26-11-2024 05:34 AM بتوقيت القدس المحتلة

داود أوغلو أمام امتحان "داعش"

داود أوغلو أمام امتحان

يعيّن اليوم "حزب العدالة والتنمية" بالانتخاب وزير الخارجية أحمد داود اوغلو رئيسا له وللحكومة، وذلك في مؤتمر استثنائي تقرر عقده على عجل بعد انتخاب رئيسه السابق رجب طيب اردوغان رئيسا للجمهورية



محمد نور الدين

يعيّن اليوم «حزب العدالة والتنمية» بالانتخاب وزير الخارجية أحمد داود اوغلو رئيسا له وللحكومة، وذلك في مؤتمر استثنائي تقرر عقده على عجل بعد انتخاب رئيسه السابق رجب طيب اردوغان رئيسا للجمهورية.

ونزل الحزب عند رغبة اردوغان رغم امتعاض العديد من القيادات على الاختيار، وعلى طريقة الاختيار، التي لا تمت بصلة إلى جوهر الديموقراطية داخل الأحزاب.

وابتداءً من الغد يمكن القول إن تركيا دخلت في عهد داود اوغلو، رغم أن اردوغان سيبقى هو الآمر الناهي.
ويأتي احمد داود اوغلو في ظل تطورات وتوترات إقليمية بالغة الخطورة، ولا سيما في سوريا والعراق، خصوصا أن تركيا توضع الآن في فوهة مدفع الاتهام بأنها الداعم الميداني الأساسي لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش».

وتوقف المراقبون عند الهجمة اليومية من قبل الإعلام البريطاني والأميركي على حكومة «العدالة والتنمية» ودورها في دعم الإرهاب في سوريا والعراق. ولم يفت المسؤولين الأتراك موقف رئيس الأركان الأميركي مارتن ديمبسي من أن «داعش» يشكل تهديدا لدول مثل تركيا والسعودية والأردن أكثر منه للولايات المتحدة وأوروبا. كذلك التحقيق الذي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» في 13 آب الحالي حول أن تركيا بسطت السجاد الأحمر لـ«داعش»، وان الريحانية تحولت إلى مركز تجاري لعناصرها.

وحذر النائب السابق عن «العدالة والتنمية» سعاد كينيكلي أوغلو من خطر «داعش» على تركيا. وقال، في مقالة له في صحيفة «راديكال»، ان من أحد الأسباب الرئيسية لنمو «داعش» على الحدود التركية، هو عدم قدرة أنقرة على الخروج من مأزقها في سوريا بسبب سياساتها الخاطئة.

وحذر من وضع عشرات، بل مئات الشبان الأتراك، الذين يتركون منازلهم والجوامع في الأناضول للالتحاق بـ«داعش». ويقول إن «احد مستشاري وزير الخارجية قال قبل سنتين إن الجهاديين ضروريون للتخلص من نظام بشار الأسد، ولن يتمكنوا من السيطرة على سوريا بعد ذهاب الأسد»، لكنه يقول انه «لا (الرئيس السوري بشار) الأسد رحل ولا النظام انهار».

وقال إن «تركيا بسبب داود اوغلو اتبعت سياسة غير متوازنة، وفقد الجيش التركي قدرته على الردع ومنع استباحة الحدود». ويضيف ان «تركيا أمام حصد نتائج عدم توقع هذه التطورات»، معتبرا أن «فتح الحدود أمام داعش وتنقلهم بحرية وإعطاءهم مقابلات تلفزيونية، ليست مجرد شائعات بل مثبتة بالمستندات. وإذا لم تتخذ تركيا منذ اليوم التدابير الجدية لمواجهة خطر داعش فإن الأمر سيرتد على رأسها لاحقا».

وعكست دراسة أجرتها مؤسسة «متروبول» واقعا مخيفا حول التعاطف الذي تلاقيه «داعش» داخل تركيا. إذ ترى الدراسة التي أجريت، خلال حزيران الماضي، ونشرت قبل أيام أن حوالي ثلث الشعب التركي إما لا يرى في «داعش» تنظيما إرهابيا أو لا فكر لديه.

ويقول 70 في المئة إن «داعش» تنظيم إرهابي مقابل 11.3 في المئة يقولون بأنه غير إرهابي، و18 في المئة لا رأي لهم. لكن نسبة من يقولون انه تنظيم إرهابي ينخفض لدى ناخبي «العدالة والتنمية» إذ يبلغ 62 في المئة، بينما يرتفع لدى ناخبي «حزبي الشعب الجمهوري» و«الحركة القومية» ليصل إلى 81 في المئة. والأخطر أن نسبة 16 في المئة من ناخبي «العدالة والتنمية» لا يرون في «داعش» تنظيما إرهابيا، وهي نسبة مخيفة تعادل ثلاثة ملايين على الأقل من ناخبي الحزب. ويرى 51 في المئة أن «داعش» له قاعدة تنظيمية داخل تركيا، علما بأن الأرقام المتداولة تشير إلى ما لا يقل عن 5 آلاف مقاتل في «الدولة الإسلامية» هم من الجنسية التركية.

أمام هذا المشهد المتفجر والدامي، وصورة تركيا في العالم كبلد داعم للإرهاب، ستكون مهمة احمد داود اوغلو كرئيس للحزب الحاكم والحكومة أمام امتحان جدي، خصوصا أن الضغوط تتصاعد على أنقرة بعد صدور قرار مجلس الأمن 2170 حول محاربة «داعش» و«جبهة النصرة» والموقع الذي ستكون فيه تركيا من التحالف الدولي المحتمل لمحاربة «الدولة الاسلامية».

http://www.assafir.com/Article/1/368644

 

موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه