أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 19-08-2014
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 19-08-2014
واشنطن تايمز: بابا الفاتيكان يؤكد شرعية الغارات الأمريكية على داعش
إثر عودته للفاتيكان بعد زيارة تاريخية استغرقت 5 أيام لكوريا الجنوبية، قال البابا فرانسيس إن المجتمع الدولى يتحمل مسؤولية وقف هجمات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على الأقليات الدينية في العراق. وحسب صحيفة واشنطن تايمز، أعرب البابا عن رغبته في زيارة المنطقة التى مزقتها الحرب إذا كان ذلك سيساعد في إنهاء العنف ضد المسيحيين والأقليات الأخرى، مشيرا إلى مشروعية الضربات الجوية التى تشنها الولايات المتحدة على مواقع داعش في العراق. وقال البابا في تصريحات لصحفيين رافقوه خلال عودته من جنوب آسيا: "في تلك الحالات التى يكون فيها عدوان ظالم، يمكننى أن أقول أنه من المشروع وقف المعتدى الظالم." وأضاف أنه يؤكد على فعل "وقف" وليس "تفجيرا" أو بدء حرب ولكن "وقف"، حسب قول البابا. وتابع أن المجتمع الدولى وليس دولة واحدة، بحاجة ليقرر كيفية التدخل. وأوضح "كم مرة تحت ذريعة وقف المعتدى الظالم سيطرة قوى على دول؟ وجعلوا من ذلك حربا حقيقة.. الدولة واحدة لا يمكنها أن تقضى في كيفية وقف المعتدى الظالم".
صحف بريطانية: سلع "الكوشر" وحرب غزة
العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة أدت إلى نشوء جو معاد لإسرائيل في بعض الدول الاوروبية، وحملة لمقاطعة السلع الإسرائيلية. أحد المتاجر البريطانية ذهب أبعد من المطلوب، حين أزال عن رفوفه السلع (الكوشر)، المحللة حسب الديانة اليهودية. ستيفن بولارد ينتقد في مقاله في صحيفة الديلي تلغراف إقدام متجر "سينزبريز" في حي هولبورن في لندن على تلك الخطوة، حين تظاهر حشد أمامه ضد إسرائيل. لم يكن المتظاهرون يطالبون بذلك، بل كانت السلع المصنعة في إسرائيل هي هدفهم، بينما السلع "الكوشر" لها مغزى ديني أكثر منه سياسي، وهو ما لم يستوعبه مدير المتجر، كما يقول الكاتب الذي يرى أنه "ليس ذكيا بما يكفي لإدراك الفرق". السلع التي أمر المدير بإزالتها صنعت في بريطانيا وبولندا ولا علاقة لها بإسرائيل، وقد اختلط الأمر في ذهن المدير فظن أن إسرائيل واليهود شيء واحد. ويرى الكاتب في خطوة مدير المتجر "جريمة إذكاء الكراهية"، فكيف يمكن الربط بين مواطنين يهود في بريطانيا أو اي دولة أخرى وسياسة دولة محددة هي إسرائيل ؟ وورد في بيان صدر عن إدارة المتجر أن "سينزبريز مؤسسة غير مسيسة وأن القرار صدر بشكل معزول في وضع دقيق". ويذكر الكاتب حادثة أخرى وقعت في متجر "تيسكو" حيث دخل مجموعة من الأشخاص يلوحون بالأعلام الفلسطينية وألقوا بالسلع عن الرفوف، فقامت الإدارة باستدعاء الشرطة. ويرى الكاتب أن هذه خطوة صائبة وكان يجب أن تفعلها إدارة سينزبريز. ويقول الكاتب إن ما يشجع أعمالا كهذه وجود سلوك معين في الوسط السياسي يصب في هذه الاتجاه، كأن يقول أحد نواب البرلمان البريطاني إنه لو كان يعيش في غزة فإنه كان سيطلق الصواريخ على إسرائيل، يدلي بتصريح كهذا بحرية ودون أن يتعرض لأي عقوبة.
وفي افتتاحية صحيفة الفاينانشال تايمز نقرأ أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من أوائل المبادرين للتدخل حين يطرأ وضع دولي يتطلب تدخلا خارجيا. وتستشهد الافتتاحية على سرعة تحرك بريطانيا حين كان سكان مدينة بنغازي مهددين بمذبحة في أواخر حكم العقيد القذافي، والآن، وبينما ينشر مسلحي الدولة الإسلامية التي كانت تعرف باسم "داعش" العرب في العراق فإن رئيس وزراء بريطانيا يقول إنه يجب وقف تقدم الدولة الإسلامية بكافة الوسائل المتاحة، ومنها العسكرية. وترى الافتتاحية أن المشكلة في كلمات كاميرون الحماسية أنه لا يمكن معرفة إن كانت ستتحول إلى أفعال، إذ أدت سياسة التقشف التي طالت وزارة الدفاع إلى تقليل قدرة بريطانيا على التدخل عسكريا في الخارج. وتستشهد الافتتاحية على ذلك بقرار بريطانيا التدخل عسكريا في سوريا العام الماضي، لكن مجلس العموم لم يقر ذلك، أما في أوكرانيا فبريطانيا تكتفي بالوقوف على أهبة الاستعداد.
وفي تقرير أعده جوليان بورغر لصحيفة الغارديان ينقل معد التقرير عن محامين ومسؤولين في محكمة الجنايات الدولية أن المحكمة تعرضت لضغوط من الولايات المتحدة ودول غربية حتى لا تحقق في احتمال وقوع جرائم حرب في غزة على أيدي الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حماس. ويقول معد التقرير أن الموضوع كان أحد أوراق التفاوض بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في القاهرة. ولن تقتصر التحقيقات لو بدأت على سلوك الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حماس في غزة، بل ستتجاوزها إلى موضوع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، التي تعد انتهاكا لقوانين الأمم المتحدة التي تحظر على المحتل نقل سكانه إلى الأراضي المحتلة.
صحف غربية: تحديات أمام التدخل الكامل بالعراق
التدخل الغربي في العراق وتغير السياسة البريطانية وضرورة المشاركة بين واشنطن والأكراد للتغلب على تنظيم الدولة الإسلامية، كانت من أبرز العناوين التي شغلت الصحف الغربية. ومن صحيفة ديلي تلغراف، كتب كون كوغلين أن تردد رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون في التورط بتدخل آخر باهظ في الشرق الأوسط له ما يبرره، وأنه بهذا التردد يجسد المزاج الشعبي عقب التورط العسكري في العراق وأفغانستان، بأن بريطانيا لا تريد التورط في حرب خارجية أخرى. وأيد الكاتب جهود الحكومة لدحر تنظيم الدولة الإسلامية لما يشكله من خطر على أمن بريطانيا، بحسب أجهزتها الاستخبارية، حيث إن الكثير من البريطانيين الذين يعتقد أنهم يقاتلون في العراق يمكن أن يعودوا يوما ما إلى بلادهم وينقلبوا عليها. وقال إن القيام بذلك بطريقة صحيحة يستلزم من السياسيين التغلب على رفضهم للتدخل العسكري ومواجهة حقيقة التهديد الذي تواجهه البلاد. وأضاف أنه إذا فشل الأكراد في دحر تنظيم الدولة فإنه يجب على بريطانيا حينئذ أن تكون جاهزة لفعل ما فعلته فرنسا في مالي العام الماضي، وترسل قوة برية لاستئصال هذه الجماعة نهائيا.
ومن جانبها، أشارت افتتاحية فايننشال تايمز إلى سرعة تحرك كاميرون في حثِّ بريطانيا على المبادرة باتخاذ موقف عند اشتعال أزمات دولية، كما حدث في ليبيا عندما هدد نظام القذافي سكان بنغازي عام 2011، والآن في العراق عندما قال إن تنظيم الدولة يشكل تهديدا وجوديا للغرب، وتحدث عن الحاجة إلى رد بريطاني قوي وأنه يجب ردع التنظيم بكافة الوسائل المتاحة ومنها القوة العسكرية. وترى الصحيفة أن المشكلة في كلمات كاميرون التي قد تبدو حماسية هي أنه يتعذر معرفة لأي مدى ستتحول هذه الكلمات إلى أفعال، حيث أدت سياسة التقشف الشديدة التي انتهجتها وزارة الدفاع البريطانية إلى تقليل قدرة بريطانيا على التدخل عسكريا في الخارج، كما حدث في سوريا العام الماضي. "من غير المرجح أن يتمكن الأكراد وحدهم من هزيمة تنظيم الدولة حتى بالمعونة العسكرية الأميركية، ردع التنظيم يستوجب من واشنطن مشاركة سياسية مع القوات الكردية لا العراقية فقط"
وفي السياق ذاته، أكدت افتتاحية غارديان على حقيقة الأزمة في العراق وأنه يجب على كاميرون -وهو يعيش جو الانتخابات- أن يتجنب التأثير على جمهوره، والحديث عن لعبة أكبر من أن تلعبها بريطانيا فيما يتعلق بسياستها في العراق. وأشارت الصحيفة إلى وجود غموض وتناقض فيما يقوله كاميرون بشأن التدخل في العراق، وأنه بذلك يعكس الرأي العام البريطاني المشتت بين الخوف من أن لا شيء في هذا المجال يبدو فاعلا والتوجه الغريزي بالرغم من ذلك إلى ضرورة عمل شيء ما، وقالت إن هذا التناقض متجسد في التجربة المهينة في العراق بعد عام 2003 وبلغ ذروته في العزوف عن التورط في سوريا قبل عام واحد فقط.
