تحقيق مجهّل من دون مصادر يحمل عنوانا كبيراً هو «الموجز تنفرد بتفاصيل محاولة الاغتيال التي تتكتم المخابرات المصرية الكشف عنها.. تركيا حاولت تفجير طائرة السيسي قرب الحدود مع جورجيا لنفي شبهة تورط أنقرة في المؤامرة.
يتفق مراقبو الإعلام المصري، على أنّ بعض وسائل الإعلام ارتكبت خلال الأيام القليلة الماضية، أخطاء مهنية غير مسبوقة، من حيث فجاجتها.
كلّ تلك الأخطاء تتعلق بالرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وصفته بعض وسائل الإعلام بصفات أسطورية، بينما اختلقت وسائل أخرى قصص عن بطولاته، أو فبركت حوارات مع نجوم يمدحونه، كأنّنا أمام منافسة في من ينافق الرئيس أكثر من الآخر؟.
المسيح المخلّص
في عددها الصادر يوم الاثنين 25 آب/ أغسطس الحالي، حمل غلاف صحيفة «الموجز» عنواناً رئيسياً هو «المسيح المخلص»، فوق صورة للسيسي. تشبيه السيسي بالمسيح المخلص سبقه في عدد سابق من الصحيفة ذاتها، تحقيق مجهّل من دون مصادر يحمل عنوانا كبيراً هو «الموجز تنفرد بتفاصيل محاولة الاغتيال التي تتكتم المخابرات المصرية الكشف عنها.. تركيا حاولت تفجير طائرة السيسي قرب الحدود مع جورجيا لنفي شبهة تورط أنقرة في المؤامرة.. وبوتين أعطى أوامر بانطلاق سرب من طائرات السوخوي الروسية المقاتلة لحماية طائرة الرئاسة المصرية حتى تصل إلى مدينة سوتشي.. والسيسي ظل محتفظاً بالابتسامة وترك مقعده وجلس في كابينة القيادة».
بدورها، وقعت صحيفة «الوطن» في ورطة، إذ نشرت حواراً في عددها الورقي الصادر أمس الأوّل الثلاثاء، بعنوان «ماجدة الرومي: قلبي بيدق لما أسمع السيسي». جعلت الصحيفة من الرئيس المصري بطلاً مطلقاً للحوار، ونسبت للمغنية اللبنانية تصريحات منها: «الرئيس عبد الفتاح السيسي يذكرني بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر، لقد كانت ضربات قلبي تدق بسرعة وأنا أستمع لخطابه وهو يطلب من الشعب أن يعاونه ويساعده في العمل في القناة الجديدة».
وبالرغم من أنّ الرومي أصدرت بياناً تنفي فيه إجراءها أيّ حوار مع الصحيفة، أو تحضيرها لأغانٍ عن قناة السويس الجديدة، إلا أنّ «الوطن» لم تحذف الحوار عن موقعها، ولم تعتذر عن نشر حوار مختلق، بل اكتفت بنشر خبر من سطرين عن أنّ الرومي تنفي إدلاءها بأيّ تصريحات صحافيّة.
الأسطول الأميركي على الخطّ
إعلامي مصري آخر اختلق أسطورة جديدة عن السيسي. فيوم الأحد الماضي قال المذيع محمد الغيطي مقدم برنامج «صحي النوم» على فضائية «التحرير»، إنّ الأسطول السادس الأميركي تحرّك بالقرب من المياه الإقليمية المصرية قبالة الإسكندرية، لاحتلال مصر، قبل فضّ اعتصامي النهضة ورابعة.
وأضاف انّ القوّات المسلحة المصرية بقيادة السيسي قامت بأسر قائد الأسطول، وهددت الرئيس الأميركي باراك أوباما بالمزيد إن لم تتراجع القطع البحرية خارج حدود المياه الإقليمية المصرية، بحسب تعبيره. نفى الجيش المصري في بيان رسمي قصّة الغيطي، مؤكداً أنها مختلقة ولا أساس لها من الصحة. بالرغم من ذلك، لم يعتذر المذيع عن كذبته، وما زال يطلّ على فضائية «التحرير» وكأن شيئاً لم يكن.
من وجهة نظر الصحافي المصري أكرم سامي، فإنّ الإعلاميين الذين يتخذون منهج النفاق الفج للنظام الحالي ستزول وجوهم قريباً، خصوصاً أن الجمهور نفسه لم يعد يتقبّل هذا النوع من الإعلام، والدليل على ذلك، هو حجم السخرية من تلك التغطيات الإعلامية في الفضاء الافتراضي. يضيف سامي لـ«السفير» انّ تعامل «بعض الإعلاميين مع السيسي بكلّ هذه الفجاجة يعود لاعتقادهم أنّ الأخير قد يعطيهم مناصب أو يضعهم في مكانة عالية، بالإضافة إلى سياسات القنوات الخاصة التي تريد أن تتقرب من السيسي بسبب مصالح مالكيها».
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه