ونشرت الشاعرة الراحلة على مدار حياتها 600 قصيدة عبر 19 ديوان شعري، بالإضافة إلى مجموعتين من القصص القصيرة، وسيرة زوجها الثاني منوشهر كوشيار، فضلاً عن مقالات أدبية ومقابلات.
غيبّ الموت الشاعرة الإيرانية الشهيرة، سيمين بهبهاني (87 عاماً) وذلك إثر مشكلات في القلب والتنفس. وكانت الشاعرة التي رشحت مرتين لجائزة "نوبل" للأداب، دخلت في غيبوبة منذ الـ6 من شهر أغسطس/آب في مستشفى "بارس" بالعاصمة طهران.
ولدت سيمين لأبوين أديبين، إذ نهلت منهما حب الشعر والأدب، بدأت نظم القصائد في عمر الـ12 عاما، ونشرت أول قصيدة لها حينما كان عمرها 14 عاماً.
كما كانت والدة سيمين ناشطة نسوية بارزة وأستاذة جامعة وكاتبة ومحررة صحفية وشاعرة، بينما كان والدها كاتباً معروفاً أيضاً ومحرراً صحافياً.
ونشرت الشاعرة الراحلة على مدار حياتها 600 قصيدة عبر 19 ديوان شعري، بالإضافة إلى مجموعتين من القصص القصيرة، وسيرة زوجها الثاني منوشهر كوشيار، فضلاً عن مقالات أدبية ومقابلات.
وكانت سيمين بهبهاني تعد من أبرز شعراء الغزل النيوكلاسيكي باللغة الفارسية؛ حيث دفعته إلى الأمام وذلك من خلال لغة ثرة ورصينة وتركيبة شعرية بليغة؛ ولقبت بـ "سيدة الغزل" الايرانية.
ومن أشعارها التي ترجمت للعربية إليكم هذه المقطوعة:
السماء خاوية، فارغة، من سرَق نجومها؟
تاجها القمري، صفحتها المليئة بالمجرّات الصغيرة، من ذهب بها؟
ذوائب ليلها الساحر... المضطربة،
حبال شعرها النيلي ذات الإشارات اللامعة، من ذهب بها؟
لم يعد أحد يرى أثر أقواس شُهبها!
من كسر سهامها؟ ومن سرق أقواسها؟
البستاني وحيد... وحيد، ولا يعلو الترابَ سوى الأشواك.
صفصافها الأسود، والبستان، وأزهارها الأرجوانية، من أخذها؟
وذلك الدّلب الذي يتألّم منذ زمن طويل، ويعاني من خواء الحياة!
والطيور الصغيرة في أعشاشها، من سرق أنغامها؟
ضفاف الساقية فقدت بهجة تجاورها الثمل...
من سرق رقّة انحناءاتها الفضيّة؟!
كانت للأرض، في الماضي، سماءٌ زرقاء...
أما الآن، فليس ثمة شيء غير الظلام، من سرق سماءها؟!