أما صحيفة نيويورك تايمز الأميركية فقد كتبت أن تنظيم الدولة أجبر أميركا على العودة إلى ساحة القتال في العراق عندما أمر الرئيس باراك أوباما بشن ضربات جوية ضد مقاتليه في شمال البلاد بينما أصرَّ على عدم إرسال قوات برية. وترى الصحيفة أنه إذا أراد أوباما فعلا ضمان عدم إرسال قوات برية فإن عليه أن يعيد التفكير في سياسة أميركا تجاه القومية الكردية والاعتراف بالأكراد، وليس العراقيين فقط، بأنهم حليفه الرئيسي ضد تنظيم الدولة. وأشارت الصحيفة إلى أنه من غير المرجح أن يتمكن الأكراد وحدهم من هزيمة تنظيم الدولة حتى بالمعونة العسكرية الأميركية، وأن ردع التنظيم يستوجب من واشنطن مشاركة سياسية مع القوات الكردية لا العراقية فقط.
الإندبندنت البريطانية: كي يبقى العراق لا بد من تحويله لأقاليم
أولت الصحف البريطانية اهتماما بتسارع الأحداث في الشأن العراقي والتعاون الغربي مع إيران في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية ومخاوف تقسيم العراق. فقد كتب مالكوم ريفكيند وزير الخارجية البريطاني الأسبق والرئيس الحالي للجنة الاستخبارات والأمن بالبرلمان، في مستهل مقال له بصحيفة ديلي تلغراف أنه إذا اضطر الغرب للتعاون مع إيران لدحر تنظيم الدولة فلا مانع من ذلك، وأشار إلى أن هذا التعاون كان باديا بين إيران وأميركا بالعراق في تنحية رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وبدا كذلك أيضا في عدم معارضة إيران أميركا في تسليح قوات البشمركة الكردية. وذكر الكاتب أن هذا التعاون بين البلدين ليس جديدا، وأنه تكرر أكثر من مرة بشكل غير رسمي منذ إطاحة الثورة الإيرانية بالشاه عام 1979، وأنه عندما كان يحدث لم يُنظر إليه على أنه نفاق أو ازدواجية في المعايير من أي من الجانبين لأنه تصادف أن مصالح البلدين كانتا متطابقتين في قضايا معينة، وبدا هذا التعاون نتيجة منطقية.
وفي مقال له بالصحيفة نفسها، حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون من أن تشكيل ما أسماه "دولة خلافة متطرفة في قلب العراق وسوريا" يمكن أن يمثل مشكلة لبريطانيا، وأن عدم التحرك لاقتلاع هذا التنظيم "الإرهابي الخطير" سيجعله ينمو وتقوى شوكته إلى أن يتمكن من استهداف المواطنين البريطانيين. ويرى كاميرون أن الرد بتقديم المعونة الإنسانية في الأزمة العراقية لا يكفي، وأن الأمر يحتاج أيضا إلى رد سياسي ودبلوماسي وأمني أوسع لمحاصرة تنظيم الدولة وشل حركته، ومن ثم القضاء عليه. وأشار إلى أن التنظيم له أطماع توسعية، وأن هذا يشكل خطرا على أوروبا وأمنها، لكنه ليس منيعا ويمكن دحره بالإرادة السياسية، ومن ثم فليس هناك خيار سوى النهوض لمواجهة هذا التحدي.
