تناولت الصحف اللبنانية الصادرة محليا صباح اليوم الثلاثاء 26-8-2014 الحديث محليا في ملف المخطوفين العسكريين في عرسال وملف الانتخابات النيابية والرئاسية، كما تحدثت الصحف عن جديد التطورات العسكرية للازمة السورية
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة محليا صباح اليوم الثلاثاء 26-8-2014 الحديث محليا في ملف المخطوفين العسكريين في عرسال وملف الانتخابات النيابية والرئاسية، كما تحدثت الصحف عن جديد التطورات العسكرية للازمة السورية من جهة ومن جهة اخرى عن التطورات العسكرية والسياسية للعدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
السفير
المخطوفون في أنفاق «خربة يونين».. تكليف رسمي لإبراهيم «بالصورة»
عرسال الأسيرة: نزوح ومداهمات ولوائح بمطلوبين!
سعدى علوه
نبدأ جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الرابع والتسعين على التوالي.
لبنان يغرق يوما بعد يوم في المزيد من الوحل السياسي والأمني.
تتضاعف الأخطار على بلد يفتقد القامات الوطنية، من يُقَدِّم العام على الخاص، ومن يضع أولوية حماية الناس على أية أولوية أخرى. لكن الحقيقة أن هوس السلطة والمنافع والحسابات الشخصية تتقدم على أي اعتبار آخر، والأدلة كثيرة في السياسة والاقتصاد والأمن والاجتماع وكل اليوميات اللبنانية.
أكثر من ثلاثين عسكريًّا لبنانيًّا ينتظرون صحوة وطنية لبنانية تعيدهم إلى رفاقهم وأهلهم وبلدهم، لكن الحسابات الضيقة لدى بعض الداخل والخارج، تزيد من مرارتهم ومرارة عائلاتهم الباحثة عمن يعطيها الخبر اليقين، فلا يأتيها إلا الكلام المتلعثم.
ومن عرسال مجددا، يستمر الجرح مفتوحا. تصرخ البلدة بأعلى صوتها منادية دولتها أن تأتيها، ومؤسساتها العسكرية والأمنية أن تحميها، فلا تجد أحدا، لكأنها «صارت جزءا من دولة الخلافة» كما يردد أمير «النصرة» في القلمون أبو مالك التلي!
الوقائع من عرسال كثيرة:
÷ أكثر من 100 عائلة غادرت البلدة حتى الأمس، وستشهد الأيام المقبلة، نزوحا أكبر ربطا بموسم المدارس ومخاوف الأهالي على مستقبل أولادهم..
÷ عدد من أبناء عرسال يغادرونها نهائيا أو يكتفون بتمضية النهار فيها، بعد تلقيهم تهديدات مفادها أن ثمة لائحة أعدتها «النصرة» و«داعش» وتقضي بتصفية كل مشتبه بتعاونه مع الجيش ومخابراته.
÷ تحصل مداهمات يومية من قبل المسلحين لمنازل في عرسال، وذلك بعناوين مختلفة، حتى أن أحد الشبان تعرض للجلد لأنه «تعرض للذات الإلهية»، وعندما سأل البعض عن مصدر الأحكام، جاءه الجواب «المحكمة الشرعية»!
÷ البلدة التي يبلغ إنتاجها من المقالع والكسارات حوالي مليون دولار يوميا، صارت أكثر من 50 في المئة من مصالحها مقفلة بالكامل.. وأحيانا يطلب المسلحون من أصحاب المشاغل إقفالها بصورة مفاجئة كما حصل في اليومين الماضيين.
÷ المسلحون يتنقلون بين عرسال وجرودها بصورة طبيعية جدا، لا بل أعادوا تموضع عدد من «الخلايا النائمة» في عرسال، ومن المصادفات أن تعمد دوريات رسمية لبنانية الى غض النظر عن حركة المسلحين عند بعض المعابر.
÷ حاول نازحون سوريون، أمس، بناء مخيم جديد بعدما استأجروا أرضاً من أحد أبناء عرسال، فكان أن هبّ جيرانه ومنعوه من تأجيرها لهم ومن بناء المخيم.
÷ تزداد يوما بعد يوم أعداد المسلحين في المنطقة الجردية المحيطة بعرسال أو القريبة منها.
