26-11-2024 08:44 AM بتوقيت القدس المحتلة

مارع: تحضيرات لمعركة حاسمة.. أم مفاجآت أخرى؟

مارع: تحضيرات لمعركة حاسمة.. أم مفاجآت أخرى؟

تتجه الأحداث في ريف حلب الشمالي إلى مزيد من التصعيد، في ظل التقدم الذي حققه تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، ومحاولة بعض الفصائل التصدي له

«أنصار الخلافة» في الفيليبين تبايع «داعش»


عبد الله سليمان علي

تتجه الأحداث في ريف حلب الشمالي إلى مزيد من التصعيد، في ظل التقدم الذي حققه تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، ومحاولة بعض الفصائل التصدي له، عبر حشد قواتها في مدينة مارع، التي من المتوقع أن تشهد معركة حاسمة خلال الأيام وربما الساعات المقبلة، في الوقت الذي تلقى فيه التنظيم المتشدد بيعة من وراء البحار، بينما تضاربت الأنباء حول البيعة التي جاءته من حي غويران في الحسكة.

وهدأت الاشتباكات أمس على جبهة ريف حلب الشمالي بعدما سيطر «الدولة الإسلامية» على عدد من البلدات والقرى الإستراتيجية أهمها اخترين ودابق، باستثناء بعض الاشتباكات الخفيفة أو القصف المدفعي باتجاه بعض المناطق.
ورغم إقرار «الجبهة الإسلامية» بتقدم «داعش»، إلا أنها نفت أن يكون قد سيطر على بلدة صوران القريبة من مدينة اعزاز الحدودية، وأكدت أن مقاتليها داخل البلدة ومستعدون للقتال إذا تعرضوا لأي هجوم. وقال لـ«السفير» مصدر ميداني مقرب من «الجبهة الإسلامية» إن عدداً من الآليات الثقيلة وصلت، ضمن تعزيزات أخرى، إلى بلدة صوران لتحصين البلدة، وتعزيز قوة العناصر المنتشرة فيها.

ودفع التقدم السريع لـ«داعش» في ريف حلب الشمالي الفصائل الأخرى المناهضة له إلى تناسي الخلافات في ما بينها، ومحاولة وقف تقدمه بأي ثمن، خصوصاً أن السيطرة على مدينة اعزاز تعني في ما تعنيه قطع خط مهم من خطوط الإمدادات التي تعتمد عليها هذه الفصائل في تأمين السلاح والذخائر والدعم اللوجستي. وفي هذا السياق، قامت بعض الفصائل بحشد قواتها في مدينة مارع ومحيطها، بناء على تقديرها بأن خطوة «داعش» المقبلة ستكون باتجاه هذه المدينة، التي أصبحت فعلياً تحت أنظار مقاتلي التنظيم المتشدد الذين لا يبعدون عنها من بعض المواقع سوى كيلومترين.
وأهم الفصائل التي أرسلت تعزيزاتها هي «مغاوير السنة» بقيادة أبو نصرو، وكتيبة «سيوف الشهباء» بقيادة عبد الجبار أبو ثابت، وكذلك «حركة حزم» التي أعلنت عن إرسال 100 مقاتل، وذلك بالإضافة إلى مقاتلي الفصائل الذين انسحبوا من البلدات والقرى التي سيطر عليها «الدولة الإسلامية»، واتجه القسم الأكبر منهم إلى مارع بينما اتجه القسم الآخر إلى صوران وغيرها من القرى المحيطة.

وانتشر أمس على بعض المواقع الالكترونية خبر تشكيل غرفة عمليات مشتركة مهمتها وقف تقدم «داعش» في ريف حلب الشمالي. وبينما ذكرت بعض المواقع أن الغرفة تشكلت من «جيش المجاهدين» و«حركة زنكي الإسلامية» و«الجبهة الإسلامية»، فقد أضافت مواقع أخرى «جبهة النصرة» إليها، لكن لم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي عن هذه الفصائل يؤكد تشكيل الغرفة كما هو معتاد في هذه الأحوال.

وتختلف التقديرات حول ما ينتظر مدينة مارع، فالبعض يرى أن المدينة مقبلة على معركة حاسمة ستؤثر نتيجتها على مصير الشريط الحدودي مع تركيا، بينما لا يخفي البعض الآخر مخاوفه من مفاجآت غير متوقعة، لا سيما في ظل الأنباء التي تتحدث عن إرسال «داعش» رسلاً من قبله إلى قادة بعض الفصائل لإقناعهم بمبايعته أو اتخاذ موقف الحياد، الأمر الذي يذكّر بسيناريو مدينة البوكمال في ريف دير الزور.

وأيّاً يكن، فمن المتوقع أن تشهد مدينة مارع أحداثاً دموية غير مسبوقة بغض النظر عن أسلوب سيطرة «داعش» عليها، وذلك لأن قادة «لواء التوحيد» متهمون من قبل «داعش» بخطف واغتصاب عدد كبير من «المهاجرات وزوجات المجاهدين» وبالتالي لن يوفر التنظيم هذه الفرصة للانتقام والثأر، وهو اسم غزوته بطبيعة الحال.

من جهة أخرى، أعلنت «مؤسسة البتار الإعلامية» التابعة لـ«لواء البتار»، المبايع لـ«داعش»، أن جماعة «أنصار الخلافة في الفيليبين» قدمت بيعتها إلى «أمير الدولة الإسلامية» أبي بكر البغدادي، ووزعت شريط فيديو يثبت ذلك.
إلى ذلك، تضاربت الأنباء حول ما أشيع عن مبايعة بعض المسلحين في حي غويران بمدينة الحسكة للبغدادي. وبينما تؤكد مصادر «داعش» الإعلامية هذه البيعة، إلا أنها لم تستطع إثباتها ببيان رسمي أو مقطع فيديو.

ومع ذلك يشهد حي غويران حالة من التجاذب والاستقطاب قد تؤدي في النهاية إلى خطوة ما يتخذها بعض المسلحين باتجاه تنظيم «الدولة الإسلامية»، لا سيما في ظل ما يقولون إنه امتناع «الائتلاف الوطني» المعارض و«الجيش الحر» عن تقديم أي مساعدة لهم ضد وحدات الحماية الشعبية الكردية.


http://www.assafir.com/Article/1/366748

 

     موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه