توفد الحكومة اليمنية إلى صعدة ممثلين عنها لإجراء مباحثات مع قيادة جماعة أنصار الله بعد التظاهرات الشعبية الحاشدة التي خرجت تلبية لدعوة زعيم الجماعة السيد عبدالملك الحوثي
توفد الحكومة اليمنية إلى صعدة ممثلين عنها لإجراء مباحثات مع قيادة جماعة أنصار الله بعد التظاهرات الشعبية الحاشدة التي خرجت تلبية لدعوة زعيم الجماعة السيد عبدالملك الحوثي، لاسقاط الحكومة ورفضاً لقرارها رفع الدعم عن المشتقات النفطية، وتنديداً بعدم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني في البلاد.
ونقل موقع أنصار الله أن الوفد الرسمي تشكل برئاسة نائب رئيس الوزراء اليمني أحمد بن دغر ووزير الاتصالات وعدداً من الشخصيات السياسية والأمنية بينهم رئيس جهاز الأمن السياسي جلال الرويشان. ويزور الوفد الرسمي محافظة صعدة بمرافقة رئيس العلاقات السياسية لأنصار الله حسين العزي.
وقال مستشار الرئيس اليمني فارس السقاف لوكالة "فرانس برس" إن اجتماعاً وطنياً حضره الرئيس اليمني، وضم قيادات الدولة واعضاء مجلس النواب والشورى والاحزاب واعضاء الحوار الوطني ومنظمات المجتمع المدني والعلماء وقادة الجيش، خلص إلى ما يشبه "مبادرة اللحظة الاخيرة"، وأوصى بتكشيل وفد سيزور السيد عبدالملك الحوثي في معقله بمحافظة صعدة (شمال) يوم غدٍ الخميس وسينقل له رسالة تؤكد على "الحوار والتعقل والمشاركة في حكومة وحدة وطنية بموجب قرارات الحوار الوطني"، و"تؤكد استحالة التراجع عن الجرعة السعرية (رفع اسعار المحروقات) لأن الدولة ستنهار في هذه الحالة"، بحسب السقاف.
هادي عرض على الجماعة 3 حقائب وزارة سيادية مقابل التراجع
وفي كلمة أمام الاجتماع، دعا الرئيس اليمني أنصار الله إلى "مراجعة حساباتهم والنظر إلى الأمور بمنتهى الواقعية والمسؤولية وأن يدركوا العواقب الوخيمة للخروج عن الإجماع الوطني". وأكد أن الدولة "تحتفظ بحق استخدام كافة الوسائل المشروعة للدفاع عن مكتسبات الشعب ومخرجات الحوار الوطني وحفظ الأمن والسلم الاجتماعي". لكنه استدرك فقال: "نمد ايدينا للجميع ونفتح باب الحوار السياسي دوما وأبدا إيمانا منا بأن لغة الحوار هي أفضل الخيارات وأسلمها".
وقبل أيام كشفت مصادر إعلامية يمينة مطلعة أن تسوية عُرضت على أنصار الله تقضي بإسناد 3 حقائب وزارية سيادية مقابل تراجع الجماعة عن موقفها، إلا أن الجماعة أبلغت الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي رفضها المساومة على ما رفعته من مطالب. وقالت المصادر إن موقف الجماعة كانت وراء الهجوم العنيف وغير المباشر الذي شنّه الرئيس هادي في تصريحات أدلى بها مؤخراً.
الحشود تواصل الزحف نحو مداخل صنعاء
إلى ذلك، واصلت الحشود الشعبية زحفها للاحتشاد عند مداخل العاصمة صنعاء للمطالبة باسقاط الحكومة والتراجع عن رفع أسعار المحروقات، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
وفي منطقة الصباحة عند المدخل الغربي للعاصمة، أقام المحتجون عشرات الخيام فيما احتشد الآلاف من أنصار الجماعة وحلفائهم من القبائل في المناطق اليمنية الشمالية. وقال المتحدث باسم المخيم أبوعلي الأسدي إنهم "معتصمون سلمياً حتى إلغاء الجرعة (زيادة الاسعار) واسقاط الحكومة والبديل تشكيل حكومة كفاءات. نحن ملتزمون بالتحرك السلمي لكن اذا تعرض المعتصمون لاعتداء ستقطع يد المعتدي."
وأضاف: "ننتظر من الرئيس هادي أن يغلب العقل فاسقاط الحكومة مطلب شعبي ونحن ضد الفاسدين في أي جهة كانوا."
وفي منطقة بيت نعم، الواقعة بين صنعاء والمحويت في الشمال، أقام المحتجون مخيماً كبيراً.