هذه بعض الوقائع وليس كلها برسم دولة تتعاطى مع بلدة لبنانية تضم أكثر من 35 ألف نسمة وكأنها منطقة مسلوخة من لبنان، بينما لسان حال الأهالي أن لا بديل من القوى العسكرية والأمنية حتى تستمر الناس في أرضها.
وعلى مسافة كيلومترات قليلة من عرسال، يمضي العسكريون اللبنانيون الأسرى يومياتهم في نفقَين عسكريَّين معروفَين باسم «أنفاق خربة يونين» أو «أنفاق وادي الجبل»، وهما من مخلفات «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» في العام 1982، ويبلغ عمق كل واحد منهما ما يزيد على مئة متر، وأحدهما يتشعب يمينا ويسارا بينما يتخذ الآخر شكل حرف (L ) بالفرنسية.
وقد أمكن تحديد مكان وجود العسكريين عبر برنامج متطور لتعقب الاتصالات، غير أن المعضلة التي تواجه أية محاولة للوصول إلى الأنفاق هي الافتقار إلى الطيران المروحي الهجومي المزوَّد بأنواع معينة من الصواريخ، فضلا عن عوامل جغرافية ولوجستية تجعل محاولة الوصول إليهم نوعا من المخاطرة الكبرى.
في هذه الأثناء، شكّلت الصورة التي جمعت، مساء أمس، وزير الداخلية نهاد المشنوق ومدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم ولجنة أهالي العسكريين المفقودين، في وزارة الداخلية، أول إعلان رسمي عن تكليف ابراهيم بالمهمة التي كان قد دشنها باجتماعه منذ أيام بمدير المخابرات القطرية في العاصمة التركية، على أن يشكل اللقاء الثاني بينهما مناسبة لوضع آلية محددة للتفاوض والمطالب، وذلك على قاعدة السقف الذي حدده رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الداخلية برفض أية مقايضة بين العسكريين وبين أي موقوف في روميه.
وأبلغ المشنوق الأهالي أن أولادهم هم أولاد الدولة أولا وبالتالي سلامتهم من سلامة الدولة وكرامتهم من كرامة كل مسؤول أو مواطن إلى أي طائفة أو مذهب أو حزب انتمى، وتعهّد بأن «أمر إعادتهم سالمين واجب والتزام ومسؤولية وطنية جامعة لا مكان فيها للتهاون أو التلكؤ أو الانكفاء، كما أنه لم يكن ولن يكون موضع مساومة أو تفريط»، وتمنى على الأهالي الصبر لأن المسألة تحتاج إلى وقت طويل.
وكان لافتا للانتباه أن الخاطفين يحاولون عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي استثمار عملية خطف العسكريين للتحريض على «حزب الله»، وذلك عبر الربط بين حريتهم وبين انسحاب الحزب من سوريا.
وفي هذا السياق، تلقت عائلة الدركي بيار جعجع، مساء أمس، اتصالا هاتفيا منه عبر هاتف أمنته «جبهة النصرة»، وطالب فيه أهالي بلدته والقرى المسيحية المجاورة بالنزول إلى الشارع للضغط على الحكومة للسعي للإفراج عن العسكريين، و«على حزب الله للانسحاب من سوريا». وقال: «حياتنا في خطر في حال حاول البعض تحريرنا بالقوة لأنه في ذلك يحكم علينا بالقتل».
البنتاغون يريد تحالفاً إقليمياً ضد «داعش»
دمشق: أهلاً وسهلاً بالجميع... للتعاون
أعلن وزير الخارجية في حكومة تسيير الأعمال السورية وليد المعلم، أمس، أن بلاده مستعدة للتعاون مع جميع الدول، ومن بينها الولايات المتحدة، من أجل مكافحة الإرهاب، لكنه شدد، مثل نظيره الروسي سيرغي لافروف، على ضرورة الحصول على موافقة السلطات السورية والتنسيق معها قبل شن أي ضربة عسكرية، وإلا فإن دمشق ستعتبر هذا الأمر عدوانا عليها.
وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست أن الرئيس الأميركي باراك أوباما «لم يتخذ بعد قرارا» بشأن توجيه ضربات جوية لمواقع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» في سوريا.
وذكر الجيش الأميركي أنه يعد خططا عسكرية للضغط على «داعش» في سوريا. وقال المتحدث باسم رئيس أركان الجيوش الأميركية مارتن ديمبسي النقيب اد طوماس أن الخيارات ضد «داعش» ما زالت قيد الدراسة، مشددا على الحاجة إلى تشكيل «تحالف من الشركاء الإقليميين والأوروبيين القادرين».
وأضاف أن ديمبسي «يجهز مع القيادة المركزية خيارات التعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق وسوريا عبر مجموعة من الأدوات العسكرية، بما في ذلك الضربات الجوية. الخلاصة هي أن قواتنا في موضع جيد لإقامة شراكة مع حلفائنا الإقليميين ضد الدولة الإسلامية». وأعلن أن ديمبسي يعتقد أنه لا بد من ممارسة ضغط على «داعش» في العراق وسوريا، وأن هزيمة التنظيم تستلزم جهدا متواصلا على مدى زمني طويل «وأكثر بكثير من (مجرد) عمل عسكري».
وأكد مسؤولان أميركيان تجهيز خيارات توجيه الضربات ضد «داعش» في الأراضي السورية. وقال أحدهما إن التخطيط للأمر جار منذ أسابيع. وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع «لم نتخذ هذا القرار بعد» في إشارة إلى بدء الغارات.
وقال المعلم، في مؤتمر صحافي في دمشق، «نحن جاهزون للتعاون والتنسيق مع الدول الإقليمية والمجتمع الدولي من أجل مكافحة الإرهاب في إطار قرار مجلس الأمن» الرقم 2170.
وعما إذا كانت هذه الجهوزية تشمل التنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا، قال: «أهلاً وسهلاً بالجميع»، مضيفاً أن دمشق مستعدة للتعاون «من خلال ائتلاف دولي أو إقليمي، أو من خلال تعاون ثنائي»، معتبرا أن سوريا يجب أن تكون مركز «الائتلاف الدولي بسبب موقعها الجغرافي والعملاني، وإلا هل يحاربون داعش بالمناظير؟ لا بد أن يأتوا إلى سوريا للتنسيق معها من أجل مكافحة داعش والنصرة، إذا كانوا جادين».
وبشأن ضربات جوية أميركية محتملة في سوريا، قال المعلم «إننا جاهزون للتنسيق والتعاون، لأننا نحن أبناء الأرض، ونعرف كيف تكون الغارة مجدية أو غير مجدية»، لكنه شدد على ضرورة التواصل مع دمشق وإلا فإن الضربات ستعتبر عدواناً.
واعتبر المعلم أن الغارات الجوية لن تقضي لوحدها على «داعش» و«جبهة النصرة»، مكررا الدعوة إلى «تجفيف منابع الإرهاب، ووقف التحريض الفكري على الإرهاب، والتزام دول الجوار بضبط الحدود وتبادل المعلومات الأمنية معنا»، مضيفاً: «لا بد من وقف التمويل والتسليح».
وفي موسكو، دعم لافروف قرار واشنطن استهداف «داعش» في العراق وسوريا، لكنه شدد على أن على الحكومات الغربية والعربية العمل مع السلطات السورية للتصدي لمسلحي التنظيم. وقال إن «الأميركيين والأوروبيين بدأوا الآن يعترفون بالحقيقة التي كانوا يقرون بها في أحاديثهم الخاصة، وهي أن الخطر الأساسي على المنطقة، وعلى مصالح الغرب، لا يتمثل في نظام (الرئيس) بشار الأسد، وإنما في احتمال استيلاء الإرهابيين في سوريا ودول أخرى في المنطقة على السلطة».
ميدانيا، تصاعد التوتر في الزبداني، بعد فترة من تسرب أنباء عن مساع يقودها وسطاء لإجراء تسوية في المدينة، وذلك مع شن مسلحين ينتمون إلى «كتائب خالد» هجوما من داخل المدينة، بالتوازي مع هجمات شنها عناصر من «أحرار الشام» و«جبهة النصرة» من الخارج، مستهدفين نقاطا للجيش السوري في محيط المدينة، الأمر الذي أدى إلى مقتل 9 جنود، وفق ما ذكر مصدر ميداني.
وقالت مصادر أهلية من داخل المدينة إنه وبالتزامن مع هجمات المسلحين، شنت طائرة حربية غارتَين ما أدى إلى مقتل نحو 15 مسلحاً، كما كثف الجيش قصفه المدفعي لمواقع داخلها.
