اعلن الثوار الليبيون الجمعة انهم باتوا يسيطرون على مدينة الزاوية غرب طرابلس. وهتف الثوار "الزاوية تحررت" بعد ان سيطروا على مستشفى المدينة الضخم الذي كان اخر مبنى كبير تتمركز فيه قوات القذافي
اعلن الثوار الليبيون الجمعة انهم باتوا يسيطرون على مدينة الزاوية غرب طرابلس. وهتف الثوار "الزاوية تحررت" بعد ان سيطروا على مستشفى المدينة الضخم الذي كان اخر مبنى كبير تتمركز فيه قوات القذافي وكان لا يزال يحمل صور الزعيم الليبي والاعلام الخضراء. وتعد الزاوية العقبة الكبرى الاخيرة بين الثوار والتقدم باتجاه طرابلس من الغرب. وقد سيطر الثوار على الميدان بوسط المدينة وعلى المستشفى وعلى مصفاة المدينة. وهي الوحيدة في غرب ليبيا والحيوية لبقاء نظام القذافي لامدادها طرابلس بالوقود.
وكان الثوار اعلنوا الخميس السيطرة على مصفاة الزاوية لكن رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي نفى ذلك قائلا ان المصفاة لا تزال في ايدي الموالين للنظام. وتمركز قناصة على اسطح المنازل وعلى المباني التي بدت اثار المعارك جسيمة عليها في وسط المدينة. ومصفاة الزاوية هي الوحيدة في غرب ليبيا وهي مهمة لتزويد طرابلس بالوقود. والى الغرب من الزاوية. قال العقيد احمد عمر الباني وهو احد قادة الثوار ان المقاتلين يحاولون التقدم نحو الحدود مع تونس بهدف السيطرة تماما على طرق الامداد.
دوت عدة انفجارات في طرابلس فجر الجمعة فيما تتواصل المعارك بين الثوار وقوات معمر القذافي على عدة جبهات في غرب ليبيا التي تشهد تدهورا في الوضع الانساني وفق اللجنة الدولية للصليب الاحمر. وقالت المنظمة الدولية للهجرة في جنيف انها تعد خططا لاجلاء الاف الاجانب العالقين في ليبيا بسبب اغلاق الطرق نتيجة تحقيق الثوار تقدما في المعارك.
وفي العاصمة طرابلس. حيث يسمع هدير طائرات الحلف الاطلسي. سمعت عدة انفجارات في حي باب العزيزية حيث مقر اقامة العقيد معمر القذافي في وسط طرابلس وكذلك في غرب العاصمة. والخميس. تعرض وسط طرابلس وضاحيتها تاجوراء لغارات. حسب ما افاد شهود. واعلن الحلف الاطلسي ان طائراته دمرت الخميس اربع منشآت عسكرية وصاروخ ارض جو في طرابلس. وكثف الحلف الاطلسي هذه الغارات خلال الايام الماضية على ضواحي العاصمة الليبية التي وصل الثوار الى مقربة منها بعد ان سيطروا على قسم من مدينة الزاوية غرب طرابلس بدعم جوي من الحلف الاطلسي.
من جهتها اعلنت وزارة الحرب البريطانية ان طائرات حربية بريطانية اغرقت سفينة حربية تابعة للنظام الليبي. ومع اقتراب الثوار من العاصمة والتوعد بالسيطرة عليها قبل نهاية شهر رمضان المبارك. دعا وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني سكان طرابلس الى الالتحاق بالثوار. وقال فراتيني "نأمل ان يدرك سكان طرابلس الذين يقوم جزء كبير منهم بالهروب ان النظام ألحق ضررا بشعبه وان ينضموا الى عملية التغيير السياسي عبر سحب كل هامش للمناورة من نظام القذافي". واضاف ان "النتائج العسكرية واضحة للجميع والمعارضة تتقدم باتجاه طرابلس وحالات الفرار من النظام تتزايد يوما بعد يوم".
في هذه الاثناء. اكد الثوار الليبيون انهم بدأوا صباح الجمعة هجوما على مدينة زليتن وتقدموا فيها خمسة كيلومترات ودخلوا الى وسط المدينة شرق طرابلس. وقال "المركز الاعلامي للمجلس العسكري في مصراتة" ان الهجوم بدأ في السابعة والنصف وانه "عند الواحدة بعد الظهر. تلقينا معلومات تفيد بان قوات الثوار دخلت الى وسط المدينة". واوضح المركز في بيان ان "المعارك بدأت بقصف مدفعي استهدف مواقع كتائب القذافي ثم تبعه تحرك المقاتلين". واضاف ان 1230 مقاتلا من الثوار شاركوا في الهجوم الذي اتاح التقدم خمسة كيلومترات داخل زليتن، مؤكدا ان "القسم الشمالي من المدينة على طول الساحل بات تحت سيطرتنا". واعلن البيان اسر العقيد عمران علي بن سليم. مدير الاستخبارات في مدينة زليتن و"المسؤول عن ملاحقة واعتقال" الثوار. ولم يتم تأكيد هذه التصريحات من مصادر مستقلة.
وتقدم الثوار من مدينة مصراتة على بعد خمسين كلم الى الشرق منها. وهم يسعون منذ بداية اب/اغسطس الى السيطرة على المدينة الساحلية والتي يعيش فيها قرابة 200 الف نسمة. وشهدت زليتن معارك طيلة نهار الخميس. وقال الثوار انهم تقدموا و"اتخذوا مواقع في مناطق البازه والجنانات واولاد احمادي وحول فندق زليتن". واوضحوا ان 1230 من المقاتلين شاركوا في الهجوم، مقدرين "عدد جنود القذافي الذين قتلوا بما بين اربعين وخمسين" بينما "تم اسر 12 من المرتزقة الافارقة" ومصادرة سبع آليات مع اسلحة.
وقال الثوار انهم تقدموا في جنوب المدينة ايضا "في منطقة يطلق عليها اسم السير ليزلي" حيث تكبدت قوات القذافي خسائر بشرية ومادية جسيمة. وتحدثوا عن سقوط اربعين جريحا في صفوفهم بينهم عشرة اصاباتهم خطيرة. ولم يؤكد اي مصدر مستقل هذه الانباء. ويسعى الثوار الى قطع طرق الامداد عن طرابلس من تونس الى الغرب ومع سرت التي ينتمي اليها القذافي في الشرق بهدف تطويقها املا في انهاك صفوف القذافي ودفع المقربين منه الى الانفضاض عنه والسكان الى الانتفاض عليه.
وفي جنيف. قالت المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة جيميني بانديا ان آلاف الاجانب المقيمين في طرابلس يسعون الى مغادرة العاصمة الليبية مع اشتداد المعارك بين الثوار والقوات الموالية للقذافي. وقالت بانديا في لقاء مع صحافيين ان "هناك آلاف المصريين الذين سجلوا اسماءهم والمستعدين ليتم اجلاؤهم وكل يوم نتلقى طلبات جديدة". كما اشارت الى عدد من الافارقة الذين يريدون مغادرة طرابلس. وقالت ان هؤلاء "لا يستطيعون التوجه الى تونس برا بسبب المعارك على الجبهة الغربية". وتابعت ان المنظمة الدولية للهجرة تعد خططا لاجلائهم بحرا على الارجح في "اسرع وقت ممكن". وقالت ان صحافيين ايضا طلبوا اجلاءهم من العاصمة. من دون تفاصيل.
من جانبها. قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان اشتداد المعارك بين الثوار وقوات القذافي ادى الى "تدهور سريع في الوضع الانساني" في العديد من المدن. وقالت اللجنة في بيان نشر الخميس ان "اشتداد حدة القتال خلال الأيام القليلة الماضية ادى الى تدهور سريع في الوضع الانساني في البريقة والزاوية وغريان وصبراتة (غرب وجنوب غرب طرابلس) وبالقرب من مصراتة وفي المناطق المحيطة بها". واضافت "يساور اللجنة الدولية للصليب الاحمر قلق شديد ازاء العدد المتزايد من المصابين وإزاء الادعاءات المتعلقة بإساءة استخدام حاملي السلاح لمرافق الرعاية الصحية". وتابعت "يجب على الاطراف في اي نزاع مسلح. بموجب القانون الدولي الانساني. التفريق في جميع الاحوال بين المدنيين والمقاتلين. واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لحقن دم المدنيين. ويجب أيضا عدم التعرض للطواقم والمرافق الطبية". وتابعت "اننا نسمع عن مهاجمة مستشفيات أو استخدامها لأغراض عسكرية. وقد رأى مندوبونا يوم الثلاثاء في البريقة عدة سيارات إسعاف مصابة بطلقات نارية. ويهدد هذا الامر تقديم الرعاية الصحية للجرحى والمرضى تهديدا خطيرا". واضافت "لا يمكن حتى الآن الوصول إلى بعض المناطق التي تشهد القتال الأكثر ضراوة. ونأمل أن يسمح لنا سريعا بالوصول إليها لكي نتمكن من تقديم المساعدة اللازمة للناس. ونحث كافة المشاركين في القتال على تيسير الوصول إلى هذه المناطق للاغراض الانسانية".