وفي سياق متصل، أشار مقال صحيفة إندبندنت إلى أن قرار الغرب المشاركة بشكل مباشر في مكافحة تنظيم الدولة فيه اعتراف بعدد من الحقائق التي تجاهلها صناع القرار لفترة طويلة: أولا أن الأكراد قوة منظمة ويمكن الاعتماد عليها في مواجهة "المتطرفين الإسلاميين" في العراق والمنطقة، وثانيا أن الأكراد سيعلنون استقلالهم عاجلا أم آجلا، وأخيرا أن العراق بـالأكراد أو دونهم قد يتفكك على أية حال. وأشارت الصحيفة إلى أن تقسيم العراق إلى مناطق عرقية طائفية مختلفة كان مطروحا في الماضي ولم يعد من الممكن تجاهله، كما أن النزاع الطائفي لم يعد يعرف كمشكلة أتت ورحلت مع الأميركيين، ولكن كمشكلة عراقية ستخيم على العراق لعقود قادمة. وختمت بأنه إذا قُدّر للعراق أن يحيا على الأمد الطويل، فإنه يجب على العراقيين أن يتبنوا تحويله إلى أقاليم وقبول أن عراقا موحدا حقيقة بعيدة الآن، وأضافت أن تحويل العراق إلى مناطق لا مركزية لا يرقى إلى التقسيم الذي يعارضه الكثيرون، وأن هذا قد يشكل في نهاية المطاف متنفسا ضروريا لبروز هوية عراقية موحدة.
معهد واشنطن: الأصدقاء المقربون لا يحتاجون إلى الموافقة
إذا ما استمر وقف إطلاق النار الأخير في قطاع غزة، من المرجح أن لا يحقق السلام الدائم، إلا أنه قد يوفر الفرصة لحركة «حماس» المسلحة لحفر الخنادق من جديد إن لم يكن إعادة تسلحها. أما إسرائيل، فليست بحاجة إلى هذه المهلة: فقد جددت مخزونها في أواخر تموز، أي قبل بدء عملية وقف إطلاق النار، من خلال الاستفادة من عتاد حربي أمريكي بقيمة مليار دولار وفّرته الولايات المتحدة مسبقاً في إطار برنامجها المعروف باسم "حلفاء مخزون احتياطيات الحرب - إسرائيل". وقد تم إنشاء هذا البرنامج في تسعينيات القرن الماضي بناءً على تشريعات من قبل الكونغرس الأمريكي، وهو عبارة عن أحد من مخزَنَين أمريكيَين للذخيرة مركزهما في الخارج - الآخر هو في كوريا الجنوبية - بإمكان الحلفاء استخدامهما في أي حالة طارئة واستبدال ما أُخذ منهما في وقت لاحق. وفي الشهر الماضي، في ذروة العمليات العسكرية في غزة، سحبت إسرائيل دبابات وقذائف إضاءة لقاذفات القنابل وغيرها من المواد غير المحددة من مخزن "حلفاء مخزون احتياطات الحرب" كجزء من عملية بيع عسكرية أجنبية. ويُذكر أن المرة الأخيرة التي لجأت فيها إسرائيل إلى هذا المخبأ كانت في عام 2006، خلال الحرب ضد «حزب الله» اللبناني التي استمرت 34 يوماً.
وبغض النظر عن سبب حاجة إسرائيل إلى تجديد قذائف الدبابات - بعد ثلاثة أسابيع فقط من قتالها حركة «حماس» التي هي أقل قدرة منها إلى حد كبير - فإن برنامج "حلفاء مخزون احتياطيات الحرب- إسرائيل" يشكّل هبة استراتيجية لإسرائيل. والعملية مبسطة وسلسة: لا يلزم إخطار الكونغرس قبل 60 يوماً [من موعد سحب المعدات العسكرية]، وليس هناك حاجة إلى الانتظار حتى التسليم. وعلى أبسط المستويات، يهدف البرنامج إلى منع تكرار الحادثة المشهورة جداً من حرب عام 1973، حين تأخرت إدارة الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون في إعادة تأمين النقل الجوي إلى إسرائيل. إن عملية "حلفاء مخزون احتياطات الحرب" فعالة للغاية، وفي الواقع، وفقاً لمقالة نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" في الأسبوع الثاني من آب، لم يكن البيت الأبيض على علم بعملية النقل التي تمت في سياق هذا البرنامج في الشهر الماضي، الأمر الذي أثار استياءه.