ويأتي هذا التصعيد بعد اختراق «جبهة النصرة» للمدينة، وتمركز مقاتلين تابعين لها بداخلها، الأمر الذي «عسّر التسوية»، حسب ما ذكر مصدر أهلي، مشيراً إلى أن المدينة تشهد حركة نزوح كبيرة، وانتشاراً كبيراً للمسلحين في شوارعها، في حين استقدم الجيش السوري تعزيزات له، ما قد يمهد لعملية عسكرية واسعة، خصوصا بعد وصول «النصرة» و«أحرار الشام» إلى نقاط قريبة من «حاجز الشلاح»، فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية-»سانا» أن «وحدة من الجيش أحبطت محاولة مجموعة التسلل إلى إحدى النقاط العسكرية عند حاجز الشلاح.
وعلى الرغم من ارتفاع وتيرة المعارك في المدينة، إلا أن مصدراً أهلياً أشار، خلال حديثه إلى «السفير»، إلى أن المساعي تتواصل لإعادة التهدئة إلى المدينة، معتبرا أن الحكومة تريد التوصل إلى ضمان سلامة سكان المدينة التي كانت تعتبر من أهم المدن السياحية في ريف دمشق.
وفي ريف حلب الشمالي، تتواصل المعارك العنيفة بين الفصائل المسلحة وعناصر «داعش». وقالت مصادر معارضة إن الفصائل المسلحة تمكنت من استعادة السيطرة على مجموعة قرى على محور أخترين هي: العادلية، الظاهرية، السيد علي، الحصية، التقلي، في حين تستمر المعارك العنيفة على محور بلدة صوران.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع إعلان مجموعة فصائل «إسلامية» متشددة تشكيل غرفة عمليات مشتركة للتصدي إلى «داعش»، تحت عنوان: «نهروان الشام». ومن أبرز الفصائل، التي وقّعت على البيان وانضمت إلى «غرفة العمليات»: «الجبهة الإسلامية»، التي تضم أيضا «لواء التوحيد»، «جيش المجاهدين»، «حركة حزم»، «حركة نور الدين الزنكي»، بالإضافة إلى مجموعة من الفصائل الأخرى الصغيرة، في حين غابت «النصرة» عن «غرفة العمليات»، وقامت بسحب عناصرها من مناطق التماس والتمركز في أعزاز قرب الحدود التركية.
50 يوماً على بدء العدوان على غزة
المقاومة ترسّخ معادلة «الاستنزاف».. والتفاوض
حلمي موسى
تدخل الحرب الإسرائيلية يومها الخمسين هذا النهار، وكأن أيامها التسعة والأربعين الماضية لا تختلف: تدمير جنوني إسرائيلي وصمود فلسطيني مقاوم وأحاديث عن وقف النار. لكن أيام الحرب، كما أيام السلم، تبدو متشابهة في ظاهرها، لكن ما يميزها هو أثرها على التيارات الأعمق بعيداً عن السطح. فالجمهور الفلسطيني في الوطن والشتات استعاد الثقة بإمكانية فتح بوابات المستقبل بعدما كان الجدار عالياً بينهم وبينه. والجمهور الإسرائيلي فقد ثقته بالجيش والحكومة على حد سواء، ولم يعد مرضياً له فقط إثبات حجم الدمار في الجانب الفلسطيني.
في اليوم التاسع والأربعين للحرب ظلت الطائرات الإسرائيلية تغير وتدمر جنونياً على أمل حسم المعركة أو تلطيف مواقف المقاومة في المفاوضات من أجل الحل. وحافظت المقاومة حتى هذا اليوم على وتيرة إطلاق صواريخ لم تختلف عن يومها الأول ولم تغير موقفها من سبل الحل واشتراطاته. وبقي أمام الجميع سؤال عمن أفلح وخاب في تقديراته واستعداداته: حرب استنزاف أم حرب طحن وتقطيع؟
بعد خمسين يوماً من حرب الدولة الأقوى في المنطقة على المنطقة الأشد حصاراً والأضعف مورداً يصعب الخطأ في التقدير: هذه حرب استنزاف.
وواصلت إسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة، حيث استشهد تسعة فلسطينيين أمس بينهم الصحافي عبدالله مرتجي، بحسب ما أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع أشرف القدرة. وأعلنت متحدثة باسم جيش الاحتلال أن الطيران الاسرائيلي شن 30 غارة جوية.
وأفاد شهود أن الغارات أدت إلى تدمير مسجدين، أحدهما في حي الزيتون في وسط غزة، والآخر في بيت حانون في شمال القطاع، فضلاً عن تدمير عدد من المنازل في جباليا شمالاً والبريج والنصيرات في وسط القطاع.
في إسرائيل بدأت، رسمياً، عملية ترحيل سكان غلاف غزة في محيط سبعة كيلومترات من الحدود تحت مسمى «إنعاش»، برغم أن الجميع يعرف أنها ليست كذلك.
في إسرائيل بدأت مكانة الجيش والحكومة في التدهور لدى الجمهور الإسرائيلي، خصوصاً وهو يسمع الإهانات التي توجه إلى رئيس أركان الجيش من جانب وزراء، ويسمع إهانة الوزراء لبعضهم البعض ولرئيسهم بنيامين نتنياهو. ونتنياهو، الطامح إلى تخليد نفسه زعيماً لدولة إسرائيل وأطول رؤساء الحكومات عمراً في المنصب، يجد نفسه أمام انهيار هائل على الصعيد الشعبي.
فقد أظهر استطلاع نشرته القناة الثانية أنه خلال شهر تراجع تأييد الجمهور لرئيس الحكومة الإسرائيلية بأكثر من أربعين نقطة. وبحسب الاستطلاع، فإن 38 في المئة من الإسرائيليين فقط يعتبرون أداء نتنياهو في الحرب جيداً. وهذه نسبة ضئيلة تذكر الجميع بما حدث لرئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إيهود أولمرت في حربه في العام 2006 على لبنان. والأدهى أن هذا التأييد هبط خلال الأربعة أيام الأخيرة من 55 في المئة، بعدما كان نتنياهو قد نال 82 في المئة من التأييد عندما أمر بشن العملية البرية.
وكتب المعلق الأمني البارز أمير أورن أمس، في صحيفة «هآرتس»، أنه بحساب بارد، مقارنة بما كان في السابع من تموز، يوم إعلان الحرب على غزة، يظهر أن إسرائيل خسرت أكثر. أي اتفاق لوقف النار سيعيد الوضع إلى سابق عهده بعد خسارة 68 قتيلاً ومئات الجرحى وآلاف النازحين عن بيوتهم، وهذا في مقابل الخسارة الفلسطينية لا شيء.
لكن «حماس» أفلحت في تشويش حياة الإسرائيليين في عدة مستويات بينها التعليق الجزئي للملاحة الجوية وإلغاء افتتاح دوري كرة القدم وتهديد بتأجيل العام الدراسي. و«حماس» ردعت وزير الدفاع الإسرائيلي، البطل المغوار من سييرت متكال والمظليين، عن زيارة ناحال عوز خشية التعرض لقذائف الهاون. ونتنياهو لا يملك القدرة على الدخول بالحرب إلى شهر أيلول حيث تبدأ الأعياد، والواضح أن آخر أيام الحرب ستكون أول أيام المعركة الانتخابية.
عموماً، وبرغم التلميحات المتزايدة بشأن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف النار، إلا أن أي اتفاق فعلي بهذا الشأن لم يتم التوصل إليه. ويبدو أن هناك إصراراً من جانب المقاومة على رفض أي اتفاق لا يضمن فك الحصار عن قطاع غزة، فيما تعمل إسرائيل على رفض أي اتفاق لا يضمن لها في مقابل ذلك تجريد القطاع من السلاح.
وفي ظل الحديث الإسرائيلي المتزايد عن إنهاك فصائل المقاومة، فإن الإطلاقات من غزة تتحدى هذا القول حيث أطلقت الصواريخ أمس على نطاق واسع ما بين بئر السبع واللد وتل أبيب وما بعد تل أبيب. وحتى ساعات المساء الأولى كان الحديث يدور عن إطلاق ما لا يقل عن 120 صاروخاً. وبديهي أن هذه الوتائر تشهد على عدم صحة الأحاديث حول تراجع كمية النيران.
وقد اضطر معلق إسرائيلي للقول إنه حتى إذا صحت التقديرات بأن لدى المقاومة في غزة الآن حوالي ثلاثة آلاف صاروخ، فضلاً عن آلاف قذائف الهاون، فإن ذلك يضمن استمرار الحرب لأكثر من شهر.
وفيما تتحدث مصادر فلسطينية ومصرية عن تقدم نحو وقف إطلاق النار وتعلن أنه سيكون لمدة شهر، يرى معلقون إسرائيليون أن هذا مجرد كلام. إذ لا يعقل لغزة القبول بوقف نار بعد كل هذه التضحيات يعيدهم إلى ما كانوا عليه، كما يصعب على إسرائيل تقبل اتفاق يمنح المقاومة صورة النصر. لذلك يراهن البعض على أن الاحتمال الأكبر هو أن تحث الولايات المتحدة في نهاية الأسبوع الحالي على قرار من مجلس الأمن الدولي يفرض وقف النار.
لكن هناك من يصر على أن المبادرة الأميركية في مجلس الأمن المنسقة مع إسرائيل لن يكتب لها النجاح إلا إذا تكاملت مع المبادرة المصرية.
وقالت مصادر إسرائيلية رسمية إن «الأمور غير واضحة» وان تل أبيب تطلب استفسارات من الحكومة المصرية بشأن الصيغة الأخيرة. وأشار مراسلون إلى أن إسرائيل توافق على وقف نار طويل وترفض أي وقف نار لمدد قصيرة. لذلك فإن الكرة في الملعب المصري الذي في نظر إسرائيل عليه أن يكون أشد حرصا هذه المرة حتى لا تنهار الهدنة كما حدث في الماضي.
ومع ذلك شددت مصادر إسرائيلية على أن نتنياهو يجري طوال الوقت مداولات مع كبار مساعديه حول وقف النار. وأشارت إلى أن نتنياهو وموشي يعلون وبني غانتس أجروا مساء أمس، آخر المداولات بشأن المبادرة المصرية التي وصلت إلى إسرائيل في وثيقة مفصلة.
ويقال إنه إذا وافق الطرفان على الصيغة المصرية الأخيرة فمن المتوقع أن يصل وفدا الطرفين إلى القاهرة فور إبلاغ الموافقة. ويرى المعلقون الإسرائيليون أنه ليس ثمة شيء مؤكد حتى الآن في هذا الصدد، برغم وجود تلميحات مصرية بأن الورقة تستند في مرحلتها الأولى إلى وقف نار على أساس تفاهمات العام 2012.
تجدر الإشارة إلى أنه ترددت معلومات غير مؤكدة عن رفض حركة حماس للصيغة الأخيرة وأنها تطالب بإدخال تعديلات عليها.
وكان مهماً كلام الرئيس الإسرائيلي السابق، شمعون بيريز أمس، حول ما يعتبره «خللاً» في أداء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر في كل ما يتعلق بحرب «الجرف الصامد».
وامتدح بيريز جيل الشباب الذي تجلى كجيل جدي في نظره حيث كان الجنود والقادة العسكريون «غير مذعورين ولا يثرثرون». وفهم البعض أن إشارته هذه هي انتقاد لأعضاء المجلس الوزاري المصغر الذين كانوا يتصرفون بذعر، مطالبين بتنفيذ شعارات، وكانوا طوال الوقت يثرثرون في وسائل الإعلام.
ومن البديهي أنه لا يمكن الحديث عن الحرب من دون الحديث أيضا عن آثارها الاقتصادية. فقد خفض «مصرف إسرائيل» أمس، نسبة الفائدة في المصارف على الودائع إلى ربع الواحد في المئة، وهي أدنى نسبة في تاريخ إسرائيل.
وبرر المصرف هذه الخطوة بتباطؤ الاقتصاد الذي تفاقم بوضوح نتيجة حرب «الجرف الصامد». وتعتقد أوساط إسرائيلية مختلفة أن تكاليف الحرب وعواقبها قد تمنع حدوث نمو اقتصادي في إسرائيل في الأعوام المقبلة."
النهار
قضية الأسرى في عناية الوساطات المتكتّمة
تمدّد سوري شرقاً وتسخين صاروخي جنوباً
ومن جهتها كتبت صحيفة "النهار" تقول "دخلت أزمة الفراغ الرئاسي شهرها الرابع وسط عودة الكلام غير المسند الى أي معطيات جدية ثابتة عن محاولات متكررة لجعل الثاني من ايلول المقبل موعد الجلسة الانتخابية ال