أوباما الذي كان يقضي عطلته أيضاً في «مارثا فاينيارد»، فقد لعب خلال الإجازة التي دامت أسبوعين تسع جولات من الغولف استغرقت كل منها نحو خمس ساعات.
لا يكتفي الشعب الأميركي بمحاسبة رؤساء بلاده خلال أيام العمل فقط، بل يتبعونهم عادة إلى أماكن عطلهم، حتى أضحى لرؤساء الولايات المتحدة تاريخ حافل من الأزمات والصيت السيئ عندما يتعلق الأمر بالعطلة السنوية.
واكتشف الرئيس الأميركي باراك أوباما متأخراً خلال الأسبوعين الماضيين أنه قد يواجه كأسلافه مشاكل عديدة خلال عطلته الخاصة، لأنها قد تعطي الانطباع بأنه بعيد جداً عن الهموم التي تشغل بال مواطنيه وتؤرق أفكارهم.
وعاد أوباما إلى العاصمة الأميركية أمس الأول، ليجد أمامه مهمة إصلاح بعض ما شاب سمعته بعدما تعرض لانتقادات عنيفة لأنه مارس رياضة الغولف في عز الحرب التي يشنها «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» على الأقليات في العراق، وفي لحظة الاضطرابات العرقية في ولاية ميسوري، كما في خضم المواجهة التي حدثت بين طائرة صينية وأخرى أميركية فوق اليابان، من دون إغفال تجدد العنف في أوكرانيا.
لكن ما حدث مع أوباما ليس جديداً، بل هو حالة لطالما واجهها الرؤساء الأميركيون المعاصرون، إذ تعرض قبله الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب للانتقاد حين استقل زورقاً سريعاً باهظ الثمن قبالة سواحل ولاية ميتشيغن فيما كانت البلاد تواجه تباطؤاً اقتصادياً.
وفي العام 2002، تعرض جورج بوش الإبن إلى الاستهزاء حين توجه للصحافيين في ملعب الغولف قائلاً «تابعوا هذه الضربة»، بعدما كان أدلى لتوه ببيان شديد اللهجة عن «الإرهاب»، ما اضطره إلى التخلي عن هذه الرياضة تماماً خلال فترة رئاسته، تفادياً لإثارة الجدل حولها.
ولم يفلت بيل كلينتون بدوره من الانتقاد الإعلامي والشعبي، حين قضى عطلة باهظة التكاليف في مصيف مارثا فاينيارد في وقت كان يحاول فيه التقرب من «المواطن الأميركي العادي».
أما أوباما الذي كان يقضي عطلته أيضاً في «مارثا فاينيارد»، فقد لعب خلال الإجازة التي دامت أسبوعين تسع جولات من الغولف استغرقت كل منها نحو خمس ساعات.
لكن لعب أوباما الغولف مع نجم كرة السلة السابق ألونزو مورنينغ يوم الأربعاء الماضي بعد دقائق معدودة من إلقائه كلمة بدا فيها متأثراً للغاية، وهو يتحدث عن ذبح مقاتل من «الدولة الإسلامية» للصحافي الأميركي جيمس فولي تصدر عناوين الصحف، وهذا من دون أدنى شك يشكل مشكلة كبيرة بالنسبة لرئيس تراجعت نسبة تأييده إلى 40 في المئة، وتحديداً قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في شهر تشرين الثاني المقبل.