا سيعزز قدرة الجيش على تأمين حدود لبنان، وحماية الناس في لبنان، ومحاربة الجماعات المتطرفة العنيفة. وسوف تبدأ المساعدات العسكرية الأميركية بالوصول خلال الأسابيع المقبلة، وتستمر خلال الأشهر المقبلة".
وقد أوقفت شعبة المعلومات مشغل موقع "احرار السنة – بعلبك" في منطقة بعلبك ويدعى ح. ش.ح (لبناني) واعترف بتشغيله الموقع.
أزمتا الكهرباء والمياه
واستمرت أزمة المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان، مما ينذر بمزيد من التقنين في التيار، الى الشح المتزايد في المياه والذي تستمر اللجان النيابية في البحث عن حلول فولكلورية له من دون اتخاذ أي خطوات عملية على رغم انقضاء نصف فصل الصيف. وامس شاركت لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النيابية في رحلة بحرية على مركب "قانا" العلمي التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية "CNRS"، لمحاولة استكشاف مواقع الينابيع العذبة في البحر قبالة الشاطئ اللبناني.
وقال الامين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية معين حمزة: "تبين وجود ينابيع بحرية عديدة، لكنها جافة حالياً اذ لم نجد هذه الينابيع من بيروت امتداداً حتى المعاملتين، إلا أننا أجرينا مسحاً للنقاط الواعدة من المياه العذبة في لبنان".
البطاركة الى العراق
علمت "النهار" ان وفداً من بطاركة الشرق سيتوجه غداة عيد انتقال السيدة العذراء اليوم الى كردستان العراق للوقوف على أوضاع المسيحيين الذين هجروا من مناطقهم ودعم صمودهم وتوفير مقومات هذا الصمود. وعلم ان البطريرك الماروني سيكون على رأس الوفد الذي سيضم بطريركي السريان الارثوذكس والكاثوليك وآخرين وعدداً من المطارنة.
النظام السوري يحصّن دمشق باستعادة المليحة
استعادت القوات النظامية السورية، يدعمها مقاتلون من "حزب الله"، السيطرة على بلدة المليحة، التي تشكل مدخل الغوطة الشرقية للعاصمة، بعد خمسة اشهر من المعارك مع مقاتلي المعارضة سقط خلالها في أيار الماضي قائد قوات الدفاع الجوي السورية العميد حسين عيسى.
واكد مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له سيطرة "القوات النظامية مدعومة بحزب الله اللبناني بشكل كامل على بلدة المليحة في الغوطة الشرقية"، مشيرا الى أن معارك لا تزال تدور في المناطق المحيطة بها.
وبث التلفزيون السوري الرسمي مشاهد مباشرة من الشارع الرئيسي للبلدة، ظهرت فيها منازل مدمرة واخرى محترقة، الى ركام في الشارع.
وتقع البلدة على مسافة عشرة كيلومترات جنوب شرق دمشق، وتحاول القوات النظامية وعناصر "حزب الله" منذ نيسان الماضي السيطرة عليها.
وتعد البلدة مدخلاً الى الغوطة الشرقية، أبرز معاقل مقاتلي المعارضة في محيط العاصمة، والمحاصرة منذ اكثر من سنة والتي تتعرض يومياً لقصف من القوات النظامية.
واوضح مصدر أمني سوري ان السيطرة على المليحة "تعجّل في الاجهاز على ما تبقى من بؤر ارهابية في الغوطة الشرقية".
ورأى عبد الرحمن ان "استعادة المليحة تسمح للنظام بحماية بعض مناطق دمشق من القذائف التي تستهدفها، ومصدرها مواقع لمقاتلي المعارضة"، مشيرا الى أن هذه البلدة هي "مدخل الغوطة الشرقية".
المالكي أعلن تنحيه ودعمه للعبادي
أوباما أكد كسر الحصار على جبل سنجار
وسط ضغوط اقليمية ودولية، اعلن رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي في خطاب متلفز وجهه الى