عند إنشاء برنامج "حلفاء مخزون احتياطات الحرب"، تم تصميم المخزون كأنظمة أسلحة وذخيرة موجهة للانتشار السريع للقوات الأمريكية في المنطقة، وكان يضم معدات عسكرية أمريكية بقيمة 100 مليون دولار. لكن بناءً على طلب إسرائيل، قام الكونغرس الأمريكي على مدى السنوات الماضية بتعزيز البرنامج بشكل كبير، كما قامت الإدارات الأمريكية المتعاقبة بتنفيذ الموافقة التشريعية. وستصل قيمة برنامج "حلفاء مخزون احتياطات الحرب - إسرائيل" في العام المقبل إلى 1.2 مليار دولار أمريكي. ومع زيادة تمويل هذا المخزون، تطورت غاية البرنامج أيضاً. فاليوم، يهدف برنامج "حلفاء مخزون احتياطات الحرب - إسرائيل" في المقام الأول إلى تلبية حاجات الطوارئ العسكرية الإسرائيلية، وليس الأمريكية. كما أن تطويع البرنامج لأغراض أخرى يعود، في جزء كبير منه، إلى جهود موظف غير مشهور في البنتاغون الأمريكي من المستوى المتوسط يدعى كيث رو.
كان رو عاملاً سابقاً في بريد الولايات المتحدة، ضخم البنية يصل وزنه إلى 400 رطل، اعتاد على مضغ التبغ واحتاج إلى ساعتين ليصل من منزله في ولاية بنسلفانيا إلى مكتبه في شمال ولاية فرجينيا، وبالتالي لا يبدو كطرف مرجح في مثل هذه المبادرة الهامة في السياسة الأمريكية. وكونه مسيحياً إنجيلياً، حتى وإن لم يعلن عن ذلك بالضرورة لزملائه، فقد يكون قد تمتع بنوع من التقارب الروحي تجاه الدولة اليهودية. إلا أنه فهم أيضاً بوضوح الأهمية الاستراتيجية للتحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وعمل بلا كلل على تعزيزه. لقد خدم كيث مديراً للشؤون الإسرائيلية في "وكالة التعاون الأمني الدفاعي" أو "دسكا"، وهي دائرة في "مكتب وزير الدفاع" الأمريكي مسؤولة عن بيع السلاح إلى الدول الأجنبية، كما كان خبيراً في "الطرق" الغامضة والملتوية لنقل الأسلحة إلى الحلفاء. وربما كان التدريب البريدي قد عاد بالفائدة عليه.
في عام 2006، وخلال الحرب بين إسرائيل و «حزب الله»، كان كيث في طليعة المشاركين في تقنية بيروقراطية مبتكرة في إطار القانون الأمريكي الحالي للسماح للدولة اليهودية بالاستفادة من مخزون الولايات المتحدة [من الأسلحة]. وفي خضم ذلك، أسس سابقة لشحن الأسلحة الأمريكية من إسرائيل إلى إسرائيل دون الحاجة إلى موافقة البيت الأبيض؛ وعادة ما يكون الحصول على موافقة كهذه مرهقاً ومشحوناً سياسياً. وبالنسبة للأشخاص غير الملمين بعالم المشتريات العسكرية المعقد، قد يبدو هذا الإنجاز تافهاً. إلا أن محيط وزارة الدفاع الأمريكية المشحون بالفضولية - حيث لا تتم مكافاة الإبداع والمبادرة بصورة منتظمة - كان نجاح كيث في تحويل برنامج "حلفاء مخزون احتياطات الحرب" بمثابة المعادل البيروقراطي للنجاح الكاسح المراوغ في بطولة الغولف الأمريكية في موسم واحد.
لقد رأى كيث أن ترتيب "حلفاء مخزون احتياطيات الحرب" يصب في مصلحة جميع الأطراف، حيث أن البرنامج يعزز مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة فضلاً عن الدفاع عن حليف إقليمي هام. أما إسرائيل، فقد رأت أن برنامج "حلفاء مخزون احتياطات الحرب" يزيد من الطابع المؤسساتي للعلاقة العسكرية بين الجيشين، واعتبرته بمثابة وسيلة لضمان أن تكون إسرائيل مجهزة لمكافحة ذلك النوع من الحروب المكثفة والقصيرة التي تفضلها نظراً إلى اعتمادها الكبير على قوات الاحتياط والحد الأدنى من العمق الاستراتيجي.
ووفقاً لمسؤولي الدفاع من الجانبين الإسرائيلي والأمريكي، كانت عملية السحب الأخيرة من برنامج "حلفاء مخزون احتياطيات الحرب - إسرائيل" مسألة حصول على موارد وليست حاجة طارئة. إذ يبدو أن صلاحية غالبية المعدات كانت على وشك الإنتهاء - إذ قال لي أحد كبار مسؤولي الدفاع السابقين في إسرائيل إن المعدات قد "عفا عليها الزمن تقريباً" - مما يجعل من عملية الشراء هذه ملائمة وغير مكلفة للغاية بالنسبة لإسرائيل حيث ستستخدم لأغراض تدريبية بدلاً من عملياتية. وبالطبع، ستتم الاستعاضة عن هذا العتاد بذخائر أمريكية جديدة لدعم الحملة العسكرية الإسرائيلية المقبلة. ويقيناً، أن برنامج "حلفاء مخزون احتياطيات الحرب - إسرائيل" لا يخلو من الجدل. فقبل أكثر من عقد من الزمن، شارفت المفاوضات على التوقف تقريباً عندما ضغطت إسرائيل على واشنطن لدفع تكاليف الشحن. ويتذكر العديد من المشاركين في الاجتماع أن الطلب أثار استياء ضابط أمريكي كبير. إذ قال الجنرال لمحاوريه الإسرائيليين، وفق ما ورد: "عندما يتم تقديم هدية إليكم، عليكم على الأقل دفع ثمن ورق التغليف". (وهذه عادةً ليست هي الطريقة التي تُقدم فيها الهدايا، ومع ذلك تدفع إسرائيل حالياً ثمن النقل).
وعلى الرغم من أن هناك قلة في الغرب الذين شككوا من استفادة إسرائيل من برنامج "حلفاء مخزون احتياطيات الحرب - إسرائيل" خلال الحرب ضد «حزب الله» عام 2006، إلا أن البعض قد انتقد سماح واشنطن لإسرائيل بالوصول إلى هذه الذخائر في غمرة العمليات العسكرية في غزة في الشهر الماضي. ونتيجة لذلك، فإن إدارة أوباما الغاضبة مما حصل والذي تمثّل بسحب السلاح من برنامج "حلفاء مخزون احتياطيات الحرب - إسرائيل"، قامت في أعقاب ذلك بتأخير نقل صواريخ "هيلفاير"، معتبرة أنه من الأفضل تدقيق مبيعات الأسلحة في المستقبل، وفقاً لتقرير صحيفة "وول ستريت جورنال". وبالطبع، لا تحتاج إسرائيل إلى الذخيرة لهزيمة «حماس». ولكن قد تتطلب الوصول إلى هذا المخزون يوماً ما، وعندما تحتاج إلى ذلك، سيكون العتاد الحربي متوفراً. وعلى الرغم من الضجة الحالية حول برنامج "حلفاء مخزون احتياطيات الحرب"، لا يزال البرنامج عبارة عن عرض لا لبس فيه لالتزام واشنطن طويل الأجل بتعزيز قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها.
ولم يعِش كيث رو ليرى إسرائيل تستفيد من المخزون "الخاص به" في الشهر الماضي. فقد توفي في سن مبكر جداً لأسباب طبيعية في عام 2011 وهو في التاسعة والأربعين من عمره. وبينما لم تلقَ وفاته الكثير من الاهتمام في أوساط واشنطن، إلا أن العديد من كبار المسؤولين الإسرائيليين - بمن فيهم نائب مدير بعثة وزارة الدفاع الإسرائيلية في نيويورك - حضروا جنازته للتعبير عن تعازيهم وتقديرهم للجهود التي بذلها كيث في العلاقة بين البلدين. وقبل سنوات قليلة من موته المفاجئ، تناولت الغداء مع كيث. وبطريقته المتواضعة التي كان يقلل من أهميتها تحدث عن الكيفية التي أدت بموجبها التغييرات، التي ساعد في إحداثها في برنامج "حلفاء مخزون احتياطيات الحرب"، إلى تعزيز مصالح الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط المضطربة. ولو كان كيث حياً، كان سيشعر بالسرور دون شك من استمرار نتائج الجهود التي بذلها.
عناوين الصحف
سي بي اس الاميركية
• القوات العراقية تستعيد السيطرة على سد الموصل.
الاندبندنت البريطانية
• الأزمة العراقية: كاميرون يصر أن القوات البريطانية لن تطأ أقدامها أرض العراق.
نيويورك تايمز
• الولايات المتحدة: ترسانة سوريا الكيميائية دمرت بالكامل.
الغارديان البريطانية
• أوباما يشيد "باعادة السيطرة" على سد الموصل من داعش.
واشنطن بوست
• مسلحون يهاجمون موكب أمير سعودي في باريس .
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها