أطلقتَ في وطني أسمى مقاومةٍ وصوتُ نصرك نصرالله ينشدُهُ
يا سيدَ السجنِ، ها عيناكَ ترعدُهُ
وأنت للسجنِ مولاهُ وسيّدُهُ
يا يوسفَ السجنِ فيكَ القيدُ مفتتنٌ
يرنو لسحركَ فاحتُزّتْ به يدُهُ
أذّنتَ بالفجرِ فانجابت به ظلمٌ
ومسرحُ الفجرِ كلُّ الكونِ يشهدُهُ
يا سيّدَ الصبحِ قد أعطيتنا أملاً
والصبحُ حُدّدَ في عينيكَ موعدُهُ
أطلقتَ في وطني أسمى مقاومةٍ
وصوتُ نصرك نصرالله ينشدُهُ
****
قرأت في دفترِ الأيامِ ما كتبتْ
سوالفُ الدهرِ لمّا خانَهُ غدُهُ
سلالةُ الصخرِ تحكي عن صلابتِها
ومعدنُ المجدِ من كفيكَ محتدُهُ
ومقلعُ الريحِ من إعصارِ ما صَنعتْ
فينا الدواهي، وما زالتْ تجنّدُهُ
ومهبط الشمس في أرضي تباركها
عباءةُ الضوء، تلقاهُ وتوفدُهُ
من الجنوبِ إلى كلّ الدنى صدحتْ
منابرُ الشعرِ تهواهُ وتحمدُهُ
إمامَ قلبي وأبياتي وقافيتي
بريقُ عينيكَ في شعري يجدّدُهُ
****
غُيّبتَ في كبدِ الصحراءِ فانفلقتْ
عمامةُ الدينِ، لمّا غابَ مرشدُهُ
أُخِذتَ بالغدرِ في محرابِ أمتنا
وثعلبُ الغدرِ أوداهُ تمردُهُ
هو ابنُ ملجم يهوي فوق حيدرةٍ
فانهدَّ ركنُ الهدى وانشقَّ مسجدُهُ
****
عُدْ يا إمام إلأى أوطاننا لترى
وجهَ العروبةِ كيف الذلّ يحسدُهُ
كم من شقيقٍ عدوٍّ بين إخوتهِ
ووالدٍ كيف أضحى الإبنُ يجحدُهُ
كم حاكمٍ ظالمٍ يبني إمارتهُ
من الجماجمِ والأشلاءُ معبدُهُ
كم آمرٍ فاجرٍ يلهو بساحتنا
وكم دعيٍّ شقيٍّ خابَ مقصدُهُ
وكم زعيمٍ زنيمٍ نصفُهُ رجلٌ
وحولهُ الناسُ قطعانٌ تسوّدُهُ
ففي الخليجِ عباءاتٌ ملطخةٌ
وفي الحجازِ ملوكُ النفطِ تعبدُهُ
تآمروا وتباروا ضدَّ جلدتهم
وسارعوا لحوارٍ ضاعَ مقودُهُ
هم يزرعون بذورَ الحقدِ في وطنٍ
والكلُّ في جهلهِ يسعى ويحصدُهُ
****
عُدْ يا إمامُ فإنَّ الأرضَ أثقلها
هولُ المفاسدِ حتى البحرُ نفسدُهُ
عدْ يا إمامُ فإنَّ القدسَ أنهكها
ثقلُ الحديدِ وبابُ البيت يوصدُهُ
عُدْ يا إمامُ فإن الشامَ أحرقَها
مسخٌ تكالبَ والشيطانُ يرفدُهُ
عُدْ يا إمامُ قد اشتاقتكَ عاملةٌ
ولحن صوتِكَ ما زالتْ ترددُهُ
تركتَ فينا أماناتٍ مقدّسةً
حفظُ الأمانةِ في كفيّكَ موردُهُ
سنحفظُ العهدَ والميثاقَ ما بقيتْ
فينا عروقٌ وقلبٌ أنتَ سيّدُهُ
شعر: محمد البندر