هي تتصور انها يمكن ان تجمل صورتها وصورة مذهبها المتخلف، ولكن الوجه القبيح للوهابية لا يمكن تجميله حتى لو انفقت السعودية كل خزينتها لذلك، لان التشوهات في الوهابية هي خلقية، وهي جزء لا يتجزا من الوهابية، بل هي الوهابية ذاتها
المتابع لسياسة السعودية بعد مرحلة الثورات العربية او مرحلة الربيع العربي، يرى بوضوح سياسة سعودية مزدوجة وغير اخلاقية، تعتمد في آن واحد على دعم و مناهضة الارهاب بالمال!!..
ففي الوقت الذي منحت السعودية مصر بعد سقوط نظام الاخوان حزمة مساعدات تصل الى خمسة مليارات دولار، كانت الزمر الارهابية التكفيرية التي تحمل فيروس الوهابية تفتك بالجيش المصري في سيناء، وتثير الفوضى في داخل المدن المصرية عبر تفجير سيارات ودرجات نارية مفخخة، وعبوات ناسفة، وزرع مصر بالتنظيمات والاحزاب والمشايخ التي ترفع لواء التكفير والعنف والاقصاء والطائفية.
في لبنان، حملت السعودية سعد الحريري بمليار دولار وارسلته قبل ايام الى لبنان بعد غياب دام ثلاثة اعوام، في الوقت الذي تضرب الزمر الارهابية الممولة من السعودية وبعض الدول الخليجية الرجعية، امن واستقرار لبنان، حتى اخذت هذه الزمر تنفذ مخططها الجهنمي باعلان امارة وهابية في شمال لبنان، الا ان صمود وتفاني وتضحيات الجيش اللبناني، هي التي حالت دون تحويل لبنان الى عراق اخر.
اما على الصعيد الدولي فقدمت السعودية قبل ايام ايضا 100 مليون دولار كمساعدة للمركز الدولي لمكافحة الارهاب التابع للامم المتحدة!!، في الوقت الذي تثير الزمر والتنظيمات والشخصيات والمراكز الدينية التي تعتمد النهج الوهابي الرعب والخوف في جميع انحاء العالم، بعد ان تبين ان اغلب الارهابيين الذين يقاتلون في سوريا والعراق، ونفذوا هجمات ارهابية في اوروبا وامريكا، قد جاؤا من خلال هذه الجهات.
يبدو ان الاثر الايجابي، المؤقت طبعا، الذي تركته المليارات السعودية على العلاقة بين مصر والسعودية، هو الذي شجع الاخيرة على مواصلة دبلوماسية الدولار، لاعتقادها بالتاثير السحري للدولار على تغيير الكثير من المعطيات لصالح السعودية، بعد ان بات واضحا ان الوهابية التي ترفع السعودية لواءها هي جذر الارهاب الذي امتد في العالم اجمع واخذ يفتك بالمجتمعات ويشرذمها.
لا يحتاج المتابع لجمع ادلة على تورط المذهب الرسمي السعودي في كل الفوضى التي تضرب المنطقة، ويكفي ان يتصفح الانسان اليوتيوب ليشاهد تلك الوجوه المكفهره العابسة من دعاة الوهابية داخل السعودية وهي تفتي بتكفير عباد الله بالجملة، وتدعو المسلمين للجهاد ضد المسلمين، وتدعو الى تقديم الدعم المادي للزمر الارهابية التي تعيث في العراق وسوريا واليمن وليبيا والعديد من البلدان الاخرى فسادا، حتى انهم لم يبخسوا على المجاهدين بالنساء، فاخترعوا جهاد النكاح، وهي فتوى كانت السعودية مصدرها، اما الدعم الاعلامي فحدث ولاحرج وفي مقدمة هذا الدعم تاتي قناة "العربية" الفضيحة.
صحيح ان دبلوماسية الدولار التي تعتمدها السعودية ليست جديدة، فهي دبلوماسية قديمة ومارستها السعودية في كثير من المواطن، وكلنا يتذكر التبرعات الضخمة التي قدمتها السعودية لامريكا لبناء برجين جديدين مكان برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك بعد تفجيرهما من قبل ارهابيين سعوديين، الا ان هذه الدبلوماسية قد تكثفت هذه الايام، والسبب هي كثرة الادلة الدامغة على تورط القيادة السعودية في العديد من الاحداث التي تشهدها المنطقة، وتورطها في تشكيل زمر ارهابية في غاية الخطورة ك"داعش" وباقي الزمر الارهابية الاخرى في سوريا والعراق ولبنان، فهي تتصور انها يمكن ان تجمل صورتها وصورة مذهبها المتخلف، ولكن الوجه القبيح للوهابية لا يمكن تجميله حتى لو انفقت السعودية كل خزينتها لذلك، لان التشوهات في الوهابية هي خلقية، وهي جزء لا يتجزا من الوهابية، بل هي الوهابية ذاتها.
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه